انطلقت أعمال مجلس الجامعة العربية، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024، في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة اليمن، رئيس الدورة الـ162، بناءً على طلب دولة فلسطين.

وترأس وفد دولة فلسطين مندوبها بجامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، بحضور المستشار الأول رزق الزعانين، والمستشار الأول تامر الطيب، والملحق الدبلوماسي ماهر مسعود.

ويأتي انعقاد الاجتماع في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وفي ظل دخول جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني، مرحلة أكثر وحشية يستهدف من خلالها العدوان الإسرائيلي إبادة المدنيين الفلسطينيين وتنفيذ التهجير القسري والتدمير والتجويع، خاصة في شمال قطاع غزة .

وقال العكلوك إن ما تقوم به إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، "من تنفيذ خططها الإجرامية الممنهجة، السياسية والعسكرية، للتهجير القسري الفعلي لمئات آلاف المواطنين الفلسطينيين، خاصة من شمال قطاع غزة، بهدف إخلائه تماماً من المواطنين عبر الإبادة والتدمير والتجويع وتدمير أسباب ومقومات الحياة من ماء وطعام ودواء وعلاج ووقود واتصالات، يشكل انطلاقة فعلية لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، الأمر الذي سيتسبب في مزيد من المعاناة الإنسانية التي تفرضها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها، وهو ما اعتبرته جامعة الدول العربية في قرارات سابقة، عدواناً إسرائيلياً على الأمن القومي العربي".

وأكد أن "عجز المنظومة الدولية عن وقف هذه الجرائم الإسرائيلية غير مسبوقة الوحشية في التاريخ الحديث، يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، وتدميراً ممنهجاً للقانون الدولي والمنظومة الدولية التي بُنيت على مدار ثمانية عقود، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ تفشل الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن في تحقيق أهداف ميثاق الأمم المتحدة وغاياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وستتذكر الأجيال تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات ومطالبات وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وعدم استخدام الآليات التي يتيحها ميثاق الأمم المتحدة في سبيل ذلك، بما فيها الفصل السابع من الميثاق".

وقال إن "إسرائيل، قوة الاحتلال المتوحشة، ما زالت تسفك دماء الأطفال والنساء، وتدمر الحياة بكل أشكالها في قطاع غزة، بلا هوادة أو رحمة، ودون أي اكتراث لمفهوم الإنسانية، وما وُضع من شرائع لتعليم الناس معنى الإنسانية"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ما زالت تقتل الناس بعشرات آلاف الأطنان من القنابل الأميركية، وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم، وتسرق من بين مسامات جلدهم الإنسانية التي يتشبثون بها حتى الرمق الأخير".

وطالب العكلوك بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستويي القمة ووزراء الخارجية، وإطلاق خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أربعة أسس وهي العمل ضد أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه التي تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، ولم تفِ بشروط عضويتها في الأمم المتحدة، استناداً إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 19/7/2024، الذي اعتبر أن الاحتلال الإسرائيل غير قانوني ويشكل نظام فصل وتمييز عنصري، وتجب إزالته وآثاره، وانضمام الدول العربية إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، والعمل في اتجاه يعزز بت محكمة العدل الدولية في ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

كما طالب بضرورة مقاطعة الدول العربية، إسرائيل اقتصاديا وسياسياً، وأن تعلن مقاطعة 97 شركة تعمل مع منظومة الاحتلال الإسرائيلي، استناداً إلى قاعدة البيانات التي أصدرها وحدثها مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

كما أكد ضرورة أن تطلق الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني حملات ملاحقة قانونية للمسؤولين الإسرائيليين عن جريمة الإبادة الجماعية، وفق قائمة العار لأولئك المسؤولين الإسرائيليين التي أُعلنت في قرار القمة العربية، وأن تُدرج الدول العربية المنظمات الإرهابية الإسرائيلية التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك، وتمارس الإرهاب ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية.

وطالب العكلوك، بالعمل مع المحكمة الجنائية الدولية على إصدار مذكرات الاعتقال التي طلبها المدعي العام للمحكمة.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی الدول العربیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

انطلاق منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات في الرياض.. ما هدفه؟

انطلقت فعاليات أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة أمين عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، إلى جانب وزراء خارجية عدد من الدول، وقيادات سياسية ودينية، ورؤساء منظمات دولية، وممثلين عن المجتمع المدني.

