نظام عالمي جديد بلا «فيتو»
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم أتوقع أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وبتلك السرعة، فما أشبه اليوم بالبارحة.. خلال شهرى فبراير ومارس ٢٠٠٣ كرست الولايات المتحدة جهدها داخل أروقة الأمم المتحدة للحصول على قرار من مجلس الأمن يقنن شرعية النوايا الأمريكية لغزو العراق، لكنها اصطدمت بالاتحاد الروسى والصين، واضطرت إلى تشكيل تحالف دولى والهجوم على العراق.
آنذاك كان الأمين العام للأمم المتحدة كوفى عنان يرفض بشدة خوض حرب ضد العراق دون قرار أممي، أبدت معظم بلدان العالم رفضها، حتى الفئران أبت أن تسكن بيوتها ليخرج فأر يصول ويجول فى قاعة مجلس الأمن فى شكل "ثائر يرفض الظلم" أثناء تقديم كولن بأول وزير الخارجية الأمريكي في مجلس الأمن عرضًا مسرحيًا هزيلًا حينما كان يرفع أنبوبة صغيرة يدعي أنها تحتوي على الجمرة الخبيثة القاتلة إلى جانب عرض صور الأقمار الصناعية لمصانع أسلحة الدمار الشامل المزعومة والتسجيلات الصوتية المسجلة بهدف دعم ادعاءات أمريكا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.. وهنا خرج الفأر متجولًا داخل القاعة التى ضجت بضحكات مندوبى الدول الأعضاء الرافضة لغزو العراق.
بعد دخول القوات الأمريكية العراق جمعنى بالأمين العام كوفى عنان لقاء خلال احتفالات بعثة مصر بالأمم المتحدة بذكرى ثورة يوليو، تبادلنا خلاله أطراف الحديث وما ينبغى أن يكون، وسألته هل توافق على تأسيس منظمة أممية جديدة، فابتسم ونحن نتقاسم قطع من "الفلافل مع طبق بصارة" دعانا إليه سفير مصر الأسبق بالأمم المتحدة والأمين العام الحالى للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. ورد عنان قائلًا: فكرة جيدة لكنها ستحارب بكل قوة.
مضت السنوات ليصطدم العالم بالصلف الإسرائيلى الذى قوض كل الأعراف والقرارات الدولية من خلال هجومه المستمر على الشعب الفلسطينى الذى ما زال يعانى الضنك منذ عام ١٩٤٨ حتى الآن، فى صراع راح ضحيته مئات الآلاف فى سلسلة حروب لا تتوقف، تخللتها قرارات متتالية من الجمعية العامه للأمم المتحدة ومجالس الأمن وحقوق الإنسان والاقتصادى والاجتماعى بالأمم المتحدة إلى أن وصل الأمر إلى محكمة العدل والجنائية الدوليتين، لكن كل ما يصدر من قرارات ضد إسرائيل يظل قابعا داخل الأدراج لا يرى النور بسبب الانحياز الأمريكى لإسرائيل.
باتت كل المؤشرات تؤكد تورط واشنطن كطرف أصيل فى صراعات الشرق وأنها المستفيد الأكبر من استمرار الصراع، وأن كل التلويحات بعملية سلام تؤدى إلى اعتراف بالدولية الفلسطينية، قد باءت بالفشل، فمنذ عام ١٩٤٩ حينما صدر القرار ١٩٤ الذى أقر الحق الفلسطيني وكانت الولايات المتحدة إحدى الدول التى تبنت القرار ومرورا بمؤتمرات أوسلو ومدريد ومفاوضات القاهرة ووادى عربه ومعبر اريتز وواشنطن إلى آخر القائمة وكنت قد شهدتها جميعا، إلا أن واشنطن ما زالت تغض البصر عن حق الفلسطينيين فى الحياة، مع استمرار دعمها المطلق لإسرائيل عسكريا وتقنيا وسياسيا.
