تخيل أنّ السماء تتحول إلى لوحةٍ فنيةٍ حيةٍ، تتداخل فيها ألوان الشفق القطبي في عرضٍ مذهل، لكن خلف هذا الجمال الطبيعي يكمن الخطر، إذ يُحذر علماء الفضاء من عاصفة جيومغناطيسية شديدة يُمكن أن تؤثر على شبكات الطاقة ونظام تحديد المواقع العالمي GBS، وأنظمة الاتصالات اللاسلكية، وبينما يستعد الكثيرون لمشاهدة ظاهرة الشفق القطبي في السماء يبقى السؤال.

. هل تُبهرنا العاصفة بجمالها أم ستجلب الفوضى؟

تحذيرات من أقوى عاصفة شمسية

مجموعة من علماء التنبؤ بالطقس الفضائي التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أكدوا أنّ العاصفة الشمسية بدأت عندما اصطدمت سحابة من الجسيمات الشمسية المشحونة، المعروفة باسم القذف الكتلي الإكليلي، وأدى الاصطدام إلى عاصفة جيومغناطيسية شديدة من الفئة G4، والتي اشتدت بسرعة ووصلت إلى مستويات حرجة، وفقًا لموقع «newsx».

وعلى الرغم أن العاصفة شديدة بالفعل، فإن مسؤولين أشاروا في مركز التنبؤات الجوية في ساوث ويست إلى احتمال تفاقمها إلى مستويات G5 «الشديدة»، وهو ما من شأنه أن يزيد من تأثيرها على الأرض، ومن المتوقع أن تستمر العاصفة في تأثيرها، مع احتمال حدوث اضطرابات أكثر شدة.

يكمن القلق الأساسي بشأن العاصفة الشمسية في قدرتها على تعطيل البنية الأساسية الحيوية، فالعواصف الجيومغناطيسية الشديدة قد تتسبب في انقطاعات في الاتصالات اللاسلكية، والتداخل مع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وإلحاق الضرر بشبكات الطاقة، ولعل العاصفة الشمسية التي حدثت في عام 1989، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في كندا وأجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة، بمثابة تذكير بالقدرة التدميرية لمثل هذه الأحداث.

العاصفة الشمسية تزيد من حدة الشفق القطبي

العاصفة الشمسية الحالية هي ثاني أقوى عاصفة جيومغناطيسية من الفئة G4 تصدرها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي منذ عام 2005، حيث حدثت العاصفة السابقة في مايو 2024، إذ أرسلت سلسلة من التوهجات الشمسية العديد من الانبعاثات الكتلية الإكليلية نحو الأرض، ما تسبب في ظهور شفق قطبي مبهر في أقصى الجنوب حتى ألاباما، وقد يكون للعاصفة هذا الأسبوع تأثيرات مماثلة على رؤية الشفق القطبي، لكن القلق الأكبر يظل احتمال حدوث اضطرابات في البنية التحتية.

ومن ناحية إيجابية؛ فإنّ من المتوقع أن تزيد العاصفة الشمسية من حدة عروض الشفق القطبي، وقد تتمكن المناطق التي لا تشهد عادة الأضواء الشمالية من مشاهدة هذه الظاهرة المذهلة، ووفقًا لمركز مراقبة ظواهر الشفق القطبي، فقد تكون الشفق القطبي مرئية في أقصى الجنوب حتى ألاباما وشمال كاليفورنيا في الليالي الصافية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عاصفة شمسية العاصفة الشمسية أقوى عاصفة شمسية عاصفة جيومغناطيسية الشفق القطبي الأضواء الشمالية العاصفة الشمسیة الشفق القطبی

إقرأ أيضاً:

لقاءات FBI السرية تثير عاصفة حول إستراتيجية واشنطن في أوكرانيا

في خضم التطورات الميدانية المعقدة والخسائر الأوكرانية المتصاعدة، تتكشف تفاصيل تزيد من حالة عدم اليقين في المشهد الدبلوماسي، وهي التقارير التي تتحدث عن لقاءات سرية وغير معلنة جمعت روستم أوميروف، كبير مفاوضي السلام الأوكراني، بمسؤولين كبار من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في مدينة ميامي. هذه اللقاءات، التي جرت بعيداً عن الأضواء الدبلوماسية المعتادة، لم تثر التساؤلات في كييف وحدها، بل سببت حالة من "القلق المتزايد" بين المسؤولين الغربيين أنفسهم، مما يشير إلى تصدع محتمل في استراتيجية واشنطن المتعددة الأوجه تجاه الصراع.

إن توقيت هذه الاجتماعات بحد ذاته يثير الريبة فقد جاءت في مرحلة حاسمة من الحرب، حيث تتصاعد الضغوط الأمريكية، خاصة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، على كييف للنظر في تقديم تنازلات إقليمية لإنهاء النزاع. 

وبينما يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع أي خطة تتضمن التخلي عن الأراضي، يبدو أن واشنطن تضاعف عدد قنوات الاتصال والوسطاء، متجاوزة القنوات الدبلوماسية التقليدية لتشمل وكالة تحقيق فدرالية غير مرتبطة عادة بالدبلوماسية رفيعة المستوى.

تساؤلات حول طبيعة التدخل الأمريكي

إن انخراط الـ FBI في لقاءات مع مفاوض رئيسي لدولة حليفة هو دور غير مألوف وغير تقليدي على الإطلاق وهذا يفتح الباب أمام تساؤلات حاسمة حول دوافع واشنطن:

أولاً، مكافحة الفساد كوسيلة ضغط: يُعرف مكتب التحقيقات الفيدرالي بدوره في مكافحة الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود. بالنظر إلى المخاوف المستمرة والموثقة جيداً لدى الشركاء الغربيين بشأن الفساد في أوكرانيا، فمن المحتمل أن تكون هذه اللقاءات محاولة من الـ FBI لجمع معلومات استخباراتية أو ممارسة ضغط على أوميروف وفريقه لضمان الشفافية في استخدام المساعدات الغربية، وربما لتكون ورقة ضغط في مفاوضات السلام.

ثانياً، البحث عن قنوات خلفية (Back Channels): قد تعكس هذه اللقاءات جهداً أمريكياً لاستكشاف أو إنشاء قنوات اتصال "خلفية" بعيداً عن القنوات الدبلوماسية الرسمية التي قد تكون مثقلة بالسياسات والإعلانات العلنية. هذا قد يمنح واشنطن مساحة أكبر للمناورة والضغط من أجل خطة سلام معينة، بما في ذلك فكرة التنازلات الإقليمية التي تروج لها بعض الدوائر الأمريكية.

ثالثاً، تشتت الاستراتيجية: بالنسبة للمسؤولين الغربيين الآخرين، بما في ذلك الأوروبيين، فإن هذا التورط غير التقليدي يثير القلق من تشتت الاستراتيجية الأمريكية وعدم وضوحها. إذا كان هناك أكثر من مسؤول أمريكي، من خلفيات مختلفة (الخارجية، الدفاع، الـ FBI)، يتحدثون مع الجانب الأوكراني، فمن الصعب على كييف – والشركاء الأوروبيين – فهم ما هو الموقف الأمريكي الرسمي بالضبط.

 هذا الغموض يمكن أن يقوض الثقة ويخلق حالة من الفوضى الدبلوماسية.

تداعيات على جهود السلام والثقة الدولية

إن الكشف عن هذه اللقاءات قد يؤدي إلى نتائج عكسية على صعيد جهود السلام. من جهة، قد يُنظر إلى أوميروف، وهو شخصية محورية في مفاوضات السلام، على أنه يخضع لضغوط أو تأثير خارجي مباشر، مما يضعف موقفه التفاوضي.

 ومن جهة أخرى، يزيد هذا السيناريو من الشكوك الروسية في حيادية الوساطة الأمريكية، مما يفاقم التحديات الدبلوماسية.

في النهاية، بينما قد تسعى واشنطن من خلال إشراك وكالات غير تقليدية مثل الـ FBI إلى تأمين مصالحها أو مكافحة الفساد، فإن هذا التكتيك يعرض للخطر شفافية العلاقات الدولية. يجب على واشنطن توضيح دور الـ FBI وأي وسطاء آخرين في جهود السلام، لضمان استعادة الثقة بين حلفائها الغربيين وبناء جبهة موحدة وواضحة المعالم، خاصة وأن مستقبل الدبلوماسية الأوكرانية يبدو معلقاً بشكل متزايد بين الضغوط الميدانية والتحركات الدبلوماسية غير التقليدية.


 

طباعة شارك روسيا FBI المشهد الدبلوماسي رينال عويضه اوكرانيا

مقالات مشابهة

  • لقاءات FBI السرية تثير عاصفة حول إستراتيجية واشنطن في أوكرانيا
  • أذكار المساء كاملة.. كلمات نبوية تجلب لك المغفرة والأجر العظيم
  • الإعلام الحكومي بغزة: 4 ملايين دولار خسائر المنخفض القطبي "بيرون"
  • أضخم انفجار شمسي في تاريخ الأرض.. ماذا لو تكرر اليوم؟
  • بالصور.. عمرو دياب يضيء سماء الكويت في ليلة استثنائية بتوقيع PACHA GROUP
  • دعاء صلاة العشاء المستجاب.. كلمات تجلب لك خيري الدنيا والآخرة
  • أذكار المساء كاملة.. أفضل أدعية الليل تجلب لك خير الدنيا والآخرة
  • حكومي غزة: 12 شهيد ومفقود وانهيار 13 منزلاً و27 ألف خيمة اثر المنخفض القطبي بيرون
  • لازاريني: عاصفة بايرون تحكم قبضتها على قطاع غزة
  • 13 ميدالية ملونة للعراق في ختام بطولة آسيا للفنون القتالية