قام علماء في جامعة مونستر البريطانية، بكشف هيكلة الآلية وراء السم القاتل لعنكبوت الأرملة السوداء.

وعلى وجه التحديد، وصف العلماء السم بأنه "كوكتيل من السموم المختلفة"، وفق "إنترستينغ إنجينيرنيغ".

وركز العلماء على بحث "ألفا لاتروتوكسين"، وقد تم تصميم هذا السم العصبي الذي ينتمي إلى فئة تُعرف باسم "لاتروتوكسين"، بواسطة قوى الطبيعة، وهو يهاجم الفقاريات، بما في ذلك البشر.


وكما هو شائع، العبث بالعنكبوت الأسود الشهير ذو الأرجل الطويلة قاتل خطير، يمكن أن تسبب لدغة واحدة مجموعة من الآثار الجانبية الضارة للإنسان، من الألم الشديد إلى التشنجات وحتى الموت، مما يجعل استراتيجيته مثيرة للاهتمام وغامضة، ولم يفهم العلماء من قبل تعقيداتها.
وفي دراسة حديثة، لم يكتشف علماء جامعة مونستر أن المادة السامة القاتلة تتصرف بشكل مختلف عن "جميع السموم المعروفة سابقاً" فحسب، بل إن فهم كيفية عملها أيضاً سيؤدي إلى ترياق أفضل وعلاجات للشلل، وحتى مبيدات حشرية حيوية جديدة.

وقال العلماء إن استراتيجية الأرملة السوداء القاتلة هي: إغراق المشابك العصبية بالكالسيوم، ووفقاً لبيان صحافي صادر عن الجامعة، استخدم الأستاذان كريستوس جاتسوجيانيس وأندرياس هوير تقنية متطورة لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لعملية في الحركة، لفهم ما يحدث للسموم العصبية بمجرد دخولها الجسم.

ومكنهم المجهر الإلكتروني عالي الأداء من دراسة بنية الخلايا، قامت محاكاة الكمبيوتر الديناميكية الجزيئية بتحليل الحركات الفيزيائية للذرات والجزيئات، وباستخدام هذه الأدوات، يمكن رؤية كيف يعمل هذا السم العصبي المتحرك ذو التأثير القوي في صورة ثلاثية الأبعاد.
ويتداخل السم مع انتقال الإشارات في الجهاز العصبي، وبمجرد ارتباط ألفا لاتروتوكسين بمستقبلات محددة للمشابك العصبية - الاتصالات بين الخلايا العصبية أو بين الخلايا العصبية والعضلات - تتدفق أيونات الكالسيوم بشكل لا يمكن السيطرة عليه إلى الأغشية قبل المشبكية للخلايا الإشارية، وهذا يحفز إطلاق النواقل العصبية، مما يؤدي إلى تقلصات وتشنجات عضلية قوية.
واكتشف العلماء شيئاً فريداً، إذ أن السم يتحول عندما يرتبط بالمستقبل، ويشكل الغشاء السام "ساقًا يخترق غشاء الخلية مثل المحقنة، ومن المدهش أن سم الأرملة السوداء يشكل مساماً صغيراً في الغشاء يعمل كقناة كالسيوم، وهذه هي الطريقة التي يغمر بها النظام، مما يؤدي إلى إفساد الجسم بالكامل.
وعلى الرغم من كونه عنكبوتاً صغيراً، ولكنه قوي، فقد طور عنكبوت "الأرملة السوداء" آلية دفاع مثيرة للإعجاب حقاً تمكنه من إسقاط العمالقة نسبياً.

ومن الضروري الذهاب إلى المصدر إذا كنت تبحث عن الترياق، نظراً لوظائفه المتخصصة للغاية، فقد نتعلم حتى كيفية استخدام هذه القوة العظمى لصالحنا، وفق ما قال العلماء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأرملة السوداء

إقرأ أيضاً:

علماء يفسرون.. لماذا نستيقظ قبل رنين المنبه؟

لطالما أثارت دهشتنا قدرة أجسامنا العجيبة على الاستيقاظ قبل دقائق قليلة من رنين المنبه، وكأنها تعتمد على ساعة داخلية مذهلة لا تخطئ مواعيدها أبدًا،  هذه الظاهرة التي تبدو وكأنها محض مصادفة هي في الواقع انعكاس لدقة عمل الساعة البيولوجية التي تنسّق دورات النوم والاستيقاظ بتناغم مثالي مع محيطنا الطبيعي.

