جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-08@02:44:28 GMT

شبابنا العُماني والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

شبابنا العُماني والذكاء الاصطناعي

 

محمد بن رامس الرواس

"من أجل أن تصبح السلطنة لها مكانة مُتميزة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات اعتمدت السلطنة البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي الذي يمثل التوجه الاستراتيجي لبناء اقتصاد رقمي مزدهر يساهم بفعالية في الناتج المحلي ويعتبر استكمالا لاستراتيجيات الرقمنة في السلطنة".

لطالما كانت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واحدة من أهم أولويات واهتمامات شباب عُمان وذلك لما يجدون فيه من مهارات إبداعية وتفكير تقني حديث من خلال ابتكار تطبيقات الحلول الذكية لتطوير الكثير من الخدمات التي تتناسب وشغفهم وحاجة المجتمع في المجالات المختلفة التي تساعد على نمو ونهضة الوطن.

والكثيرون منهم في طريقهم في هذا المجال من خلال حبهم لروح الابتكار التي يتمتعون بها في مجالات كثيرة يخوضونها في مجال الذكاء الاصطناعي بخدمات الصحة والنقل والتسويق والتعليم..الخ ، فتمكنوا بكل سلاسة وذكاء من إنجاز مشاريع كثيرة مبتكرة فتجدهم ساعين بروح وثابة إلى طرق هذا المجال واكتشاف دهاليزه الكثيرة اللامتناهية ومنها ابتكار وتطوير الربوتات مما يسهل الوصول للمعلومات والخدمات، فأثبت شبابنا نجاحات كبيرة بمشاريع الذكاء الاصطناعي عادت على المجتمعات والوطن بأفضل النتائج.

وكنموذج يقتدى بهم يمكن أن نذكر أنه في العام 2022، كان من ضمن القادة ورواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي العرب الشاب العُماني سامي العدوي الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس بشركة إسبار من أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي في القائمة التي أصدرتها أم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية التي ضمت 30 شخصية عربية في نسختها الأولى ممن أدوا أدواراً بارزة في قطاعاتهم من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ولا شك أنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي يُساعد في تسهيل سبل الحياة سواء للشباب أو غيرهم من شرائح المجتمع كما إنه يوفر فرص عمل للملتحقين بهذا المجال كما أنَّه يرفع مستوى الإنتاجية والإبداع والكفاءة وهو بلا شك مُعزز لتكنولوجيا الحوكمة الرقمية وتوفير حياة رقمية في مجالات المسيرة التعليمية والصحية وغيرها؛ فالتقنية اليوم أصبحت قوة نافذة تساعد في تطوير المجتمعات والأوطان كما أن الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي أصبحت مهمة جدا لمواكبة التطور التقني الذي يحدث ويحصل في العالم، وشبابنا عليهم اليوم أن يساهموا في تطوير هذه التقنيات والبرمجيات التي تتناسب وتطوير سبل حياتهم وحياة مجتمعهم وتدعم رؤية "عُمان 2040".

إنَّ التكنولوجيا اليوم أصبحت عصب الحياة اليومية لا يمكن الاستغناء عنها في عالم يعيش عصر الابتكارات وثورة الذكاء الاصطناعي؛ حيث إن هناك كثيراً من التطورات ستحصل لاحقًا وبتسارع شديد ستغير واقع الشعوب والمجتمعات.

وختامًا إن سعي السلطنة لتطوير هذا المجال ودعمه ومساندته ودعم الشباب في هذا المجال أصبح من أولويات المرحلة المقبلة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.

يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.

لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟

يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.

أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.

يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.

من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.

يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.

مقالات مشابهة

  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • «شرطة دبي» تنظم ورشة تعريفية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
  • الفيفا تعلن إعتماد نظام جديد لكشف التسلل بإستخدام الذكاء الاصطناعي
  • هل تعيد بيربليكسيتي تعريف أبحاث الذكاء الاصطناعي؟
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • "ياندكس" تحدّث خرائطها التي يعتمدها الملايين للتنقل وتحديد المواقع
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