صحف إسرائيلية عن 7 أكتوبر: كارثة تتطلب عقودا للتعافي
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
#سواليف
في الذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته #المقاومة_الفلسطينية في #غزة ضد #إسرائيل، انشغلت الصحف الإسرائيلية بتذكر أحداث ذلك اليوم باعتباره ” #كارثة_وطنية ” غير مسبوقة.
كما انشغل كُتابها بمعالجة القضية من منظور سياسي وأمني، تضمن نقدا شديدا للحكومة وافتقادها للإستراتيجية اللازمة للحرب، لكنه أظهر أيضا حالة من التوافق الإسرائيلي على الحرب رغم إخفاقاتها المتعددة.
وفيما يلي آراء أبرز كُتاب هذه الصحف:
إسرائيل خانت مواطنيها
كتب بن كسبيت، المحلل السياسي الأبرز في صحيفة معاريف، مقالا ناريا ينتقد فيه #الحكومة_الإسرائيلية بشدة، مؤكدا أن #إسرائيل خانت مواطنيها.
ويرى كسبيت أن المسؤولية الأولى والأهم لإسرائيل الآن هي إعادة أسراها لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مهما كان الثمن.
ويصف كسبيت ما حدث منذ 7 أكتوبر بـ”الكارثة”، ويعبر عن خيبة أمله من الحكومة قائلا “لقد خانت إسرائيل مواطنيها، وعلى إسرائيل أن تعيدهم إلى ديارهم وأن تدفع الثمن الكامل للقيام بذلك. أي نتيجة أخرى غير مقبولة وستشكل انتهاكا جوهريا للتحالف الإسرائيلي بيننا وبين بلدنا”.
ويوجه الكاتب انتقاداته للحكومة والسياسات التي أدت إلى ما وصفه بـ”العمى الرهيب والغطرسة والسياسة الكارثية”، التي تركت إسرائيل محاصرة بمن وصفهم بـ”الوحوش”، مشيرا إلى الإدمان على السلام المؤقت الذي لم يدم طويلا.
ويشدد بن كسبيت على أن استعادة الأسرى ليست مجرد واجب، بل ضرورة ملحة لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، مبينا أنه “حتى يتم إعادة 101 إسرائيلي إلى منازلهم أو قبورهم، سيكون من المستحيل أن نتنفس الصعداء، سيكون من المستحيل الفوز، سيكون من المستحيل العودة إلى الحياة الطبيعية”.
كما يُظهر الكاتب وجهة نظر متحفظة بشأن المواقف السابقة حول عدم التفاوض مع حماس، لكنه يعترف بأن الوضع الراهن يفرض موقفا مختلفا، عن صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011 والتي تم فيها تحرير أكثر من أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، ويقول إن “الوضع الآن مختلف تماما بعد أن تلقت حماس ضربات قوية”، حسب زعمه.
وفيما يشدد كغيره من الإسرائيليين على أن المهمة الآن هي استكمال هذه العملية الحاسمة بإصرار، فإنه يرى أن الخطر يكمن في تقاعس إسرائيل عن استعادة أسراها، محذرا من أن هذا الوضع سيهدد العلاقة الأساسية بين الدولة ومواطنيها، ويقول “علينا أن نغلق هذا الملف وأن نكون مستعدين لدفع الأثمان حتى ولو كانت عالية”.
أما المحللة السياسية سيما كدمون، فقد تناولت في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت العواقب النفسية والمجتمعية للسابع من أكتوبر على الإسرائيليين، مؤكدة أن التأثير العميق تجاوز الحوادث الفردية ليشمل المجتمع بأكمله.
وتوضح كدمون أنها كانت تبحث عن القاسم المشترك بين جميع الإسرائيليين الذين فقدوا الثقة في النظام والدولة، مشيرة إلى أن هذا الشعور بالفقدان يطال الجميع، حتى أولئك الذين لم يتأثروا بشكل مباشر.
وتشير كدمون إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من “صدمة وطنية” منذ وقوع الأحداث، مشددة على أن هذا الألم ليس مقصورا على أسر المختطفين أو القتلى، بل يمتد ليشمل أولئك الذين يشعرون بأنهم ضحايا حتى دون أن يكونوا قد فقدوا أحدا من معارفهم.
وتقول “القاسم المشترك هو فقدان الأمن الشخصي، مما أدى إلى فقدان الثقة، لأن النظام والدولة والجيش الذين كان من المفترض أن يحمونا ويحذرونا ويتصرفوا قد فشلوا جميعا”.
وتضيف “الشعور الأساسي الذي استندت إليه حياتنا هنا، أن هناك من يحمينا قد تحطم”.
كذلك، تُلقي كدمون باللوم على المستوى السياسي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو الذي كان في منصبه على مدى 15 عاما يجب أن يتحمل المسؤولية، وأن القيادة السياسية برمتها تتحمل جزءا من هذا الفشل.
وترى أن هذا اليوم يمثل انهيارا على مستوى الثقة الوطني، مؤكدة أن “الاحتفال الرسمي يهدف إلى وضعنا في النوم، ونسيان من تسبب بكل ما حصل”.
وتختتم بالقول إن الذكرى ليست مجرد مناسبة لاستذكار الضحايا، بل هي دعوة لإدراك عواقب الفشل المؤسسي، مشيرة إلى أن هذه الذكرى تظل تذكيرا دائما باليوم الذي انهارت فيه الثقة، ليس فقط في الحكومة ولكن في المنظومة ككل.
اعتماد إسرائيل المزعج على الولايات المتحدة!
ويتناول المحلل العسكري الأبرز في يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع الانتقادات والتحفظات على أداء القيادة الإسرائيلية خلال العام الماضي، ويشير إلى أن هذه الحرب مختلفة عن كل الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل.
ويتساءل عما إذا كانت هذه الحرب ستؤدي إلى “نظام جديد في الشرق الأوسط” أو أنها ستكون “عام الفرصة الضائعة”.
يقارن برنياع الوضع الحالي بإحدى أشهر عبارات ونتسون تشرشل في الحرب العالمية الثانية التي قال فيها “لم يسبق أن كان الكثير مدينا بالكثير لقلة قليلة”، مشيرا إلى أنه، على العكس من ذلك في إسرائيل، فإنه “لم يسبق أن أعفى عدد قليل جدا أنفسهم من هذا القدر من الديون للكثيرين”.
ويعبر عن شكه من خروج إسرائيل من هذه الحرب بأي حكمة أو درس، ويرى أن القليلين في الحكومة تمكنوا من إعفاء أنفسهم من مسؤولية كبيرة تجاه الكثيرين، مشيرا إلى أن الأضرار التي لحقت خلال الساعات الأولى من الهجوم لا يمكن إصلاحها.
وينتقد برنياع حالة الانقسام والاضطراب داخل الحكومة، حيث لم يتخذ رئيس الوزراء إجراءات واضحة، في حين أن وزير الدفاع يبدو غير واثق بقرارات رئيس الوزراء.
ويقول إن نتنياهو يصف الحرب بعبارات منظمة ومنمقة، لكن لا توجد علاقة حقيقية بين وصفه والواقع، ويقول “هذه حرب غريبة: إنها تشن ضد منظمات إرهابية تتحكم في أراض وتعتمد على طهران”، مشيرا إلى أن الطموحات في التخلص من نفوذ إيران تبدو بعيدة المنال طالما أنها تمسك بمفاتيح الصراع.
كما يعبر برنياع عن استغرابه من أن هذه الحرب تكشف عن اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة، وهو اعتماد يعيدنا إلى أزمات مضت حيث كانت إسرائيل بحاجة ماسة للدعم الأميركي.
ويشير المحلل العسكري الإسرائيلي إلى توحد الإسرائيليين في هذه الحرب، ويقول “قيلت أشياء كثيرة لصالح الحكومة وضدها تقريبا، ولكن لم تسمع أي تغريدة تقريبا في إسرائيل ضد الحرب نفسها واستمرارها، لا على جبهة غزة، ولا على الجبهة اللبنانية ولا على الجبهة الإيرانية”
لكنه يؤكد في الوقت ذاته التناقض ما بين الموقف في إسرائيل والموقف في الغرب الذي يعبر عن انتقادات قاسية لها، مختتما بأن حالة الوحدة الداخلية والتعبئة الواسعة بين الإسرائيليين، كشفت عن ضعف القيادة.
