في ذكرى رحيله.. فاخر فاخر مبدع تراجيدي بقي أثره رغم غيابه المبكر
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
في مثل هذا اليوم تعود إلى الذاكرة سيرة واحد من أبرز وجوه السينما المصرية في زمنها الذهبي، الفنان فاخر فاخر، الذي رحل في 1 ديسمبر عام 1962 بعد مسيرة فنية ثرية شكل خلالها ملامح أداء تراجيدي وإنساني متفرد، وبرغم مرور عقود على غيابه، ما زالت أعماله شاهدة على حضوره الفني الأصيل، خاصة في أدوار وكيل النيابة التي اشتهر بإتقانها.
ولد فاخر محمد فاخر المعروف فنيا باسم فاخر فاخر في 3 مارس عام 1912 بقرية الدوير التابعة لمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، ومنذ صغره جذبته فرق المسرح التي كانت تصاحب الموالد في صعيد مصر، إلا أن أسرته رفضت عمله بالتمثيل، إلى أن اكتشف موهبته الفنان أحمد علام، وقدمه للعمل في مسرح رمسيس، حيث شارك في مسرحيات مثل: «شجرة الدر، غرام لص، المحروسة، السلطان الحائر، اللعب بالنار»، ثم اتجه إلى السينما، بعد استقالته من الفرقة.
وكانت أول أعماله السينمائية فيلم «قلب امرأة» عام 1940، ثم توالت أعماله لتصل إلى نحو 118 عملا فنيا من أبرزها: فيلم «غرام وانتقام» عام 1944، «بيومي أفندي» عام 1949، «من القلب للقلب» عام 1952، «إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات» عام 1957، «نصف عذراء» عام 1961، فيلم «اللص والكلاب» عام 1962، فيلم «المماليك» عام 1965، وفيلم «للنساء فقط» عام 1966.
كما شارك في بداياته في عدد من الأعمال الإذاعية، منها «صلاح الدين الأيوبي»، «يكفينا الشر» و «شخصيات تبحث عن مؤلف».
تميز فاخر فاخر بثقافته الرفيعة وطلته الفريدة التي ميزته عن أبناء جيله، وقد أجاد تنويع أدواره، إذ شارك في نحو 12 فيلما خلال عام 1962 وحده، رغم ما في ذلك من صعوبة كبيرة في تجسيد شخصيات متعددة في آن واحد.
وعلى الصعيد الشخصي، تزوج فاخر فاخر من خارج الوسط الفني، وأنجب ابنته الوحيدة الفنانة هالة فاخر التي ظهرت معه وهى طفلة في فيلم «لن أبكى أبدا » عام 1957، وهو العمل الوحيد الذي جمعهما، ومن خلاله تعلقت ابنته بالتمثيل وحب الفن.
ورغم أن ملامحه على الشاشة كانت في الغالب جادة وقوية، فقد كشفت هالة فاخر -في أحد لقاءاتها- أن والدها الراحل كان شخصية كوميدية في البيت بخلاف الأدوار التراجيدية والقوية التي اشتهر بها، مضيفة: «أبويا لما كان يشوف حاجة مش عجباه، يسخر منها، والشخص المقابل الذي تعرض للموقف يضحك من سخرية والدي».
رحل فاخر فاخر في الأول من ديسمبر 1962 عن عمر ناهز الخمسين عاما، إثر إصابته بالذبحة الصدرية، ولم يمهله القدر ليشهد عرض آخر أفلامه التي انتهى من تصويرها قبل وفاته، وهي «شفيقة القبطية» (1963) مع هند رستم، و«ألف ليلة وليلة» (1964) مع ليلى فوزي، و«المماليك» مع عمر الشريف.
وبرغم رحيله المبكر، مازال أثره راسخا في الوجدان الفني المصري، فكل إعادة عرض لأعماله تعيد إحياء صورة الفنان الملتزم والمحبوب لدى جمهوره، الذي ترك بصمة لا تنسى، لتظل ذكراه دليلا على موهبة صنعت لنفسها مكانة لا يطالها النسيان.
