ترجمة: بدر بن خميس الظّفـري

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، قد تتعرض مواقع الانتخابات والمسؤولين فيها لخطر جسدي كبير، وقد تكون سلامة بطاقات الاقتراع ونزاهة فرز الأصوات معرضة للخطر أيضًا.

على مدى السنوات الأربع الماضية، تعرض عدد لا بأس به من مسؤولي الانتخابات والعاملين فيها على مستوى البلاد للترهيب أو التهديد من قبل أشخاص يبدو أنهم يُصَدّقون الأكاذيب المنتشرة حول تزوير الناخبين وآلات التصويت المزورة التي يُفترض أنها ساعدت في تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وسرقت من دونالد ترامب.

منذ عام 2021، وجهت وزارة العدل اتهامات لأكثر من 12 شخصًا في جميع أنحاء البلاد بتهديد العاملين في الانتخابات. قال الرئيس بايدن إنه في حين أنه واثق من أن الانتخابات ستكون «حرة ونزيهة»، إلا أنه غير متأكد من أنها ستكون «آمنة».

الخبر السار هو أن المسؤولين المحليين ووزارة العدل اتخذوا بعض الخطوات لمعالجة المشكلة. هناك تقارير متفرقة عن مديري الانتخابات في هذه المدينة أو تلك الذين زادوا من إجراءات الأمن، على سبيل المثال من خلال تجنيد حماية إضافية من الشرطة. وفي الشهر الماضي، أعلن المدعي العام ميريك جارلاند، مستشهدا «بالارتفاع غير المسبوق في التهديدات» ضد أولئك الذين يديرون الانتخابات، عن تشكيل فريق عمل «للتحقيق بشكل صارم وملاحقة التهديدات» للعاملين في الانتخابات.

ولكن النبأ السيئ هو أن هذه الجهود الجديرة بالثناء ليست كافية، ذلك أن مسؤولي الانتخابات ليسوا من المتخصصين في إنفاذ القانون، وهم يفتقرون إلى الموارد اللازمة لتوفير الأمن لأنفسهم على النحو اللائق. ورغم أن الملاحقة القضائية الفيدرالية ضرورية، فإنها لا تعني الحماية.

يتعين على حكام الولايات، وخاصة في الولايات السبع المتأرجحة، توفير المزيد من الأمن للعاملين في الانتخابات وأوراق الاقتراع نفسها، ليس فقط في يوم الانتخابات ولكن أيضًا من خلال فرز الأصوات وتصديقها من قبل الكونجرس في 6 يناير 2025. إذا كانت الانتخابات متقاربة كما تشير استطلاعات الرأي الحالية، فإن إتلاف حتى نسبة صغيرة من أوراق الاقتراع في ولاية متأرجحة، سواء كان إتلافا متعمدًا أو إتلافًا غير مقصود من قبل المتظاهرين الهائجين، قد يعرض قدرتنا على تحديد الفائز في الانتخابات للخطر.

وبالإضافة إلى «الارتفاع غير المسبوق في التهديدات» الذي ذكره جارلاند، هناك أدلة أخرى مثيرة للقلق تشير إلى احتمال اندلاع أعمال عنف. في مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات، وهو معهد أبحاث أديره في جامعة شيكاغو، كنا نجري استطلاعات وطنية ربع سنوية حول مواقف الأمريكيين تجاه العنف السياسي منذ صيف عام 2021.

في أحدث استطلاع أجريناه في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر، وجدنا مستويات عالية بشكل مقلق من الدعم للعنف السياسي. ومن الجدير بالذكر أن هذا الشعور كان مشتركا بين الحزبين السياسيين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري. فقد وافق ما يقرب من 6% من المشاركين أو وافقوا بشدة على أن «استخدام القوة مبرر لإعادة دونالد ترامب إلى الرئاسة». ووافق أكثر من 8% بقليل أو وافقوا بشدة على أن «استخدام القوة مبرر لمنع دونالد ترامب من أن يصبح رئيسًا».

وتعكس هذه النتائج نمطا ثابتا نسبيا على مدى العام الماضي. وفي هذا السياق، يمكن أن تصبح المواقف العامة حقيقة واقعة. تاريخيا، كلما ارتفع مستوى الدعم للعنف السياسي، زادت احتمالات العنف السياسي الفعلي. من المهم أن ندرك أن الأفراد غالبا ما يكون لديهم دوافع نفسية اجتماعية مميزة للانخراط في العنف. ومع ذلك، فإن التأييد العام للعنف يمكن أن يدفع الناس إلى التصرف من خلال إقناعهم بأن سلوكهم العنيف سيحظى بدعم واسع النطاق، كما كانت الحال على ما يبدو مع أولئك الذين حاولوا اغتيال ترامب.

إذا كنت تتساءل عما يعنيه «استخدام القوة» بالنسبة للمشاركين في الدراسة، فإن أكثر من نصفهم يعني العنف الخطير. وفي استطلاع خاص أجريناه في يوليو بعد محاولة اغتيال ترامب الأولى، وجدنا أن 38٪ من أولئك الذين أيدوا استخدام القوة ضد ترامب يقصدون، بكلمات كثيرة، «اغتياله» أو «قتله» أو «تصفيته»، بينما قصد 30٪ الاحتجاجات العنيفة على غرار 6 يناير أو الجهود الأخرى لإسقاط حكومة ترامب.