ويقول “بينما يستمر الجيش في حملاته ضد حزب الله في لبنان، لا تزال هناك أسئلة كبيرة حول نهاية هذه الحرب وإستراتيجية الخروج منها”.
عقود عديدة للتعافي
ويستعرض عاموس هرئيل في مقاله بجريدة هآرتس تقييما للأوضاع بعد مرور عام على أحداث 7 أكتوبر، مشيرا إلى أن الفشل الذريع الذي شهدته إسرائيل آنذاك سيظل يلاحقها لسنوات، رغم بعض الإنجازات العسكرية التي حققتها ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
ويصف هرئيل الأوضاع الأمنية الحالية في إسرائيل بالمتدهورة والمعقدة، إذ لم تحل إسرائيل حتى الآن مشكلة الأسرى لدى حماس، ولم تستطع استعادة الهدوء على الحدود اللبنانية.
ويضيف “تمكنت حماس من الحفاظ على حكم فعال إلى حد ما في معظم أنحاء قطاع غزة، حيث تسيطر قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على محور فيلادلفيا وممر نتساريم ومحيط يبلغ عرضه حوالي كيلومتر واحد وراء السياج الحدودي”.
وأضاف أن اضطرار الجيش الإسرائيلي للهجوم مرة أخرى على شمال قطاع غزة بالأمس يؤكد أن الحرب لم تحسم بعد، بما يشير إلى فشل ذلك في الضغط على حماس للعودة إلى المحادثات بشأن صفقة الرهائن.
ويشير هرئيل إلى أن القوات الإسرائيلية تقوم حاليا بتهجير شمال غزة للضغط على قيادة حماس، بينما تجري في لبنان عمليات هجوم مكثفة بهدف تدمير قواعد حزب الله.
وفيما يتعلق بإيران، تعهدت إسرائيل بالرد على الهجمات الصاروخية الأخيرة، إلا أنه يعتبر أن “هذه التحركات لن تحقق نهاية قريبة للنزاع، بل قد تدفع إيران لتسريع برنامجها النووي، مما قد يسبب اضطرابات أوسع نطاقًا في المنطقة”.
ويرى أن الأحداث التي جرت تسببت في انهيار الثقة العامة بالدولة ومؤسساتها الأمنية، “فإسرائيل التي لطالما افتخرت بتفوقها الاستخباراتي، تعرضت لصدمة بسبب فشل الجيش في التصدي لهجمات حماس”.
ويضيف “هذه النكسة الكبرى هي التي دفعت نتنياهو لمزيد من التحريض ضد المعارضين داخل الجيش، وللتقليل من شأن التحذيرات التي صدرت من المسؤولين العسكريين حول التهديدات المتزايدة من غزة ولبنان”.
ويختم هرئيل مقاله بالإشارة إلى أن نتنياهو الذي قاد إسرائيل إلى هذه الأزمة لم يتحمل أدنى مسؤولية، ويظل غير مكترث بإجراء تغييرات جوهرية في قيادته.
وبرأيه، فإن هذه اللامبالاة العامة من قبل الشعب هي “حالة خطيرة يمكن أن تقود إسرائيل إلى مزيد من الفشل والإخفاقات، ستحتاج إلى عقود للتعافي منها”.
أحلك يوم في تاريخ البلاد
من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي يوآف ليمور -في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم- كيف أن هذا اليوم ترك جرحا عميقا في المجتمع الإسرائيلي وأحدث تغييرات جذرية.
ويرى ليمور أن تلك الأحداث “تمثل أحلك يوم في تاريخ البلاد”، حيث وقفت إسرائيل بكل قوتها عاجزة، ولم يُظهر أحد أي رغبة حقيقية بالتحقيق في أسباب الفشل.
