مَثل حادث انقلاب أتوبيس جامعة الجلالة مأساة هزت مشاعر الجميع، إذ فقدت 13 عائلة أبناءها في لحظة صعبة، فيما ما زال العشرات يصارعون الإصابات الجسدية والنفسية.

شهادات الناجين من الحادث تجسد حجم الفاجعة التي عاشها الطلاب في تلك اللحظات الرهيبة.

أحمد وعلي، اللذان شهدا الكارثة، عبرا عن لحظات من الرعب والصدمة، إذ تحول يوم دراسي عادي إلى تجربة محفورة في الذاكرة مليئة بالألم والمعاناة، قائلين ”كنا راجعين وبنضحك وفجأة الأتوبيس ميل على جانب واحد والناس وزمايلنا طاروا في الهواء ولما فوقنا لقينا نفسنا وسط الصرخات والدماء.

وأكدا الاثنين أنهما تمنيا بأن يكونا في كابوس بسبب الرعب والدماء المنتشرين حولهما، وأنهما حاولا مساعدة زملائهما الضحايا لكنهما فشلا في القدرة على الحركة بسبب إصابتهما ووجود بعض الضحايا عليهم وأجزاء من الأتوبيس المنكوب.

كلمات عبد الرحمن على جروب الجامعة أضافت بعدًا آخر من الواقعة، حيث أظهر حجم المأساة التي تعرض له الطلاب خلال انقلاب الحافلة: "الباص اتقلب 3 مرات والقزاز اتكسر والطلبة كانت بتطير من الأتوبيس، شهادته ألقت الضوء على الحالة الصعبة التي عاشها الناجون، وتؤكد أن الإصابات لم تقتصر على الجروح الجسدية فحسب، بل هناك أيضًا آثار نفسية يصعب تجاوزها.

بعد الواقعة المؤلمة تصدر اسم الطالب محمد شعيب، طالب كلية الصيدلة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وأثارت وفاة الطالب مشاعر الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل وفاته نشر الطالب محمد شعيب، عبر حسابه بموقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي، فيديو للشيخ الشعراوي وهو يقول: يابن آدم إن رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محمودًا، وإن أنت لم ترضَ بما قسمته لك فعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، ترقد فيها رقد الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك.

ونعى الطالب محمد شعيب عددٌ كبير من زملائه، حيث قال صاحب أحد الحسابات: الله يرحمك يا صاحبي في الجنة ونعيمها، وأضاف آخر: ألف رحمة ونور تنزل عليك يا محمد وجعت قلبي أقسم بالله، ربنا يرحمك ويغفر لك يا رب، حبيب قلبي، ألف رحمة ونور عليك يا صاحبي.

قبل وفاتها، نشرت هاجر ياسر عبر حسابها على منصة فيسبوك مجموعة من المنشورات الدينية وآيات قرآنية، التي تعكس إيمانها وتطلعاتها الروحية.

وكان من أبرز تلك المنشورات منشور حول الموت وموعد النهاية، حيث دعت لنفسها ولغيرها بحسن الخاتمة، شاركت الطالبة الراحلة منشورًا منقولًا يتحدث عن ملك الموت ودخوله إلى بيوت الناس، حيث يراقب الوجوه ويستعد لأداء مهمته.

تضمن المنشور كلمات مؤثرة عن الفراق، حيث يُقال إن ملك الموت يطالبهم بعدم البكاء، مؤكدًا أن الفراق ليس تقصيرًا في العمر أو رزق.  

أضافت هاجر في منشورها: "اللهم أنا نسألك حسن الخاتمة.. اللهم توفنا وأنت راضٍ عنا." كلماتها تعكس طلبها للمغفرة والرحمة، وتُظهر كيف كانت تفكر في الموت ورحلتها الروحية.

وفي نفس الفاجعة فقد الطالب عبد الرحمن أحمد الحارس في الفرقة الثانية بكلية الطب حياته، الذي كان يتمتع بموهبة فريدة كحافظ للقرآن الكريم كاملاً رحل عبد الرحمن قبل أن يحقق حلمه في أن يصبح طبيبًا، تاركًا وراءه ذكريات لا تُنسى وأحلامًا محطمة.

بتفوقه الأكاديمي واجتهاده عُرف عبد الرحمن وسط زملائه، وكان مثالًا يُحتذى به لم يكن فقط طالبًا متميزًا، بل كان شخصية محبوبة للجميع، تتسم بالأخلاق العالية والروح الطيبة.

خلف الحادث حالة من الحزن والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب كثيرون بتحقيق شامل لتحديد أسباب الحادث وضمان عدم تكراره مستقبلاً.

