حروف موجوعة في رحيل الإعلامي الجميل حسن عبدالوارث
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
ودعت الصحافة اليمنية المكتوبة، وبحزن شديد لفراق الكاتب / حسن عبدالوارث أحد أبرز صحفييها النشطين في مجال كتابة المقالة العمودية الناقدة الجميلة، في يوم حزين هو يوم الأربعاء، 22 ربيع الأول 1446هـ الموافق 25 سبتمبر 2024م، وودعته الصحافة وهي في أمس الحاجة لمقالاته وعموده وأفكاره التي سطرها في الصحافة اليمنية لأربعة عقود خلت.
عرفته كاتباً جميلاً رشيقاً قبل أن التقيه وأتحدث معه وجهاً لوجه حينما كنت طالباً في المرحلة الجامعية، وكنت كغيري من الشباب معجباً بجرأة كتاباته ونقده الشجاع للأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين –يومذال-، وللتذكير فحسب (وللتاريخ أيضاً) كانت الأوضاع المعيشية للناس في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، أوضاعاً مُزرية وبائسة وفقيرة، أي في زمن النضال والصراع الطبقي ذي التوجه الاشتراكي كما كانت تُسمى، والحياة المعيشية للناس كانت صعبة جداً جداً جداً .
كيف تذكر وتصور حياة الفقراء والمعدمين في الريف والمدينة اليمنية الجنوبية، يومذال؟ وقد كان مُنظرو ومُطبلو الحزب الاشتراكي وإعلاميوهم يبرّرون وبشكل علني وبشجاعة غريبة لظاهرة الفقر والبؤس والحرمان، وبأنها ظاهرة ضرورية، وضرورة موضوعية في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وتجربة التوجه الاشتراكي في اليمن الديمقراطية، كان الجميع منا يجاهر باعتزاز بظاهرة الفقر والجوع للكادحين المعدمين في جنوب اليمن، منطلقين من القاعدة المعروفة بأن توزيع الظلم والفقر بعدل وإنصاف للجميع هو العدالة بعينها .
في ظلال تلك الأجواء (الثورية) المجنــونة برز إبداع وقدرات الشاب الصحفي / حسن عبدالوارث ككاتبٍ موهوب، وبقلم رشيق ومقالات جاذبة للقراء، وكنت واحداً من هؤلاء.
وحينما بدأ نشاطه الصحفي ككاتب شاب مبتدئ وموهوب من أحد أحياء ضواحي مدينة عدن الفقيرة، وبروزه ككاتبٍ صحفي له مستقبل واعد، لكنه وفي منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، صادف بدء الصـراع الدوري بين قيادات الحزب الاشتراكي المتوارث من زمن تاريخ الجــبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، والذي عُرف عن قياداته النزقة أنهم يديرون صـراعهم الدموي كل خمس سنوات في المتوسط وحينها يعلنون عن صــراع عـنيـف في ما بين أجنحته المتنافسة على السلطة، ويخترعون لها مسميات وعناوين ما أنزل الله بها من سلطان مثل [ محاربة بقايا ركائز الاستعمار، واليمين المـتطـرف، واليمين الانتهازي، واليمين الانتهازي الطــفيـلي، وبقايا البرجوازية وغيرها من المسميات المستوردة يومها من دفاتر وكراسات أدبيات تروتسكي، وبو خارين، وستالين، وليــنيـن ولين بيــاو وغيرهم].
اصطف صديقنا / حسن عبدالوارث -رحمة الله عليه-، وبحكم التأثير الجـوهري بصلابتـه كــمدافع شـرس عن التيار السياسي والحزبي لتيار (فتاح / عنتر) وكانوا يسمونهم -آنذاك- بتيار الطغمة في الحزب الاشتراكي اليمني المنتصر عسـكرياً، وكان بروزه بتشجيع ودعم من قيادات الحزب الاشتراكي –آنذاك-، وهاجم بكل ما أسعفته مفرداته الإعلامية الثرية ضد التيار المـنهـزم من الحزب الاشتراكي في 13 يناير 1986م، أي ضد الزمرة وهم تيار (علي ناصر / باذيب / أنيس).
