قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن التعليم  وزيادة الوعي الثقافي والتعايش وتحقيق السلام والتسامح، أدوات مهمة لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، وتبدأ هذه  الوقاية والمواجهة منذ الصغر، للأجيال الناشئة؛ فالناشئة هم الأساس السليم، وهم القوة والحصن المنيع، الذي نواجه بهم تحديات المستقبل، فضلا عن معالجة آثار انتشار الفكر المتطرف في الوقت الراهن، وذلك يكون بنزع الفكرة والقناعة المغلوطة، وتمهيد الفهم لترسيخ الفكر الصحيح.

 

تفكيك الفكر المتطرف

جاء ذلك خلال افتتاح المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، لفعاليات الدورة التدريبية المكثفة: " تفكيك الفكر المتطرف"، لأئمة وخطباء الصومال، والتي تعقد بمقرها الرئيس بالقاهرة لمدة أسبوعين، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، بمشاركة نخبة مختارة من علماء الأزهر الشريف. 

وأكد دكتور داود، أنه من الواجب الحتمي على علماء الأمة أن يمهدوا الطريق  لكل مواطن، حتى ينشأ على الفكر المعتدل، كما يجب مساعدته فى إعمال العقل والتفكير السليم، وذلك لا يتأتى إلا من خلال توفير سبل الحصول على العلم من المصادر الموثوقة، وعلى أيدي أهل التخصص، وبيان التأويل الصحيح للنصوص الدينية، ونشر ثقافة قبول الآخر، وترسيخ بناء الأخلاق، ومن ثم التسامح والإخاء والتعايش مع الغير في سلام، وهذا ما يحرص على تنفيذه الأزهر الشريف، وأم روافده فى تحقيق ذلك: المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وأكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، من خلال البرامج العلمية المكثفة لتأهيل خطباء العالم الإسلامي، وصقلهم بالعلم الصحيح.

وكيل الأزهر: نتحدث عن الإنسان والبناء في زمن أشاع فيه الصهاينة الهدم والتخريب محافظ أسيوط يشهد رفع المخلفات من منطقة سور الأزهر

من جانبه قال دكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، مخاطبا الوافدين: "نحن دائما وأبدا نراهن عليكم، فأنتم بوجودكم فىطي بلدكم مصر: قوة فكرية عظيمة، لذا نبذل كل الجهد لتدريبكم، وتقديم العلم السليم لكم، والذي يعتمد على الحجة والبرهان، لتصبحوا في مصاف جنود الأمة، تردون طعون المتطرفين والإرهابيين، وتوضحون صحيح الدين في الأمور المشتبه فيها، وذلك هو السبيل الوحيد لمجابهة الفكر بالفكر، والخلاص من الشتات والتنازع في الأمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر المنظمة العالمية لخريجي الازهر تفكيك الفكر المتطرف الفکر المتطرف

إقرأ أيضاً:

بين استثمار خارجي ضائع ومأساة داخلية مؤلمة – قصة مصفاتي مقديشو و المفتية.

بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

في عام 1974 أطلقت الحكومة العراقية مشروعا استثمارياً استراتيجياً في الصومال تمثل في إنشاء مصفاة نفطية بالقرب من ميناء مقديشو ، على بُعد حوالي 12 كيلومتراً من ميناء مقديشو ( العاصمة ) .
كانت التصاميم من قبل الكوادر العراقية و تم احالة مناقصة تجهيز المواد الى شركة أنجلو ( Ingeco ) الايطالية و تم تنفيذ المشروع من قبل ( الشركة العامة للمشاريع النفطية ) العراقية بطاقة إنتاجية تبلغ نصف مليون طن سنويًا ، أي ما يعادل حوالي 10,000 برميل يومياً.
و هذا يعكس بشكل كبير عظمة الجهد الوطني الحكوميّ العراقي قبل 60 سنة حيث كانت الكوادر الهندسية و الفنية العراقية قادرة على إنشاء مصافي و مستودعات نفطية داخل و خارج العراق و كانت الدول العربية و غيرها تستعير خبرات المهندسين العراقيين ؟؟!!
و في هذا الزمان تم تدمير الجهد الوطني .

بتاريخ 2020/7/14 كتبت مقالة طالبت فيها الحكومة العراقية استرجاع استثمارات العراق في الخارج و منها انبوب و مستودع و ميناء المعجز النفطي على البحر الأحمر و تطرقت في النشر على الفيس للمطالبة بالمصفى العراقي في الصومال و عشرات الاستثمارات الأخرى في دول العالم و لدينا القدرة على رفع دعوى رسمية لاسترجاع لأصول و الحقوق العراقية خارج العراق إذا تلقينا الدعم من الدولة.

