طوفان الأقصى.. عام على العبور المجيد
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
الثورة / وكالات
في الساعات الأولى لصباح مثل هذا اليوم قبل عام كامل، انطلق مئات المقاومين الأبطال من قطاع غزة، ونجحوا في فتح ثغرات في الخط الزائل والسيطرة على مواقع الاحتلال والقضاء على فرقة غزة في جيش الاحتلال وقتل وأسر المئات من الصهاينة.
وبالتزامن مع موعد الذكرى (الساعة 06:35 صباحا)، وجهت كتائب القسام، رشقة صاروخية شرق رفح التي تتوغل فيها قوات الاحتلال بالكامل منذ 7 مايو الماضي، لتوجه رسالة لا تقبل الجدل أن مقاومتنا باقية وراسخة مهما كان حجم القتل والتدمير.
واستذكرت الكتائب -عبر حسابها على تلجرام- ملخص يوم العبور، قائلة: في مثل هذا اليوم وهذه الدقائق، تمكن مجاهدو القسام من اختراق الخط الزائل والسيطرة على المواقع العسكرية ومغتصبات الغلاف حول قطاع غزة وأوقعوا جنود العدو وقطعان المغتصبين بين قتيل وجريح وأسير.
خطاب قائد المقاومة
كما أعادت نشر خطاب القائد العام لكتائب القسام، في مستهل العملية والذي جاء فيه: “فلتتوحّد كُل الرّايات ولتلتئِم كُل الجبهات، ولتُفتح كل الساحات، لهدفٍ واحدٍ وغايةٍ كبيرةٍ نبيلةٍ مُقدّسة، وهي تحرير فلسطين وإعادتها إلى حُضن الإسلام، فموعِدنا وإيّاكم في ساحات المسجد الأقصى مُحرّرًا مُطهّرًا بإذن اللّٰه تعالى وما ذلك على اللّٰهِ بعزيز”.
وما دعا إليه القائد محمد الضيف، قبل عام يبدو حاضرًا اليوم، فالعديد من الساحات اشتعلت جبهتها مع الاحتلال الصهيوني، فها هي ساحة لبنان، تدخل منذ اليوم التالي للمعركة معركة إسناد وسرعان ما تطورت إلى ما يشبه الحرب الشاملة.
كما دخلت ساحات اليمن والعراق وسوريا وإيران على خط المواجهة بمستويات وتأثيرات مختلفة مع آفاق مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بعد الضربة النوعية التي وجهتها إيران ضد أهداف عسكرية للاحتلال قبل أيام وأصابت أهدافها بدقة.
تقويض الحلم الإسرائيلي
وفي تعليقه على الذكرى، كتب الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد على حسابه على منصة اكس وفق ما تابعه المركز الفلسطيني للإعلام: “في هذه الساعات، بينما كانت إسرائيل منتشية بحلم الشرق الأوسط الجديد، كان يجري استدعاء لواء نخبة بعديد 3000 مقاتل كقوة مناورة، و1500 مقاتل كقوة إسناد، وتوجيه 4000 صاروخ نحو مدن الكيان”.
وأشار إلى أنه جرى في هذه الليلة عقد مئات اجتماعات تتميم أوامر العمليات وخطط المناورة واستدعاء القوات وفحص الجهوزية النهائية وضبط حركة القوات وفتح الثغرات وتوقيتات الهجوم المتزامن.
هدم جدران الخوف والردع
وأضاف: لم يكن يعلم هؤلاء المقاتلون -بهدمهم جدار إسرائيل- أنهم يهدمون معها جدراناً كثيرة عاتية من وهم وردع وخوف وذل. لم يكن يعلم هؤلاء الأبطال أنهم خلقوا نقطة تحول انقسم بها العالم، إلى عالم جديد اسمه (عالم ما بعد الطوفان) وعالم قديم اسمه (عالم ما قبل الطوفان).
وأثبتت عملية طوفان الأقصى هشاشة كيان الاحتلال، وأنه الدعم والإسناد الأمريكي والأوروبي له وإمداده المتواصل بالسلاح والذخائر شك ترياق الحياة بعد أن تهاوى أمام أبطال المقاومة في غزة.
يوم فارق
ويؤكد الكاتب السياسي سمير العركي أنه مع مرور عام على انطلاق العملية العسكرية، يتأكد لنا أن 7 أكتوبر 2023 بات أحد أهم الأيام الفارقة في الربع الأوّل من القرن الحادي والعشرين، نظرًا للتداعيات الكبيرة التي خلفتها، والتي لم تنتهِ حتى اللحظة.
