أم الملاحم.. حكاية أسوأ 3 أسابيع عاشتها «جولدا مائير» في أكتوبر 73
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
ما بين الانكسار بعد هزيمة 1967، والانتصار العظيم لقواتنا المسلحة في السادس من أكتوبر 1973، أبحر اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، في تفاصيل ومشاهد هذا التحول الذي أبهر العالم، وأظهر عزيمة وقوة وإرادة القوات المسلحة المصرية، ومن ورائهم شعب عظيم، تلاحمت إرادته مع الإرادة السياسية، ومع القوات المسلحة، في تحقيق انتصار 1973 المجيد.
وأشار “فرج”، في بداية كلمته خلال احتفال نقابة المهندسين بمرور 51 عامًا على انتصار حرب أكتوبر، إلى أن هناك نوعًا جديدًا من الحروب دون استخدام المدفع والدبابة، وإنما بإسقاط الدولة من خلال أبنائها، باستخدام حروب الجيل الرابع والخامس، التي تعتمد على بث الشائعات، وإفقاد المواطن الثقة في قيادته ودولته.
وعبَّر "فرج" عن سعادته بوجوده في نقابة المهندسين، لقيمتها الكبيرة في مصر، وللدور الكبير والعظيم الذي قام به المهندسون العسكريون والمدنيون في حرب أكتوبر.
وأوضح أنه بعد مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر العام الماضي تم إنشاء لجنة خاصة لتقييم وثائق حرب أكتوبر، وقال: "من أجل أن نشعر بحلاوة النصر فلا بد أن نعلم الأسباب التي أدت إلى هزيمة 1967"، مؤكدًا أن مصر استطاعت عبور هزيمة 1967، قبل عبور خط بارليف في 1973، فلم ينجح العدو في بث روح اليأس، حيث نهض جيش مصر بعد الهزيمة ليعيد بناء قدراته ويبدأ معارك الاستنزاف والاستعداد للانتصار.
وتضمنت كلمته عرضًا لعدد من الأفلام الوثائقية حول أحداث هزيمة 1967، ثم معركة رأس العش والتي استمرت 7 ساعات، وصدت القوات المصرية هجوم العدو، ثم تدمير وإغراق المدمرة إيلات، والذي أصبح درسًا في تكتيكات الحرب، مستعرضًا قصة استشهاد البطل العسكري المصري الفريق عبد المنعم رياض- رئيس أركان الجيش المصري والذي استُشهد وهو يتفقد الخطوط الأمامية للجيش المصري.
واستعرض "فرج" الخطة الاستراتيجية لحرب أكتوبر وبناء حوائط الصواريخ لصد الهجمات الإسرائيلية داخل سيناء أثناء العبور واقتحام خط بارليف، والذي كان بطول 180 كم على مياه القناة بارتفاع 20 مترًا، مستعينًا في شرحه بعرض مرئي لقناة BBC، والذي أوضح أن إسرائيل أكدت على استحالة عبور الجيش المصري له، كونها استخدمت في تشييده خط السكة الحديد الذي كان يبدأ من السويس إلى غزة مرورًا بسيناء، وأعدَّت إسرائيل تحت خط بارليف خط مواسير نابالم حارق حتى إذا حاول الجيش المصري عبور القناة يفتح الجيش الإسرائيلي النابالم ويتم إحراق كافة الجنود المصريين، إلا أن العبقرية الهندسية العسكرية المصرية قهرت خط بارليف والذي تم التخطيط لعبوره لمدة ست سنوات من خلال فكرة المقدم "باقي زكي يوسف" والذي لولاه ما تم عبور خط بارليف الحصين.
