يمانيون:
2025-06-20@04:44:56 GMT

فلسفة الإرهاب الإجرامي وعقيدة التطرف الإمبريالي

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

فلسفة الإرهاب الإجرامي وعقيدة التطرف الإمبريالي

يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني

رغم التباين الشديد والتناقض الحاد، بين أيديولوجيا التدين اليهودي المتطرف/ المتشدد، وأيديولوجيا الصهيونية العلمانية الانتقامية المنحلة، إلا أنهما قد اجتمعتا على واحدية نزعة التطرف والإرهاب الإجرامي وممارسة العنف، سواء أكان في مرجعيته العنصرية الدينية، بوصفه أمرا إلهيا مقدسا، موجها إلى “شعب الله المختار” ـ شعب إسرائيل خاصة، واليهود عامة ـ يوجب عليهم ممارسة “العنف المقدس”، ضد الآخرين الأغيار “الغوييم”، بدون ضوابط أو حدود، أو كان في مرجعيته الصهيونية العلمانية العدائية، بوصفه فعل الضرورة المنطقي، الذي تفرضه طبيعة دور الكيان الوظيفي الاستيطاني، وبذلك تلاشت مكامن الصراع بين الديني والعلماني، حيث اتحدت إرادة “يهوه/ أدوناي”، مع أحلام وأطماع “هرتزل”، وأصبح “إسرائيل” صهيونيا، وأصبحت القومية “اليهوديّة”، هوية الشعب وشعار الكيان، دينيا وبراغماتيا، وبعد عشرات السنوات، من العداء والقطيعة التاريخية، انصهر تدين “إسرائيل” مع مادية “يهوذا”، على أرض فلسطين العربية، في كيان وظيفي استيطاني عنصري واحد، أسهمت الأيديولوجيا الإمبريالية ـ ممثلة في بريطانيا العظمى ـ في إنضاج ملامحه العنصرية المتعالية، من خلال إعلان “وعد بلفور”، وتهيئة البيئة الخصبة لنمو وتعاظم نزعته الاستعلائية الأنانية، تحت شعار “الحق الإلهي” و”أرض الميعاد”، وتمكينه من ممارسة أنشطته العدائية، وسلوكياته الإجرامية التوحشية، بتقديم الدعم العسكري تسليحا وتدريبا، لعصابات المستوطنين المغتصبين، وتوفير الغطاء السياسي اللازم، في منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.


يمكن القول إن سلوكيات التطرف الإسرائيلي، والعنف والإجرام والتوحش، وتنفيذ المجازر وحرب الإبادة، بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وعمليات الإذلال والقهر، واغتصاب الأرض والعرض، والسعي لاستئصال الآخر/ الفلسطيني من الوجود، كان ترجمة فعلية لحقيقة العدو الإسرائيلي، وطبيعته الإجرامية التوحشية، التي لا تقبل التعايش مع الآخرين مطلقاً، ولا ترى فيهم غير حيوانات بشرية، خلقوا لخدمة اليهودي وإيناسه، لذلك يجب عليه أن يبقي وجودهم محدودا، حسب ما تقتضيه الحاحة إلى خدماتهم، والانتفاع بهم وتسخيرهم، وما زاد عن ذلك، يجب القضاء عليه، والتخلص منه، قبل أن يصبحوا مصدر قلق وإزعاج لليهود، ولا فرق بين أن تكون عمليات إبادتهم، استجابة لأمر “رب الجنود” الدموي المتوحش، الذي قال لهم ـ حسب زعمهم ـ حين دخلوا مدينة أريحا:- “اقتلوا كل من في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم بحد السيف”، أو أن تكون تطبيقا لطروحات فلسفية وضعية، ارتكزت على مبدأ القوة، في صناعة التاريخ، كما في قول جابوتنسكي – فيلسوف العنف اليهودي – “أنت عندما تضرب الفولاذ بمطرقة، فإن الجميع يتهيبون صوت الدوي، وعندما تستعمل القفاز، فإن أحدا لا ينتبه إلى وجودك… إن الأحذية الثقيلة هي التي تصنع التاريخ”، وهو ما يؤكد ما ورد في “بروتوكولات حكماء صهيون”، بالقول:- “يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة.. والعنف والحقد هما وحدهما العاملان الرئيسيان في قوة الدولة”، وعلى ذلك الأساس، وضع “بن غوريون” حكمة الخلاص، بقوله:- “إسرائيل لا يمكن أن تعيش إلا بقوة السلاح”، واستلهم “موشيه دايان” – وزير الحرب الأسبق – روعة الحرب، في أنها “تكمن في إبادة الرجل الضعيف”؛ ذلك لأن “إله إسرائيل”، وآباء الصهيونية والماسونية، قد آمنوا بالحرب، بوصفها التعبير الفعلي الوحيد، لتحقيق قيمة الوجود، وبدونها لا معنى لوجودهم، وأن القوة هي السبيل الوحيد، لتحقيق الهيمنة وإخضاع الشعوب، “لأن العالم لا يشعر مع المذبوح، ولكنه يحترم الذين يحاربون”، كما يقول “بيغن”، تلميذ جابوتنسكي.
لم تعد فلسفة العنف والإرهاب الإجرامي والعنصرية، هي القاسم المشترك بين اليهودي المتدين والصهيوني العلماني، ممثلا في كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، بل قد امتدت مقولاتها، إلى ما هو أبعد من ذلك، حتى أصبحت الدين الرسمي للقوى الاستعمارية في الشرق والغرب، ولا فرق بين دور أمريكا وأخواتها، وشراكتها الإجرامية الفعلية، في حرب الإبادة والمجازر الجماعية، بحق أبناء غزة ولبنان، وعمليات الاغتيالات والعربدة الإسرائيلية، ودور روسيا وأخواتها في تحالف “البريكس”، في صمتها وتغاضيها، عن كل ذلك الإجرام، وعدم اتخاذها موقفا إنسانيا، على المستوى السياسي، على الأقل، في مجلس الأمن الدولي.
لم يكن المعسكر الغربي الرأسمالي، الملاذ الآمن للشعوب العربية، من تبعية المعسكر الشرقي الاشتراكي، ولن تكون روسيا الحليف المخلِّص، من هيمنة أمريكا وعربدة إسرائيل، كما أن انتصار روسيا في أوكرانيا، لن يوقف آلة القتل والإجرام والإبادة، بحق أبناء غزة ولبنان واليمن، لأن أطماع المعسكرين واحدة، وتفانيهما في خدمة الكيان الإسرائيلي الغاصب، شاهدة على عمق ارتباطهما به، وحرصهما على استمرار دوره الوظيفي القذر، هو الضامن لاستمرار تقاسم المصالح والهيمنة، ولذلك فإن الموت بقنابل حلف الناتو، لا يختلف عن الاستلاب لتحالف البريكس، ما دمنا نحن الضحية، وميدان ممارسة الهيمنة الإمبريالية، في كلا الحالتين.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إلهام شاهين توجه رسالة شكر للكاثوليكي للسينما بعد تكريمها

وجهت الفنانة إلهام شاهين رسالة شكر الى المركز الكاثوليكى المصرى للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال على تكريمها فى فعاليات "franciscan's got talent".


وكتبت الهام شاهين عبر حسابها علي انستجرام :"شكراً جزيلا للمركز الكاثوليكى المصرى للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال على تكريمى فى فعاليات
franciscan's got talent ..
و تابعت :"أتمنى لاولادنا الموهوبين من مدارس الفرنسيسكان مستقبل عظيم  .. و أعتز جدا أنى خريجة مدارس الراهبات .. notre dame du perpetual secours  و أن مدرستى سبب حبى للفن ،، يهتمون بالموهوبات   ".

وأضافت :"و كنا نعمل بروفات طول السنه الدراسيه لحفل نهاية العام .. الفن جميل بكل أنواعه .. يرتقى و يسمو بالإنسان  ".


وفي وقت سابق قالت إلهام شاهين في مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج “ كلمة أخيرة” المذاع على قناة “ أون”، :" كان هناك كم كبير من الصواريخ في سماء العراق وأول مرة أشوفها".

وتابعت إلهام شاهين :" إحنا كنا رايحين مؤتمر نسائي تحت رعاية الدولة ورئيس الوزراء العراقي، ، وكان به نساء من كافة الوطن العربي ومن إيطاليا، وكان مؤتمر رائع، وكان يتحدث عن القوى الناعمة وتأثيرها والمخاطر التي تمر بها، سواء الإعلاميات اللاتي يقمن بتغطية الحروب مثل شيرين أبو عاقلة وغيرها من الشهيدات، بالإضافة لدور الفن في مكافحة الإرهاب، وهذا جزء يخصني من خلال عملي في بطلوع الروح، وكيف يؤثر الفن في إزالة الإرهاب من العقول."


وأكملت :"بعد الانتهاء من كلمتي توجهنا لاستكمال عدد من اللقاءات ، وكان آخر يوم المؤتمر، وكان من المفترض أن يكون في نهاية اليوم لقاء مع رئيس الوزراء العراقي، ولذلك تأجل اللقاء، ولم نعرف السبب، وفي يوم الجمعة تفاجأنا بإغلاق المجال الجوي للعراق وأُغلق المطار."

عدت على خير | شقيق إلهام شاهين يوجّه رسالة مؤثرة لشقيقته الفنانةإلهام شاهين بعد عودتها من العراق: الصواريخ في السماء كانت كتيرة وحولت الليل نهارأول تصريح من إلهام شاهين بعد عودتها من العراق| خاص طباعة شارك إلهام شاهين شكر t لميس الحديدي فعاليات تكريم

مقالات مشابهة

  • «الأزهري» يبحث مع اتحاد الجامعات العربية دعم الأعمال الوقفية ومجابهة التطرف
  • خبير أممي: العنف الجنسي في حرب السودان يمثل حالة طوارئ خطيرة لحقوق الإنسان
  • الأوقاف تصدر بيانا بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع
  • متحدث الأوقاف: المنصة الرقمية الجديدة تعالج التطرف وتقدم الخطاب الوسطي المستنير
  • استراتيجية الهيمنة في كتابة التاريخ .. أوليات الموروث اليهودي
  • مكافحة الإرهاب الكوردستاني يُسقط طائرة مسيرة مفخخة
  • الوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.. مشاريع هامة على طاولة الحكومة
  • إلهام شاهين توجه رسالة شكر للكاثوليكي للسينما بعد تكريمها
  • كلمة الملك عبد الله في البرلمان الأوروبي ضمير الأمة في وجه الصمت العالمي
  • مفتي الجمهورية: العنف الأسري ناقوس خطر يهدد سلامة المجتمع.. صور