عربي21:
2025-07-29@11:28:04 GMT

حول تقرير جهاز الرقابة الإدارية الأخير في ليبيا

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

صدر في اليومين الماضيين في ليبيا تقرير جهاز الرقابة الإدارية الـ 53، وتناول التقرير للمرة الأولى عرضا للوضع المالي للدولة، وحساب الإيرادات والنفقات خلال الأعوام 2012 ـ 2023م، وذلك أن قانونا أصدره مجلس النواب خلال العام الماضي يعطي الرقابة الإدارية الصلاحية لمتابعة المالية العامة للدولة، والتي هي بالأساس مسؤولية ديوان المحاسبة.



من الجيد أن تظهر البيانات المالية الرسمية ضمن تقرير لجهة سيادية ويغطي عقدا من الزمان أو يزيد، فهذا يعطي صورة أشمل عن الوضع المالي للدولة، كما يسهل أعمال ونشاطات المعنيين بهذه البيانات من مؤسسات علمية وأفراد، وغيرهم ممن يعنيهم هذا الملف.

بالنظر إلى ما ظهر من معلومات عن التقرير، وملخصه الذي انتشر بين وسائل الإعلام، فإنه من الواضح أن الجهاز لم يقم بما ينبغي عند تناوله للوضع المالي للدولة خلال الفترة التي أشار إليها التقرير، إذ لم يعدو الأمر إظهار حجم الإيرادات ومصادر الحصول عليها، وإجمالي الإنفاق خلال الـ 12 سنة، وأهم بنوده.

وحتى عندما تمت الإشارة إلى فروق بين بيانات وزارة المالية والمصرف الليبي الخارجي من جهة، وبيانات المصرف المركزي من جهة أخرى، لم يقدم التقرير، أو ملخصه، أي تفسير لهذا التباين. وإلى أن يتم نشر التقرير كاملا، فإننا نركز في نقاشنا على بيانات الإيرادات والنفقات وتوابعها.

أظهر التقرير أن إجمالي ما تم إنفاقه خلال الفترة 2012-2023م بلغ ما يزيد عن 722 مليار دينار ليبي، ذهب نحو 41% للمرتبات، و19% للإنفاق التسييري، و18% للدعم، و12% للتنمية، وذلك بالإضافة إلى الترتيبات الاستثنائية 8%، والطوارئ 2%.

مع افتراض عدم وقوع تغير كبير في الدخل (الإيرادات النفطية)، وهو السيناريو الراجح، فإن التراجع الطفيف في سعرف صرف الدولار في السوق الموازية لن يدوم كثيرا، حتى مع تماسك الاتفاق حول إدارة المصرف المركزي، وما لم ننتقل إلى استقرار سياسي ومؤسساتي، يعقبه تخطيط سليم وإدارة راشدة للاقتصاد، فإن الأزمة الاقتصادية مرشحة للتفاقم، وليس العكس.بنظرة سريعة على هذه الأرقام يتأكد لنا أن الاقتصاد الليبي ما يزال يعاني من خلل هيكلي ووضع مأزوم، وأن الخلل يتعاظم والتأزيم يزداد، دون أي جهود للاستدراك على هذا الوضع الصعب. ذلك أن نحو 80% من الإنفاق الاجمالي البالغ ما يزيد عن 722 مليار دينار هو انفاق استهلاكي، وأن الباقي وهو الـ 20% لا يستغل بشكل إيجابي ليكون له مردود يصحح، ولو في المدى المتوسط والطويل، الاختلال الراهن.

منذ ما يزيد عن 4 عقود والقطاع العام هو مصدر التوظيف للمتدفقين الجدد إلى سوق العمل من الجامعات وغيرها، وأصبح ثقافة عامة أن يتحصل كل من بلغ سن العمل من خريجين وغيرهم على وظيفة في الجهاز الحكومي ومرتب من الخزانة العامة، وليس بالضرورة ان يقابل ذلك جهدا يشكل إضافة للاقتصاد الوطني، ودون أن يقع تطورا مهما في مكانة القطاع الخاص وإسهامه في الناتج المحلي الإجمالي ليكون قبلة للمقبلين على سوق العمل، وهذا ما يفسر ازداد عدد القوى العاملة في الجهاز الحكومي بشكل كبير لتصل إلى نحو 2.1 مليون حسب تقرير الرقابة الإدارية الذي هو محل النقاش، وإلى ما يزيد عن 2.3 مليون حسب مصادر حكومية أخرى منها مصلحة الإحصاء والتعداد التابعة لوزارة التخطيط، وإلى 2.5 مليون حسب وزير العمل بحكومة الوحدة الوطنية، علي العابد، في تصريح له مؤخرا، ولن ننقاش في هذه السانحة اختلاف الارقام والبيانات المتعلقة بالاقتصاد والاجتماع الليبي وغيرهما، فهذه المسألة تحتاج إلى مقال خاص.

الظروف المحيطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تدفع باتجاه تكريس هذا الوضع المختل، عليه فإن بعض التقديرات تفترض أن العاملين في القطاع العام قد يبلغ عددهم 3 مليون مع مطلع العقد اللاحق، مما يعني ارتفاع بند المرتبات في الميزانية، وكذا البنود الثابتة من إنفاق على الدعم والانفاق التسييري.

وإذا كان الأمر كذلك، ومع افتراض عدم وقوع تغير كبير في الدخل (الإيرادات النفطية)، وهو السيناريو الراجح، فإن التراجع الطفيف في سعرف صرف الدولار في السوق الموازية لن يدوم كثيرا، حتى مع تماسك الاتفاق حول إدارة المصرف المركزي، وما لم ننتقل إلى استقرار سياسي ومؤسساتي، يعقبه تخطيط سليم وإدارة راشدة للاقتصاد، فإن الأزمة الاقتصادية مرشحة للتفاقم، وليس العكس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الاقتصاد ليبيا اقتصاد رأي أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرقابة الإداریة ما یزید عن

إقرأ أيضاً:

المراسلات الإدارية والقانونية والبروتوكولات الرسمية خلال دورة تدريبية في وزارة التنمية الإدارية



دورة تدريبية في وزارة التنمية الإدارية وزارة التنمية الإدارية 2025-07-28malekسابق غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط انظر ايضاً دورة تدريبية لوزارة التنمية الإدارية بهدف تحسين الخدمات الحكومية

دمشق-سانا بدأت وزارة التنمية الإدارية بالتعاون مع شركة فينشر للاستشارات والتدريب، دورة تدريبية اليوم بعنوان …

آخر الأخبار 2025-07-28الهيئة العامة للمنافذ: منع استيراد 20 منتجاً حرصاً على دعم الإنتاج المحلي 2025-07-28السعودية وفرنسا تدعوان لإنهاء الحرب في غزة وتطبيق حل الدولتين 2025-07-28ترامب وستارمر يتفقان على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المعاناة في غزة 2025-07-28السورية للبريد: مركز المؤسسة بالحجاز مستمر بتقديم الخدمات طيلة أيام الأسبوع 2025-07-28ورشة إدارة حالة الطفل: ضرورة وضع نظام إدارة حالة يضمن حصول الطفل على أفضل استجابة 2025-07-28مؤتمر صحفي خاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي 2025-07-28المخابر البيطرية الحكومية خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا 2025-07-28الصحة السورية تبحث تعديل المرسوم الناظم لعمل المنشآت الصحية الخاصة 2025-07-28سوريا والهند تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية 2025-07-28وزير الصحة السوري يبحث مع وفد هندي تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدوائية والتدريب الطبي

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • بورسعيد تستقبل لجنة الرقابة والمعايير.. جولات تفتيشية لضمان كفاءة الهيئات الرياضية
  • “الموارد البشرية”: أدوات رقابية ذكية رفعت نسب الامتثال إلى 94% وخفض معدل البطالة
  • "الموارد البشرية" تُسهم بأدوات رقابية ذكية في رفع نسب الامتثال إلى 94% وخفض معدل البطالة
  • لرفع مستوى الامتثال وتثبيت قواعد الحوكمة.. “الموارد البشرية” تُنفّذ 411 ألف زيارة رقابية خلال الربع الأول من 2025
  • الهلال يدرس وضع المالكي قبل دخول موسمه الأخير
  • المراسلات الإدارية والقانونية والبروتوكولات الرسمية خلال دورة تدريبية في وزارة التنمية الإدارية
  • وزير العمل والتأهيل يودّع السفير التونسي بمناسبة انتهاء مهامه في ليبيا
  • تقرير جهاز الاستثمار 2024
  • تنمية المشروعات ينفذ خطة طموحة لمضاعفة تمويل الشباب بالإسكندرية
  • دورة تدريبية لوزارة التنمية الإدارية بهدف تحسين الخدمات الحكومية