اليوم العالمي للإيدز 2025: دعوة لتجديد الجهود وتحويل مسار الاستجابة العالمية
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
في الأول من ديسمبر ، يحتفي العالم باليوم العالمي للإيدز ، وهي مناسبة سنوية يتم إحياؤها بموجب قرار منظمة الصحة العالمية 15/ 34 الذي أقر لأول مرة عام 1988 بهدف نشر التوعية بمخاطر فيروس نقص المناعة البشرية " الإيدز" أو "اتش آي في" ،وطرق انتقاله ، وكيفية التعامل السليم والصحيح مع المصابين أو الحاملين للفيروس ، ويحمل شعار هذا العام 2025 " التغلب على الاضطراب وتحويل الاستجابة للإيدز".
تشكل هذه الذكرى فرصة لتسليط الضوء على التأثير السلبي الذي أحدثته تخفيضات التمويل من جانب المانحين الدوليين على جهود مكافحة المرض، وإبراز قدرة البلدان والمجتمعات على الصمود وحماية المكاسب التي تحققت، ودفع الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية إلى الأمام.
ووفق بيان الأمم المتحدة ، شهدت الاستجابة العالمية للإيدز في الأشهر الأخيرة تراجعا حادا، ولا يزال الطريق طويلا أمام الوفاء بالهدف المتمثل في وضع حد للإيدز بحلول عام 2030 ضمن إطار التنمية المستدامة ، فالمرض لا يزال يمثل تهديدا حاضرا، ومع تعقد الأوضاع الدولية يزداد الاحتياج إلى مقاربة جديدة أكثر قدرة على الحد من المخاطر وفتح المجال أمام تحقيق الغايات المنشودة.
تقع على عاتق الدول مسؤولية إعادة صياغة برامج فيروس نقص المناعة البشرية وتمويلها بجرأة تحدث تغييرا حقيقيا في مسار الاستجابة ، فالاعتماد على الموارد الوطنية وحدها لم يعد كافيا لدرء التراجع، وهنا يبرز الدور الحاسم للمجتمع الدولي في سد فجوة التمويل، وعدم جهود الوقاية والعلاج، والعمل على إزالة العوائق القانونية والاجتماعية التي تعرقل الوصول، ومنح المجتمعات القدرة على قيادة المسار نحو مستقبل أكثر أمانا.
وبحسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية والبرنامج المشترك للأمم المتحدة المعني بالإيدز ، بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية حول العالم حوالي 40.8 مليون بنهاية عام 2024 ، وسجلت في العام ذاته قرابة 1.3 مليون إصابة جديدة ،فيما بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالإيدز نحو 630 ألف وفاة ، ورغم التقدم في العلاج والوقاية، يظل الفيروس أحد أبرز التحديات الصحية العالمية.
وفي سياق متصل، نظمت الرابطة الدولية لمقدمي رعاية مرضى الإيدز بالتعاون مع كلية ألبرت أينشتاين للطب – المركز الطبي مونتيفيوري، مؤتمرها السنوي العشرين "كونتينيوم 2025" في مدينة سان خوان ببورتوريكو ، في الفترة من 10 إلى 12 يونيو 2025، تحت شعار "إعادة صياغة رعاية فيروس نقص المناعة البشرية"، وأكد على أهمية تطوير نموذج متكامل لرعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية داخل منظومات الرعاية الصحية الأولية ، ودعم الجهود العالمية والوطنية لتحقيق نتائج أفضل في الوقاية والعلاج، إلى جانب دمج الجوانب النفسية والاجتماعية ضمن منظومة الرعاية الشاملة.
وعلى الصعيد المحلي ،أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية ، -خلال الاحتفال باليوم العالمي للإيدز عام 2024 – تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز)، والتي تغطي الفترة من عام 2024 حتى 2030، في خطوة تعد محورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية "مصر 2030".
وتعمل الوزارة ضمن استراتيجيتها على عدة محاور أهمها: الوقاية والذي يعد محورا ثابتا في جهودها، وكذلك محور البيانات وتحديثها، والمسح الصحي الذي يساعد على وضع خارطة الطريق لتحقيق الأهداف المرجوة في مكافحة الفيروس، كما يشمل العمل وضع قواعد وإرشادات في التشخيص والعلاج من خلال اللجان العلمية المختصة، مع توفير الأدوية مجانا على نفقة الدولة عبر 27 مركزا بجميع المحافظات.
يأتي اليوم العالمي للإيدز 2025 كنداء عملي لتعزيز السياسات الداعمة ، وتمويل برامج الصحة العامة وضمان العدالة الصحية، ومع تزايد التحديات المرتبطة باضطرابات التمويل والإجراءات التنظيمية، تبقى الاستجابة للإيدز مرهونة بتعاون المجتمع الدولي والمحلي ،ويظل الالتزام بالمساواة في الحصول على خدمات العلاج والوقاية حجر الأساس للسعي نحو الهدف المنشود: عالم خال من الإيدز بحلول عام 2030.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتش آي في طرق انتقاله فیروس نقص المناعة البشریة العالمی للإیدز
إقرأ أيضاً:
وفد من الصحة العالمية يقيّم مدينة صلالة الصحية
شهدت مدينة صلالة الصحية خلال الفترة من 28 إلى 30 نوفمبر الجاري زيارة رسمية لفريق دولي من منظمة الصحة العالمية، وذلك في إطار التقييم النهائي لاعتماد المدينة ضمن برنامج المدن الصحية. وتمثل هذه الزيارة خطوة محورية لمراجعة ما حققته اللجان المختصة من تقدم في تنفيذ المحاور والمعايير الدولية، تمهيدًا للانتقال بصلالة إلى مرحلة أكثر تميزًا في الصحة العامة والتنمية المستدامة.
وباشر الفريق الدولي سلسلة من أعمال التقييم التي شملت مراجعة جهود لجنة أنماط الحياة الصحية، إضافة إلى تقييم خطة المكتب التنفيذي المشرف على تنفيذ برامج المدينة الصحية. كما قام وفد المنظمة بزيارة مرافق مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة للاطلاع على جاهزية المرافق والخدمات الداعمة لمعايير المدن الصحية، والتأكد من توافقها مع متطلبات الاعتماد الدولي.
وتتواصل أعمال التقييم لتشمل محاور اللجنة البيئية والسلامة المهنية، حيث يعمل الفريق على مراجعة مستوى التزام الجهات المختصة بالمعايير الدولية المعنية بجودة البيئة وسلامة مواقع العمل. كما يجري تقييم جاهزية المدينة في التعامل مع جوانب الصحة البيئية، إلى جانب مراجعة جهود لجان أنماط الحياة الصحية واللجنة الاجتماعية والثقافية المعنية بتعزيز الوعي المجتمعي وتفعيل المشاركة المجتمعية في دعم بيئة صحية مستدامة.
وتأتي زيارة فريق منظمة الصحة العالمية في وقت تواصل فيه صلالة تعزيز مكانتها كمدينة تبني مقومات الصحة والرفاه، عبر تطوير أنماط الحياة الصحية وتحسين جودة البيئة ورفع مستوى مشاركة المجتمع في البرامج الصحية. وتمثل هذه الخطوة محطة مهمة تضع المدينة على أعتاب مرحلة متقدمة من التميز الصحي، وترسخ مكانتها كنموذج وطني رائد في تطبيق معايير المدن الصحية المعتمدة عالميًا.