مع اقتراب موعد استيقاظك اليومي، يبدأ جسمك بعملية تحضيرية معقدة، إذ تنطلق إشارات هرمونية تُمهّد لانتقال جسمك من حالة النوم إلى حالة اليقظة التدريجية. تشمل هذه العملية ارتفاعًا طفيفًا في درجة حرارة الجسم الأساسية وانخفاضًا تدريجيًا في مستويات هرمون الميلاتونين المسبب للنوم، بينما يزداد إنتاج هرمون الكورتيزول المسؤول عن اليقظة. يُطلق على هذه الزيادة المفاجئة باسم "استجابة اليقظة"، حيث تعمل كنداء داخلي يوقظ أجهزة الجسم برفق، مما يجعل عملية الاستيقاظ الطبيعي أكثر سلاسة مقارنة بالاستيقاظ المفاجئ على صوت المنبه.

 

الاستيقاظ قبل موعد المنبه قد يكون مؤشرًا إيجابيًا عندما يصاحبه شعور بالنشاط والراحة، ما يعني أن ساعتك البيولوجية متزنة وأنك تحصل على نوم كافٍ وذي جودة عالية. لكن إذا اقترن هذا الاستيقاظ المبكر بشعور بالتعب والإجهاد أو ثقل في الرأس، فقد يشير ذلك إلى مشكلات في نوعية نومك أو اضطراب في جدول نومك. في مثل هذه الحالات، يعتمد الجسم بشكل كبير على صوت المنبه الخارجي الذي قد يتسبب في قطع دورة نوم عميقة، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والترنح صباحًا.

 

تعمل الساعة البيولوجية بدقة تتأثر بالعديد من العوامل، أبرزها الضوء الطبيعي الذي يعتبر المحفز الأساسي لها. فالتعرض لأشعة الشمس في بداية اليوم يساعد في تنظيم إيقاع الجسم اليومي، بينما تؤدي الإضاءة الزائدة ليلاً، خاصة الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية، إلى تشويش هذا التوازن. كما يمكن للروتين غير المنتظم، وتقلب أوقات النوم والاستيقاظ، وتناول الوجبات في أوقات غير محددة، بالإضافة إلى الإجهاد المستمر، أن تسبب خللاً في انتظام هذه الإيقاعات الحيوية.

 

لإعادة ضبط ساعتك البيولوجية وتحسين نومك، هناك بعض العادات الصحية التي يمكنك تبنيها. حاول الالتزام بمواعيد محددة للنوم والاستيقاظ يوميًا، حتى في أيام الإجازة. اجعل غرفة نومك بيئة مناسبة للنوم عبر تقليل الإضاءة والضوضاء قدر الإمكان أثناء الليل، واحرص على تعريض نفسك لضوء النهار الساطع عند الصباح. قلل من استهلاك الكافيين والوجبات الثقيلة قبيل النوم بفترة لا تقل عن ثلاث ساعات، وابتعد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعتين على الأقل. كما يمكن للأنشطة البدنية المنتظمة خلال النهار أن تساهم بشكل كبير في تحسين جودة النوم ليلاً.

 

تؤكد الأبحاث العلمية المتزايدة أهمية التناغم مع إيقاعاتنا الحيوية لتعزيز الصحة العامة وتحسين جودة الحياة. إن الإصغاء لإشارات أجسامنا والاستجابة لها بوعي يمكن أن يكون المفتاح لتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية والإحساس بالتوازن النفسي والجسدي. لذا، تدعونا الساعة البيولوجية المدهشة دائمًا لتذكر أننا جزء من نظام طبيعي متناغم، وأن احترام هذا الإيقاع هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر توازنًا وصحة.

مقالات مشابهة

  • مواهب واعدة تفرض حضورها في الجولة الأولى بدوري الاتحاد للقوى
  • عاجل- ابتكار هندي يكشف أسرار نمو وانتشار الخلايا السرطانية عبر الذكاء الاصطناعي
  • مسألة وقت | العلماء يحذرون من زلزال قوي يضرب إسطنبول .. ماذا يحدث؟
  • علماء يتحدثون عن زلزال إسطنبول المحتمل.. قد تصل قوته 7 درجات
  • قطاع التعدين.. فرص واعدة وخارطة طريق واضحة للاستكشاف
  • دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
  • علماء يفسرون.. لماذا نستيقظ قبل رنين المنبه؟
  • طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • عادل نعمان: الإسراء والمعراج أنكرهم عدد كبير من العلماء