وخلال الجلسة الافتتاحية، قال فيصل بن فرحان إن استضافة المملكة لهذه الدورة "تعكس دعمها المستمر للجهود الأممية لتعزيز قيم التسامح والحوار والعيش المشترك بين الثقافات والأديان"، وأضاف: "نجتمع اليوم لإدارة أفضل السبل لمواجهة انتشار خطاب الكراهية وتزايد التيارات المتطرفة دينيا وقوميا حول العالم".



وأوضح أن انعقاد المنتدى في نسخته الحالية يهدف إلى مراجعة الجهود السابقة، وتبادل الآراء حول أفضل السبل لإدارة التنوع الثقافي والديني، عبر بناء جسور الحوار بين الحضارات، وأضاف: "إن الشباب هم من يعبر عن الأمل، وهم قادة المستقبل ورسل السلام، كما ينعقد على هامش المنتدى منتدى شبابي، وسيُقام في هذا المكان حفل تخريج الدفعة الثامنة من برنامج تأهيل القيادات الشابة لمشروع (سلام) للتواصل الحضاري.

يدوره قال أمين رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى إن "القيم الإنسانية الدولية التي يقوم عليها الاتحاد الأممي تحظى بالشرعية الدولية"، وتابع: "نحتفي اليوم بمسيرة التحالف الحضاري على مدار 20 عاما"، وأضاف، "قامت الحضارات الكبرى على الدين والتقاليد المجتمعية، ومن هنا جاء عقد التحالف الحضاري لتعزيز الوعي الإنساني بين الأمم والشعوب"، ودعا العيسي قادة الدين والفكر حول العالم إلى تحمل "مسؤولية التصدي للفكر المتطرف بالحقائق".



من #الرياض، منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات يدعو إلى اختيار الحوار بدلا من الانقسام ويؤكد أن بناء الجسور بين الثقافات ليس حلما مثاليا، بل هو الطريق الوحيد الممكن للمضي قدما.https://t.co/Vw3vE4jBQr pic.twitter.com/BcNliFNXeG — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) December 14, 2025
أصوات متساوية ومسؤولية مشتركة
وخلال الجلسة الافتتاحية، رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الانتقادات التي تصف أهداف تحالف الحضارات بأنها غير واقعية أو غير مناسبة لعالم اليوم، وشدد على أن الحوار ليس أمرا ساذجًا وأنه والدبلوماسية ضروريان وليسا ترفا.



في كلمته الافتتاحية، شدد ميغيل موراتينوس الممثل السامي للتحالف والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا، على ضرورة أن تحظى جميع الثقافات والحضارات بصوت متساو في تشكيل عالم يزداد تعقيدًا، وحذر موراتينوس من "عودة الكراهية"، وشدد على ضرورة اليقظة في مواجهة التمييز والانقسام، واستشهد بآية من القرآن الكريم من سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.



كما جدد تأكيده على أن الإسلام دين سلام وعلى ضرورة عدم التسامح مع الإسلاموفوبيا في أي دولة. كما أكد أن الانتقاد المشروع للحكومات يجب ألا يُفهم كمعاداة للسامية، ولا ينبغي أن يشكل سببا لشيطنة مجتمعات بأكملها.

وانطلق منتدى تحالف الأمم المتحدة للحضارات عام 2005، وتستضيف الرياض دورته الحادية عشرة يومي الأحد والاثنين، وتقام الدورة تحت شعار "تحالف الحضارات: عقدان من الحوار من أجل الإنسانية- المضي قدما نحو عصر جديد من الاحترام والتفاهم المتبادلين في عالم متعدد الأقطاب"، وفقا لموقع الأمم المتحدة الإلكتروني، ومع دخول المبادرة عقدها الثالث، سيكون المنتدى في الرياض فرصة للاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس المبادرة ورسم مسارها المستقبلي في السعي لتحقيق سلام دائم، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تدين الهجوم على قوات الأمم المتحدة في جنوب كردفان
  • انطلاق منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات في الرياض.. ما هدفه؟
  • لجنة فلسطين النيابية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتؤكد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • جوتيريش: الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان ترقى إلى جرائم حرب
  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • مسراتي تشارك بقطر في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
  • بعثة الأمم المتحدة: العراق مقبل على خطة مارشال عراقية – عراقية
  • بشأن الأونروا.. فلسطين ترحب بالإجماع الدولي على فتوى "العدل الدولية"
  • مصر وعدد من الدول العربية يؤكدون على الدور المحوري لـ"الأونروا"
  • جامعة الدول العربية تستضيف الاجتماع الخامس عشر لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية