كيف تساعد طفلك على التنظيم الذاتي؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
نحتاج في حياتنا إلى أن نكون قادرين على إدارة سلوكنا، من أجل تحقيق أهداف مختلفة والانسجام مع الآخرين. وهذا هو ما يعرف بـ"التنظيم الذاتي"، وتبدأ هذه الخاصية في التطور بين سن الثالثة والخامسة.
في مقال نشرته على موقع "كونفرسيشن"، حاولت ناتالي داي، الباحثة في جامعة ولونغونغ الأسترالية، الإجابة على السؤال: ماذا يمكن للوالدين فعله لمساعدة الأطفال على تعلم التنظيم الذاتي؟ ما الذي يجب وما لا يجب فعله؟
تلعب قدرة الطفل على التنظيم الذاتي دورا كبيرا في المشاركة في المدرسة وإحراز التقدم الأكاديمي وتساعدهم على الاستمرار في مهمة أو موقف مّا عندما تكون الأمور صعبة، والحفاظ على التركيز على تحقيق الهدف.
على سبيل المثال، عند ممارسة لعبة مع الأصدقاء، يمكن للطفل، الذي يتمتع بالتنظيم الذاتي، انتظار دوره، والبقاء ضمن القواعد، والاستمرار في اللعب حتى عندما يخسر. كما قد يصبح الطفل، ذو المستويات المنخفضة من التنظيم الذاتي، منزعجًا بسهولة ويظهر الإحباط، وفي بعض الحالات يكون غير منظم.
لا تتأثر القدرة على التنظيم الذاتي بالوراثة فحسب، بل تتأثر أيضًا ببيئة الأطفال وتجاربهم. من هنا، يأتي دور الآباء.
القفز إلى "المساعدة"
يريد الآباء حماية أطفالهم من الصعوبات. لكن في بعض الأحيان، قد تؤدي حماية الأطفال و"مساعدتهم" الزائدة عن الحد إلى إعاقة نموهم.
يواجه الأطفال تحديات طوال الوقت، قد يكون ذلك فتح زجاجة ماء، أو محاولة العثور على لعبة معينة في غرفة نومهم، أو ربط أحذيتهم. كآباء، يمكننا في كثير من الأحيان الإسراع في حل المشكلة على الفور. ولكن من المهم لنمو دماغ الأطفال أن يواجهوا التحديات ويتعاملوا معها. عندما يترك الآباء أطفالهم يواجهون مهمة صعبة، يمكنهم تعلم التفكير بمرونة وإيجاد الحلول والمثابرة نحو الهدف. كما يعلمهم ذلك أنهم يستطيعون التعامل مع الأشياء بأنفسهم.
ما الذي يجب على الآباء فعله بدلاً من المساعدة الدائمة؟
هذا لا يعني أنه يجب عليك تجاهل طفلك إذا كان يشعر بحزن شديد وعلق في شجرة، أو سقط وأصاب نفسه بجروح خطيرة.
ولكن هناك العديد من المناسبات الأخرى التي يمكنك فيها الانتظار أو المساعدة بطرق أقل وضوحًا.
على سبيل المثال، إذا كان الطفل يكافح للعثور على قطعة اللغز الصحيحة، فيجب على الآباء الانتظار حتى يطلب الطفل المساعدة أو تظهر عليه علامات الإحباط الواضحة.
إذا كان ذلك ممكنًا، ابدأ فقط باستخدام الكلمات الإرشادية للمساعدة، بدلاً من إنجاز المهمة.
يمكنك تجربة التشجيع والأسئلة والتلميحات والاقتراحات لقيادة طفلك إلى الحل. على سبيل المثال في مسألة حل اللغز: "هل جربت كل القطع حتى الآن؟"، أو ربما بشكل أكثر مباشرة، "ما رأيك أن ننظر إلى الخطوات معًا؟".
هذا النوع من التوجيه يعني أن الطفل لا يزال هو من يحل المشكلة.
تصعيد النهج
إذا كان الطفل لا يزال عاجزا عن القيام بالمطلوب، يمكن للوالدين استخدام أيديهم لتقديم المزيد من التوجيه.
عند إكمال جزء من اللغز، قد يقوم أحد الوالدين بتحريك بعض القطع بالقرب من الطفل لجذب انتباهه إليها.
إذا لزم الأمر، سيكون النهج الأكثر مباشرة هو تحديد القطعة التي يبحث عنها الطفل، وتسليمها له حتى يتمكن من وضعها في مكانها والبقاء نشطًا في إكمال المهمة.
قد لا يضع الطفل القطعة بالطريقة الصحيحة. لذلك، يجب على الوالد العودة إلى استخدام التوجيه اللفظي للتشجيع أو اقتراح قلب القطعة لمعرفة ما إذا كانت مناسبة أم لا.
الشيء الأساسي الذي يجب أن تتذكره هو أن الطفل يجب أن يوجه أسلوبك في مساعدته.
لا تتدخل دون أن يطلب منك ذلك ولا تقدم الدعم الكامل على الفور.
استمر في منح طفلك فرصة العمل بنفسه. واعلم أن طريقته في حل المشكلة قد تكون مختلفة عن طريقتك. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأطفال التنظيم الذاتي الآباء والأمهات الآباء التنظیم الذاتی إذا کان
إقرأ أيضاً:
رويترز: ديب سيك تساعد الجيش الصيني وتتفادى قيود الصادرات الأميركية
تساعد شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" الجيش الصيني في العمليات والاستخبارية للصين، كما أنها تعتمد على شركة وهمية في جنوب آسيا من أجل الوصول إلى أشباه الموصلات والشرائح اللازمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي لا يمكن الوصول إليها بسبب القيود الأميركية، وذلك بحسب تصريحات مسؤول أميركي رفيع لـ"رويترز".
وتعكس الاستنتاجات الأميركية قناعة متنامية في واشنطن بأن السبب الرئيسي لصعود "ديب سيك" ونموها ربما يعتمد على التقنيات الأميركية وكان مبالغا فيه، بالإضافة إلى الضجة التي حدثت عند ظهور النموذج للمرة الأولى والاتهامات بالاعتماد على نماذج "أوبن إيه آي".
وأضاف المسؤول في مقابلته مع "رويترز" أن الحكومة الأميركية تدرك مساعدة "ديب سيك" للجيش الصيني في العمليات العسكرية والاستخباراتية الصينية طواعية، وذلك بشكل يتخطى مجرد الاعتماد على تطبيقات مفتوحة المصدر المعتادة، إذ أشار المسؤول إلى أن الشركة كانت تشارك بيانات المستخدمين مع أجهزة المراقبة في بكين.
وتعد هذه المرة الأولى التي تشير فيها الحكومة الأميركية إلى كون "ديب سيك" تتعاون مع الجيش الصيني والأجهزة السيادية في الدولة، وذلك في خضم حرب تجارية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة والصين، وذلك رغم أن المشرعين الأميركيين أوضحوا أن سياسة الخصوصية في الشركة تنقل البيانات إلى الحكومة الصينية من خلال باب خلفي في البنية الأساسية بشركة الهواتف المحمولة الصينية، بحسب تقرير "رويترز".
كما أوضح التقرير أن "ديب سيك" ظهرت أكثر من مرة في سجلات المشتريات لجيش التحرير الشعبي الصيني وغيره من الكيانات التابعة للقاعدة الصناعية الدفاعية الصينية، ورفضت الشركة الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بسياسة الخصوصية لديها.
إعلانوعلى صعيد آخر، أشار تقرير "رويترز" إلى أن "ديب سيك" تمكنت من الوصول إلى عدد كبير من بطاقات "إنفيديا" من طراز "إتش 100" الرائد، متجاوزة بذلك القيود الأميركية على الصادرات، إذ وضعت الحكومة الأميركية هذه البطاقات على قائمة حظر التصدير إلى الصين خوفا من تعزيز قدراتها العسكرية.
لكن "ديب سيك" اعتمدت على مجموعة من الشركات الوهمية في جنوب شرق آسيا من أجل تفادي هذه القيود، وذلك ضمن مساعي الشركة لبناء مراكز بيانات في جنوب شرق آسيا للتهرب من القيود وإتاحة خدماتها عالميا.
من جانبه، رفض المسؤول الأميركي التوضيح إن كانت "ديب سيك" تواجه أي عقوبات خاصة مثل "هواوي".
ويناقض هذا الأمر الإعلان الأولي للشركة عن نموذجها، إذ قالت آنذاك إنها لم تحتج إلى شرائح "إنفيديا" المتطورة من أجل تدريب النموذج مسوقة للنموذج على أنه جاء بأقل تكلفة ودون بذل عناء كبير في التدريب.