اقرأ أيضاًبين الموسيقى العالمية والتراث العربي.. فعاليات متنوعة على مسرح سيد درويش في ديسمبر
في ذكرى رحيل شادية.. كيف صنعت «دلوعة السينما» مجدها؟ (فيديو)
ذكرى رحيل «آخر ظرفاء الأدب والصحافة».. كامل الشناوي شاعر قتله الحب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: هالة فاخر فاخر فاخر الفنان فاخر فاخر أعمال فاخر فاخر وفاة الفنان فاخر فاخر فاخر فاخر
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل سامية جمال.. فراشة الشاشة التي صنعت مدرسة خاصة في الرقص والسينما
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة سامية جمال التي غادرت عالمنا في الأول من ديسمبر عام 1994، بعد مشوار فني امتد لنحو نصف قرن، تركت خلاله بصمة لا تنسى في تاريخ السينما والرقص الشرقي، حتى لقبت عن جدارة بـ«فراشة الشاشة».
ولدت زينب خليل إبراهيم محفوظ في إحدى قرى محافظة بني سويف عام 1924، لتبدأ رحلتها الفنية بعد التحاقها بفرقة بديعة مصابني، حيث شاركت في التابلوهات الجماعية قبل أن تحصل على فرصتها لتقديم رقصات منفردة شكلت بداية نجوميتها.
دخلت سامية جمال عالم السينما في منتصف الأربعينيات، وتحولت سريعا إلى واحدة من أبرز الوجوه الفنية، خاصة بعد أن كونت ثنائيا ناجحا مع الفنان فريد الأطرش، شاركته بطولة عدة أفلام وقدمت على أغنياته أشهر رقصاتها.
قدمت سامية جمال أسلوبا مميزا في الرقص الشرقي، إذ مزجت بين الحركات الشرقية والرقصات الغربية، واهتمت بإبهار المتفرج من خلال تناسق الإضاءة والملابس والتابلوهات المصاحبة.. وقد شكلت بهذا الاتجاه مدرسة مخالفة لمدرسة تحية كاريوكا التي اعتمدت على تطوير الرقصات الشرقية الأصيلة.. امتد أثر سامية جمال إلى العالمية، إذ شاركت في الفيلم الأمريكي Valley of the Kings وقدمت أيضا دور البطولة في الفيلم الفرنسي علي بابا والأربعين حرامي.
شاركت الفنانة الراحلة في عشرات الأعمال السينمائية، من أبرزها «أحبك أنت»، «نشالة هانم»، «عفريتة هانم»، «الرجل الثاني»، «ساعة الصفر»، «طريق الشيطان»، «أمير الانتقام»، «كل دقة في قلبي»، «موعد مع المجهول»، «بنت الحتة».
وقد تم اختيار أربعة من أفلامها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية وفق استفتاء النقاد عام 1996، وهي «العزيمة» (1940)، «رصاصة في القلب» (1944)، «أمير الانتقام» (1950)، و«الوحش» (1954).
وعلى الرغم من اعتزالها الفن لعشر سنوات بعد مشاركتها في فيلم «زقاق المدق»، فإنها عادت للظهور في أفلام السبعينيات، وكان آخر أفلامها «الشيطان والخريف» عام 1972 قبل أن تعتزل نهائيا.
تزوجت الفنانة سامية جمال مرتين، فقد انتهت زيحتها الأولى سريعا، في حين استمر زواجها الثاني من الفنان رشدي أباظة لأكثر من 18 عاما قبل الانفصال.
ظلت سامية جمال محافظة على رشاقتها طوال حياتها، الأمر الذي دفعها إلى اتباع نظام غذائي شديد أدى إلى إصابتها بالأنيميا، ودخولها المستشفى قبل أشهر من وفاتها، حيث تدهورت حالتها بعد إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء وخضعت لعملية جراحية لم تتحسن بعدها، لترحل في الأول من ديسمبر عام 1994 عن عمر ناهز 70 عاما بعد غيبوبة استمرت ستة أيام في أحد مستشفيات القاهرة.
برحيل «فراشة الشاشة» انتهت مسيرة فنانة استثنائية صنعت لنفسها مدرسة خاصة في الرقص والتمثيل، واحتفظت السينما المصرية باسمها بين رموزها الخالدين، وظل حضورها ممتدا في ذاكرة الجمهور العربي حتى اليوم.
اقرأ أيضاً«دلوعة الشاشة العربية».. أبرز المحطات الفنية في حياة ميرفت أمين
«فن من أيام الفراعنة».. مديحة حمدي تثير الجدل بتعليقها على افتتاح دينا لـ أكاديمية الرقص
في ذكرى رحيل رشدي أباظة.. .كم عدد زيجات دنجوان السينما المصرية؟