صحيفة الاتحاد:
2025-08-13@10:57:10 GMT

شيخة الجابري تكتب: يليق بك ما لا يليق لغيرك

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

يليق بك أن تكون إنساناً متوازناً، سوياً قادراً على استيعاب ذاتك، وقراءة داخلك، وضبط انفعالاتك، يليق بك أن تكون قدوة لغيرك، تحمل مشعل الأدب والسنع واللياقة واللباقة والوعي والفهم، تكون قادراً على احتمال تحولاتك لتكون مستعداً لتحمل تحولات الآخرين، فالحياة لا تأتي كما تود أن تراها، أو تتمناها، هناك الكثير من العثرات، كما هناك المزيج من القفزات نحو الفرح والسعادة.


يليق بك أن تنزوي بعيداً عن الضجيج، أن تكتبك، أن تتعامل معك بعيداً عن مؤثرات خارجية قد تسبب لك صداعاً، أو تُخرجك من عالمك الذي تحب، ذاك الذي حين تدخل إليه لا تود الخروج منه إلا بإنجازك، بإبداعك، ليس شرطاً أن تكون أديباً شاعراً أو قاصاً أو رساماً لتتخذ صفة المبدع، فكلنا مبدع في مجاله، فالطاهي الذي يعد لك الطعام هو أحد أهم المبدعين الذين يشاركونك الحياة، ويقدمون لك ما لذ وطاب من الطعام الذي تشهق فرحاً حينما يحقق ما توقعته من «طزاجة» ولذة كما يقولون.
ونحن حينما يليق بنا كل ذلك، فعلينا كلٌ في مكانه أن يتخذ موقع الصدارة فيما يقدم، ويبتكر، ويفعل، في سلوكه اليومي الاعتيادي، وفي تواصله مع الآخرين، وليس معنى أن تشارك في حوار وأنت غير معروف أو مرئيٍ لشريكك في الحوار أن تتطاول، أو تتجاوز حدود الحديث، أو تخرج عن النص؛ لأن الذي يليق بك حينها وأنت تتحدث أن ترى ذاتك لتخاطب الذوات الأخرى من حولك، فالذي لا يليق بك، لا يليق بالآخرين كذلك.
يليق بك حينما تتدحرج الفكرة أن تهرع إلى التقاطها واقتناصها والاحتفاء بها، لا تدعها تفرّ من بين أصابع وعيك، ومفاتيح معرفتك، اذهب إليها بكامل أناقتك اللغوية التي تليق بالكلمة وبالبوح والأفكار الوهّاجة، فكم من فكرة أخذتها الدقائق بعيداً لأنك لم تكن لائقاً ومستعداً لاحتضانها، فهي ما جاءتك إلا بشوق إليك، تكسر من أجلها قيود الوقت لتتعامل معها بكل محبة ومهابة، الفكرة هي أنت، وعليك أن تكون جديراً بها.
من البهيِّ الذي يليق بك ويمكن أن يُثلج صدرك، ويحقق لك المتعة والفرح والسعادة التي تتمناها أن تكون فخماً في حضورك، حنوناً، رقيقاً، لديك القدرة على الاحتواء، أن تحتوي أسرتك، أصدقاءك، زملاءك، كل مهنة تعبر عند بوابتها، وتعيش في داخلها تضعك أمام وجوه متعددة، من اللائق بك أن تكون جديراً بمحبة كل أولئك وعلى رأسهم الأسرة، فخذ بقلبك نحوهم لتكون جديراً بهم.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: معك يا لبنان محبة ومساندة شيخة الجابري تكتب: محفوفاً بالمحبة والدعاء يسافر

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال یلیق بک أن تکون

إقرأ أيضاً:

د. شيماء الناصر تكتب: العالم على حافة الانهيار البيئي

إن استمرار العالم في تجاهل التغير المناخي، أو بالأحرى التباطؤ في التحرك لمواجهته، يضع البشرية جميعًا على حافة الانهيار البيئي. نحن نشهد يوميًا تفاقم الكوارث البيئية، التي قد تتجاوز قدرتنا على التكيف والتعافي. الأحداث الأخيرة، مثل الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة المحيط الهادئ، والذي تبعه تسونامي وتحذيرات بالإخلاء لكثير من الجزر والشواطئ، تمثل إنذارات قوية لما يمكن أن يحدث إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمواجهة التغير المناخي.
وعلى الرغم من أن الزلازل ناتجة عن انزلاق الصفائح التكتونية وتحرر الطاقة الزلزالية بشكل مفاجئ، فإن العلاقةالمحتملة بينها وبين التغير المناخي تستحق الانتباه.

فعلى الرغم من أن الربط بينهما قد يبدو ضعيفًا، يمكن القول إن التغير المناخي يسهم في زيادة هذه الكوارث الطبيعية بشكل غير مباشر. فذوبان الجليد في القطب الشمالي يحرر الضغط عن القشرة الأرضية، مما قد يؤدي إلى زيادة النشاط الزلزالي والبركاني في مناطق معينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى البحار والمحيطات وزيادة وزن المياه فوق قاع المحيطات تؤثر على مناطق الصدوع، بينما قد يؤثر التغير في أنماط الأمطار والفيضانات على زيادة الانهيارات الأرضية، مما يسهم فيحدوث زلازل أصغر.

السؤال المطروح هو: متى وكيف سيتحرك العالم بشكل أسرع لمواجهة التغير المناخي؟ يبدو أن الخطوات الحالية بطيئة، على الرغم من التحذيرات المناخية التي صدرت على مدار العقود الماضية. كما أن التمويلات المتاحة لمواجهة التغير المناخي لا تزال غير كافية. إذا لم يتحرك العالم بسرعة، فإن الصورة المستقبلية ستكون مروعة، حيث ستتزايد الكوارث الطبيعية بشكل غير مسبوق، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات فقدان الأرواح والممتلكات. ستشكل هذه الكوارث تهديدًا للأمن الغذائي العالمي، بسبب تدهور المحاصيل الزراعية، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي إلى تهجير ملايين السكان من مواطنهم، في حين أن انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة لتراكم المياه غير النظيفة سيزيد من تعقيد الأوضاع الصحية.

وفي هذا السياق، يتوجب على الدول الكبرى، التي تعتبر المتسبب الأكبر في زيادة التلوث وانبعاثات الغازات الدفيئة عدم التملص في أن تتحمل مسؤولياتها وليس كما فعلت الولايات المتحدة الامريكية بانسحابها من اتفاقية باريس للمناخ، للمرة الثانية، تحت ذريعة اعتبارات اقتصادية، حيث يُظهر تجاهلها لقضية التغير المناخي وآثارها الوخيمة على العالم. لذا، يجب تعزيز الضغط الدولي من قبل الحكومات الأخرى، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية،  لحسم وتوحيد الجهود. ومن الجوانب الأساسية التي ينبغي التركيز عليها
المطالبة بالشفافية العالمية حيث يجب على جميع الدول، وخاصة الكبرى، أن تكشف عن حجم انبعاثاتها الحقيقية والجهود المبذولة لتقليل تلك الانبعاثات.

ثانياً. تطبيق العقوبات الدولية

يجب فرض عقوبات على الدول التي تتقاعس عن الالتزام بتعهداتها في اتفاقيات المناخ، لضمان أن تكون هناك عواقب رادعة لتلك الأفعال.

ثالثاً. مساعدة الدول النامية

ينبغي تعزيز التعاون الدولي لمساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار التغير المناخي، إذ تدفع هذه الدول ثمنًا باهظًا من الأرواح نتيجة الأزمات المناخية، بسبب نقص الموارد المالية والتقنية.

إن التغير المناخي ليس مجرد مسألة بعيدة أو مستقبلية، بل هو واقع نعيشه اليوم. لتجنب السيناريو المأساوي الذي ينتظرنا، يتعين على المجتمع الدولي العمل بشكل عاجل ومنسق. إن الوقت ينفد، وكل لحظة تمر دون اتخاذ إجراءات فعلية تعتبر فرصة مهدرة. لذا، يجب أن نتحد جميعًا لنكون جزءًا من الحل، لضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة.
 

طباعة شارك المحيط الهادئ الطاقة الزلزالية التغير المناخي

مقالات مشابهة

  • منال إمام تكتب: وفاء النيل... حين يفيض العشق وتُختبر الذاكرة
  • رسميًا.. بن شيخة يعود لقيادة اتحاد العاصمة
  • بن شيخة يرسم عودته إلى اتحاد العاصمة
  • الرئيس السيسي: أحيي شباب مصر الأوفياء لمساهمتهم في بناء حاضر يليق بتاريخ مصر
  • منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية
  • د. شيماء الناصر تكتب: العالم على حافة الانهيار البيئي
  • أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
  • ترامب يعتزم نقل المشردين "بعيدا" من العاصمة واشنطن
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي (55)
  • د. آية الهنداوي تكتب: جريمة خبز.. حصار البطون قبل المدن