كما تناول"فرج" الدور الكبير الذي قام به الفريق "سعد الشاذلي" والذي خطَّط لعبور قناة السويس من خلال 12 موجة، حيث كان وقتها طالبًا في كلية أركان حرب، وذهب "الشاذلي" لكلية أركان الحرب لتحفيظ خطة العبور للمشاركين، في حضور العقيد عمر سليمان والذي أصبح رئيس المخابرات فيما بعد، مستعرضًا الدور الكبير الذي قام به العقيد "صلاح فهمي" الذي وضع كل تفاصيل بداية الحرب والأوقات المناسبة لعبور الزوارق بالجنود وتوقيت نزول الكباري للمياه ومن ثم عبور الدبابات واختيار اليوم، كونه عيدًا لليهود وخاصة الساعة الثانية ظهرًا في العاشر من رمضان، حيث لن يُصدق العدو أن المصريين سيحاربون وهم صائمون.
كما استعرض اللواء الدكتور "سمير فرج" بدء العبور واقتحام خط بارليف، مستشهدًا بما تناولته قناة BBC، فقد ركزت مصر من خلال حائط الصواريخ على الضفة الغربية والذي استطاع إلحاق خسائر فادحة بالقوات الجوية الإسرائيلية وصلت إلى ثلث سلاح الطيران الإسرائيلي، إلى الحد الذي صدرت فيه الأوامر من القيادة الإسرائيلية لطياريها بعدم الاقتراب من قناة السويس، وبالتالي تم تدمير عدد كبير جدًا من الطائرات الإسرائيلية، موضحًا أنه تم اختيار يوم السادس من أكتوبر؛ لأنه أقدس أيام السنة اليهودية ورُوعي فيه أحوال الطقس والمد والجزر.
وعبَرَ آلاف الجنود المصريين من الصاعقة قناة السويس ونزلوا على الضفة الشرقية وصعدوا الساتر الترابي بالسلالم المصمَّمة من الأحبال ثم تبعتها الدبابات والمدفعية، وبعد 4 ساعات من الهجوم فتح المهندس المصري الثغرات وتم عبور قناة السويس.
واختتم "فرج" كلمته بعرض مشاهد من فيلم "جولدا" الذي وثَّق أيام حرب أكتوبر وردود الفعل في إسرائيل خلال الحرب، حيث رصد الفيلم 3 أسابيع في حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير، خلال حرب أكتوبر 1973، وتحديدًا منذ الخامس من أكتوبر وحتى قرار وقف إطلاق النار في الثاني والعشرين من الشهر ذاته.
كما أوضح أن الوضع الحالي الملتهب حول مصر والصراعات والحروب الإقليمية التي تحيط بها من كافة الاتجاهات، فمن الجانب الغربي ليبيا، والجنوبي السودان واليمن، والشرقي غزة ولبنان.
في ختام كلمته قام المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين، يصاحبه كل من الدكتور أحمد البدوي سيد- وكيل النقابة، المهندس محمود عرفات- أمين عام النقابة، المهندس كريم الكسار- الأمين العام المساعد للنقابة، الدكتور سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد للنقابة، بتكريم اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، وإهدائه درع النقابة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قناة السویس حرب أکتوبر خط بارلیف هزیمة 1967 من خلال
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. حسن حسني "جوكر السينما المصرية" الذي صنع البهجة ورحل في صمت
رجل رسم الضحكة بخفة ظل لا تُنسى، وترك بصمة لا تُمحى على خشبة المسرح وشاشات السينما والتلفزيون. في مثل هذا اليوم، وُلد الفنان القدير حسن حسني، الذي يُعد أحد أعمدة الفن المصري، بل أيقونة فنية نادرة مزجت بين الكوميديا والدراما والواقعية.
و نستعرض في ذكرى ميلاده محطات حياته، من النشأة والبدايات الفنية، إلى أدواره الخالدة، وحياته الشخصية، وحتى لحظة الوداع الأخيرة.
النشأة والبداياتوُلد الفنان حسن حسني في 19 يونيو عام 1936، في حي القلعة العريق بالقاهرة، عاش طفولة قاسية بعد وفاة والدته وهو في السادسة من عمره، ما أثر في شخصيته وشكّل بداياته الوجدانية. التحق بمدرسة الرضوانية الابتدائية، وهناك بدأت ملامح موهبته الفنية بالظهور من خلال مشاركته في المسرح المدرسي، حيث نال جوائز عديدة من وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي شجعه على دخول عالم التمثيل من أوسع أبوابه.
الانطلاقة المسرحية والتلفزيونية
في أوائل الستينيات، انضم حسن حسني إلى فرقة المسرح العسكري، وقدم من خلالها العديد من العروض أمام الجنود والضباط. وبعد نكسة 1967، انتقل للعمل بمسارح الدولة مثل مسرح الحكيم والقومي والحديث، ولفت الأنظار بأدواره في مسرحيات شهيرة مثل "كلام فارغ" و"جوز ولوز".
على الشاشة الصغيرة، كانت نقطة التحول الحقيقية في مسيرته حين شارك بدور الموظف فتحي في مسلسل "أبنائي الأعزاء... شكرًا" مع الفنان عبد المنعم مدبولي، حيث لفت الأنظار إلى أدائه الصادق وتلقائيته.
نجم في سماء السينمابدأ ظهوره السينمائي من خلال أدوار بسيطة، منها دوره في فيلم "الكرنك" عام 1975، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت مع دور الشرير في فيلم "سواق الأتوبيس" عام 1982، وهو الدور الذي أثبت به قدرته على تقديم الشخصيات المعقدة بعمق شديد.
توالت بعد ذلك أدواره في أعمال مثل "البريء"، "الهروب"، و"زوجة رجل مهم"، لكنه في التسعينيات تحوّل إلى أحد أعمدة الكوميديا الشبابية، فشارك في أفلام حققت نجاحات جماهيرية كبيرة مثل "اللمبي"، "زكي شان"، "عوكل"، و"غبي منه فيه"، ليحصد لقب "جوكر الأدوار الثانية" عن جدارة.
ثراء درامي في التلفزيون والمسرحلم يقتصر عطاء حسن حسني على السينما فقط، بل قدم عشرات الأعمال الدرامية التي حفرت في الذاكرة، منها "رأفت الهجان"، "المال والبنون"، "بوابة الحلواني"، "سوق العصر"، و"أميرة في عابدين".
وعلى خشبة المسرح، أبدع في عروض مهمة مثل "ع الرصيف"، "سكر زيادة"، و"حزمني يا"، ليجمع بين المسرح الشعبي والنخبوي في آنٍ واحد.
نال حسن حسني جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة للسينما الروائية عام 1993 عن فيلم "فارس المدينة".
كما تم تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وكان آخر تكريم له خلال مهرجان القاهرة السينمائي عام 2018، حيث نال "جائزة فاتن حمامة التقديرية"، في لفتة تقدير لمسيرة فنية استثنائية.
الحياة الشخصية والمآسي العائليةتزوج حسن حسني من السيدة ماجدة الحميدة، والتي كانت زوجة سابقة للمخرج أشرف فهمي، أنجب منها أربعة أبناء. لكن حياته لم تكن خالية من الحزن، حيث فقد ابنته "فاطمة" عام 2013 بعد صراع مع مرض السرطان، وهي الحادثة التي أثّرت عليه نفسيًا بشكل بالغ، حتى ظهر في بعض لقاءاته الأخيرة متأثرًا بغيابها.
الرحيل في صمت
في 30 مايو 2020، أسلم حسن حسني الروح بعد أزمة قلبية مفاجئة داخل مستشفى دار الفؤاد، عن عمر ناهز 83 عامًا، حيث شيّع جثمانه في جنازة بسيطة، حضرها عدد محدود من الفنانين بسبب قيود جائحة كورونا، فيما نعت نقابة المهن التمثيلية والأوساط الفنية أحد أعمدة الفن المصري الذي غيّبه الموت، لكن بقي حضوره في القلوب.