الحرة:
2025-07-12@15:33:43 GMT

ترسانة إيران العسكرية.. هل تعكس الأرقام الواقع؟

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

ترسانة إيران العسكرية.. هل تعكس الأرقام الواقع؟

في ربيع عام 2024 قتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وسبعة آخرون من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بعد سقوط مروحية كانت تقلهم شمال شرقي البلاد. مصادر طهران الرسمية أرجعت الحادث لسوء الأحوال الجوية إلا أن خبراء عسكريين توقفوا عند طراز الطائرة ،"بل 212"، المروحية التي دخلت الخدمة في الجيش الأميركي قبل ما يقارب 60 عاما.

الباحث في الشؤون العسكرية الإيرانية، بهنام بن طالبلو، قال لبرنامج "الحرة تتحرى" على قناة "الحرة" إن "حادث تحطم المروحية يكشف عن الافتقار إلى الصيانة والمشاكل الحقيقية في قدرات الجمهورية الإسلامية بحيث تستخدم مروحية أميركية قديمة هي النسخة الأقدم من نوع بل".

الحديث عن فعالية قدرات طهران العسكرية برز أيضاً قبل شهر من حادث مقتل رئيسي عندما هاجمت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة.

مدير برنامج الدراسات العسكرية في معهد واشنطن، مايكل آزنشتات، أوضح للحرة "كان هذا ردا على عدد كبير جدا من الهجمات الإسرائيلية ضد أفراد ومصالح إيرانية في المنطقة، قتل الإسرائيليون جنرالين إيرانيين وخمسة من مساعديهما في دمشق في مبنى ملحق بسفارة طهران". 

لكن عملية "الوعد الصادق"، كما أطلقت عليها طهران، لم تكن اسما على مسمى  بحسب  آزنشتات الذي أشار إلى أنها "كانت المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة، تم إسقاط معظم الصواريخ والمسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها والعديد منها تعطل وانفجر فوق الأراضي الإيرانية، يبدو أن لديهم مشكلة في جودة تصنيع الأسلحة"، على حد قوله.

يقول الخبير العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، برادلي بومان، إن "القدرات العسكرية الإيرانية ليست ضخمة ولا ضئيلة إنها مهمة، ليست قريبة من قدرات الولايات المتحدة مثلاً لكن يتعين علينا أن نتعامل مع إيران وقدراتها العسكرية على محمل الجد ... لأنها تمتلك الإمكانيات اللازمة لإلحاق ضرر كبير بجيرانها كما تفعل في الغالب ".

فهل تستطيع طهران تغيير المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط كما تدعي وما صحة تصنيفها على لائحة جيوش العالم؟

يجيب آزنشتات على هذا التساؤل بالقول إن "الإيرانيين يبالغون دائماً في قدراتهم، ففي الماضي كان من السهل دحض هذه الادعاءات، لأن أسلحتهم غالبا ما كانت تفشل، لكن اليوم فان الكثير منها أصبحت جيدة، ليست الأكثر تقدمًا في العالم إلا أنها تلبي احتياجاتهم وتتوفر بأعداد كبيرة جدا نظراً لتكلفتها المنخفضة".

وبحسب موقع "غلوبال فاير باور"، المتخصص في تحليل بيانات القوى العسكرية العالمية، تحتل إيران المرتبة الرابعة عشر من بين 145 دولة لكن خبراء يؤكدون أن تلك التصنيفات لا تعبر بالضرورة عن القدرات الفعلية للجيوش كونها تعتمد فقط على كميات الأسلحة وليس كفاءتها.

أحياناً تكون الأرقام غير دقيقة أو خادعة، لأن قوة الجيوش لا تعتمد فقط على الكمية بل أيضا على النوعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ويقول الباحث، بن طالبلو، إن إيران لديها طائرات أميركية قديمة جدا من طراز F-14 وF-4 وF -5 وهناك أيضا أسطول عفا عليه الزمن، بحسب تعبيره.

قبل عقود وبحلول منتصف السبعينيات صنف الجيش الإيراني وقتها كأكبر قوة عسكرية في المنطقة والخامس عالمياً. وبدعم أميركي ضخم للشاه محمد رضا بهلوي حصلت طهران وقتها على أحدث الأسلحة الغربية.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذكرت في تقرير أن إيران تعاقدت آنذاك على شراء معدات عسكرية تزيد قيمتها عن مليار دولار من الولايات المتحدة، فيما وصفه مسؤولو وزارة الدفاع بأنه أكبر صفقة أسلحة أشرف عليها البنتاغون على الإطلاق.

وفي بدايات عام 1979 اندلعت الثورة الإيرانية فرحل الشاه، محمد رضا بهلوي، إلى المنفى وتحولت ملكية الآلة العسكرية المتطورة إلى روح الله الخميني والجمهورية الإسلامية. 

وبعد عام من قيام الثورة الإيرانية وفي خريف عام 1980، اندلعت الحرب مع العراق، ويقول نادر نوري، دبلوماسي إيراني منشق مقيم في فرنسا، إن هذه الحرب استمرت ثماني سنوات كاملة وكانت الحصيلة حوالي 500 ألف قتيل وجريح وأضرار مادية قدرت بمليارات الدولارات، لتخرج إيران من حربها الطاحنة مع العراق بدروس قاسية وخسائر جسيمة.

إيران تبنت تدريجياً استراتيجية عسكرية مبنية على عقيدة تسمى "الحرب غير المتكافئة"، ولتنفيذ هذا المبدأ اعتمدت بشكل أساسي على الحروب غير النظامية سيما من خلال إنشاء فيلق الحرس الثوري والذي كان في الأصل قوة عسكرية صغيرة ولكن تدريجياً ونتيجة الحرب الإيرانية العراقية تحول إلى جيش حقيقي.

اعتمادا على الحرس الثوري تبلورت عقيدة إيران العسكرية لمواجهة أعدائها بطريقة غير مباشرة ولمد نفوذها السياسي والديني في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع أكثر باتجاه تلك العقيدة كان تآكل الترسانة الإيرانية بعد ثماني سنوات من القتال المرير ضد العراق وتدمير المئات من الطائرات والمدرعات التي لم يكن بالإمكان تعويضها بسبب العقوبات الغربية.

وفي 7 أكتوبر عام 2023، شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل، لكن اللافت كان حجم السلاح الإيراني المستخدم والذي وجد طريقه إلى غزة متخطيا طوقا إسرائيليا محكما.

تقارير صحافية رجحت تهريب السلاح إلى القطاع عبر القوارب والأنفاق أو تخبئته داخل شحنات المواد الغذائية والسلع. خلال العقد الماضي استخدمت طهران أيضا الهندسة العكسية لنماذج استولت عليها من مسيرات أميركية وإسرائيلية في تطوير وإنتاج نسخ محلية منها.

على الرغم من قصورها التكنولوجي وصفت تقارير صحفية المسيرات الإيرانية بأنها غيرت طبيعة الحروب كونها رخيصة وقاتلة ومنتشرة على نطاق واسع. واعتمادا على قلة التكلفة وسهولة الإنتاج شكلت المسيرات عنصرا أساسيا في استراتيجية الحرب غير التقليدية التي تنتهجها إيران ضد خصومها فزودت وكلاءها بمئات النسخ من هذا السلاح لاستخدامه نيابة عنها.

مع اندلاع الحرب في غزة، في خريف عام 2023، حولت جماعة الحوثيين اليمنية البحر الأحمر لساحة معركة باستهداف السفن التجارية المارة في الممر الملاحي بطرازات متعددة من صواريخ إيرانية الصنع.

وفي محاولة لتغيير المعادلة السياسية في الشرق الأوسط والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها تطور طهران قدراتها العسكرية باعتماد قلة التكلفة الإنتاجية ونسخ أسلحة الدول المتقدمة لتوزعها على وكلائها. ثم تعتمد سياسة الإنكار ونفي علاقتها بهذه الفوضى فالعواقب غير مضمونة في حال اضطرت الجمهورية الإيرانية لخوض حرب مباشرة أمام أي من القوى الإقليمية أو الدولية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل

(CNN)-- طُرد أكثر من نصف مليون أفغاني من إيران خلال 16 يومًا منذ انتهاء الصراع مع إسرائيل، وفقًا للأمم المتحدة، فيما قد يكون أحد أكبر عمليات التهجير القسري للسكان هذا العقد.

ولشهور، أعلنت طهران عن نيتها ترحيل ملايين الأفغان غير الموثقين الذين يعملون بأجور زهيدة في جميع أنحاء إيران، وغالبًا في ظروف صعبة.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن 508,426 أفغانيًا غادروا إيران عبر الحدود الإيرانية الأفغانية بين 24 يونيو و9 يوليو.

وعبر 33,956 أفغانيًا، الأربعاء، و30,635، الثلاثاء، بعد أن بلغ العدد ذروته، الجمعة، عند 51,000، قبل انتهاء المهلة التي حددتها إيران، الأحد، لمغادرة الأفغان غير الموثقين.

وازدادت وتيرة عمليات الترحيل، وهي جزء من برنامج أعلنته إيران في مارس/ اذار بشكل كبير منذ الصراع الذي استمر 12 يومًا مع إسرائيل، مدفوعةً بمزاعم لا أساس لها من الصحة عن تجسس أفغان لصالح إسرائيل قبل الهجمات وأثناءها.

ولم تظهر أدلة تُذكر تدعم مزاعم مساعدة المهاجرين الأفغان لإسرائيل، مما دفع المنتقدين إلى القول إن إيران تُحقق ببساطة طموحًا راسخًا لتقليص عدد سكانها الأفغان غير الشرعيين وتركيز المعارضة الداخلية على أقلية ضعيفة.

ويعيش العائدون ظروفا قاسية، حيث تصل درجات الحرارة إلى 104 درجة فهرنهايت، أو 40 درجة مئوية، في حين تكافح مراكز الاستقبال على الحدود الأفغانية من أجل تلبية الاحتياجات.

وصرحت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، ميهيونغ بارك، لشبكة CNN ، الثلاثاء: "هناك آلاف الأشخاص تحت الشمس - وأنتم تعلمون مدى شدة الحر في هرات، إنه أمرٌ مُريع، كان الأسبوع الماضي حافلاً للغاية"، مضيفة أن نصف العائدين هذا العام وصلوا منذ الأول من يونيو، حيث وصل 250 ألفًا في أسبوع واحد من يوليو.

وكانت باريسا، البالغة من العمر 11 عامًا، تقف مع والديها وهي تصف خبر إخبارها بعدم قدرتها على الالتحاق بالمدرسة هذا العام، مما يُنذر بترحيل عائلتها، إذ يُحظر تعليم الفتيات في أفغانستان في ظل حكم طالبان، وقالت: "قضينا ست سنوات في إيران قبل أن يُطلب منا التقدم بطلب للحصول على خطاب الخروج ومغادرة إيران. كانت لدينا وثيقة إحصاء رسمية، لكنهم طلبوا منا مغادرة إيران فورًا".

وقد أثار الارتفاع المفاجئ في عمليات الترحيل ومزاعم تجسس الأفغان إدانة دولية، إذ نشر المقرر الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، ريتشارد بينيت ، على منصة إكس (تويتر سابقا) هذا الأسبوع: "احتجز مئات الأفغان وأفراد الأقليات العرقية والدينية في إيران بتهمة التجسس، كما وردت تقارير عن تحريض على التمييز والعنف في وسائل الإعلام التي تصف الأفغان والأقليات بالخونة وتستخدم لغة مهينة".

من جهتها قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في الأول من يوليو/ تموز، وفقًا لرويترز: "لطالما سعينا جاهدين لنكون مضيفين جيدين، لكن الأمن القومي أولوية، ومن الطبيعي أن يعود المقيميون غير الشرعيين"، في حين بثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لـ"جاسوس" أفغاني مزعوم لإسرائيل يعترف بالعمل مع أفغاني آخر كان يقيم في ألمانيا.

وأضافت: "في الأسبوع الماضي، كان هناك حوالي 400 طفل غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم - وهذا عدد كبير".

وتُظهر لقطات من معبر إسلام قلعة الحدودي مئات المهاجرين ينتظرون إجراءاتهم ونقلهم، غالبًا في ظل حرارة الصيف الأفغانية اللافحة، وعاش الكثيرون منهم لسنوات في إيران، غالبًا في ظروف شبه دائمة رغم افتقارهم إلى الوثائق، ووجدوا أن حياتهم قد هُزمت في دقائق معدودة في حملة القمع الأخيرة.

وقال بشير، وهو في العشرينيات من عمره، في مقابلة من بلدة حدودية في غرب أفغانستان، إن الشرطة احتجزته في طهران واقتادته إلى مركز احتجاز، قائلا: "في البداية، أخذوا مني عشرة ملايين تومان (حوالي 200 دولار أمريكي)، ثم أرسلوني إلى مركز الاحتجاز حيث احتُجزتُ ليلتين وأجبروني على دفع مليوني تومان إضافيين (50 دولارًا أمريكيًا)، في مركز الاحتجاز، لم يُقدموا لنا طعامًا أو ماءً للشرب، كان هناك حوالي 200 شخص، وكانوا يضربوننا ويعتدون علينا".

ويدعي الجاسوس المزعوم: "اتصل بي ذلك الشخص وقال إنه يحتاج إلى معلومات عن مواقع معينة، طلب ​​بعض المواقع، فزودته بها، كما تلقيت منه 2000 دولار"، لم يُحدد التقرير هوية الجاسوس المزعوم أو يُقدم أدلة تدعم ادعائه.

كما نشرت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لشرطة طهران وهي تُلقي القبض على مهاجرين، حددهم المراسل على أنهم في الغالب أفغان، بينما كان ضباطها يطاردون المشتبه بهم في الحقول المفتوحة.

ويُنقل المُرحّلون المحتملون إلى حافلات ويُقتادون قسراً من المركبات إلى جهة مجهولة.

ويسأل مراسل التلفزيون الرسمي في اللقطات أحد أصحاب عمل المهاجرين غير الشرعيين المزعومين في طهران: "لماذا وظفت الأفغاني؟ إنه مخالف للقانون"، فيُجيب صاحب العمل المزعوم: "أعلم! لكن عليّ أن أدفع لهم حتى يتمكنوا من العودة، إنهم يريدون العودة وينتظرون الحصول على رواتبهم".

مقالات مشابهة

  • عراقجي: لا قبول بأي اتفاق لا يعترف بحق إيران في التخصيب
  • طهران تتمسك بحقها في التخصيب وترفض التفاوض حول قدراتها العسكرية
  • قراءة استراتيجية في انعكاسات نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية على المنطقة واليمن خصوصًا .. ما بعد هزيمة إيران..
  • خبير سياسي: الاتهامات الإيرانية لـ جروسي تهدد مستقبل العلاقة مع الطاقة الذرية
  • تعويضات الحرب.. إيران تخوض معركة قانونية في متاهات النظام الدولي
  • خطيب جمعة طهران: أي خطأ جديد ضد إيران سيقابل برد حاسم
  • تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل
  • في برج السلطة القضائية ..إنفجار ضخم يهز العاصمة الإيرانية طهران
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: إيران أولاً.. خطاب خامنئي والصراع حول تعريف الثورة
  • واشنطن تفرض عقوبات على 22 كياناً ضمن شبكة "الظل المصرفية" الإيرانية