لم يشفع له موقفه المبدئي من التيار المنتصر في الحزب –آنذاك- وربما استغلوا مهاراته الصحفية لحين، وفي منتصف الطريق تركوه وحيداً شارد الذهن والبصيرة حتى من حصوله على أبسط الحقوق الاعتيادية له كصحفيّ منافح عن قناعاته التي آمن بها واعتنقها كعقيدة فلسفية منهجية له ولأصدقائه المقربين ولأسرته العدنية الصغيرة، فهو الشاب العدني المدني البسيط الذي لا يتكئ على جماعة قبلية متوحشاً أو شــللية انتــهازية أو منـاطــقية عــفـنة أو دينية ضــيقة، وهنا تاه الرجل وفقد البوصلة في تضاريس اليمن الوعرة ووصل حد الإحباط النــفسي والوجودي الذي عبر عنه في أكثر المقالات انزعاجاً من رفاقه الذين تركوه في منتصف الطريق وبحثوا عن مصالحهم الشخصية والخاصة.
جمعتنا لقاءات عدة في عدن، لكن كان لقائي الأخير به هنا في العاصمة صنعاء حين زارني بتنسيق إلى مكتبي وتحدثنا كثيرا عن هموم اليمن بتاريخه العظيم وعن العدوان السعودي الإماراتي والحــصار المفروض على المدن اليمنية، فالرجل وطني يمني بامتياز، كان قد عُرض عليه مغادرة صنعاء إلى دول الجوار، لكنه رفض، لأنه مؤمن بالوطن اليمني حراً أبياً مهما تكالبت عليه النوائب والأعداء، وعُرضت عليه أمور عدة، لكنه فضّل البقاء في مدينته التاريخية آزال التي تغنى بها كثيراً وبتوأمها عدن طويلاً طويلاً طويلاً .
بسم الله الرحمن الرحيم ( ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم.
رحم الله صديقنا العزيز والكاتب الإعلامي الجميل / حسن عبدالوارث، بواسع رحمته ومغفرته، وأسكنه الله جنان جناته الواسعة، وألهم الله أهله وذويه ومحبيه وأنصاره ومريديه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفوق كل ذي علم عليم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حسين الشحات يوجه رسالة للجماهير بعد الهجوم عليه: تذكروا العشرة
شارك حسين الشحات لاعب النادي الأهلي استورى جديد عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام، وذلك قبل مواجهة الأهلي وبالميراس البرازيلي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كأس العالم للأندية.
وكتب الشحات : "إذا رأيت مهموماً فبشّره بفرج الله الواسع القريب، وإذا رأيت معسراً فبشّره بتيسير الله عاجلاً أم آجلاً، وإذا رأيت مريضاً فبشّره بلطف الله وعنايته، وهو سبحانه وتعالى الشافي المعافي، الذي يقول للشيء كن فيكون (وقولوا للناس حُسناً)، اجبروا الخواطر، وراعوا المشاعر، وانتقوا كلماتكم، وتلطّفوا بأفعالكم، وتذكروا العشرة، ولا تؤلموا أحداً، وعيشوا أتقياء أنقياء، فهذا منهج الأنبياء".
ويستعد الأهلي لمواجهة بالميراس البرازيلي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كأس العالم للأندية، والمقرر إقامتها يوم الخميس المقبل، في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت أمريكا - السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، على ملعب ميتلايف في نيويورك.
وخاض الأهلي مواجهة الجولة الأولى أمام إنتر ميامي الأمريكي والتي أقيمت على ملعب هارد روك في ميامي، وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف.
ويتواجد الأهلي في المجموعة الأولى ضمن بطولة كأس العالم للأندية، رفقة أندية إنتر ميامي الأمريكي وبالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.