"البلشي": حرية الصحافة ليست مطلبًا فئويًا ولكنها طوق نجاة للمجتمع بأسره
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
طالب الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين، بإعادة الاعتبار للتنوع في المجتمع، من خلال صحافة حرة ومتنوعة عبر تحرير الصحافة والصحفيين من القيود المفروضة على عملهم، وعلى حريتهم في ممارسة مهنتهم سيظل ضمانة رئيسية ليس للصحفيين وحدهم، ولكن للمجتمع بكل فئاته.
جاء ذلك في خطاب أرسلته النقابة إلى الأمانة الفنية العامة للحوار الوطني، أرفق به مخاطبات بمطالب للجهات الرسمية، توّزعت بين مطالب عاجلة، وإجراءات قانونية، وعلى مستوى الحريات، ومطالب اقتصادية، وتعديلات تشريعية.
وقال نقيب الصحفيين في خطابه، إن حرية الصحافة ليست مطلبًا فئويًا، ولا "ريشة توضع على رأس ممارسي المهنة"، ولكنها طوق نجاة للمجتمع بأسره، وساحة حوار دائمة مفتوحة للجميع، لمناقشة كل قضايا الوطن والمواطنين.
وأشاف “البلشي” أن مطالب الصحفيين لا تقف عند حدود العمل اليومي، ولكنها تمتد أيضًا إلى المناخ العام، الذي يحكم عمل الصحافة، وكذلك الأوضاع الاقتصادية للصحفيين والمواطنين.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
من هو أونوريه دي بلزاك الروائي صاحب موسوعة المجتمع الفرنسي؟
حين يذكر اسم “أونوريه دي بلزاك”، لا يُمكن تجاهل مشروعه الأدبي الفريد الكوميديا الإنسانية، الذي لم يكن مجرد سلسلة روايات، بل محاولة شجاعة لرسم صورة شاملة للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر، بحياته، طبقاته، صراعاته، وشخصياته التي بلغت الآلاف.
مشروع روائي بطموح المؤرخبدأ بلزاك هذا المشروع في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، واضعًا هدفًا لا مثيل له أن يكتب سلسلة من الروايات تصور كل جوانب الحياة في فرنسا، من الطبقة الأرستقراطية إلى الفقراء، من الحياة في المدن إلى الريف، ومن السياسة إلى الاقتصاد، بل حتى الدين والأخلاق والحب.
أطلق على هذا المشروع اسم أو الكوميديا الإنسانية، مستلهِمًا الاسم من الكوميديا الإلهية لدانتي، لكنه استبدل “الإلهي” بـ”الإنساني”، ليركز على البشر، لا الآخرة.
موسوعة أدبية للمجتمع الفرنسيضمت الكوميديا الإنسانية أكثر من 90 رواية وقصة قصيرة، وكان من المفترض أن تصل إلى 137 عملًا، لكن بلزاك توفي قبل أن يكمل المشروع.
تميزت هذه الأعمال بترابطها فشخصيات تظهر في رواية، وتعود في أخرى مثلًا، شخصية “رستيغناك” تبدأ شابًا فقيرًا في الأب غوريو، ثم نراه يصعد السلم الاجتماعي في روايات لاحقة. هذا التكرار خلق عالمًا أدبيًا مترابطًا، يشبه ما نشهده اليوم في سلاسل الأفلام أو الروايات الحديثة.
رؤية بلزاك للمجتمع: واقعية بلا رتوشلم يكن بلزاك يكتب من أجل التسلية، بل من أجل فضح الواقع.
كتب عن الجشع، النفاق، الطموح، الصراع الطبقي، والسلطة الطاحنة للمال. لم يُقدّم أبطالًا مثاليين، بل شخصيات واقعية جدًا، فيها الخير والشر، الصعود والسقوط.
رأى في الرواية وسيلة لفهم العالم، ولم يكن يخشى أن يُظهر قبحه. وفي هذا، كان سابقًا لعصره، ومهّد الطريق لأدباء الواقعية مثل فلوبير وتولستوي.
بين الروائي والعالِمبلزاك لم يكتفِ بالملاحظة، بل كان يحلل، يقارن ، ويربط، كان يصف نفسه بـ”كاتب مثل عالِم الأحياء، يشرح المجتمع كما يشرح الأطباء الجسد”.
وكان يرى في كل سلوك بشري نتيجة لبيئته ومكانه في الهرم الاجتماعي.
لهذا، تعد الكوميديا الإنسانية وثيقة أدبية واجتماعية، يمكن لأي دارس للتاريخ أو الاقتصاد أو علم النفس أن يستفيد منها، كما يستفيد منها القارئ العادي