شبكة اخبار العراق:
2025-05-19@20:32:22 GMT

ونحن ضحايا النصر أيضا

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

ونحن ضحايا النصر أيضا

آخر تحديث: 12 أكتوبر 2024 - 11:00 ص بقلم: فاروق يوسف سنة من الدمار المفتوح على الجحيم مرت من غير أن يُتاح لنا التعرف على الحقيقة، حقيقة ما جرى، أو على الأقل كيف يفكر صانعو الحدث؟ ومَن هم؟ وما هي أهدافهم؟ وهل هم صادقون حين يؤكدون أن النصر قادم وقريب؟ ولكن الأجدى البدء بالاستفهام عن الجهة التي ستُهزم لكي يكون النصر محكما.

أكثر من مليوني إنسان وضعوا في المقلاة بغزة. رسم بنيامين نتنياهو خطوط تشردهم على أرضهم. مرة ينتقل بهم من الشمال إلى الجنوب ومرة أخرى يعيدهم إلى الشمال لكن ليس إلى مساكنهم التي لم يبق منها أثر. مليونا إنسان لم يكونوا على علم بقرار الحرب الذي اتخذته حركة المقاومة الإسلامية وهي التي احتكرت تمثيلهم منذ عام 2007. لم تكن المقاومة ملزمة في استفتاء رأي المليونين حين عزلتهم في غزة فصاروا فلسطينيين من غير فلسطين.حين زُج بهم في حروب ست وهذه السابعة لم تكن القضية الفلسطينية سوى شعار هامشي. كانوا مواد للقتل، حطبا جاهزا لنارها. في كل حرب من تلك الحروب لم تكن إسرائيل تترك حجرا على حجر لتتحول غزة إلى مسألة إنسانية. غير أن ذلك لم يمنع من استمرار الصوت العالي الذي يؤكد أن المعنويات لم تنخفض وأن إسرائيل لم تكسر شوكة المقاومة. المقاربة هنا تبدو في أشد حالاتها جنونا.قيادة حماس التي تقيم في الدوحة لم يمسسها ضرر إلا حين ذهب إسماعيل هنية إلى طهران وهي ملهمته الروحية فقُتل. كانت المعنويات عالية. أما أهل غزة وهم أكثر من مليوني إنسان، فمعظمهم أطفال ونساء وشيوخ فليست معنوياتهم قياسا. ما عليهم سوى الانتظار ليروا أن وعد السماء بالنصر سيتحقق. أما مَن أخبر المقاومة بذلك الوعد فتلك مسألة لا تخضع للنقاش.ضحايا النصر في غزة يعرفون أن انتظارهم لن يفضي إلا إلى كذبة. فمَن مات مات وهدأت ظنونه أما مَن بقي حيا فإنه يتعذب لأنه سيشهد فصول المهزلة التي تمزج السخرية بالمأساة . المأساة لا تخلو من السخرية. غالبا ما تسخر التنظيمات والأحزاب العقائدية من الشعوب. هناك دائما لغة متعالية تكشف عن قدر هائل من السخرية. فالشعوب من وجهة نظر العقائديين لا تدرك المغزى البعيد لما يحدث. إنها تهتم بشؤون حياتها المباشرة. ماذا تأكل وأين تعيش وماذا تلبس وهل هناك ماء صالح للشرب أما الكهرباء والخدمات التعليمية والصحية فهي ترف فائض. الشعوب حسب نظريات العقائديين ما عليها سوى أن تنتظر. وبالنسبة إلى منتسبي الشركات الدينية فإن الانتظار قد يمتد إلى الحياة الآخرة.دائما هناك ترحيل لمشكلات الدنيا إلى الآخرة. تلك حكاية يعرفها الجميع. حماس ليست استثناء في ذلك. الاستثناء هنا أن حماس التي أخذت إسرائيليين رهائن حين غزوة السابع من أكتوبر 2023 وعددهم لا يزيد عن الثلاثمئة إنسان كانت قد أخذت في وقت سابق أكثر من مليوني إنسان فلسطيني رهائن وصارت تستعملهم في حروبها. كان نتنياهو سعيدا إذ وجد أمامه حشودا من البشر يمكنه من خلال إبادتها أن يقول لمواطنيه “إنني أنتقم لكم”. كل الذين قتلهم نتنياهو وهم ضحايا حرب لا علاقة لهم بها وهبت حركة حماس كل واحد منهم فرصة أن يكون شهيدا. وتلك منحة لا يحصل عليها المرء بيسر. ما على أهل غزة سوى أن يشكروا “يحيى السنوار” عليها. بدلا من شكر إدوارد سعيد ومحمود درويش وجبرا إبراهيم جبرا وإسماعيل شموط ومنى حاطوم وسواهم من المفكرين والشعراء والفنانين الفلسطينيين صار على أهل غزة أن يشكروا السنوار الذي وهبهم الشهادة.لقد تم اللعب بالمفاهيم بعد أن تمت السيطرة على العقول. ولأن نتنياهو من شاكلة خصومه فإنه لن يوافق على وقف إطلاق النار في غزة، خشية أن تعلن حركة حماس انتصارها على خرائب غزة ومن خلال قبور أهلها. نتنياهو هو الآخر يفكر بطريقة خرافية بمعنويات مواطنيه. غير أن ما خسرته إسرائيل على المستوى البشري لا يمكن مقارنته بما خسره أهل غزة والشيء الأهم ما خسرته فلسطين. لقد وضعت حركة حماس فلسطين على الطاولة الإسرائيلية حين منحت نتنياهو فرصة الانقضاض على المدنيين من سكان غزة. لم يكن كل هذا العنف مبررا إلا إذا كان الهدف منه أبعد مما نراه. وهو القضاء على القضية داخل المجتمع الفلسطيني الذي تشظى وعرف كل أنواع الفرقة ولم يعد في الإمكان جمعه في إطار الدولة الموعودة.ضحايا النصر في غزة يعرفون أن انتظارهم لن يفضي إلا إلى كذبة. فمَن مات مات وهدأت ظنونه أما مَن بقي حيا فإنه يتعذب لأنه سيشهد فصول المهزلة التي تمزج السخرية بالمأساة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: أهل غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو يتحدث عن تطورات مفاوضات الدوحة.. مناقشات لإنهاء الحرب

تحدث مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن التطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، إن "المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تُعقد حاليا في الدوحة، تشمل مناقشات حول إنهاء الحرب، بالإضافة إلى مقترح للاتفاق على هدنة وإطلاق سراح الأسرى".

وأضاف البيان أن "إنهاء الحرب يجب أن يشمل نزع السلاح في قطاع غزة، بالإضافة إلى إبعاد مقاتلي حماس".

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه "لا يوجد تقدم يُذكر حتى الآن في المحادثات".

وانتهت أمس السبت، جولة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في الدوحة، تزامنا مع تلويح تل أبيب بتنفيذ عملية برية واسعة في القطاع، وزيادة مجازرها الدموية بحق الفلسطينيين.



ونقل المراسل السياسي الإسرائيلي بارك رافيد عن مسؤول أمريكي مطلع، أنه "تم إحراز تقدم في مفاوضات الدوحة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لكن سيتطلب الأمر عدة أيام أخرى".

ولفت رافيد إلى أن "رئيس وزراء قطر، اجتمع هذا المساء مع رئيس وفد التفاوض التابع لحماس، خليل الحية، لمناقشة الملف ومعرفة ما إذا كانت حماس ستوافق في نهاية المطاف على اتفاق جزئي لا يؤدي إلى وقف فوري للحرب".

بدورها، أكدت حركة حماس أنها لم تملس أي جدية من الاحتلال الإسرائيلي في المفاوضات غير المباشرة بالدوحة، معتبرة أن "أولوية نتنياهو هي كرسي الحكم والحفاظ على ائتلافه الحكومي".

وقال القيادي في الحركة طاهر النونو إن "حماس مستعدة لإطلاق كل الأسرى لدى المقاومة، مقابل اتفاق جاد، يضمن إنهاء العدوان والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة".

وذكر النونو أن "الاحتلال يتعنت في المفاوضات، لكننا لن نترك سبيلا لوقف العدوان على شعبنا، وواجبنا عدم ترك أي مدخل يمكن أن يوقف العدوان".

وطالب بإدخال المساعدات الإنسانية فورا بوصفها حقا أصيلا، لا يرتبط بالمفاوضات، مؤكدا أن "مرحلة الصفقات الجزئية انتهت وقد جربناها وانقلب عليها الاحتلال بشكل أحادي، ووافقنا على الجولة الحالية من المفاوضات خاصة أنها دون شروط مسبقة".

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تهدد نتنياهو والوفد الإسرائيلي يبقى بالدوحة ليوم إضافي
  • قادة إسرائيليون يدعون لرحيل نتنياهو
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • نتنياهو يعلن عن الخطة الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على قطاع غزة
  • نتنياهو يوافق على إدخال المساعدات إلى غزة بعد 78 يوما من التجويع
  • نتنياهو يصادق على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة
  • مكتب نتنياهو يتحدث عن تطورات مفاوضات الدوحة.. مناقشات لإنهاء الحرب
  • روبيو يجري اتصالا هاتفيا جديدا مع نتنياهو بشأن غزة
  • والدة أسير إسرائيلي تصف حكومة نتنياهو بـالدموية وتدعو للتظاهر
  • تحقيق ألماني: نتنياهو روّج لوثائق مزوّرة لإفشال صفقة تبادل قبل عام