كشفت السنوات الثلاثة الماضية عورات النظام العالمى الحالى ومدى حاجة الأمم المتحدة إلى تجديد شبابها بما يتناسب مع تعقيدات حالة السلم والأمن الدوليين، ومن هنا بدا لى أن حل القضية الفلسطينية أو الأوكرانية بات مستحيلا من خلال النظام العالمى الحالى طالما أن أحد أطراف الصراع يمتلك السلاح وحق النقض فى مجلس الأمن فهو يستطيع أن يعصف بإرادة الأسرة الدولية كاملة ويطيح بمطالبها من النافذة، وهو الأمر الذى دعانى إلى إطلاق دعوة على شاشة النيل للأخبار فى نوفمبر ٢٠٢٣ لتأسيس نظام عالمى جديد خال من الفيتو عن طريق تغيير طريقة عمل مجلس الأمن فيما يخص صون السلم والأمن الدوليين على مسارين هما:
- ضرورة إعلان نظام عالمى جديد خال من الفيتو.
- تشكيل قوة أممية جديدة تعمل بالتوازى مع قوات حفظ السلام، وتكون مهمتها "فرض السلام PEACE TASK FORCE" فى شكل جيش أممى منظم يضم ٣ آلاف مقاتل من كل دولة من الدول الأعضاء على أن يقوم هذا الجيش بردع أى عضو يخرق حالة السلم والأمن الدوليين.
ملفات الشرق الأوسط أو كما يحلو لى أن أسميها الوجبة الدسمة للأسرة الدولية، دائما ما تجد الفيتو فى انتظارها سواء جاء من لندن أو من واشنطن، حتى الأمناء العموم للأمم المتحدة عادة ما يصطدمون بإرادة واشنطن وتل أبيب، فالأمين العام الأسبق بطرس غالى أطيح به لأنه تجرأ وسمح بإذاعة مقطع فيديو لاعتداء إسرائيل على قوات حفظ السلام فى قانا، وتلاه كوفى عنان الإفريقى الذى اعترض على غزو العراق وطالب بالإسراع بإعلان قيام الدولة الفلسطينية فنال سيلًا من الاتهامات والفضائح والحملات الإعلامية، أما الأمين العام الحالى أنطونيو جوتيرش ذلك الأوروبى العادل والذى طالب بسرعة وقف إطلاق النار وتضامن مع اللاجئين وثار لقتل عمال الإغاثة فنهروه وانهالوا عليه نقدا وتجريحا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نظام عالمي جديد الامم المتحده مجلس الأمن مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
قطر تستدعي السفير الإيراني في الدوحة وتهدد بالرد على الهجوم على أراضيها
زنقة 20. الرباط
وجهت قطر رسالة إلى أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، وكارولين رودريغيز-بيركيت، المندوبة الدائمة لجمهورية غيانا التعاونية لدى الأمم المتحدة، رئيسة مجلس الأمن لشهر يونيو الجاري بشأن الهجوم الإيراني على قاعة العديد، طلبت بموجبها تعميمها على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق المجلس.
وأكدت قطر، في الرسالة التي وجهتها الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، وأوردتها وكالة الانباء القطرية أن الهجوم الذي تعرضت له قطر مساء أمس الاثنين من قبل الحرس الثوري الايراني يشكل تصعيدا بالغ الخطورة تمثل في انتهاك سافر لسيادة قطر وسلامتها الإقليمية مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي.
وأعربت قطر عن إدانتها الشديدة للهجوم الصاروخي الذي استهدف القاعدة، واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددة على أنها تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق مع الميثاق والقانون الدولي.
وأكدت أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرها إلى نقاط سيكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين، داعية إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار.
وشددت قطر على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة اتخاذ المجلس تدابير عاجلة لفرض وقف إطلاق نار فوري وشامل في سائر منطقة الشرق الأوسط لتفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد الخطير.
واستدعت وزارة الخارجية القطرية ، اليوم الثلاثاء ، علي صالح آبادي، سفير ايران لدى قطر حيث جددت الإدانة الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وبأنها تحتفظ بحق الرد على هذا الانتهاك السافر بما يتوافق مع القانون الدولي.
وأكد سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، للسفير الإيراني، أن هذا الانتهاك يتنافى تماما مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لاسيما وأن قطر كانت دائما من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهودا دبلوماسية حثيثة في هذا السياق.
كما أكد الوزير القطري ، ضرورة العودة فورا للحوار والمسارات الدبلوماسية لحل الخلافات والقضايا العالقة وتجنب التصعيد، وإيقاف العمليات العسكرية سعيا لتعزيز الاستقرار إقليميا ودوليا.