وتناولت حلقة برنامج "موازين " تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة على المنظومة القيمية الغربية، وتساءلت عن سبب فشل المنظومة الدولية التي ترفع شعار العدالة وحقوق الإنسان في إنهاء العدوان الإسرائيلي.

(الجزيرة)

وأكد السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط أن الحرب الإسرائيلية فضحت الحكومات الغربية التي تكيل بمكيالين، وأظهرت أن الليبرالية الغربية التي تكفل حرية التظاهر والتجمع تعاملت بازدواجية مع المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع تضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان.

واعتبر أن تنامي اليمين المتطرف في الدول الغربية له علاقة بازدواجيتها، لأن السياسيين الغربيين يعتمدون على الشعبوية ويناهضون القوانين والقيم الإنسانية العالمية، وقال زملط إن هناك قاعدة عقائدية دينية غربية خاصة في أوروبا والولايات المتحدة تقول إن "إسرائيل إرادة إلهية".

وتحدث السفير عن قوة تأثير حلفاء إسرائيل بالدول الغربية، حيث يكافأ كل سياسي يعادي الحق الفلسطيني، ويعاقب كل من ينتقد ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وشدد زملط على أن "الإشكال ليس في القانون الدولي ولا الهياكل الدولية، وإنما الإشكال الأساسي عندما يترجم الأمر إلى قرار سياسي، حيث نصطدم بسياسيين تمكنوا من أن يكونوا فقط في مكان الحكم من خلال تجييش وبناء تيارات يمينية" متطرفة.

واستدل في هذا السياق بإقرار محكمة العدل الدولية بكل ما طلبته جنوب أفريقيا في الدعوى التي أقامتها ضد إسرائيل، وقال إن قضاة المحكمة حكّموا ضميرهم وكانوا مهنيين "لكن لعبة السياسية دخلت، وظهر ذلك في موقف ألمانيا التي تقدمت بمرافعة ورفضت أن تكون إسرائيل تحت لائحة الاتهام الدولية".

وكانت حكومة جنوب أفريقيا قد رفعت في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 قضية ضد إسرائيل تتهمها فيها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

ولفت زملط إلى أن مسألة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" -التي روج لها السياسيون الغربيون بداية الحرب على غزة- يتم نقاشها اليوم على مستوى القانون الدولي، مؤكدا أن الأخير حدد مسؤولية الاحتلال وأعطى الشعوب الحق في المقاومة بكل الوسائل المشروعة.

انتشال ضحايا من تحت ركام المنازل بمجزرة شارع الوحدة ارتكبتها إسرائيل خلال الحرب على غزة (الجزيرة)

وخلص السفير إلى أن النظام العالمي لا يخص الولايات المتحدة والدول الأوروبية فقط بل البشرية والإنسانية جمعاء، وأكد ضرورة انتهاء نظام القطب الواحد، مشيرا إلى أن ذلك آخذ في الحدوث ولكنه بطيء، وقال "أعتقد أن الوقت قد حان لأن تكون لشعوب العالم كلمتها واللحظة مواتية، لأن هناك لاعبين دوليين ودولا وازنة مثل البرازيل وجنوب أفريقيا والصين التي يجب أن يكون لها قولها".

وأشار بهذا السياق إلى الفرق بين الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والتي تمثل العالم لكن ليس فيها حق النقض، وبين مجلس الأمن الدولي الذي يمثل الإرادة السياسية والانحياز والازدواجية الغربية.

هيمنة اللوبيات الصهيونية

من جهته، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي إدريس الكنبوري أن هيمنة اللوبيات الصهيونية بالدول الغربية جعلت حكوماتها تطارد كل من ينتقد إسرائيل، وهو ما حدث على سبيل المثال مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي الذي حوكم بسبب تشكيكه في المحرقة اليهودية.

وقال الكنبوري إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، ظهرت الازدواجية الغربية "ففي حرب روسيا على أوكرانيا تعاطى معها الغرب بشكل قوي جدا على حساب بؤر التوتر الأخرى بالعالم، لكن هذا الغرب وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا وقفوا خلف أكتاف إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني". واعتبر أن هذه الازدواجية تهدد بنسف الشرعية الدولية وحقوق الإنسان.

وأضاف: ونتيجة الازدواجية الغربية أصبحت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مكبّلين، وبات الأمين العام للمنظمة الدولية وكأنه رئيس أصغر دولة في العالم.

وعن تداعيات الفشل الأممي، يؤكد أنور الغربي مدير مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان أن الأمم المتحدة أنشئت لحفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية حقوق الإنسان، لكن هذه العناوين لم تحترم، فـ"في مجلس الأمن تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو للدفاع عن الفظاعات التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين" وقال إن هناك حاجة لمراجعة هذه المنظومة الأممية اليوم على ضوء الواقع الجديد.

16/10/2024المزيد من نفس البرنامجالإعلام البديل يقلب موازين السردية الإسرائيلية في حرب غزةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 49 seconds 03:49بعد 5 قرون من فصل الدين عن الدولة.. هل استنفدت العلمانية زمنها؟play-arrowمدة الفيديو 03 minutes 04 seconds 03:04أساتذة قانون: التاريخ لا يبدأ من 7 أكتوبر وحماس لها حق مقاومة الاحتلال بالسلاحplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 45 seconds 01:45هل تنتقل إسرائيل إلى "ما بعد الصهيونية"؟play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 41 seconds 01:41موازين ــ التكافل في زمن الكوارثplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 23 seconds 50:23موازين- الإباضية.. النشأة والأفكارplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 11 seconds 50:11موازين ـ منظومة القضاء في الإسلامplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 33 seconds 50:33من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات وحقوق الإنسان على غزة

إقرأ أيضاً:

إيران ترفض اتهامات الغرب لها بانتهاج سياسة الاغتيالات والخطف بالخارج

انتقدت إيران، اليوم الجمعة، الاتهامات الغربية لها بانتهاج سياسة "اغتيالات وعمليات خطف" في أوروبا وأميركا الشمالية، واعتبرتها "بلا أساس".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة ودول غربية أمس، ويتهم إيران باستهداف معارضين وصحافيين ومسؤولين، هو تكرار لاتهامات باطلة وسخيفة ضد طهران.

ورأى بقائي في البيان محاولة لصرف الرأي العام عن الإبادة الجماعية في غزة ضمن حملة لتخويف العالم من إيران.

واتهم الدول الموقعة على البيان كالولايات المتحدة وفرنسا باستضافة "عناصر وجماعات إرهابية"، داعيا إياها إلى "تحمل مسؤولية دعم الإرهاب بما يخالف القانون الدولي".

ونددت الولايات المتحدة و13 دولة غربية، في بيان أمس الخميس، "بتصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تحاك من أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أفراد في أوروبا وأميركا الشمالية".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الموقعين على البيان نددوا "بتزايد التهديدات" من أجهزة المخابرات الإيرانية في بلدانهم.

وأضاف البيان الصادر عن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا والنمسا وبلجيكا وكندا وجمهورية التشيك والدانمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد: "نحن متحدون في معارضتنا لمحاولات أجهزة المخابرات الإيرانية قتل الناس وخطفهم وإيذائهم في أوروبا وأميركا الشمالية، في انتهاك واضح لسيادتنا".

يأتي البيان الغربي والرد الإيراني عليه في سياق توتر متصاعد بين طهران والعواصم الغربية بعد قصف الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي 3 منشآت نووية إيرانية بينها منشأة فوردو، تزامنا مع هجوم إسرائيلي على إيران.

وتحدث ترامب مرارا عن "محو" البرنامج النووي الإيراني بعد تلك الضربات، لكن تقييمات استخبارية أميركية ألقت بظلال من الشك على تلك التأكيدات.

إعلان

وعقدت الولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات مع إيران قبل غاراتها الجوية في يونيو/حزيران التي قال ترامب إنها "قضت" على برنامج تقول واشنطن وحليفتها إسرائيل إنه يهدف إلى تطوير قنبلة نووية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد دعم واشنطن للسيادة المغربية على الصحراء الغربية
  • حماس تدعو للتصعيد الشعبي والتظاهر أسبوعيا أمام سفارات الاحتلال وأميركا
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • إيران ترفض اتهامات الغرب لها بانتهاج سياسة الاغتيالات والخطف بالخارج
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
  • واشنطن وحلفاؤها ينددون بتزايد التهديدات من مخابرات إيران
  • مقررة أممية تندد بتهديدات إسرائيل لمراسل الجزيرة أنس الشريف
  • مرصد الأزهر: قطلونية بؤرة التطرف المتصاعدة في أوروبا الغربية
  • السويد تطالب أوروبا بتجميد الشراكة التجارية مع إسرائيل