مرحلة خطيرة في تصعيد المواجهة بين تل أبيب وطهران.. حقبة جديدة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، نقلت المواجهة بين تل أبيب وطهران إلى مرحلة خطيرة، مضيفة أنه "رغم الغارات الإسرائيلية المحسوبة إلا أنها زادت الخطورة في منطقة الشرق الأوسط".
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن إيران قللت من قوة الضربات الإسرائيلية، إلا أن المواجهة المباشرة بينهما أعادت ضبط قواعد الاشتباك، منوهة إلى أن الهجوم العسكري صباح السبت كان الأخطر على التراب الإيراني.
وتابعت: "كان الهجوم محسوبا لتجنب إثارة رد فعل تصعيدي، ولكن دفع العدوين إلى صراع مباشر أعمق ويؤشر إلى حقبة جديدة وخطيرة للشرق الأوسط".
ولفتت إلى أن الهجوم المعقد جرى تنفيذه من خلال عدة موجات على مدار عدة ساعات، وشاركت فيه عشرات الطائرات الحربية التي ضربت منشآت تصنيع الصواريخ ومواقع الدفاع الصاروخي أرض- جو في ثلاث محافظات مختلفة، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود إيرانيين.
وابتعد الهجوم الإسرائيلي عن استهداف المنشآت النفطية والنفطية، والتي حذرت إيران ولعدة أسابيع برد حاسم إذا تم استهدافها. وقال مسؤولون خليجيون إن "إسرائيل حذرت من قرب الهجوم قبل ساعات". واستهدفت إسرائيل أنظمة دفاع جوية، بما فيها النظام الصاروخي الروسي أس-300 ، حسب قول مسؤولين إسرائيليين الذين قالوا إن الهجمات دمرت عدة بطاريات من أس-300.
وقللت وسائل الإعلام الإيرانية من أثر الهجوم، قائلة إنه تسبب في أضرار محدودة. ويقول المحللون إنه في حين لم يتم تقييم مدى الضرر بعد، وقد لا تكشف طهران عن كل شيء، وأن الرد الأولي من طهران الأولي يشير إلى أنها لن ترد بقوة.
ونقلت الصحيفة عن سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس قولها: "يبدو للوهلة الأولى أن هجوم إسرائيل كان محسوبا نسبيا. إنه يمنح إيران مجالا للتراجع". وفي الوقت نفسه يزيد من الضغوط على إيران التي تراقب حليفها المهم في الشرق الأوسط، حزب الله يتعرض لضربات من إسرائيل أضعفته. وقالت وكيل: "بالتأكيد كان تصعيدا خطيرا ويأتي بعد أشكال من التصرفات، لإضعاف قدرات محور المقاومة".
وتضيف الصحيفة أن عدد الأهداف التي تم ضربها فاجأ بعض المسؤولين العرب الذين سبق أن نقلوا تحذيرات عن الهجوم الوشيك إلى إيران. ورغم أن إيران أبلغت دولا أخرى في المنطقة بأنها لا تنوي الرد إلا بعض الدبلوماسيين يخشون أن تكون الضربة قد زادت من خطر سوء التقدير، الذي قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز إن الهجمات: " تم تصميمها لإرسال رسالة قوية مع تجنب التصعيد في الأمد القريب". وقد تم اختيار الأهداف لتضم البنى التحتية الصاروخية والدفاعات الجوية وإرسال رسالة "أننا نستطيع ضرب أي مكان في إيران" حسب المسؤول الإسرائيلي.
وتقول الصحيفة إن الغارات الإسرائيلية، هي آخر تطور عن الكيفية التي دفع فيها النزاع الحالي في الشرق الأوسط حرب الظل الطويلة بين إيران وإسرائيل إلى العلن، حيث تبادل البلدان النيران مرتين هذا العام. وأصبح النزاع الأكثر قابلية للاشتعال ويمتد من غزة إلى لبنان وأبعد. وتزامن الهجوم الإسرائيلي مع وصول الوفود إلى الدوحة، العاصمة القطرية للتباحث من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وهي الجهود التي تقودها الولايات المتحدة منذ عدة شهر وبمشاركة مصرية وقطرية ولم تؤد حتى الآن إلى نتائج".
