شبكة انباء العراق:
2025-07-28@23:27:12 GMT

قبعة وقهوة بالزعفران

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يبدو ان العرب لديهم خلافات قديمة مع العلوم التطبيقية، فقد اعلنوا عن رفضهم المطلق منذ قرون لكل الأحاديث النبوية التي أوصت بوجوب طلب العلم: (اطلبوا العلم ولو كان في الصين). و: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة). و: (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد). و: (الناس اثنان عالم ومتعلم ولا خير في ثالثهما).

.
لقد تعمقت عداوتهم للعلوم والمعارف على يد ابن تيمية الذي أفتى بتكفير: الرازي، وابن سيناء، والخوارزمي، والفارابي، والكندي، والبيروني، وابن النفيس، وابن الهيثم، والفراهيدي، وجابر بن حيان، الذي قال عنه عثمان الخميس: ان جابر شخصية وهمية لا وجود لها. وهكذا اصبحت الكيمياء والفيزياء والطب والجراحة والرياضيات والفلسفة والهندسة وعلوم الفلك من المحرمات التي لا ينبغي الاقتراب منها. .
أما الآن ونحن في خضم القفزات العلمية المتسارعة فقد خرج علينا بعض رجال الدين بفتاوى يرفضها العقل ولا يقبلها المنطق السليم. .
في العراق قدم لنا الخبير (شهيد العتابي) بعض التسهيلات السخية لدخول الجنة من أوسع أبوابها لمجرد الإكثار من تناول البطيخ الأحمر، فالبطيخة الواحدة كفيلة باسقاط 70000 ذنبا من ذنوبك. .
في هذا السياق سألوا الخبير الاستراتيجي (صالح الفوزان) عن حكم لبس القبعة ؟. فقال: القبعة من لباس الكفار، وفي لبسها تشبّه بهم. .
ترى ماذا لو سألناه عن الهواتف الذكية والأقمار الاصطناعية والسيارات والطائرات وعدسات المراقبة وإشارات المرور المصنوعة في البلدان التي ينعتها الفوزان بالكفر والألحاد ؟. .
سألوه أيضاً عن حكم النساء اللواتي يشربن القهوة بطعم الزعفران ؟. فقال: إذا كانت رائحة الزعفران باقية في القهوة فلا يجوز للمرأة أن تشربها، ذلك لأن رائحة الزعفران ستظهر على فمها، وأما إذا اختفت الرائحة بعد تحضير القهوة فلا حرج عليها. .
وكأن مشاكل الأمة العربية والإسلامية توقفت كلها على لبس القبعة من عدمها، وتوقفت على تناول القهوة بلا زعفران وبلا طرزان. هذا رغم علم الشيخ ان القهوة (السريعة الذوبان) معظمها من انتاج شركات غير اسلامية، فالقهوة الفورية أنتجها عام 1901 عالم ياباني اسمه (ساتوري كاتو) كان يعمل في شيكاغو، وكان على الديانة البوذية. .
لدينا سؤال نوجهه الى هذا الخبير الاستراتيجي عن جواز إحتضان بلداننا لجيوش (الكفار) ؟، وعن جواز منحهم قواعد حربية في البر والبحر. اغلب الظن انه سوف يقول: انها من اختصاص ولاة الأمور. .
علما ان الشيخ الفوزان نفسه هو الذي أفتى بجواز مشاركة القوات العربية مع قوات التحالف الأطلسي في اجتياح العراق وتدمير بنيته التحتية. وهو الذي أفتى بجواز قتل الجنود العراقيين. وهو الآن يظن ان حياتنا سوف تتغير نحو الأفضل إذا شربنا القهوة بلا زعفران أو شربناها بالسم الهاري. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ما الذي يعنيه لنا التغير الديموغرافي؟