ويشير إلى أن التراخي الاستخباراتي والتقصير العسكري في التنبؤ بالخطر القادم من حماس كانا عاملين أساسيين في وقوع المأساة، إضافة إلى حجم الفشل الأمني الذي سمح بحدوث هذا الهجوم المدمر، واصفا الأحداث بأنها “تركت أثرا لا يمكن هضمه أو نسيانه”.
وفيما يتساءل عن غياب المحاسبة على مستوى القيادة السياسية، يعبّر الكاتب عن قلقه من الغرور الذي أدى إلى الفشل، محذرا من العودة السريعة للحالة القديمة دون تعلم الدرس.
ويضيف “مر عام اليوم، لندرك أننا كنا متعجرفين، واعتقدنا أننا نعرف كل شيء”.
وفي الختام، يشير ليمور إلى أن إسرائيل انتهت من عام مليء بالتحديات، لكنها لم تنتهِ حقا من هذه الأزمة، ولا يزال الكثير من الأسئلة بلا إجابات، مما يترك الإسرائيليين في حالة من انتظار المجهول.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المقاومة الفلسطينية غزة إسرائيل كارثة وطنية الحكومة الإسرائيلية إسرائيل نتنياهو مشیرا إلى أن فی إسرائیل هذه الحرب أن هذا
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحدث في الموساد؟ تقرير إسرائيلي يشير إلى فشل استراتيجي ونقطة سوداء تسجل عليه
إسرائيل – عبّرت المؤسسة الأمنية في إسرائيل مؤخرا عن خيبة أمل كبيرة من أداء الموساد في تحقيق أحد الأهداف المركزية لإسرائيل، وردا على ذلك، افتُتحت وحدة خاصة في الشاباك، وفق تقرير عبري.
الضغط يتصاعد بشأن التقدّم في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى: منذ مدة تُوجَّه في الجيش الإسرائيلي ومنظومة الأمن انتقادات للموساد ورئيسه ديدي بارنيا، إذ يُتَّهم بمحاولة متعمّدة لتجنّب التعامل مع قيادة حركة الفصائل الفلسطينية في الخارج. ويعتقد مسؤولون في الجهاز الأمني أن الموساد يفعل القليل جدا في ما يتعلق بحركة الفصائل الخارج، ما اضطر الشاباك إلى فتح وحدة تختص بحركة الفصائل الخارج – على الرغم من أن هذا ليس من صلاحيات الشاباك الطبيعية.
حقيقة أن قادة حركة الفصائل، الذين تم تصنيفهم كـ”أهداف للموت”، “لا يزالون يعيشون ويتنقلون بفنادق في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، في حين لا يقوم الموساد بتحييدهم – تُعتبر فشلا ونقطة سوداء تُسجّل على الموساد الإسرائيلي” الذي “غفا أثناء الحراسة”، حسب التقرير.
وفقا لـ”معاريف”، فإن “إسرائيل في هذه اللحظة في نقطة متدنية، لكن بضع خطوات كفيلة بقلب الموازين. ولهذا، تحتاج إسرائيل إلى ثلاثة أمور: قيادة فيها “بالغ مسؤول”، اتخاذ قرارات مهنية لا سياسية فقط، وتحرك حاسم في كل ساحات القتال – في غزة والخارج، في الميدان العسكري والسياسي”.
زار رئيس الأركان الفريق هرتسي هاليفي، غزة يوم أمس (الجمعة) في ساحة القتال التابعة للفرقة 162 – الفرقة التي تقاتل بشكل متواصل منذ السابع من أكتوبر في منطقة غزة. مقاتلو الفرقة قاتلوا بالفعل في جميع أنحاء القطاع، ويعملون حاليا ضمن عملية “عربات جدعون” في كامل مناطق شمال غزة: جباليا، بيت حانون، بيت لاهيا والأحياء الشمالية لمدينة غزة. التقديرات تشير إلى أن مقاتلي الفرقة سينهون مهمة “تطهير” المنطقة في القطاع مع بداية الأسبوع القادم.
وتعيش إسرائيل في الأيام الأخيرة وضعا إشكاليا. عجز المستوى السياسي أدى إلى واحد من أكبر الإخفاقات التي عرفتها إسرائيل، على المستوى السياسي، الاستراتيجي، والأهم أن إسرائيل لم تحقق الأهداف التي وضعتها لنفسها: تحرير خمسين أسيرا وإزالة حماس من القطاع.
وجاء في التقرير أنه كان من المهم سماع كلمات رئيس الأركان للضباط والجنود في فرقة 162 بغزة. لحسن الحظ، يوجد هنا “بالغ مسؤول”. وليس هذا الشخص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولا وزير الدفاع يوآف غالانت، ولا الوزير الذي يعمل وكأنه وزير دفاع فعلي بتسلئيل سموتريتش. وقال رئيس الأركان: “أتوقع أننا سنعرف خلال الأيام القريبة ما إذا كنا سننجح في التوصل إلى صفقة جزئية لإطلاق سراح مختطفينا. وإن لم يحدث ذلك، ستستمر المعركة دون توقف. حققتم، ضمن عملية ’عربات جدعون‘، إنجازات مثيرة وغير مسبوقة. في كل مكان عملتم فيه، هزمتم العدو وضربتم بشكل منهجي بنية الإرهاب، فوق الأرض وتحتها”.
وأضاف: “الحرب مستمرة وسنكيّفها وفقا للواقع المتغير ومصالحنا.. الإنجازات التي حققتموها تمنحنا مرونة عملياتية. سنواصل ونتغيّر، وسنستعد بالشكل المناسب ونعمل على استغلال مزايانا وتقليص نقاط ضعفنا العملياتية والتآكل، وندفع حماس إلى ضائقة متزايدة. سنغيّر ونكيّف أساليبنا”.
وتابع: “بفضل تطهير الخطوط المسيطرة في قطاع غزة، أنشأنا مجالا أمنيا يُمكّن من فرص عملياتية، ويشمل ذلك حماية قوية لمستوطناتنا وقدرة على تنفيذ سلسلة من الهجمات المتواصلة. جهد هجومي يستند إلى استخبارات، نيران دقيقة، وعمليات مناورة منسقة لضرب حماس بشكل منهجي حتى تحقيق أهداف الحرب. سنقلل من استنزاف قواتنا، ولن نقع في فخ حركة الفصائل.
ورأى تقرير “معاريف”، بقلم مراسل الصحيفة العسكري آفي أشكنازي، أن هذه التصريحات تأتي في وقت يسير فيه المستوى السياسي “كأنه جسر القيادة على متن سفينة التايتانيك”، حيث تمحورت جهود الإنقاذ على تعليمات الفرقة الموسيقية بمواصلة العزف رغم أن السفينة بدأت بالغرق. إسرائيل يمكن أن تنقذ نفسها من الورطة التي أوصلت نفسها إليها بسبب الإدارة السيئة للمعركة. لكن الفرقة يجب أن تكون من نوع آخر، ويجب أن تعزف بتناغم بين العازفين.
واعتبر أشكنازي في تقريره:
أولا، الجيش الإسرائيلي مستعد بخطتين لاستمرار القتال في غزة. من المرجح أن يتلقى الجيش قريبا أمرا بمحاصرة مدينة غزة، على أن تقوم القوات الجوية والبحرية وسلاح المدفعية بتوجيه نيران كثيفة نحو مبانٍ ومناطق في المدينة.
في حين أن موضوع المساعدات الإنسانية هو الجزء الأبسط في القصة هنا. خطأ إسرائيل أنها تصرفت بدافع “عاطفي لا بعقلانية”، وانساقت خلف رغبة سموتريتش بتقليص المساعدات وتقسيمها في نقاط توزيع برفح.
منذ البداية، كان على إسرائيل أن تُغرق غزة بكميات هائلة من الطعام والدقيق (الممول من منظمات أوروبية وأمريكية)، إلى درجة لا تستطيع حتى حماس احتكارها. تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأمس تسير تماما في هذا الاتجاه – إغراق غزة بالمواد الغذائية بحيث يتوفر طعام أكثر من الطلب.
المصدر: “معاريف”