ليست الصين وحدها.. آلاف السدود تغيّر الأرض ومناخها
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
أظهرت دراسة حديثة أن بناء نحو 7 آلاف سد بين عامي 1835 و2011 أدى إلى تحريك قطبي الأرض بمقدار متر واحد إجمالا، وتسبب في انخفاض مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 21 مليمترا، وهو ما ساهم أيضا في التغيرات المناخية على الكوكب.
وأشارت الدراسة التي شرت في مجلة Geophysical Research Letters إلى أن الأنشطة البشرية أثرت على الكوكب، حيث تحتفظ هذه السدود مجتمعة بكمية مياه تكفي لملء "الغراند كانيون" مرتين.
ويعد "الغراند كانيون" المضيق الأعظم في العالم، وهو أخدود، أو واد سحيق حفره نهر كولورادو، ويقع بولاية أريزونا لأميركية، ويمتد عمقه إلى نحو 15 ألف كيلومتر.
وتشير الدراسة إلى أن هذا التحول القطبي رغم كونه طفيفا، لكنه قد يساعد العلماء على فهم كيفية تحرك القطبين إذا ذابت الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية الكبرى بسبب تغير المناخ.
وقالت ناتاشا فالينسيك، الباحثة في علوم الأرض والكواكب بجامعة هارفارد والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "عندما نحجز المياه خلف السدود، فإن ذلك لا يؤدي فقط إلى سحب المياه من المحيطات، مما يؤدي إلى انخفاض عالمي في مستوى سطح البحر، بل يوزّع الكتلة بطريقة مختلفة حول العالم".
وأضافت فلينيسك: "لن ندخل عصرا جليديا جديدا لأن القطب الشمالي تحرك حوالي متر فقط، لكن لهذا آثار على مستوى سطح البحر".
واستخدمت فالينسيك وزملاؤها في الدراسة قاعدة بيانات عالمية للسدود لرسم خريطة لمواقع كل سد وكمية المياه التي يحجزها، وحللوا كيف ساهم احتجاز المياه من 6862 سدا في تحريك قطبي الأرض بين عامي 1835 و2011.
وأظهرت نتائجهم أن بناء السدود العالمية تسبب في تحرك أقطاب الأرض على مرحلتين مميزتين، بين عامي 1835 و1954، شُيّد العديد من السدود في أميركا الشمالية وأوروبا، مما دفع هذه المناطق نحو خط الاستواء.
وحسب الدراسة تحرك القطب الشمالي 20.5 سنتيمترا نحو خط الطول 103 شرقا، الذي يمر عبر روسيا ومنغوليا والصين وشبه جزيرة الهند الصينية.
إعلانومنذ عام 1954 إلى 2011، تم بناء السدود في شرق أفريقيا وآسيا، وتحرك القطب 57 سنتيمترا نحو خط الطول 117 غربا، الذي يمر عبر غرب أميركا الشمالية وجنوب المحيط الهادي.
وتشير الدراسة إلى أنه من عام 1835 إلى 2011، تحركت الأقطاب حوالي 113 سنتيمترًا مع حدوث حوالي 104 سنتيمترات من الحركة في القرن الـ 20.
ووفقا للدراسة، ارتفع مستوى سطح البحر العالمي في القرن الـ20 بمعدل 1.2 مليمتر سنويا، لكنه لا يحدث بشكل موحد حول العالم، وفق فالينيسك، التي أكدت أنه بحسب مواقع السدود والخزانات، يتغير شكل ارتفاع مستوى سطح البحر، وهذا أمر آخر يجب مراعاته، لأن هذه التغيرات قد تكون كبيرة ومهمة للغاية.
شبه الباحثون عملية تحريك القطبين بوضع قطعة من الطين على جانب كرة سلة تدور، حيث سينحرف الجزء الذي يحمل الطين قليلا نحو خط استوائها وبعيدا عن محور دورانها، للحفاظ على زخم دورانها.
وعندما يحدث ذلك على الأرض، وتتأرجح الطبقة الصخرية الخارجية، تصبح مناطق مختلفة من السطح فوق محور الدوران مباشرة، ثم تمر الأقطاب الجغرافية عبر نقاط مختلفة على السطح، وهي عملية تُسمى "التجوال القطبي الحقيقي"، بحسب الدراسة.