ويخشى أن تؤثر الغارات الإسرائيلية على إيران إلى تعقيد الجهود هذه. وكانت المواجهات الإيرانية- الإسرائيلية قد بدأت في نيسان/ أبريل بعد هجوم القنصلية الإيرانية بدمشق قتل فيه مسؤولون عسكريون إيرانيون، حيث ردت إيران، ثم جاء اغتيال زعيمي حماس وحزب الله ليدفع إيران للرد بداية الشهر الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى المعسكرات المتشددة في إسرائيل وإيران ترغب بتوسع النزاع بين الطرفين. ولكن ضربة صباح السبت إشارة إلى نجاح الضغوط الأمريكية وتجنب التصعيد بضرب المنشآت النووية والنفطية.
وترى الصحيفة أن قادة إيران أمام مأزق، فهم يواجهون ضغوطا محلية وإقليمية لتحسين مكانة البلاد باعتبارها الراعي لشبكتها من الميليشيات التي تعرضت لنكسات في الأشهر الأخيرة مع مقتل جيل من كبار القادة في كل من حماس وحزب الله المدعوم من إيران. وفي الوقت نفسه، لا يستطيعون تحمل حرب تضع إيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة على الأرجح.
وستؤدي حرب واسعة لتعريض خطط الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الرامية لرفع العقوبات عن إيران، ويعلق فتح الله نجاد أن "حربا واسعة ستقوض هذا". كما أن إسرائيل لديها أسبابها لتجنب حرب أوسع، فهي تخوض حربا في غزة ولبنان ويعتمد جيشها على جنود الاحتياط، ولا يمكنها إضافة جبهة جديدة ضد إيران. وفي الضربات الأخيرة اعتمدت على القوة الجوية والاستخبارات، وهما المجالان اللذان تتميز بهما على إيران. وقد اعتمدت عليهما في ضرب حزب الله خلال الأشهر الأخيرة.
ويقول المحللون المؤيدون لإيران إن طهران سوف تعمل على ضمان عدم تشجيع إسرائيل على شن هجوم جديد. ويقول محمد مرندي، الأستاذ بجامعة طهران والذي يعكس في كثير من الأحيان وجهات نظر المؤسسة الإيرانية: "سوف يتم إرساء الردع حتى لا يحاول النظام [الإسرائيلي] مهاجمة إيران مرة أخرى. ولذلك، فرغم فشل هجوم الليلة الماضية، فإن إيران سوف تنفذ عملية انتقامية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الهجمات الإسرائيلية إيران الحربية إيران إسرائيل الاحتلال هجمات الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
معهد إسرائيلي: تل أبيب لم تعد تنتظر التهديد القادم وتحاول إحباطه
أكد تقرير صادر عن معهد "ألما" الإسرائيلي، إلى أن تل أبيب لم تعد تنتظر التهديد القادم، وتحاول إحباطه على كافة الجبهات، مشيراً إلى التغيير في السياسية الإسرائيلية منذ ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى السياسة الأكثر عدوانية المتبعة منذ ذلك الحين.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أنّه "حتى 7 أكتوبر، ولأكثر من عقدين، اتبعت إسرائيل سياسة احتواء في مواجهة التهديدات، وكان المبدأ التوجيهي هو الهدوء مهما كلف الأمر، وكانت إسرائيل ترد على الهجمات لكنها لم تتخذ إجراءات استباقية لإحباط التهديدات".
وتابع: "بعد السابع من أكتوبر، طرأ تغيير على التصور الاستراتيجي الإسرائيلي، وتحول من سياسة الاحتواء إلى سياسية استباقية وقائية، أي إحباط التهديدات مبكرا لمنع العدو من استفحال قوته وتصعيد الوضع الأمني"، موضحا أن "هذه السياسة تخضع لتدقيق مكثف من قبل الحكومات الإقليمية والهيئات الدولية ووسائل الإعلام الأجنبية، وتصفها هذه الحكومات بأنها عدوان وسلوك إسرائيلي جامح، وسلوك قوة مهيمنة تهاجم العدو في أي مكان وزمان".
وذكر أن "الاستراتيجية التي انتهجتها إسرائيل خلال العامين الماضيين استراتيجية مُركّزة ومدروسة. إنها ليست هجومية، بل دفاعية، ولا تنبع من رغبة في اكتساب القوة والسيطرة على المنطقة، بل من احتياجات الأمن القومي، وتتصرف إسرائيل بشكل محدود، بهدف تقليل الأضرار وعدم إلحاق الأذى بمن هم غير متورطين، لكنها في الوقت نفسه لم تعد تتهرب من التهديدات، حتى عندما يتعلق الأمر بتهديد محتمل".
وأكد أن "الهدف هو إحباط التهديد قبل أن يتحقق، وليس الانتظار والتحرك بعد وقوعه - وبتكلفة أعلى بكثير. الهدف هو إحباط قدرات العدو المحتملة قبل أن يدرك نواياه (التي يصعب التنبؤ بها)"، مضيفا أن "إسرائيل تعزز القنوات الدبلوماسية المباشرة أو غير المباشرة، وهي مستعدة للتوصل إلى اتفاقيات - طالما أنها تلبي احتياجات الأمن الإسرائيلي والاستقرار الإقليمي".
ولفت إلى أن "إسرائيل تعمل باستمرار على جميع الجبهات لإحباط التهديدات. في الساحة الشمالية، تُنفّذ إسرائيل غارات جوية وبرية ضد البنية التحتية والعناصر الإرهابية لمنع إعادة تمركز حزب الله والمنظمات الأخرى على حدود إسرائيل".
وأشار إلى أنه "في لبنان، منذ وقف إطلاق النار، نُفّذت أكثر من 670 غارة جوية، وقُتل أكثر من 200 عنصر من حزب الله (وقُتل ما يقرب من 30 آخرين على يد عناصر من منظمات أخرى، بما في ذلك حماس). هذه عملية يومية ضد أي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي يهدف إلى منع محاولات حزب الله لإعادة بناء نفسه".
وشدد على أن "الاستراتيجية، على عكس الماضي، لا تتمثل في السماح لحزب الله بالتعافي وإعادة بناء قدراته، بل في الحفاظ على إنجازات الحرب وإبقاء حزب الله ضعيفًا. كما تعمل إسرائيل على استهداف البنية التحتية المدنية لأنها تُشكل غطاءً لنشاط حزب الله العسكري".
ورأى أن "الوضع في سوريا معقد"، مبينا أن "النظام الجديد يواجه صعوبة في فرض القانون والنظام بشكل كامل في البلاد، وبالتالي تعمل إسرائيل ضد العديد من التهديدات التي تحددها في جنوب سوريا - تهديدات من الخلايا التي لا تزال نشطة في هذه المنطقة (خلايا تعمل تحت رعاية إيران وحزب الله وداعش وحماس والجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية)، ومحاولات تهريب الأسلحة، والاشتباكات العنيفة بين الأقليات وقوات الأمن التي أصبحت خارجة عن السيطرة ويمكن أن تضر بحلفاء إسرائيل".
وأوضح التقرير أن "الوجود الإسرائيلي الفعلي في النقاط الاستراتيجية الخمس في لبنان، وتسع نقاط على الأقل في المنطقة العازلة في سوريا، لا ينبع من مصالح سياسية كالسيطرة على الأراضي، كما زُعم، بل من الحاجة إلى إبعاد التهديدات عن خط التماس وحماية التجمعات السكانية الإسرائيلية القريبة من الحدود".
وأشار إلى أن "الحرب في إيران كانت أيضًا عملاً وقائيًا ودفاعيًا يهدف إلى منع إيران من أن تصبح دولة نووية تُشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. والسؤال البديهي هو: هل كان من الأنسب انتظار تجسيد التهديد النووي ثم شنّ هجوم؟".
وأكد أن "الاستراتيجية التي دأبت إيران على الترويج لها ضد إسرائيل لسنوات هي هجوم مشترك من جميع الجبهات ضدها، ولذلك تعمل إسرائيل على جميع الجبهات ضد وكلاء إيران. تواجه إسرائيل عدوًا مصممًا لا يخفي نواياه لتدميرها ولا يتردد في استخدام أي وسيلة، بينما يتعين عليها ضبط النفس. إن العودة إلى سياسة الاحتواء ستكون خطأً فادحًا، ويجب على إسرائيل مواصلة العمل بحزم في مواجهة أي تهديد والحفاظ على تفوقها الاستراتيجي على العدو".
وختم قائلا: "إسرائيل لا تتصرف بعدوانية، بل على العكس تمامًا. فالسياسة التي تنتهجها حاليًا تمنع تصعيدًا خطيرًا. فالتعامل مع التهديدات مبكرًا يعزز الأمن الإقليمي، ويدعم القوى الأكثر اعتدالًا، ويمهد الطريق لاتفاقيات وتطبيع في المنطقة".