تفاصيل الاتفاقية والتمويل

تم تأسيس المصفاة على أساس شراكة متساوية بين العراق والصومال ، حيث تكفّل العراق بكامل تكاليف الإنشاء بالعملات الأجنبية.
وكان من المقرر أن تسدد الصومال حصتها البالغة 50% من التكاليف خلال ثلاث سنوات من بدء تشغيل المشروع، بفائدة رمزية.
وقد بلغت تكلفة المشروع حوالي 8 ملايين دينار عراقي آنذاك ، في وقت كان فيه الدينار العراقي يعادل نحو( 3.5 دولارات أمريكية ).
و هذا يعكس حجم الاستثمار الكبير في ذلك الوقت و قوة الدينار العراقي الكبيرة امام العملات العالمية.

التشغيل والتأميم

بدأ تشغيل المصفاة فعليًا عام 1978 بإدارة مشتركة بين العراق والصومال ، لكن بعض المصادر تشير إلى أنه في أوائل الثمانينيات ، أعلنت الحكومة الصومالية تأميم المصفاة ، مما أدى إلى إنهاء الشراكة مع العراق.
وتُظهر هذه الخطوة التحديات التي قد تواجه الاستثمارات الأجنبية في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية في الدول المضيفة.

الوضع الحالي والمستقبل المحتمل

في السنوات الأخيرة ، أُثيرت مجدداً قضية المصفاة العراقية في الصومال.
وخلال قمة بغداد في يونيو 2025 ، طلب الرئيس الصومالي من العراق إعادة تأهيل المصفاة المتوقفة عن العمل ، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
و هذا يفتح الباب أمام العراق لإعادة النظر في استثماراته السابقة في الخارج واستغلالها لتعزيز العلاقات الاقتصادية و تنوع موارده مع الدول الشقيقة.

من الاستثمارات الخارجية إلى الخسارات الداخلية مصفى المفتية مثالًا

وبينما كان العراق يضع ثقله المالي والفني في مشاريع استراتيجية خارج حدوده كما في الصومال ، عانى في الداخل من إهمال أو سوء إدارة لاحد صروح الصناعة العراقية العريقة إلا و هو ، مصفى المفتية النفطي ؟!

فقد أُنشئ مستودع و مصفى المفتية النفطي في سبعينات القرن الماضي في محافظة البصرة ، بطاقة تقارب طاقة المصفى العراقي في الصومال ، وكان أحد أبرز المعالم الصناعية والرموز الاقتصادية للمحافظة.

إلا أن هذا الصرح الكبير لم ينجُ من عبث الإهمال والفساد ، حيث تعرّض للسرقة والتهديم ، وتم بيعه كخردة ، مع ( رصيف ومستودع المفتية النفطي ) في حادثة مؤلمة أدمت قلوب البصريين ، إذ تم طمس معلم من معالم مدينتهم العزيزة بدون اي عقاب او اجراء ضد من نفذ هذه الكارثة الاقتصادية؟

في الختام

قصة مصفاة مقديشو وقضية مصفى المفتية تجسدان تناقضاً مؤلماً بين طموح العراق في التوسع الاستثماري الخارجي وتفريطه ببعض من أثمن منشآته الوطنية.
وهي دعوة صريحة لإعادة تقييم الإرث الصناعي و النفطي و الزراعي العراقي الكبيرين داخل و خارج أرض الوطن الحبيب ، والحفاظ على ما تبقى منه ، واسترجاع ما يمكن إحياؤه سواء داخل البلاد أو خارجها …..

مصادر موثوقة لمزيد من المعلومات
• جريدة الوقائع العراقية: العدد 2370 لعام 1974، حيث نُشرت تفاصيل الاتفاقية الخاصة بالمصفاة.
• مجلة “النفط والعالم”: تناولت المشروع في أعدادها الصادرة في السبعينيات.
• أرشيف جريدة السفير اللبنانية: نشرت تقريرًا عن المشروع في عددها الصادر بتاريخ 21 أبريل 1974.
. الوثيقة المرفقة من مجلة الف باء العراقية حسب ما منشور في الانترنت .

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • كيفية تقسيم الأضحية في العيد 2025.. اعرف التوزيع الصحيح حسب الشرع
  • شيخ الأزهر يلتقي نائب حاكم دبي لمناقشة دور الشباب في المبادرات العالمية
  • موسم الحج 1446.. إطلاق الدورة العلمية الأولى لأئمة الحرمين الشريفين
  • كولومبيا تعين أول سفير لها في فلسطين.. المنصب لنجل قائد بمنظمة مسلحة
  • البعض يذهب بجسده فقط.. عالم أزهري يكشف خطوات التأهيل الصحيح لرحلة الحج
  • تقديرا لجهودها.. وزير الاتصالات يكرم مجموعة «طلال أبو غزالة للتدريب المهني»
  • %80 من خريجي «محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» يتوظفون خلال عامهم الأول
  • منتخبنا في مواجهة الصومال بـ"كأس العرب 2025"
  • ” الخويطر والدحيليب والشمراني” يهدون السعودية ذهب دورة الألعاب العالمية للأساتذة في تايبيه
  • بين استثمار خارجي ضائع ومأساة داخلية مؤلمة – قصة مصفاتي مقديشو و المفتية.