خبير عسكري: الحرب لن تتوسع خارج غزة ولبنان وواشنطن تعيد تشكيل المنطقة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن الحرب ستنحصر غالبا في قطاع غزة ولبنان بعدما بعثت إيران برسائل كثيرة تفيد بأنها لن ترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدير الصراع بما يسمح لها بإعادة تشكيل المنطقة.
وأضاف حنا أنه يوجد في المنطقة حاليا 3 مسارح عمليات أحدها عملياتي في غزة والآخر إستراتيجي في لبنان والثالث جيوستراتيجي في إيران، لافتا إلى أن إدارة جو بايدن تمنح إسرائيل حرية التعامل في المسرحين الأولين بينما تدير هي التعامل في ساحة إيران بما يحقق لها أهدافها في المنطقة.
ووفقا للخبير العسكري، فإن هناك حالة ردع جديدة يجري خلقها في المنطقة بعدما أثبتت إيران قدرتها على ضرب قلب إسرائيل بينما أثبتت الأخيرة قدرتها على الوصول لحدود إيران وربما أبعد من ذلك مستقبلا.
قواعد ردع جديدةويرى حنا أن قواعد الردع الجديدة قد تتوقف عند هذا المعطى الجديد بعدما تعمدت إيران التعتيم على نتائج الهجوم الإسرائيلي وبعثت الكثير من الرسائل التي تشير إلى أنها لن ترد على الأرجح.
ولفت الخبير العسكري إلى أن إسرائيل حاولت تضخيم الهجوم وعدد الطائرات التي شاركت فيه رغم أن الضربات تمت من الحدود العراقية الإيرانية على ما يبدو دون اختراق أجواء إيران.
وعن الواقع العسكري على الأرض في لبنان، قال حنا إن إسرائيل تواصل محاولات اختراق قرى الخط الأول والثاني جنوبي لبنان لكنها غير قادرة على ذلك بسبب استعادة حزب الله للسيطرة وقدرته على تنفيد ضربات في هرتسليا وتل أبيب.
وقال حنا إن هذه المراوحة في العمليات لا تعني مكسب طرف أو خسارة آخر مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول تدمير الجنوب اللبناني بكامله كنوع من العقاب بينما حزب الله يحاول تحقيق النصر من خلال عدم الخسارة.
وأشار إلى أن حديث إسرائيل عن قرب انتهاء العمليات في لبنان لا يتماشى مع الواقع السياسي لأن إسرائيل لم تحقق أهدافها المتمثلة في عودة المستوطنين وتطبيق القرار 1701 معدَّلا وفق ما تريده.
حرب وجودأما بالنسبة للعمليات في قطاع غرة، فقال حنا إن المقاومة حاليا تستميت في الدفاع عن جباليا لأن سقوطها يعني سقوط الشمال وتهجير سكانه بالقوة.
وقال حنا إن المقاومة تستغل الشوارع والممرات التي تعرفها جيدا في زرع الألغام والأكمنة لأنها تخوض حرب حياة أو موت، فضلا عن أنها أصبحت تخوض حرب عصابات بجماعات لا تتجاوز 4 أفراد، حسب تعبيره.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أنها استهدفت آليتين إسرائيليتين بعبوتي "شواظ" وقذيفة "الياسين 105" شرق جباليا شمالي قطاع غزة.
وأضافت القسام أن مقاتليها فجروا منزلا مفخخا تحصن بداخله عدد من جنود الاحتلال شمال معسكر جباليا في شمال القطاع وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
كما أعلنت القسام أنها استهدفت دبابتين بقذيفتي "الياسين 105"، فجر أمس الجمعة، شمال معسكر جباليا في شمال القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جو بايدن حنا إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: خطة الاحتلال للسيطرة على غزة تنهار أمام التجويع والضغط الدولي
تحت ضغط سياسي شديد، واحتجاجات من جميع أنحاء العالم، وافق الاحتلال على عودة عمليات إسقاط الغذاء في غزة، بعد فشل مشروع مركز التوزيع الذي أطلقه سابقا، بهدف غير معلن ويتمثل بتهجير الفلسطينيين، لكن هذه الخطة انهارت بسبب عدم الكفاءة، والمعارضة الدولية وعدم الإدارة العملياتية، وفيما يتصدر الجيش مرة أخرى في المقدمة، يختبئ المستوى السياسي في الخلفية.
أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع زمان إسرائيل، ذكر أن "الحكومة المصغرة أعطت الضوء الأخضر للدول العربية لاستئناف عمليات إسقاط الغذاء جواً فوق قطاع غزة، بعد ضغوط سياسية غير مسبوقة عليها، مما يعني في الواقع إضعاف خطة توزيع الغذاء التي هندسها وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش، في محاولة لتحويل هذه المراكز إلى "مدينة إنسانية" جنوب القطاع لإنشاء منطقة يسيطر عليها الجيش من جميع الجهات، بهدف تركيز أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين فيها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هناك جدل حول الهدف النهائي لسموتريتش بين ما إذا كان يأمل في نفي الفلسطينيين إلى مصر، أو إمكانية خرق الحدود، وفرارهم إلى سيناء، أو الهجرة الطوعية، مع أن كل هذه الخيارات قد تكون صحيحة، حيث لم يُخفِ سموتريتش رغبته في السيطرة على القطاع بأكمله، وإعادة توطين المستوطنين فيه، وبالنسبة له، فإن تركيز الفلسطينيين في الجنوب عبر توزيع الغذاء هو الوسيلة فقط، وليس الهدف".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، لم تتمكن مراكز التوزيع هذه من توفير الكمية المطلوبة حقا للفلسطينيين، وقوبل من تمكنوا من الوصول إليها بالتدافع بإطلاق النار من قبل الجيش الذي يؤمّن مناطق التوزيع المعزولة، لكن الشهادات التي أدلى بها حراس الأمن الأمريكيين السابقين في مراكز توزيع مساعدات لوسائل الإعلام الدولية أدت لزيادة الضغط على الاحتلال".
وأشار إلى أن "أنتوني أغيلار، المقدم السابق في الجيش الأمريكي، قام بتصوير إطلاق النار الحي على الحشود الفلسطينية القادمة للحصول على المواد الغذائية، مما يعني أن هذه الشهادة تأتي من الداخل، ومن شخص يصف نفسه بأنه مؤيد لدولة الاحتلال، أي أنه يجب أن تُسمع وتُؤخذ على محمل الجد".
وأكد أنه "في هذه الأثناء، يبدو أن من يقف في صدارة هذه الأزمة الخطيرة مرة أخرى هو الجيش، وليس القيادة السياسية، حيث واصلت هيئة منسق أعمال الحكومة في المناطق ادعاءها بعدم وجود جوع في غزة، زاعما دخول 70 شاحنة طعام يوميا، منذ عدة أشهر حتى الآن، لكن هذا لا يكفي لإقناع العالم، لأن الأماكن التي لا يصلها الغذاء تكفي لخلق صورة الجوع التي يتم تقديمها للمجتمع الدولي، وعلى دولة الاحتلال ألا تتجاهل هذا الأمر في أي جانب: إنساني، أخلاقي، عملي، وسياسي".
وأضاف أن "الضرر السياسي وقع بالفعل، حتى أن مسؤولين أمنيين يزعمون أن نجاح حملة الجوع كان أحد أسباب تصلّب مواقف حماس في المفاوضات، حيث تسعى الأطراف للتوصل للبروتوكول الإنساني، الذي يحدد ما الذي سيدخل القطاع، ومن أين، وكميته، وكيف سيتم توزيعه، مع أنه ليس لدى الاحتلال عنوان آخر في غزة سوى الأمم المتحدة لتوزيع الغذاء على المناطق التي لا يوجد بها مراكز توزيع، وبالتالي فإن قطع هذا الارتباط سيؤدي لانهيار آلية مهمة، لأنه لا يوجد الكثير من المنظمات والدول الراغبة في دخول المرجل الغزي".