كانت المخاوف من سرقة الانتخابات بارزة في أحدث استطلاع أجريناه، فقد وجدنا أن حوالي 40٪ من الجمهوريين ما زالوا يعتقدون أن انتخابات 2020 سُرقت من ترامب، وحوالي 20٪ من الجمهوريين يتفقون أو يتفقون بشدة على أن «الأشخاص الذين اقتحموا الكابيتول في 6 يناير لوقف التصديق على نتائج انتخابات 2020 وطنيون»، وحوالي 9٪ من الديمقراطيين وحوالي 11٪ من الجمهوريين «سيحضرون احتجاجًا ضد انتخابات غير عادلة لمرشحهم الرئاسي المفضل، حتى لو تحولت إلى عنف».

يتعين على حكام الولايات السبع المتأرجحة من الجمهوريين والديمقراطيين أن يقوموا بأمرين. أولا: يتعين عليهم إصدار بيان عام مشترك، وبثه على نطاق واسع عبر أشرطة فيديو، يدين كل أشكال العنف السياسي، وخاصة العنف ضد المسؤولين الانتخابيين وأماكن فرز الأصوات. ويؤكدون على أن هذا العنف غير قانوني وغير أخلاقي ومعادٍ لأمريكا. فكما أن الدعم الشعبي قد يؤدي إلى تعزيز العنف السياسي، فإن الإدانة العامة قد تؤدي إلى تقليصه.

ثانيا: يتعين على حكام الولايات أن يأمروا الوكالات المعنية الخاضعة لولايتهم بإجراء تقييمات أمنية مفصلة لمواقع الانتخابات وتوفير الموارد اللازمة لضمان سلامتها. وينبغي أن يشمل هذا حضور الشرطة في الدوائر الانتخابية يوم الانتخابات (مع الحرص على تجنب أي شيء يشبه ترهيب الناخبين)، فضلا عن حماية مسؤولي الانتخابات وصناديق الاقتراع في مراكز الفرز المركزية أثناء الفرز الرسمي الذي يليه. ولزيادة ثقة الجمهور ومسؤولي الانتخابات، يتعين على حكام الولايات أن يجعلوا بعض هذه الجهود الأمنية شفافة.

لو لم نشهد مؤخرا بعضا من أسوأ أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في التاريخ الأمريكي الحديث مثل أعمال الشغب في السادس من يناير، ومحاولة اختطاف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، ومحاولتي اغتيال ترامب، فقد يكون من المنطقي اتخاذ احتياطات أقلّ. لكن السنوات الأربع الماضية أظهرت أننا نعيش في عالم جديد خطير.

روبرت أ. بابي أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، ويدير فيها مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات. درس العنف السياسي لمدة ثلاثين عاما.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العنف السیاسی استخدام القوة فی الانتخابات من الجمهوریین على أن

إقرأ أيضاً:

السفير الأمريكي يحذف منشورا زعم فيه أن سكان غزة يحبون ترامب

حذف السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، منشورا عبر حسابه بموقع إكس، زعم فيه أن سكان غزة "يحبون ترامب" بعد الزيارة التي أجراها برفقة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف إلى أحد مراكز توزيع المؤسسة الأمريكية في رفح.

وقال هاكابي، في المنشور الذي حذفته، ورصدته صحيفة التلغراف: "إنهم يحبون دونالد ترامب الحقيقي، ويعتدون أنه يساعدهم".

وزعم السفير المعروف بتأييده للمتطرفين بأوساط الاحتلال، ودعا للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، أن سكان غزة يطلقون على أحد المباني القليلة المتبقية المكونة من ستة طوابق في رفح اسم "برج ترامب".



وزار المبعوث إلى الشرق الأوسط ويتكوف الجمعة غزة لمعاينة مواقع توزيع المساعدات ولقاء سكان من القطاع والاستماع لهم مباشرة.

وتعتبر الزيارة نادرة لدبلوماسي أجنبي إلى قطاع غزة، وهي ثاني زيارة معلنة لويتكوف إلى القطاع منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويفترض أن ينبني عليها قرار أمريكي بخصوص المساعدات الإنسانية الأمريكية المخصصة لقطاع غزة.

ويفقد العشرات من الفلسطينيين حياتهم يوميا خلال التوجه إلى مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية" لاستلام مساعدات في عملية لا تخلو من المخاطرة حيث يطلق مشغلو مراكز المساعدة الأمريكيين، والجنود الإسرائيليين النار على الفلسطينيين.

واعترفت دولة غربية عدة، بعد أشهر طويلة من الإنكار، أن هنالك تجويعا حقيقيا في غزة، حتى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعترف بذلك صراحة على عكس ما يقوله حليفه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ودعت دول ومنظمات، وأخيرا ترامب، إلى إيصال المساعدات إلى سكان القطاع، فيما قالت حماس إن التفاوض وسط المجاعة لا فائدة منه.

وتحاول واشنطن وتل أبيب في الأيام الأخيرة إخفات الأضواء المسلطة على المجاعة في غزة، وتأتي زيارة ويتكوف بالأساس لهذا الغرض.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
  • ترامب: يجب عزل رئيس البنك المركزي الأمريكي
  • خبير: صعود ترامب للسلطة في 2016 نقطة فاصلة بتاريخ النظام السياسي الأمريكي
  • السفير الأمريكي يحذف منشورا زعم فيه أن سكان غزة يحبون ترامب
  • 1300 شخص يوميًا.. الولايات المتحدة تُسجل أعلى معدل ترحيل منذ سنوات
  • ترامب يُعين نجم المصارعة السابق تريبل إتش بالمجلس الرياضي الرئاسي
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها