المعلمون في لحج :”الرواتب لا تكفي والجبهات خيار مؤلم”
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
شمسان بوست / صدام اللحجي :
بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها محافظة لحج، يعاني المعلمون من واقع معيشي متدهور جعل حياتهم اليومية أكثر تعقيدًا. فقد أصبحت الرواتب الحكومية المتواضعة لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء، السكن، والتعليم لأبنائهم. هذا التدهور في الظروف المعيشية أدى إلى استياء واسع بين صفوف المعلمين الذين باتوا يبحثون عن حلول بديلة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
الرواتب التي يتقاضاها المعلمون بالكاد تغطي احتياجات أساسية. فعلى سبيل المثال، رواتب المعلمين في لحج لا تتجاوز في كثير من الأحيان 80,000 ريال يمني شهريًا، وهو مبلغ يعادل أقل من 200 ريال سعودي . مع التضخم الكبير وارتفاع أسعار السلع والخدمات، أصبح من المستحيل تقريبًا على المعلم أن يعيل أسرته أو يوفر حياة كريمة لأطفاله. في ظل هذا الواقع، وجد الكثير من المعلمين أنفسهم مجبرين على البحث عن مصادر دخل إضافية.
أحد الحلول المؤلمة التي لجأ إليها العديد من المعلمين هو الانخراط في جبهات القتال كوسيلة لتحسين أوضاعهم المعيشية. هذه الخطوة الخطيرة تأتي بسبب العروض المالية التي تقدمها بعض الأطراف ، حيث يتم إغراء المعلمين برواتب تصل إلى 1000 ريال سعودي، وهو ما يعادل أكثر من 500 ألف ريال يمني. هذا المبلغ الضخم مقارنة برواتبهم السابقة يدفعهم إلى التضحية بمهنة التعليم والمخاطرة بحياتهم في مناطق الصراع.
التحاق المعلمين بالجبهات ليس نتيجة لاقتناع أيديولوجي أو انحياز سياسي، بل هو اضطرار لتحسين معيشتهم. فمع غياب حلول حكومية لتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتأخر الرواتب الحكومية لفترات طويلة، يصبح خيار القتال هو الأكثر جذبًا للمعلمين. فبالنسبة للعديد منهم، هذا الراتب يعادل أضعاف ما يتقاضونه من العمل في المدارس، ما يساعدهم على توفير معيشة أفضل لعائلاتهم.
ومع تزايد عدد المعلمين الذين يلتحقون بالجبهات، تتزايد الآثار السلبية على قطاع التعليم في المحافظة. فالمدارس تعاني من نقص حاد في الكوادر التعليمية المؤهلة، مما يؤدي إلى تراجع مستوى التعليم وجودته. الطلاب هم أولى ضحايا هذا الوضع، حيث يفتقدون إلى المعلمين الذين يمثلون الدعامة الأساسية في العملية التعليمية.
علاوة على ذلك، فإن فقدان المعلمين للتركيز على رسالتهم التعليمية وانشغالهم بمهام عسكرية يؤثر سلبًا على أجيال المستقبل. التعليم، الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمع وتطويره، أصبح يعاني من ضربة قوية نتيجة هذه الأزمة.
لا يمكن تجاهل أن الظروف المعيشية المتدهورة هي السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة. المعلمون، الذين يعتبرون العمود الفقري للمجتمع، وجدوا أنفسهم في وضع لا يُحسدون عليه. وبينما هم في حاجة ماسة لتحسين أوضاعهم المعيشية، يجب على الجهات الحكومية والمعنية التفكير في حلول جذرية وسريعة لتحسين أوضاعهم المالية. إن تحسين مستوى الرواتب وتوفير الدعم اللازم للمعلمين هو السبيل الوحيد للحد من هذه الظاهرة والحفاظ على جودة التعليم في المحافظة.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: لتحسین أوضاعهم
إقرأ أيضاً:
نقيب المعلمين يفتتح الدورة 159 المتخصصة في القيادة والريادة عبر الفيديو كونفرانس
افتتح خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، اليوم الأحد، فعاليات الدورة التدريبية رقم 195، بعنوان "القيادة والريادة "، والمنعقدة لأول مرة بالنقابة الفرعية للمعلمين بالمنصورة، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وتأتي تلك الدورة في إطار بروتوكول التعاون بين نقابة المعلمين والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.
وأكد "الزناتي" على أهمية تلك الدورة في تأهيل المشاركين ليكونوا قادة فاعلين في مجالاتهم المختلفة قادرين علي التكيف مع المتغيرات، واتخاذ القرارات، وتطوير المهارات القيادية في التواصل واتخاذ القرار وإدارة التغيير، وبناء العقلية الريادية لتمكين الأفراد من قيادة الفرق والمؤسسات نحو النجاح وتعزيز الأداء المؤسسي، مشيراً إلى أن هذه الدورات تأتي ضمن خطة النقابة لرفع كفاءة المعلمين وتعزيز دورهم في تطوير منظومة التعليم.
وشدد نقيب المعلمين على المشاركين بضرورة الالتزام التام ببرنامج التدريب ومواعيد المحاضرات، والاستفادة القصوى من خبرة المدربين.
ووجه نقيب المعلمين، الشكر إلى العميد أ.ح / محمود محمد أمين مدير كلية الدفاع الوطني، واللواء دكتور / عادل لبيب مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، على دعمهما وتعاونهما مع نقابة المعلمين فى أداء رسالتها بنشر الوعي بالأمن القومى، مؤكدًا أن التعاون بين النقابة والأكاديمية العسكرية، يعكس اهتمام الدولة برفع كفاءة المعلمين وتأهيلهم بالمهارات المناسبة.
كما وجه الشكر للاستاذ رمضان يحي مسئول التدريب بالنقابة العامة وجميع المشرفين على تنظيم الدوارات.
والجدير بالذكر أن نقابة المعلمين مستمرة في تنظيم مثل هذه الدورات بمختلف المحافظات، في إطار حرصها على رفع مستوى الأداء المهني للمعلمين ودعمهم بأحدث الأساليب العلمية والإدارية.