قصة نجاح مغربية.. حسناء طالب أول عربية وأفريقية تُلقب بـذئب وول ستريت
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
بعد سنوات من العمل الجاد والتركيز المتواصل، تمكنت المغربية حسناء طالب من حفر اسمها بجدارة في مجال التداول في الأسهم، وأثبتت نفسها بوصفها مستثمرة ومؤسسة وشريكة إدارية حائزة على العديد من الجوائز.
وقد برز اسمها في الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص بعد صنعها التاريخ من خلال كونها أول امرأة عربية وأفريقية يتم ترشيحها للقب "ذئب وول ستريت" من قبل سوق "ناسداك" للأوراق المالية، وتم الاعتراف بها من قبل وزارة الخارجية الأميركية لجهودها المتميزة في مجال الاستثمار.
وفي حوار خاص للجزيرة نت، أكدت حسناء على أهمية التعليم للمرأة لأنه "مفتاح كل نجاح"، بالإضافة إلى ضرورة إحياء الفضول وحب المعرفة وتعزيز المهارات، سواء في المجال الدراسي أو المهني، رغم كل التحديات التي تواجهها النساء في العالم العربي عامة، معتبرة أن "نجاح كل امرأة مرتبط بنجاح المجتمع بأكمله".
مسيرة جهد متواصلنشأت حسناء طالب في أسرة متواضعة في المغرب حيث تميزت بتفوقها في الدراسة، لكن طموحها غير المحدود جعلها تحلم بفرص كبرى.
وفي سن الـ17، ذهبت إلى الولايات المتحدة ضمن مخيم بوكالة "ناسا"، في تجربة فريدة من نوعها ساعدتها على الانفتاح على العالم وتحفيز فضولها لمعرفة المزيد حول قصص النجاح لتحقيق أحلامها الخاصة.
وبعد انتهاء فترة المخيم، حصلت على منحة في جامعة أميركية لعام واحد فقط، مما دفعها إلى البحث عن مصادر أخرى لإكمال دراستها الجامعية وتطوير مهاراتها. وفي هذه المرحلة بالتحديد، بدأت فكرة ولوج عالم تداول الأسهم تتبلور لديها بالتوازي مع الدراسة إلى أن تمكنت من الوصول إلى وول ستريت في نيويورك.
وقالت حسناء طالب للجزيرة نت "بعد مسيرة تعلم طويلة ومشاريع كثيرة، سافرت إلى دبي للاستقرار وتأسيس عدة شركات، من بينها شركة لإدارة المشاريع والأصول المالية بالتعاون مع فريق عمل من النخبة في هذا المجال، والذي تمكن من إدارة أصول تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار".
كما عملت مع شركة "مورغان ستانلي" للخدمات المالية، التي يقع مقرها الرئيسي وسط مانهاتن بمدينة نيويورك، وسوق "ناسداك" للأوراق المالية الذي يعد من أهم أسواق البيانات المالية والاقتصادية والبديلة التي يتم تقديمها بتنسيقات حديثة لمحللي اليوم.
وحصلت حسناء على الكثير من الجوائز خلال مسيرتها المهنية، ولكن ترشيحها للقب "ذئب وول ستريت" كان لحظة فخر لا تُنسى، "فقد كان عملي الجاد في كل عملية تداول أقوم بها وطموحي للتفوق على باقي المتداولين والتقنيات التي تعمل عليها الشركات الكبرى، كانت من أهم العوامل التي أسهمت في تتويج جهودي وقدمت شهادة على قدرة النساء في النجاح في كل المجالات".
شغف تداول الأسهموعند سؤالها عن سبب اختيار مجال تداول الأسهم، أوضحت حسناء أن ذلك حدث بالصدفة التي وصفتها بـ"نقطة التحول" عندما تطرق أستاذها بالجامعة إلى الأسواق المالية خلال حصة الاقتصاد، "لقد اكتشفت آنذاك أنه يمكن للجميع الاستثمار في الأسهم بمن فيهم أنا التي كنت لا أزال طالبة لأتمكن من بناء مستقبلي المالي وتحقيق الثروة التي أحلم بها".
وبسبب شغفها بهذا العالم، بذلت جهودا مضاعفة للتعلم وفهم سوق التداول بشكل جيد للاستثمار بذكاء لأنه لا يعتمد فقط على البيع والشراء، وإنما يتطلب تركيزا وتحليلا عقليا ونفسيا وإستراتيجيا بشكل يومي. وتعتبر أن التداول في الأسهم يتطلب التوازن بين العقل والقلب لأن القرارات يجب أن تكون دائما مبنية على المعطيات، دون التقليل من أهمية الحدس والمشاعر.
وترى حسناء طالب أن عدم اهتمام النساء كثيرا بهذا التخصص يعود إلى الثقافة العربية التي جعلت التجارة وتدبير المال حكرا على الرجال بشكل تلقائي، حسب قولها، مؤكدة أن المرأة يمكنها إبراز قوتها في مجال تداول الأسهم بفضل تميزها بالقدرات العقلية والتنظيمية والتحليلية التي تجعلها تحقق نجاحات مبهرة.
وبحسب المتحدثة، يجب الخروج من الصورة النمطية التي تربط المجال المالي بالرجال فقط نظرا لتمكن النساء من أخذ قرارات إستراتيجية والتعامل مع الضغط بفعالية، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة التي تعتمد عليها إدارة المال والصبر والتحليل العميق.
وتشير حسناء إلى أن الحلم يعتبر المحرك الأساسي في الحياة بشكل عام لكنه غير كافٍ لتحويله إلى حقيقة، إذ من الضروري التحلي بالشجاعة والمثابرة. ومن خلال الجرأة والتخطيط والعمل، يمكن التغلب على الخوف الذي يعيق تحقيق الأحلام.
أول مليون دولاروتمكنت حسناء طالب من جني أول مليون دولار في مسيرتها المهنية من خلال استثمار مبلغ أولي يقدر بنحو 1200 دولار أميركي واعتماد التداول اليومي والالتزام بإستراتيجيات قوية في السوق، ثم بدأت إستراتيجية استثمار الأرباح واختيار الأوقات المناسبة للتداول.
كما استندت على مؤشرات تقنية مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية "آر إس آي"، الذي يعمل على رسم القوة أو الضعف الحالي والتاريخي للسهم أو السوق بناء على أسعار الإغلاق لفترة تداول حديثة، وركزت بشكل أساسي على إدارة المخاطر.
وبفضل إصرارها على التعلم وتحسين جودة الإستراتيجيات المستخدمة رغم الاحتمالات المستمرة للخسارة، استطاعت حسناء تحقيق حلم "المليون دولار" في مدة لا تتجاوز 6 أعوام.
ووفق تصريحاتها للجزيرة نت، تكمن القوة الحقيقية للمال والاستثمار في الحرية التي تمنحها للإنسان لأنه "لا يجب اعتبار المال هدفا وإنما وسيلة لتحقيق الفرص وأهداف أكبر، فالاستثمار يساهم في استخدام المال لبناء الثروة والاستقرار المالي على المدى الطويل ويساعد على دعم الابتكار والمشاريع التي لها تأثير مهم على المجتمع".
واستنادا على تجربتها في مجال الأعمال، ختمت حسناء طالب بتقديم نصيحة للمرأة المغربية والعربية "لا يجب أن تتوقف المرأة عن الإيمان بنفسها وبقدراتها، ولا تترك أي مجال أمام المجتمع أو الظروف للوقوف كعائق أمام تحقيق طموحاتها، كما يجب أن تكون قوية ولا تسمح للخوف أو الشك بالتأثير فيها حتى وإن كان الطريق صعبا".
كما أعربت عن امتنانها لما وصلت إليه حتى الآن و"لكل شخص علمني طوال مسيرتي ولكل من عاملوني بالخير أو بالشر لأن كل الظروف التي مررت بها، حلوها ومرّها، أدت إلى بلورة شخصيتي والوصول إلى تحقيق أحلامي، والحمد لله".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تداول الأسهم وول ستریت من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
134.5 مليار درهم مكاسب الأسهم الإماراتية خلال شهر يوليو
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أظهر أداء أسواق الأسهم المحلية خلال شهر يوليو الجاري تنامي ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في أداء الشركات المدرجة ونمو ربحيتها خلال الفترات المالية المقبلة، وأيضاً في قوة الاقتصاد المحلي حيث أنهت الأسواق شهر يوليو 2025 على مكاسب قوية تجاوزت 134.51 مليار درهم موزعة بواقع 69.82 مليار درهم لسوق أبوظبي ونحو 64.68 مليار درهم لسوق دبي المالي.
وتمكنت مؤشرات الأسواق من الاغلاق في المنطقة الخضراء محققة ارتفاعات قياسية خلال الشهر بنسبة 4.1% لمؤشر أبوظبي ونسبة 7.95% لمؤشر دبي.
وقفزت قيمة التداولات الإجمالية خلال شهر يوليو لتتجاوز 50 مليار درهم بعد تداول أكثر من 18.6 مليار سهم خلال 943 ألف و530 صفقة، كما عززت تعاملات شراء الأجانب من أداء الأسواق في أبوظبي ودبي لتكون محصلة تعاملاتهم صافي شراء بقيمة تتجاوز 2.12 مليار درهم بواقع 848 مليون درهم في أبوظبي ونحو 1.27 مليار درهم في دبي.
سوق أبوظبي
وأظهرت الإحصائيات الشهرية لسوق أبوظبي للأوراق المالية، زيادة قيمة تعاملات شراء الأجانب غير العرب، مقارنة بتعاملات البيع، لتكون المحصلة صافي «شراء» 848.73 مليون درهم، بعد استحواذهم على 26.6% مونسبة التداولات الإجمالية خلال شهر يوليو وعلى 17.9% من إجمالي كمية الأسهم المتداولة. وقام الأجانب غير العرب بشراء أسهم بقيمة 8.927 مليار درهم خلال الشهر الحالي، وفي المقابل باعوا أسهم بقيمة 8.078 مليار درهم. وكانت محصلة تعاملات العرب «بيع» بقيمة 33.92 مليون درهم، ومحصلة تعاملات الخليجيين «بيع» بقيمة 332.23 مليون درهم.
أخبار ذات صلة واستحوذ المستثمرون الإماراتيون على نسب مرتفعة من تداولات سوق أبوظبي خلال الشهر الحالي خلال الشهر حيث اشتروا أسهم بقيمة 20.291 مليار درهم، وباعوا أسهم بقيمة 20.774 مليار، لتكون محصلة تعاملاتهم «بيعاً» بقيمة 48.57 مليون درهم.
وفيما يخص الاستثمار المؤسسي في سوق العاصمة فقد بلغت محصلة تعاملات المؤسسات 91.84 مليون درهم كمحصلة «بيع» بعد أن قاموا بشراء أسهماً بقيمة 19.038 مليار درهم وباعوا أسهما بقيمة 19.13 مليار درهم. وجاءت محصلة تعاملات الافراد «شراءاً» بقيمة 91.84 مليون درهم، بعد أن قاموا بشراء أسهماً بقيمة 12.98 مليار درهم وباعوا أسهماً بقيمة 12.89 مليار درهم.
وأغلق المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية على ارتفاع كبير نسبته 4.1% ليربح 408.9 نقطة، ويغلق عند مستوى 10382.44 نقطة، مقارنة مع 9961.76 نقطة، وشهد المؤشر تذبذباً خلال الشهر، حيث سجل أعلى مستوى عند 10382.44 نقطة في حين بلغ أدنى مستوى للمؤشر خلال الشهر 9902.21 نقطة.
وكانت نتيجة تداولات يوليو ارتفاع أسعار أسهم 70 شركة مقابل تراجع أسعار 32 شركة، فيما أغلقت 18 شركة مستقرة من دون تغيير. وشهد السوق إبرام 629 ألفاً و206 صفقات خلال الشهر الحالي، تم من خلالها تداول 10.52 مليار سهم بقيمة إجمالية جاوزت 32.02 مليار درهم. وربحت القيمة السوقية للشركات المدرجة في سوق العاصمة نحو 69.82 مليار درهم، لتبلغ في نهاية الشهر 3.163 تريليون درهم مقارنة بنحو 3.093 تريليون درهم.
سوق دبي
وتظهر بيانات سوق دبي المالي أن قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم، بلغت خلال شهر يوليو بلغت نحو 8.421 مليار درهم مقابل مبيعات بنحو 7.147 مليار درهم، ليبلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 1.273 مليار درهم، كمحصلة «شراء» وقام المستثمرون الإماراتيون بشراء أسهم في سوق دبي المالي بقيمة 9.571 مليار درهم، وباعوا أسهم بقيمة 10.845 مليار درهم، لتكون محصلة تعاملاتهم «بيعاً» بقيمة 1.273 مليار درهم.
ومن جانب آخر، بلغت قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين المؤسساتيين خلال شهر يوليو الحالي 8.49 مليار درهم، وفي المقابل بلغت قيمة الأسهم المبيعة نحو 7.731 مليار درهم، ونتيجة لذلك، بلغ صافي الاستثمار المؤسسي خلال الفترة نحو 759.25 مليون درهم، كمحصلة «شراء»وبلغت محصلة تعاملات الأفراد خلال الشهر 591.9 مليون درهم كمحصلة "بيع" بعد أن قاموا بشراء أسهم بقيمة 6.689 مليار درهم وباعوا بقيمة 7.28 مليار درهم. وأغلق المؤشر العام لسوق دبي المالي على ارتفاع بنحو 453.39 نقطة وبنسبة 7.95% عند مستوى 6159.15 نقطة يوم اليوم مقارنة مع 5705.76 نقطة بنهاية الشهر السابق، وبلغ أعلى مستوى للمؤشر سجل يوم 28 يوليو 6235.81 نقطة، في حين بلغ أدنى مستوي للمؤشر سجل يوم 2 يوليو 5657.8 نقطة.
وربحت القيمة السوقية الإجمالية للسوق نحو 64.68 مليار درهم لتبلغ 1.060 تريليون درهم مقارنة بنحو 995.337 مليار درهم بنهاية الشهر السابق. كما بلغت قيمة التداول الإجمالية 17.992 مليار درهم بعد تداول 8.082 مليار سهم خلال 314 ألفاً و324 صفقة.