وعبر الأهالي عن حزنهم لفقدان أبنائهم وأصدقائهم في الحادث الأليم، معبرين أن مثل هذه الحوادث تسلط الضوء على خطورة بعض الطرق السريعة في مثل تلك المناطق، بما في ذلك طريق الجلالة، الذي رغم جماله واتساعه يشهد بعض الحوادث بسبب السرعة الزائدة أو غياب وسائل الأمان الكافية، وطالبوا بضرورة مراجعة معايير الأمان في وسائل النقل التي تقل الطلاب، خاصة في طرق سريعة مثل طريق الجلالة، الذي يشكل تحديًا للسائقين بسبب منحدراته الحادة.

وأشاروا إلى أن الحادث يعكس حاجة ملحة لفرض رقابة صارمة على الالتزام بقواعد القيادة وتوفير تدريب إضافي للسائقين لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.

في لحظة مؤلمة، انهارت جدة طالبة إحدى الضحايا، بعد تلقيها خبر وفاة حفيدتها المفجع، حيث عبرت عن حزنها لفقدان حفيدتها، التي كانت تتطلع لتحقيق حلمها في أن تصبح دكتورة أسنان.

تقول الجدة، بصوت مملوء بالألم والأسى: "يا حبيبتي يا بنتي، قلبي واجعني عليك. كنتي بتقوليلي هشوفك قريب.. أنا اللي هجيلك قريب من حزني عليكي".

من جهتها صرحت جهات التحقيق في السويس، بدفن جثامين الضحايا وتسليمهم لذويهم، مع توقيع الكشف الطبي الظاهري عليهم، لبيان وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة.

وقضى أهالي الضحايا ليلة أول أمس الثلاثاء أمام مشرحة السويس العام لاستلام جثامين ذويهم حيث وفدوا من عدة محافظات بأقاليم الدلتا ووجه بحري ومحافظات الصعيد.

وأنهت الأجهزة المعنية جميع الإجراءات الخاصة باستلام الجثامين وتصريح الدفن، وتوجهت أسر الضحايا بمواكب الجنائز من أمام المشرحة إلى مسقط رأس كل ضحية.

كانت الأجهزة الأمنية بالسويس تلقت بلاغا بانقلاب أتوبيس طلاب الجلالة، على طريق الجلالة – السخنة، في اتجاه السويس، عند مفارق الطريق أمام محطة تموين السيارات.

التحريات الأولية أشارت إلى أن الحادث وقع بسبب السرعة الزائدة، حيث فقد السائق السيطرة على الحافلة في أحد المنحنيات على طريق الجلالة بين الزعفرانة والعين السخنة، ما أدى إلى انقلابها.

 

وتبين أن الأتوبيس كان بداخله 50 طالبًا في طريق عودتهم من الجامعة، أسفرت المعاينة المبدئية أن الأتوبيس يحمل لوحات رقم "أ. ق. م" 2376، وكان في طريق العودة إلى السويس، ويستقله طلاب جامعة الجلالة، وأن السرعة الزائدة كانت السبب وراء انقلاب الأتوبيس.

 

أسماء المصابين والضحايا

جاءت أسماء الضحايا كالتالي: بسملة ممدوح، وميرنا أشرف، وملك محمد إمام، وهاجر محمد، وعبد الرحمن أحمد، وعمر أحمد حسن، ومحمد شعيب، ودينا هيكل، ومحمد إبراهيم عبد الغفار، جميعم من طلاب كلية الطب جامعة الجلالة، بالإضافة إلى 3 جثث مجهولة الاسم.

وتضم أسماء المصابين كلا من: أسماء رضا محمود، 20 سنة، طالبة طب أسنان، مصابة ببتر بالساق اليمنى وسحجات وكدمات وجروح متفرقة بالوجه والجسم، ملك محمود علي، 20 سنة، اشتباه مرحلة ما بعد الارتجاج وسحجات وكدمات وجروح متفرقة بالوجه والجسم، روزانا خيري بشير، 19 سنة، طالب كلية طب أسنان، سحجات وكدمات متفرقة بالجسم، علي أيمن عبد السلام سيد، 26 سنة، علي أيمن عبد السلام سيد، 26 سنة، سائق الميكروباص، محمود مصطفى أبو القاسم، 20 سنة، اشتباه نزيف داخلي بالبطن واشتباه كسر بضلوع الصدر، مسعود احمد، روان مسعود، عبدالرحمن مسعد، عبدالرحمن عبدالتواب، ماريام، شذي حماده، علي الدين أيمن، عبدالرحمن عصام رمضان، طه محمد عبدالنعيم، روان محمد عبدالباسط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الجلالة حادث تصادم حبس سائق طريق الجلالة كلية الطب جامعة الجلالة طریق الجلالة عبد الرحمن محمد شعیب

إقرأ أيضاً:

بين الولاء والبراءة.. يتحدد طريق المؤمنين

 

 