طالعتنا بعض الإحصاءات الرسمية بمؤشرات أولية لانخفاض أعداد المواليد الجدد في سلطنة عُمان، حيث أظهرت النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة عن الوطني للإحصاء والمعلومات انخفاضًا بنسبة 0.8% في مجمل أعداد المواليد الأحياء المسجلين حتى نهاية يونيو 2025 مقارنة بشهر يونيو من العام 2024. ومن قبله أفادت إحصاءات المركز بتراجع في أعداد المواليد الجدد في سلطنة عمان في عام 2024 مقارنة بعام 2023 بانخفاض قدره نحو 2.2%. ولا شك أن القراءة الديموغرافية المنهجية تقتضي تفصيلًا أكثر لهذه النسب والأرقام من ناحية، وقياسها عبر فترات طويلة أوسع، وتتبع كافة المؤشرات الديموغرافية الأخرى المتصلة بها من نسب خصوبة، ومن هجرات عمالية، ومن أعداد للزيجات والطلاقات الجديدة، ومن مؤشرات صحية مرتبطة بالحالة الإنجابية، إلا أن هذه المؤشرات كفيلة على الأقل كمدخل أن تعطينا مؤشرًا (أوليًا) لمناقشة قضية محتملة من قضايا التحول الاجتماعي الرئيسية في المجتمع العُماني.

التحول الديموغرافي في ذاته لا يمكن أن يخرج من قائمة الـ (5 – 10) تحولات كبرى عالمية Mega-trends تؤثر بطريقة هيكلية على مستقبل المجتمعات سواء في حالة نموها الاقتصادي، أو استقرارها الاجتماعي، أو قدرتها على استدامة الإنتاجية، أو وفاء دولها بالالتزامات تجاه الأجيال بما في ذلك نظم التقاعد والحياة الاجتماعية. تشير دراسة موسعة أجرتها شركة McKinsey & Company حول مسائل التغير الديموغرافي في العالم (طبقًا لتصنيف الاقتصادات العالمية) إلى مجموعة من الحقائق الملفتة، لعل من أهمها أن كبار السن سيشكلون ربع الاستهلاك العالمي بحلول عام ٢٠٥٠، وفي هذه الحالة قد تحتاج أنظمة التقاعد في بعض الاقتصادات الكبرى إلى توجيه ما يصل إلى 50% من دخل العمل لتمويل زيادة بمقدار مرة ونصف في الفجوة بين إجمالي استهلاك كبار السن ودخلهم، ومن النتائج التي تشير لها الدراسة أن الشباب قد يرثون نموًا اقتصاديًا أقل، ويتحملون تكلفة زيادة عدد المتقاعدين، بينما يتآكل التدفق التقليدي للثروة بين الأجيال.

هذه النتائج قد تختلف من سياق إلى آخر حسب طبيعة المرحلة الديموغرافية التي يمر فيها المجتمع، ولكننا نتحدث اليوم عن حالة اشتباك عالمي لا يمكن فيها عزل نتائج الحالة الديموغرافية لاقتصاد ما عن بقية الاقتصادات الأخرى، فمعادلة العرض والطلب وقضايا الاستهلاك العالمي ترتبط بشكل أصيل بطبيعة التركيب الديموغرافي للمجتمعات، ولذا يشار دائمًا في سياق التوقعات العالمية إلى أن القارة الإفريقية ستتحول إلى أكبر سوق لـ (الاستهلاك العالمي الشاب) لأنها وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة، «ستضيف 1.3 مليار نسمة إلى سكان العالم بحلول 2050، أي أكثر من نصف النمو السكاني العالمي». وسيكون ذلك مدفوعًا لديها بموجات تحضر عالية وطلب متزايد على التقانة وأشكال الإنتاجية الناشئة.

أين نقف في سلطنة عُمان من حالة التحول الديموغرافي؟ بربط المؤشرات المتعددة في هذا السياق تتموضع سلطنة عُمان بين مرحلتين تاريخيتين في الانتقال الديموغرافي وهي (المرحلتان الثانية والثالثة)، ولتبسيط ملامح هذا التموضع فإنه يتسم بانخفاض (نسبي) مستمر في معدلات الخصوبة الكلية، قد يكون غير متسارع ولكنه يتصف بالاستمرارية، إلى جانب تباطؤ (نسبي) في أعداد المواليد الجدد، بالإضافة إلى عدم استقرار في أعداد الوفيات، هذه المرحلة قد تمهد للدخول للمرحلة الثالثة التي تتسم بوضوح ما يُعرف بـ (النافذة الديموغرافية)، وبداية وضوح التغيرات في الهيكل العمري وتأثيرها على تركيب المجتمع. هذه المرحلة هي مرحلة (السياسات الاستباقية) بامتياز، فكلما استطاعت الدول في هذه المرحلة إدارة عملية التحول عبر سياسات سكانية وديموغرافية واضحة، استطاعت تحييد الآثار العكسية لهذه المرحلة على استقرارها الاجتماعي ونموها الاقتصادي وديمومة مواردها. ما الذي يجب أن ننتبه إليه في سياق المجتمع في عُمان نتيجة هذا التحول؟ والإجابة ثلاث تداعيات مهمة: تناقص قوة العمل المحلية على المدى البعيد (10 - 15) عامًا، التأثير على الاستهلاك في السوق نتيجة شيخوخة السكان وضعف الطلب العام، الضغط على استدامة نظم الحماية الاجتماعية ومهددات استدامة مصادر تمويلها الأساسية (الاشتراكات).

ولذا تصبح السياسات المطلوبة خلال المرحلة الحالية في تقديرنا خمس أساسية: السياسات الموجهة لتشجيع تكوين الأسرة وحماية الطفولة بما يضمن استدامة معدلات المواليد عند حدود معقولة وطبيعية بالنسبة للتغير الديموغرافي في المجتمع، وكذلك إعادة تشكيل السوق المحلية لتكون مهيئة لأنماط الطلب المتغيرة ولأنماط الاستهلاك المتغيرة، بما في ذلك وجود خدمات ومنتجات تتناسب مع فئة كبار السن، ومن السياسات المطلوبة كذلك تعديد مصادر تمويل أنظمة الحماية الاجتماعية وتعزيز استثمارات صناديقها لتكون أكثر استعدادًا لحالة من الضغط على مواردها بفعل تغيرات الهيكل العمري، إضافة إلى وجود سياسات تعليم و(تأهيل مهني) تهيئ قوة العمل الشابة الحالية للعمل في قطاعات إنتاجية مختلفة، ولقبول العمل في وظائف متعددة للمحافظة على دور قوة العمل المحلية في تحقيق النمو والإنتاج الاقتصادي، وتحييد الاعتماد الواسع على قوة العمل الأجنبية، ومن السياسات المطلوبة كذلك السياسات الصديقة للأسرة في محيط العمل والإنتاج والتي تتمحور حول تحقيق حياة متوازنة للمربين تساعدهم على الإيفاء بمتطلبات التنشئة الاجتماعية للأبناء من ناحية، ومتطلبات الإنتاج المهني من ناحية أخرى، وبما يضمن منظومة تنشئة متكاملة مدعومة من السياسات العامة على كافة المستويات.

إن نجاح السياسات السكانية يبقى مرهونًا بتوافر مجموعة متكاملة من المؤشرات مثل استقرار معدل الخصوبة الإجمالي على المستوى الوطني، وقياس معدلات مشاركة المرأة في العمل، ومستويات التحاق الأطفال ببرامج الطفولة المبكرة، والحد من نوعية المشكلات الأسرية الناجمة عن ظروف العمل غير المتوازنة، ومؤشرات الاستفادة من الحوافز الأسرية مثل إجازة الأبوة، إضافة إلى المؤشرات التعليمية للأبناء في مراحل التعليم المختلفة.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • ما الذي يُمكن تعلّمه من أحداث السويداء؟
  • حادثة العلم الفلسطيني في مهرجانات البترون.. هذا ما كُشف عنها
  • ما الذي اختفى فجأة في إسطنبول؟
  • بسبب قعدة القهوة .. كريمة تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة
  • هديل العتيبي تروي كواليس ترشيحها لمسلسل جاك العلم .. فيديو
  • ماذا يحدث لسكر الدم عند شرب القهوة؟
  • بالثوب والشماغ.. عامل بنغلاديشي يقدم القهوة ويخطف أنظار المتابعين .. فيديو
  • ما الذي يعنيه لنا التغير الديموغرافي؟
  • ما الذي يطبخه توماس باراك بين سورية ولبنان؟
  • القهوة السريعة من الأزمة البرازيلية إلى الحرب العالمية!