لجريدة عمان:
2025-12-14@23:23:08 GMT

هل أنظمة الرقابة الداخلية للشركات كافية؟

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

شهدنا خلال الأسابيع الماضية عددا من الإفصاحات من شركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة مسقط تشير إلى وجود خلل في أنظمة الرقابة الداخلية في هذه الشركات أثّرت سلبا على أدائها وعلى حقوق المساهمين والمستثمرين فيها والمتعاملين معها.

الإفصاحات الصادرة عن الشركات وكذلك قيام هيئة الخدمات المالية في أغسطس الماضي بإيقاف مكتب أبو تمام «محاسبون قانونيون» عن ممارسة نشاط التدقيق الخارجي لمدة سنة كاملة، يؤكد أهمية مراجعة الشركات لأنظمتها الداخلية بحيث ترفع مستوى الرقابة على مختلف أعمالها خاصة أن الشركات المدرجة في بورصة مسقط هي شركات مساهمة عامة؛ أي أن الأموال التي تستثمر فيها الشركة هي أموال المساهمين والمستثمرين وليست أموالا خاصة حتى تتغاضى الشركات عن تطبيق معايير الحوكمة في تعاملاتها، كما أن هذه الشركات تعد شركات كبيرة نسبيا والعديد منها لديها شركات تابعة أو شقيقة أو محافظ استثمارية في بورصة مسقط وأسواق المال الإقليمية والعالمية.

كل هذا يفرض على الشركات اتخاذ خطوات أكبر لتعزيز الرقابة الداخلية لديها وبالشكل الذي يحافظ على أموال الشركة والمساهمين والمستثمرين فيها ويمكّنها من أن تكون ذات فائدة للاقتصاد الوطني بدلا من أن تكون عبئا عليه.

ولعله من المناسب أن نشير في هذا الصدد إلى عدد من الشركات التي تمت تصفيتها خلال السنوات الماضية نتيجة للخسائر المتراكمة عليها وتآكل رؤوس أموالها، ولو أن هذه الشركات اهتمت في وقت مبكر بتعزيز أنظمة الرقابة الداخلية لديها ماليا وإداريا لما تعرضت للخسائر بالشكل الذي دفعها إلى التصفية، ومن المثير للاهتمام حقا أن بعض الشركات التي تآكلت رؤوس أموالها وتم ضخ رأسمال جديد فيها وشطب الخسائر السابقة لم تتمكن من العودة إلى الحياة الاقتصادية بل تراكمت عليها الخسائر مرة أخرى وهذا ناتج بسبب عدم تفعيلها لأنظمة الرقابة الداخلية خاصة الرقابة الإدارية وتضارب المصالح وعدم تغيير فريق الإدارة التنفيذية الذي كان سببا في وصول الشركة إلى تلك الخسائر، ولهذا فإن سُبل تصحيح مسار هذه الشركات لم تحقق أي جدوى وتبخّر رأس المال الجديد كسابقه.

اليوم عندما نستعرض قائمة شركات المساهمة العامة نجد أن هناك عددا من الشركات التي تآكلت رؤوس أموالها ولديها خسائر متراكمة غير أنها لا تزال تصرّ على السير بنفس النهج السابق وهو عدم تفعيل الرقابة الداخلية بالشكل الذي يمكّن الشركة من تصحيح وضعها ومحو الخسائر السابقة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات عن قدرة هذه الشركات على الاستمرار لفترة أطول.

إن موضوع الرقابة الداخلية لدى شركات المساهمة العامة هو واحد من الموضوعات الحيوية التي قد تحتاج إلى مناقشات مستفيضة وحلقات عمل تدريبية تنظمها هيئة الخدمات المالية أو بورصة مسقط أو الجهات الرقابية الأخرى لتمكين المدقق الداخلي من ممارسة عمله دون أي ضغوط من داخل الشركة أو خارجها وتحميه في نفس الوقت من أي إجراء قد يتخذ ضده من أي مسؤول في الشركة، وأعتقد أن تمكين المدقق الداخلي من أداء عمله بالشكل الصحيح سوف يحمي الشركات من السقوط في الخسائر ويحفظ للمستثمرين والمساهمين أموالهم ويمكّن الشركة من الانتقال من نجاح إلى آخر. أما إهمال الرقابة الداخلية فهو الذي يقضي على الشركة ويدفعها إلى الخروج من الاقتصاد مبكرا.

محمد الشيزاوي كاتب وصحفي عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرقابة الداخلیة هذه الشرکات بورصة مسقط

إقرأ أيضاً:

ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟

ارتفعت نسبة الأشخاص في الاتحاد الأوروبي غير القادرين على تدفئة منازلهم بشكل كافٍ منذ أزمة الطاقة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا.

السكن حق اجتماعي، ومع ذلك يُضطر عشرات الملايين من الأوروبيين إلى العيش في منازل باردة.

وفقًا ليوروستات، فإن أكثر من 41 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي غير قادرين على تحمل كلفة إبقاء مساكنهم دافئة بما يكفي، أي ما يعادل 9.2% من السكان. ويعيش نحو ثلثي من يعانون من "فقر الطاقة" في اقتصادات الاتحاد الأربع الكبرى.

ورغم أن العيش في منزل بارد قد يكون مرهقًا نفسيًا، فإنه يحمل أيضًا مخاطر صحية جسدية خطيرة. تُظهر الدراسات أن البيئات الباردة تزيد خطر السكتات الدماغية والعدوى التنفسية، فضلًا عن الحوادث المرتبطة بتراجع البراعة الحركية.

تتفاوت معدلات فقر الطاقة بشكل واسع بين بلد وآخر. وقد لا تبدو النسب لافتة للوهلة الأولى، لكن عند تحويلها إلى أعداد الأشخاص المتضررين تتضح جسامة المشكلة.

باستخدام بيانات السكان اعتبارًا من الأول من يناير 2024، حسبت "يورونيوز للأعمال" عدد الأشخاص المتأثرين بهذا الشكل من الفقر.

في الاتحاد الأوروبي، تتراوح نسبة غير القادرين على تدفئة منازلهم بين 2.7% في فنلندا و19% في بلغاريا واليونان.

وعند شمول دول مرشحة للانضمام إلى الاتحاد ورابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA)، تمتد النسبة من 0.7% في سويسرا إلى 33.8% في ألبانيا. كما تُعد مقدونيا الشمالية أيضًا استثناءً بنسبة 30.7%.

هذه النسبة تتجاوز عشرة بالمئة في ليتوانيا وإسبانيا والبرتغال وتركيا وقبرص والجبل الأسود وفرنسا ورومانيا.

وتقل هذه الحصة عن متوسط الاتحاد الأوروبي في إيطاليا وألمانيا. ولا يمكن مقارنة المملكة المتحدة على نحو كامل، إذ إن أحدث بياناتها تعود إلى 2018، رغم أن المعدل كان خمسة بالمئة.

تركيا وإسبانيا وفرنسا في الصدارة

من بين 36 بلدًا، تسجل تركيا أعلى عدد من المتأثرين بفقر الطاقة. ورغم تحسن المعدل في السنوات الأخيرة، لم يتمكن 12.9 مليون شخص من إبقاء منازلهم دافئة في 2024.

وحتى النصف الأول من 2025، سجّلت تركيا ثاني أرخص أسعار للغاز الطبيعي سواء مقومة باليورو أو وفق معايير القوة الشرائية (PPS)، بحسب يوروستات. أما الكهرباء، فأسعارها في تركيا هي الأرخص باليورو وثالث أرخص الأسعار وفق معايير القوة الشرائية.

خلاصة القول، أنه رغم انخفاض تكاليف الطاقة، لا يزال جزء كبير من سكان تركيا يعاني فقر الطاقة.

وفي إسبانيا، بلغ عدد غير القادرين على تدفئة منازلهم 8.5 مليون شخص، فيما وصل الإجمالي إلى 8.1 مليون في فرنسا. ويسجل الرقم 5.3 مليون في ألمانيا و5.1 مليون في إيطاليا.

ما العوامل التي تغذي فقر الطاقة؟

بحسب المفوضية الأوروبية، يحدث فقر الطاقة عندما تضطر أسرة إلى خفض استهلاكها للطاقة إلى حد يؤثر سلبًا في صحة السكان ورفاههم.

ويقوده أساسًا ثلاثة أسباب جذرية: ارتفاع نسبة الإنفاق الأسري الموجه للطاقة، انخفاض الدخل، وضعف الأداء الطاقي للمباني والأجهزة.

قالت المفوضية: "أزمة كوفيد-19، وما تبعها من قفزة في أسعار الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، فاقما وضعًا كان صعبًا أصلًا بالنسبة لكثير من مواطني الاتحاد الأوروبي".

وقد تراجعت نسبة غير القادرين على تدفئة منازلهم تدريجيًا منذ 2011، وبلغت أدنى مستوياتها في 2019 و2021 قبل أن ترتفع مجددًا. وشهد العام الماضي تراجعًا آخر.

وبحسب المفوضية، فإن هذا الاتجاه الإيجابي نتاج مجموعة عوامل؛ إذ يشير المسؤولون إلى انخفاض أسعار التجزئة للغاز والكهرباء، وتطبيق تدابير كفاءة الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن تعاظم فهم فقر الطاقة والفئات المتأثرة.

وتستعرض مادة حديثة لـ"يورونيوز للأعمال" أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي في أنحاء أوروبا. وهي تُظهر الدول الأغلى والأرخص سواء مقومة باليورو أو وفق معايير القوة الشرائية (PPS).

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • وزارة الاقتصاد والتخطيط توقع اتفاقية تعاون مع الشركة السعودية للاستثمار الجريء
  • الاتحاد الصيدلي تتحول إلى الخسائر في 9 أشهر
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • وزير البترول: عمل الحديثة للحفر بالكويت نموذج مشرّف للشركات المصرية بالخارج
  • حبس شاب أنهى حياة والدته داخل كافية
  • بنمو 28%.. ارتفاع شركات التخصيم لنحو 856 شركة بنهاية سبتمبر الماضي
  • الداخلية تشدد الرقابة وتضبط مخالفات بالنقل والكهرباء والضرائب
  • الشركة الجهوية متعددة الخدمات بالعيون تنفي أي زيادة في أسعار الماء والكهرباء
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