يوم الولاية ليس مجرد ذكرى محفوظة في سجلات التاريخ، بل هو عهدٌ متجدد وموقفٌ عقائدي خالد، يميز بين درب النور ومسارات الظلام، بين من تمسك بالعروة الوثقى، ومن ضلّ عن السبيل، إنه اليوم الذي صدح فيه صوت النبوة في غدير خم، ليعلن للعالم أن الرسالة لا تكتمل إلا بالولاية، وأن الخلافة بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليست شأنًا سياسيًا يُتنازع عليه، بل امتداد إلهي لمسيرة الهداية، عنوانه: “من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه”.
لم يكن ذلك الإعلان الشريف إلا تتويجًا لوصايا السماء، التي أوجبت على الأمة أن تسير على نهج محمد وآل محمد، لا تضل ولا تنحرف، ما دامت متمسكة بالثقلين: كتاب الله وعترة نبيه، فأهل البيت ليسوا مجرد بيت نسب، بل هم مركز الهداية، وأئمة الحق، ومصابيح الدجى، الذين اصطفاهم الله ورفعهم بمقام الطهارة، فقال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، وفيهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق”.
إن إحياء يوم الولاية هو في حقيقته إعلان انتماء وولاء، وتصريح براءة وموقف، لا يعرف المواربة، فالإيمان ليس عاطفة خاملة، ولا مجرد طقوس تُمارَس في العلن، بل هو اختيار حاسم بين نهج الحق ونهج الباطل، بين الولاء لله ورسوله وأهل بيته، والبراءة من الطواغيت الذين يعيثون في الأرض فسادًا، ولذا فإن الآية الكريمة جاءت واضحة في رسم الطريق: “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى”.
الطاغوت ليس مجرد صنم يُعبد، بل كل ما يُنازع الله في سلطانه، ويُحارب أولياءه، ويُطفئ نور الرسالة، هو الحاكم الظالم، والفكر المنحرف، والنظام الذي يُقصي صوت الحق ويستبدل أحكام الله بأهواء البشر، وفي زمننا، يتجدد الطاغوت بأشكال مختلفة، لكنه يبقى عنوانًا واحدًا للانحراف عن خط الله. ولهذا، فإن البراءة منه ليست خيارًا جانبيًا، بل جزءٌ لا يتجزأ من الإيمان الحقيقي.
وفي المقابل، فإن الولاء لعلي بن أبي طالب -عليه السلام-، ليس حبًا عاطفيًا فحسب، بل هو التزام عملي بالعدل، بالحكمة، بالشجاعة، بالزهد، بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم، هو ولاء لخط يمثل امتداد الرسالة، لا بديلاً عنها، ولا خروجًا عليها، هو ولاء يترجم إلى موقف واضح في مواجهة الفتنة، ونصرة للمظلوم، ورفض لمشاريع الاستكبار والطغيان، تحت أي لافتة كانت.
ما أحوج الأمة اليوم، في خضم هذا التيه والخذلان، أن تُعيد قراءة يوم الولاية بوعي، لا بسطحية، أن تدرك أنه ليس مناسبة طائفية، بل موقف رباني، يُحدد به موقع الإنسان بين جبهة الحق وجبهة الباطل، إنه لحظة صدق مع الذات: هل أنا مع نهج محمد وآله؟ هل أقف مع الحق مهما كان ثمنه؟ هل أتبرأ من الباطل مهما لبس أثواب الدين والشرعية؟
بين الولاء والبراءة، يتحدد طريق المؤمنين، فمن اختار ولاية الله ورسوله وأهل بيت نبيه، فقد نجا، ومن هادن الطغيان، وركن إلى الظالمين، فقد خسر خسرانًا مبينًا، الغدير ليس حدثًا يُروى، بل خط يُتبع، والولاية ليست شعارًا يُرفع، بل منهج يُعاش. فطوبى لمن تمسك بها، وخاب وخسر من أعرض عنها.

مقالات مشابهة

  • إعادة الحركة المرورية على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي بطوخ بعد رفع حمولة سيارة تريلا
  • بين الولاء والبراءة.. يتحدد طريق المؤمنين
  • مصرع وإصابة 14 شخصًا في حادث انقلاب ميكروباص على طريق أسيوط الغربي
  • ناجٍ وحيد من بين ركاب الطائرة الهندية يروي لحظات الرعب / فيديو
  • ناجٍ وحيد من بين ركاب الطائرة الهندية يروي لحظات الرعب
  • مها الصغير ست فاضلة في حياتي .. أحمد السقا يروي لحظات صعبة فى وفاة سليمان عيد
  • قفز لحظة السقوط.. الناجي الوحيد من كارثة طائرة إير إنديا يروي لحظات الرعب | صور
  • عون من دير القلعة: عشنا تجارب صعبة وواجهنا المخططات دفاعاً عن السيادة
  • تفاصيل جديدة عن الطائرة المنكوبة والخطوط الهندية تعلن جنسيات الضحايا.. فيديو
  • حريق ضخم على طريق أبو حدرية في الدمام.. فيديو