ومثلت عملية “طوفان الأقصى” – وفق ما كتبه العركي في مقال له تابعه المركز الفلسطيني للإعلام- تطورًا كبيرًا في الأداء التراكمي للمقاومة الفلسطينية، حيث نجحت كتائب القسام في إحداث طفرة هائلة في الجهد الاستخباراتي والأمني والعسكري.
وأشار إلى أنه في كل المواجهات السابقة، اقتصر عمل المقاومة على دفع ومواجهة الهجمات الإسرائيلية، والعمل على تقليل ما تخلفه من خسائر بشرية ومادية، أما في السابع من أكتوبر، فقد خطا المقاوم الفلسطيني خطوة هائلة صوب امتلاك زمام المبادرة، وتحديد ساعة الصفر، والقدرة على تنفيذ عمليات برية وجوية وبحرية متناسقة، في أكبر هجوم تشنه المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية على طول خط التماس.
مبررات الطوفان
ويشدد الكاتب عبد الغني سلامة، أن هجوم طوفان الأقصى، لم يأتِ من فراغ، ولا يمثل بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما يحاول الإعلام الإسرائيلي والأميركي تصويره، وكأنه برق في سماء صافية، مع تجاهل تام لسبعة عقود من الصراع سبقت السابع من أكتوبر، تخللتها مئات جولات الصراع الدامي.
وأشار سلامة في مقال له تابعه المركز الفلسطيني للإعلام، أن إسرائيل كانت هي البادئة دوماً، بصفتها قوة احتلال، ولأنها كانت دوماً تهاجم وتقصف وتقتل وتجتاح وتعتقل وتدمر.. وكان الطرف الفلسطيني في حالة الدفاع عن النفس.. وهذا يعني أن الطوفان مجرد جولة حامية سبقتها جولات عديدة، وستتبعها جولات أخرى، طالما أن الصراع لم ينتهِ، والقضية الفلسطينية لم تُحل.
وقال: ينبغي فهم عملية حماس على أنها رد فلسطيني ضد الاحتلال، وهو رد متوقع ومشروع حصل نتيجة الضغط الهائل والظلم الكبير لذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، ونتيجة ممارسات احتلالية إجرامية بلغت حداً لا يُحتمل، ونتيجة سياسات إسرائيلية متغطرسة ومتعنتة لا ترى الفلسطينيين، وتتجاهل معاناتهم وآلامهم، وتتعامل معهم وكأنهم مجرد “حيوانات بشرية”.
لحظات فارقة
الصحفي والمحلل السياسي التركي محمد كانبيكلي أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام قبل عام “تدخل التاريخ من أوسع أبوابه”، مشيرًا إلى أنه منذ تلك اللحظة وحتى اليوم والمنطقة تشهد زلزالا لدرجه أن طبول الحرب الإقليمية أصبحت تدق على أبواب المنطقة.
وأضاف في تعليق على منصة اكس تابعه المركز الفلسطيني للإعلام: لقد جعلت طوفان الأقصى المنطقة أمام خيارين (إما عقد سلام دائم.. أو حرب إقليمية كبيرة). نحن أمام لحظات فارقة قد تذكر كثيرا في كتب التاريخ”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء نصرة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني
الثورة نت/..
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة مليونية في يوم النفير والوفاء لرسول الله ونصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار “لا أمن للكيان.. وغزة والأقصى تحت العدوان”.
الحشود البشرية الهادرة جددت الوفاء لرسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله، والنصرة للمسجد الأقصى، وللمقدسات الإسلامية، والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع جريمة إبادة منذ أكثر من ستمائة يوم.
وأعلنت تأييد ومباركة العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الأهداف الحيوية للعدو الصهيوني، والدعم الكامل لها.. مطالبة بتكثيف هذه العمليات للضغط على العدو حتى إيقاف عدوانه على غزة ورفع حصاره عنها.
ودعت الحشود الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام بمسؤولياتها في الدفاع عن المقدسات الإسلامية التي تتعرض للتدنيس والتدمير من قبل الصهاينة الغاصبين أمام مرأى من العالم أجمع.
وجددت تفويضها المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.. مؤكدة الاستمرار في النفير والتعبئة العامة والجهاد في سبيل الله، ثباتا على الموقف المساند والمناصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ونددت الحشود الجماهيرية بالاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى الشريف، والتي تستدعي من أبناء الأمة التحرك على كافة المستويات للتصدي لمخططات ومؤامرات العدو الصهيوني التي تستهدف مقدسات الأمة.