كما تؤثر السدود على المناخ بعدة طرق، منها زيادة انبعاثات غازات الدفيئة وخاصة غاز الميثان، وتغيير دورة الكربون، وتأثيرها على درجة حرارة المياه، وتغيير أنماط هطول الأمطار. بالإضافة إلى التلوث الناجم عن زيادة تركيزات العناصر الثقيلة.
وتشير بعض الدراسات إلى أن السدود تمثل 4% من أسباب تغيير المناخ الناجمة عن الأنشطة البشرية، وهو ما يسبب فيضانات عارمة أو موجات جفاف قاسية.
وكما تؤكد الدراسات أيضا إلى أن أكثر من 23% من سكان الأرض فقدوا الجزء الأكبر من الموارد المائية لري الأراضي الزراعية، جراء التوسع في بناء السدود، بينما يستفيد من هذه السدود نسبة أقل من الناس، وهو ما يمثل خطرا على النظام البيئي العالمي.
وكانت بعض الدراسات قد زعمت أن سد "الممرات الثلاثة" -الأضخم في العالم- الذي شيدته الصين على نهر اليانغتسي في مقاطعة هوبي، وسط البلاد، يؤثر بشكل طفيف على توازن ودوران الكرة الأرضية.
وذكرت تلك الدراسات أن أكثر من 40 مليار طن من المياه التي يحتجزها السد يمكن أن تطيل مدة اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية، وتُحدث تغييرا طفيفا في شكل الأرض، بحيث تصبح أكثر انتفاخا عند خط الاستواء وأقل تسطحا عند القطبين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ مستوى سطح البحر نحو خط إلى أن
إقرأ أيضاً:
حواء السودانية والدة صحيح، لكنها ليست مدربة تنمية بشرية
أجمل مافي صعوبة التشكيل الوزاري، ومن حسنات الحرب على بؤسها، أنه ثبت تماما أن الوهم بأن هذه المواقع جاذبة للكوادر المحايدة والجيدة وأن الحكومة لديها كونتينر من الكفاءات الجاهزة الكاملة في أي لحظة، غير صحيح .. المواقع جاذبة لمن لا يعرف خطورتها، أو لمن لا صنعة له ولا رزق له الا في السلطة، وأن من يرغب في الوظيفة الثابتة المستقرة يهرب منها كما يهرب الصحيح من الجذام. وأن من يصلح للمواقع هو من يشترط ويخلف رجل على رجل، ولا يرضى أن يشترط عليه.
حواء السودانية والدة صحيح، لكنها ليست مدربة تنمية بشرية، ولا تصنع من الفسيخ شربات، ولذلك صانع القرار في وقت الجد يكتشف أن ال48 مليون مواطن أمامه هم 8 فقط، أحدهم مغترب لا يرغب في العودة إلا بإذن زوجته، والثاني لا يرغب في المغامرة وخايف من الأسافير، والثالث متردد أو كثير المشاورة وربما يزايد ويعتذر، والخمسة البقية نظام سابق.
قلت صبيحة تعيين بروف كامل إدريس أن أقل ما يوصف به هذا الرجل هو البطولة، فالحكم تحت صرير المسيرات ليس نزهة، وأن الآخر العميل في قحت يطلب السلطة ومتحمس لها لأنه يقف في صف من يطلق المسيرات ليس لأنه شجاع.
هذا الآخر لا هم له في الصحة ولا التعليم لأن لديه (شماعة) جاهزة سيعلق عليها أخطائه ويرفع عنها التقارير للخارج .. جيش ونظام سابق وكيزان و بقية القاموس ..
لكن الحكومة الوطنية تتحمل الاخطاء وتتحمل مسئولية اصلاحها … فرق كبير للغاية.
عندما يكتمل التشكيل الوزاري .. سأسميها حكومة الأبطال وليس الأمل.
قلت لكم من قبل، أي التزام لاي جهة خارجية أو داخلية بحظر أو تصنيفات .. سيكون الخروج منه صعبا، وسيأتي الزمن الذي يتلاشى فيه ترف الاختيار وقد جاء.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب