حزب طالباني:لا يمكن لأي حزب كردي تشكيل الحكومة من قبله
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
آخر تحديث: 21 أكتوبر 2024 - 12:22 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف، الاثنين، ان انتخابات الاقليم لم تشهد حصول أي حزب على نصف عدد مقاعد البرلمان زائد واحد كي يذهب باتجاه تشكيل الحكومة بمفرده.وقال الشيخ رؤوف في حديث صحفي، ان “مجمل الكتل السياسية في اقليم كردستان بما فيها الحزب الديمقراطي، لم تحصل اي منها على 50 مقعد زائد واحد، وبالتالي لا يمكن لاي كتلة ان تمضي بعملية تشكيل الحكومة لوحدها مطلقا”.
واضاف ان “هناك حاجة لاجراء مفاوضات بين الأحزاب السياسية الفائزة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات من اجل رسم الخارطة السياسية الجديدة للإقليم للمضي بتشكيل الحكومة”.وبين ان “المباحثات والمفاوضات ستكون صعبة بين الأطراف السياسية الفائزة”، لافتا الى ان “الاتحاد الوطني يقع بالمرتبة الثانية بعد الديمقراطي لكن وضعه من حيث عدد المقاعد افضل من السابق بعد إجراء الانتخابات”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الصهيونية السياسية-2
تناولت في مقالي السابق الأكاذيب المتعلقة بالأصول الدينية للصهيونية، بمعنى الكذب في تأويل النصوص والروايات الدينية باستخدامها لأجل تبرير مشروع سياسي قومي استيطاني. أما في هذا المقال فأتناول الأكاذيب المتعلقة بالصهيونية السياسية، أي بالمشروع الصهيوني ذاته، وهي أكاذيب تروج باستمرار والدعاية لها، ويمكن إجمال أهم هذه الأكاذيب فيما يلي:
- أكذوبة القول بأن «القدس عاصمة أبدية لإسرائيل»: وهي مقولة تسعى الصهيونية الدينية إلى تبريرها على نحو مضلل من خلال الوعد الإلهي التوراتي لليهود (كما رأينا في المقال السابق). أما الصهيونية السياسية فتستخدمها؛ من أجل إذكاء الحماس الديني لدى شعب إسرائيل، ومن أجل تبرير أيديولوجيا سياسية استيطانية. وقد أدت هذه السياسة بالفعل إلى تحقيق تلك المقولة على أرض الواقع؛ فقد أصدر الكنيست الإسرائيلي سنة 1980 قانونًا يُعرف بقانون القدس، وينص على أن «القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة دولة إسرائيل»، وهو القانون الذي رفضه مجلس الأمن، والذي ترفضه معظم الدول التي تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. ولكن هذه هي سياسة الاحتلال الصهيوني الذي يتَّبع دائمًا ما أسميه بسياسة الـ«خطوة خطوة» (أي الخطوة تلو الخطوة)؛ فهو بعد احتلال القدس الشرقية سنة 1948 أصبح الآن يسيطر على الضفة الغربية كلها، بل يقرر الاستيلاء على مجمل قطاع غزة باعتبار ذلك تمهيدا لمزيد من توسع الاحتلال في المنطقة باقتطاع جزء من جنوب لبنان، وأجزاء من الأراضي السورية، وما خفي أعظم.
- أكذوبة القول بأن «إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط»: وهو قول طالما روجت له الصهيونية السياسية حتى بات يتردد في كل مكان، ولكنه أصبح الآن أكذوبة أو خدعة كبرى؛ إذ لا يمكن تصور إمكانية نظام ديمقراطي حقيقي يتبنى سياسة تقوم على اغتصاب أراضي الآخرين، وسلب حقوقهم المعيشية، بل الإنسانية عمومًا، بما في ذلك الحق في الحياة ذاتها. كيف يمكن أن نتصور نظاما ديمقراطيًا يتبنى سياسة تناهض مفهوم العدالة، وتتخذ موقفًا عنصريًّا، بل نازيًّا إزاء شعب فلسطين؛ ذلك أن الديمقراطية ليست مجرد إجراءات شكلية تتمثل في الانتخابات، وتداول السلطة، وما إلى ذلك مما يتعلق بالنظام السياسي داخل الدولة. وحتى على مستوى السياسة الداخلية بدأت تتعالى أصوات معارضة داخل إسرائيل وخارجها من اليهود أنفسهم؛ إذ ترى أن النظام السياسي الحالي يجرف الدولة بمنأى عن الديمقراطية والعَلمانية، ويحولها إلى دولة دينية يسيطر عليها اليمين الديني المتطرف.
- أكذوبة «تمجيد الجيش الإسرائيلي»، وهذه الأكذوبة تقوم على تمجيد الجيش الإسرائيلي من ناحيتين: من الناحية العسكرية، ومن الناحية الأخلاقية أيضًا. ومن الناحية العسكرية كانت السياسة الصهيونية تروِّج دائما للقول بأن الجيش الإسرائيلي هو أقوى الجيوش في المنطقة، أو هو «الجيش الذي لا يُقهر»؛ وذلك بهف بث الرعب في المنطقة، وتحذير أية قوة مقاوِمة أو مناوئة من الإقدام على أية مغامرة عسكرية. ولكن الأحداث المتوالية منذ السابع من أكتوبر 2023 قد كشفت عن زيف هذا الادعاء؛ فبعد قرابة سنتين منذ ذلك التاريخ يمكن القول بأن هذا الجيش قد نجح في تدمير معظم قطاع غزة، وتسويته بالأرض، ولكن لا يمكن القول بأنه خرج منتصرًا بتحقيق أهداف عدوانه، أو أنه قد قتل روح المقاومة حتى في نفوس الشعب نفسه؛ ذلك أن الحروب من هذا النوع لا تحسمها قوة الأسلحة، وقد تبين لنا في الآونة الأخيرة كيف استطاعت المقاومة باستخدام أسلحة بدائية تدمير آليات العدو، وقتل جنوده. كما تبين من الحرب القصيرة الأخيرة بين إسرائيل وإيران أن «القبة الحديدية»- التي تمثل ذروة القوة الدفاعية المتطورة لدى الجيش الإسرائيلي- لم تستطع التصدي لبعض الصواريخ الإيرانية الفائقة لسرعة الصوت التي أوقعت خسائر جسيمة داخل إسرائيل رغم دعم الدفاعات الأمريكية من خلال القواعد والأساطيل المنتشرة في المنطقة. والواقع أنه لولا الدعم الأوربي -وخاصة الدعم الأمريكي غير المحدود والمتواصل- لهذا الجيش لما أمكن ترديد هذه المقولات الكاذبة، ولما أمكن لهذا الجيش أن يصمد في حروب استنزاف طويلة نسبيًّا. أما تمجيد الجيش الإسرائيلي من الناحية الأخلاقية باعتباره «أكثر الجيوش أخلاقيةً في العالم»؛ فتلك مقولة قد أصبحت الآن ادعاءً ليس فحسب كاذبًا، وإنما أيضًا مدعاة للتهكم والسخرية. مثار السخرية هنا أن الصهاينة لا يزالون يرددون هذا الادعاء في الوقت الذي يمارسون فيه يوميًّا القتل بوحشية للأطفال والنساء والشيوخ لاسيما القتل تجويعًا. بل إن أحد وزراء حكومة الصهاينة قد طالب باستخدام السلاح النووي لإبادة الشعب الفلسطيني، وغير ذلك مما يعرفه الناس عبر العالم، ويشاهدونه يوميًّا.
- وهناك أكاذيب أخرى لا حصر لها تُروج لها حكومة الاحتلال الصهيوني يوميًّا على نحو يجعلنا في حالة من الدهشة من إنكار الحقائق التي تجري على الأرض في وضوح تام بالصوت والصورة، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل هؤلاء الذين ينكرون هذه الحقائق هم أناس مغيبون بفعل الترويج الإعلامي الذي يهدف إلى غسيل الأذهان بتقديم صورة ذهنية مغايرة للواقع، أم أنهم أناس مدفوعون بنزعات عنصرية متأصلة في طبيعتهم؛ ومن ثم فإنهم يكونون محترفين في إشاعة الأكاذيب؟ ربما يصدق الاحتمال الأول على عامة الصهاينة في إسرائيل وغيرها، أما الاحتمال الثاني فهو يصدق على القلة الحاكمة في حكومة الصهاينة، وفي دوائرها النافذة عبر العالم. ومن هذه الأكاذيب التي روج لها هؤلاء الصهاينة أن قوى المقاومة في فلسطين- وحماس تحديدًا- هي جماعات إرهابية قد ارتكبت في السابع من أكتوبر جرائم بشعة بدءًا من قتل الأطفال والنساء، وحرقهم أحياءً (وهو ادعاء قد كشفت عن زيفه في مقال سابق بهذه الجريدة). كما يروِّج الصهاينة للادعاء بأن حماس تستخدم المواطنين دروعًا بشرية، وذلك في الوقت الذي يقتل فيه جيش الاحتلال أبناء وأحفاد بعض قادة حماس، ليغتالوا بعد ذلك الأب والجد نفسه! تلك أكاذيب لا تنتهي، ولكن الحقائق التي تجري على الأرض- منذ أحداث السابع من أكتوبر- قد قامت بتعريتها أمام العالم كله.