ورددت الحشود شعارات البراءة من أعداء الله ورسوله والمسلمين أمريكا وإسرائيل، وهتافات (يومُ جهادٍ يومُ نفير.. يا أمتنا الوضع خطير)، (جُمعتنا غضبٌ لله.. ووفاء لرسول الله)، (يا ختام الأنبياء.. عهداً منا بالوفاء)، (تدنيس الأقصى المتكرر.. يكفي الأمة أن تستنفر)، (يا أمة هذا أقصاكم.. أين الغيرة أين إباكم).
كما هتفت الجماهير بعبارات (غزة شرَّفت الإسلام.. بسراياها والقسَّام)، (مع غزة يمنُ الشرفاء.. غضبٌ ونفير ووفاء)، (مع غزة والقادم أعظم.. وكيانُ الإجرام سيندم)، (واستمعوا لبيانٍ هام.. القادمُ أكثر إيلام)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. أنتم لستم وحدكم)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك)، (أيدناك أيدناك.. واحنا سلاحك في يمناك).
وخلال المسيرة جددت الحشود المليونية البراءة من الخونة والعملاء الذين انسلخوا عن الدين والقيم والأخلاق والقبيلة ليقدموا خدماتهم للأعداء في هذا الظرف الحساس والحرج الذي يمر به بلدنا.. مؤكدة البراءة من كل عميل وخائن ومرتزق لإسرائيل وأمريكا يقف مع الباطل ويسانده، وأن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه كل من يتعاون أو يرصد أو يقدم إحداثيات للعدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأعلنت الحشود لكل المتورطين في العمالة والخيانة بأنهم مهدوري الدماء ومقطوعين من الصحب والقرابة والقبيلة، وأنه لا حمى ولا جوار لهم.. مطالبة السلطات الرسمية والقضائية بتنفيذ قانون الخيانة العظمى وتطبيق كل الأحكام القانونية ضدهم.
وأشادت بدور المجتمع والقبائل اليمنية في إعلان البراءة والمقاطعة لكل العملاء والجواسيس وفقا لوثيقة الشرف القبلي التي وقعت عليها كل قبائل اليمن.. داعية كافة أبناء الشعب اليمني المسلم العظيم إلى رفع الجهوزية واليقظة والحس الأمني والإبلاغ بكل من يشتبه به.
وجدد بيان صادر عن المسيرة المليونية، تلاه وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد المولد، البيعة والوفاء والولاء لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأن شعب الإيمان والحكمة، لن يكتفي أمام إساءات اليهود المتكررة له، ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة والتنديد؛ بل يرد بالنفير والخروج المليوني استعدادا وتجهيزا للمواجهة وبالعمليات العسكرية، والصواريخ والمسيرات والمجنحات، وبالتعبئة العامة، والمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبكل الوسائل، جهاداً في سبيل الله.
ودعا شعوب الأمة إلى التحرك كلاً بما يستطيع – والكل يستطيع- فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم، فلماذا يستسلم من حاله أفضل؟ وقدراته أكبر؟.
وحذر البيان أبناء الأمة من أن يكونوا من المتربصين، بل عليهم أن ينتصروا لأنفسهم، ولدينهم، ولنبيهم، ولمقدساتهم والله سيقف معهم، مالم فإن غضب الله سيحل عليهم.
وخاطب العدو الصهيوني المجرم الجبان “إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع، أو التوقف، أو التنصل عن موقفنا الإنساني والإيماني الجهادي المساند لغزة مهما فعلت، ولك في الأمريكي وهزيمته درس وعبرة، وإن عدوانك على مرافقنا الخدمية المدنية، والاقتصادية، إنما يرسخ قناعتنا بأنك أقذر وأحقر عدو مجرم وتستحق أن نجاهدك في سبيل الله، ويرسخ قناعتنا بأن عملياتنا مؤثرة ومؤلمة”.
ودعا البيان المجاهدين في القوات المسلحة بألا يسمحوا لهذ الكيان أن يشعر بشيء من الأمان طالما وغزة تحت الإبادة، والأقصى تحت العدوان.. وقال “اضربوهم دون رحمة، واعملوا على تطوير قدراتكم، وتوسيع عملياتكم، والله معكم يهديكم، ويعلمكم، وينصركم، ويسدد ضرباتكم، ونحن معكم بكل ما نملك – بإذن الله- حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة”.
كما خاطب الأشقاء في غزة وفلسطين “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله”.