«السدر للأفلام البيئية» ينطلق تحت شعار «جميع الكائنات الحية»
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
افتتحت الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيّر المناخي، النسخة الرابعة من مهرجان «السدر للأفلام البيئية»، الذي انطلقت فعالياته مساء أمس، تحت شعار «جميع الكائنات الحية»، ويستمر حتى 27 أكتوبر، بتنظيم من «هيئة البيئة - أبوظبي» وبالتعاون مع جامعة زايد، ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي الذي تقام فيه فعاليات المهرجان، والتي تركز هذا العام على موضوع جميع الكائنات الحية، وتهدف أفلامه المنتقاة من نوعية «السينما الخضراء» إلى تعزيز الوعي البيئي وإلهام المشاركة المجتمعية، وتركز موضوعاتها على استكشاف علاقة الإنسان بالكائنات الأخرى.
تحديات بيئية
وبمناسبة انطلاق الدورة الرابعة من «السدر للأفلام البيئية»، قالت الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: «يسعدني أن أكون جزءاً من هذا المهرجان، الذي يشجع على مناقشة دورنا على كوكب الأرض، ومسؤولياتنا تجاه الكائنات الأخرى التي نتشارك معها موطننا الكبير. إنه تذكير بأن ليس البشر فقط من لهم الحق في هذا الكوكب، بل جميع المخلوقات الحية، وعلينا أن نسعى للعيش في تناغم مع الأنظمة البيئية التي نؤثر عليها، ونتأثر بها».
وتابعت: «يأتي هذا التركيز على الترابط بين جميع أشكال الحياة في الوقت المناسب، حيث يتزامن المهرجان مع انعقاد مؤتمر COP16 حول التنوع البيولوجي الذي يُعقد في كولومبيا الآن، ومع تحول الانتباه العالمي إلى المناقشات الحثيثة حول حماية الأنظمة البيئية وحماية التنوع البيولوجي، فإن لقاءنا هنا اليوم هو جزء من حركة أكبر للتصدي للتحديات البيئية الملحة في عصرنا. وتعتبر الأفلام ولغة السرد أدوات مؤثرة لتعزيز الفهم، واستنهاض الجهود الجماعية، وتتيح لنا التواصل مع تجارب تتجاوز تجربتنا الخاصة، ورؤية العالم من وجهات نظر مختلفة.
علاقات حيوية
وبدوره قال د. نزار أنداري، المدير الفني للمهرجان: «يتناول المهرجان هذا العام الترابط الوثيق بين جميع الكائنات الحية، مع التركيز على العلاقات الحيوية بين الإنسان والحياة البرية والنظم البيئية، وذلك من خلال عرض أكثر من 16 فيلماً من الإمارات والهند واليابان ومختلف أنحاء العالم».
وتابع: «ترتبط رفاهية الإنسان ارتباطاً وثيقاً بالبيئة والمناخ والأنواع الأخرى من الكائنات الموجودة على كوكبنا. وشعار «جميع الكائنات الحية» الذي اختير لنسخة هذا العام من المهرجان يسلط الضوء على الترابط بين مختلف الأنواع من سكان الأرض. ويؤكد هذا الموضوع على مسؤوليتنا كبشر في حماية بقية المخلوقات وموائلها. ويعرض المهرجان هذه الأفكار والقضايا البيئية العالمية عبر الأفلام المعروضة، والتي تقدم تحديات كوكبنا بشكل واقعي ومبسط ومباشر لجمهورنا في أبوظبي وفي مختلف أنحاء دولة الإمارات. ونسعى جاهدين لإلهام الجمهور من خلال الأفلام، لإدراك طبيعة التحديات البيئية وتحفيزهم لمعالجتها بطرق جديدة ومؤثرة».
مستقبل مستدام
وقال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لإدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في «هيئة البيئة - أبوظبي»: «يتسق المهرجان مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، خصوصاً مع استمرار عام الاستدامة في 2024. ويُبرز التزام الإمارات المستمر بالحفاظ على البيئة، ودورها كقائد في المبادرات المستدامة، ومن خلال تسليط الضوء على التحديات البيئية المحلية والعالمية عبر فن السينما، يعزز مهرجان السدر أهمية الاستدامة كأولوية وطنية، ويدل على التزام الإمارات ببناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال».
تعاونيات
يتعاون المهرجان هذا العام مجدداً مع مؤسسة «ذا كلايمت ترايب» والتي تقودها الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغيّر المناخي، وهي مؤسسة اجتماعية تهدف إلى إلهام العمل المناخي من خلال السرد الديناميكي لقضايا المناخ، مقدمة قصصاً حول البيئة من منظور مواطني الإمارات ومقيميها، كما يتعاون المهرجان أيضاً مع مهرجان «ريف السينمائي» في لبنان، وهو جمعية تجمع بين الناشطين البيئيين والفنانين وصناع الأفلام. وقد قدم كل من «ذا كلايميت ترايب» و«ريف» أفلاماً للمشاركة في نسخة هذا العام.
جلسات نقاشية
يشهد مهرجان «السدر للأفلام البيئية» سلسلة من الأنشطة التثقيفية المتنوعة مثل «التجديف بالكاياك من أجل الحفاظ على البيئة» بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة - الصندوق العالمي للطبيعة، بالإضافة إلى جلسة نقاش عامة مع متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي، والتي ستعقد في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، وتتناول الجلسة مواضيع بيئية هامة وتقدم رؤى حول موضوعات المهرجان. أما الجلسة الثانية تتناول التنوع البيولوجي البحري في الإمارات، وتضم متحدثين مؤثرين وخبراء عملوا لأكثر من 15 عاماً في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنوع البیولوجی هذا العام من خلال
إقرأ أيضاً:
«مستديم» ينطلق 4 أغسطس
أبوظبي (وام)
تعتزم وزارة التغير المناخي والبيئة، إقامة النسخة الأولى من برنامج «مستديم»، في نسخته الأولى خلال الفترة من 4 إلى 8 أغسطس 2025.
تقام الفعاليات بالتعاون مع «سلال»، الشركة المتخصّصة في الأغذية الزراعية والتكنولوجيا في أبوظبي، والمركز الدولي للزراعة الملحية «إكبا». ويهدف البرنامج إلى تنمية مهارات ومعارف الشباب في مجالات الزراعة، والمختبرات، والصحة البيئية، واطلاعهم على مجموعة من التجارب العملية التطبيقية المبتكرة.
ويعكس هذا التوجه الالتزام برعاية المواهب الشابة، وبناء القدرات الوطنية، تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة، واستلهاماً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في صون البيئة وحماية الموارد الطبيعية.
ويقام برنامج «مستديم» وفق مسارين متوازيين، الأول تقوده شركة «سلال» في واحة الابتكار في مدينة العين، والثاني يقوده مركز «إكبا» في مقره في دبي.
ويقدّم «مستديم» في نسخته الأولى تجربة تعليمية متكاملة، تجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية عبر ورش عمل متخصصة، تشمل مختبر التربة والمياه، ومختبر ما بعد الحصاد، وصحة المحاصيل، إلى جانب أنشطة توعوية في السلامة المهنية.
من جانبه، قال ظافر القاسمي، الرئيس التنفيذي للمجموعة في سلال، إن البرنامج سيتيح الفرصة للمشاركين للتعرف على أحدث الابتكارات في البيوت المحمية وتقنيات ما بعد الحصاد وكفاءة سلاسل التوريد.
من جانبها، أوضحت الدكتورة طريفة الزعابي، المديرة العامة للمركز الدولي للزراعة الملحية، أنه مع تسارع آثار التغير المناخي واشتداد الضغوط على الموارد الطبيعية، يصبح الاستثمار في المعرفة وتمكين الشباب بالعلوم أولوية قصوى لضمان الاستدامة على المدى البعيد.
تفعيل دور الشباب
وقالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن البرنامج يشكّل نموذجاً عملياً لرؤية الوزارة في إعداد الكفاءات الوطنية في القطاعات الحيوية، خاصة في ظلّ التحولات البيئية والمناخية المتسارعة، حيث تبرز الحاجة إلى إعداد جيل من الشباب القادر على قيادة الحلول، وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية.
وأوضحت أن «مستديم» منصة محورية لتفعيل دور الشباب، وترسيخ دورهم كشركاء فاعلين في دعم جهود الدولة في هذا المجال، مؤكدة سعيهم لتمكينهم من تبني الممارسات المستدامة في حياتهم اليومية والمستقبلية، من خلال تزويدهم بالمهارات العملية والمعرفة العميقة، ليكونوا سفراء للاستدامة في محيطهم، وتأهيلهم ليكونوا قادة يواصلون مسيرة الدولة في خلق مستقبل مستدام للجميع.
وأشارت معاليها إلى أن برنامج «مستديم» الطموح تم تصميمه ليكون منصة استراتيجية طويلة الأمد تخضع للتطوير والتوسع المستمر، مؤكدة أن نسخه القادمة ستحرص على تغطية كافة جوانب الاستدامة، من خلال التركيز على موضوعات أخرى تتعلق بالبيئة والاستدامة بمفهومها الشامل وتغطي مختلف القطاعات المرتبطة بالممارسات المستدامة، وسيتم ذلك بالتعاون مع مختلف الشركاء الوطنيين من جهات حكومية ومؤسسات ومراكز متخصّصة وأكاديمية وقطاع خاص في مجالات التركيز المرتبطة بعمل الوزارة.