أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، نقلت المواجهة بين تل أبيب وطهران إلى مرحلة خطيرة، مضيفة أنه "رغم الغارات الإسرائيلية المحسوبة إلا أنها زادت الخطورة في منطقة الشرق الأوسط".

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن إيران قللت من قوة الضربات الإسرائيلية، إلا أن المواجهة المباشرة بينهما أعادت ضبط قواعد الاشتباك، منوهة إلى أن الهجوم العسكري صباح السبت كان الأخطر على التراب الإيراني.



وتابعت: "كان الهجوم محسوبا لتجنب إثارة رد فعل تصعيدي، ولكن دفع العدوين إلى صراع مباشر أعمق ويؤشر إلى حقبة جديدة وخطيرة للشرق الأوسط".

ولفتت إلى أن الهجوم المعقد جرى تنفيذه من خلال عدة موجات على مدار عدة ساعات، وشاركت فيه عشرات الطائرات الحربية التي ضربت منشآت تصنيع الصواريخ ومواقع الدفاع الصاروخي أرض- جو في ثلاث محافظات مختلفة، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود إيرانيين.

وابتعد الهجوم الإسرائيلي عن استهداف المنشآت النفطية والنفطية، والتي حذرت إيران ولعدة أسابيع برد حاسم إذا تم استهدافها. وقال مسؤولون خليجيون إن "إسرائيل حذرت من قرب الهجوم قبل ساعات". واستهدفت إسرائيل أنظمة دفاع جوية، بما فيها النظام الصاروخي الروسي أس-300 ، حسب قول مسؤولين إسرائيليين الذين قالوا إن الهجمات دمرت عدة بطاريات من أس-300.



وقللت وسائل الإعلام الإيرانية من أثر الهجوم، قائلة إنه تسبب في أضرار محدودة. ويقول المحللون إنه في حين لم يتم تقييم مدى الضرر بعد، وقد لا تكشف طهران عن كل شيء، وأن الرد الأولي من طهران الأولي يشير إلى أنها لن ترد بقوة.

ونقلت الصحيفة عن سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس قولها: "يبدو للوهلة الأولى أن هجوم إسرائيل كان محسوبا نسبيا. إنه يمنح إيران مجالا للتراجع". وفي الوقت نفسه يزيد من الضغوط على إيران التي تراقب حليفها المهم في الشرق الأوسط، حزب الله يتعرض لضربات من إسرائيل أضعفته. وقالت وكيل: "بالتأكيد كان تصعيدا خطيرا ويأتي بعد أشكال من التصرفات، لإضعاف قدرات محور المقاومة".

وتضيف الصحيفة أن عدد الأهداف التي تم ضربها فاجأ بعض المسؤولين العرب الذين سبق أن نقلوا تحذيرات عن الهجوم الوشيك إلى إيران. ورغم أن إيران أبلغت دولا أخرى في المنطقة بأنها لا تنوي الرد إلا بعض الدبلوماسيين يخشون أن تكون الضربة قد زادت من خطر سوء التقدير، الذي قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز إن الهجمات: " تم تصميمها لإرسال رسالة قوية مع تجنب التصعيد في الأمد القريب". وقد تم اختيار الأهداف لتضم البنى التحتية الصاروخية والدفاعات الجوية وإرسال رسالة "أننا نستطيع ضرب أي مكان في إيران" حسب المسؤول الإسرائيلي.

وتقول الصحيفة إن الغارات الإسرائيلية، هي آخر تطور عن الكيفية التي دفع فيها النزاع الحالي في الشرق الأوسط حرب الظل الطويلة بين إيران وإسرائيل إلى العلن، حيث تبادل البلدان النيران مرتين هذا العام. وأصبح النزاع الأكثر قابلية للاشتعال ويمتد من غزة إلى لبنان وأبعد. وتزامن الهجوم الإسرائيلي مع وصول الوفود إلى الدوحة، العاصمة القطرية للتباحث من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وهي الجهود التي تقودها الولايات المتحدة منذ عدة شهر وبمشاركة مصرية وقطرية ولم تؤد حتى الآن إلى نتائج".



ويخشى أن تؤثر الغارات الإسرائيلية على إيران إلى تعقيد الجهود هذه. وكانت المواجهات الإيرانية- الإسرائيلية قد بدأت في نيسان/ أبريل بعد هجوم القنصلية الإيرانية بدمشق قتل فيه مسؤولون عسكريون إيرانيون، حيث ردت إيران، ثم جاء اغتيال زعيمي حماس وحزب الله ليدفع إيران للرد بداية الشهر الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى المعسكرات المتشددة في إسرائيل وإيران ترغب بتوسع النزاع بين الطرفين. ولكن ضربة صباح السبت إشارة إلى نجاح الضغوط الأمريكية وتجنب التصعيد بضرب المنشآت النووية والنفطية.

وترى الصحيفة أن قادة إيران أمام مأزق، فهم يواجهون ضغوطا محلية وإقليمية لتحسين مكانة البلاد باعتبارها الراعي لشبكتها من الميليشيات التي تعرضت لنكسات في الأشهر الأخيرة مع مقتل جيل من كبار القادة في كل من حماس وحزب الله المدعوم من إيران. وفي الوقت نفسه، لا يستطيعون تحمل حرب تضع إيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة على الأرجح.

وستؤدي حرب واسعة لتعريض خطط الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الرامية لرفع العقوبات عن إيران، ويعلق فتح الله نجاد أن "حربا واسعة ستقوض هذا". كما أن إسرائيل لديها أسبابها لتجنب حرب أوسع، فهي تخوض حربا في غزة ولبنان ويعتمد جيشها على جنود الاحتياط، ولا يمكنها إضافة جبهة جديدة ضد إيران. وفي الضربات الأخيرة اعتمدت على القوة الجوية والاستخبارات، وهما المجالان اللذان تتميز بهما على إيران. وقد اعتمدت عليهما في ضرب حزب الله خلال الأشهر الأخيرة.

ويقول المحللون المؤيدون لإيران إن طهران سوف تعمل على ضمان عدم تشجيع إسرائيل على شن هجوم جديد. ويقول محمد مرندي، الأستاذ بجامعة طهران والذي يعكس في كثير من الأحيان وجهات نظر المؤسسة الإيرانية: "سوف يتم إرساء الردع حتى لا يحاول النظام [الإسرائيلي] مهاجمة إيران مرة أخرى. ولذلك، فرغم فشل هجوم الليلة الماضية، فإن إيران سوف تنفذ عملية انتقامية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الهجمات الإسرائيلية إيران الحربية إيران إسرائيل الاحتلال هجمات الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

محللون: ترامب جاد في الاتفاق مع إيران رغم معارضة إسرائيل

أجمع محللون وخبراء سياسيون على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبدي جدية غير مسبوقة في التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال ولايته الثانية، مستندا إلى دعم خليجي واضح لمقاربته الدبلوماسية، رغم معارضة إسرائيلية.

وقالت كريستين فونتين روز، وهي مستشارة ترامب السابقة لشؤون الخليج، إن إدارة ترامب تسعى إلى صفقات تجارية اقتصادية، مضيفة أن ترامب سيقدم عرضا لإيران بالتبادل الاقتصادي ورفع العقوبات حتى تستفيد كافة الأطراف: إيران والولايات المتحدة ودول الخليج.

وأشارت فونتين روز إلى أن "الفرصة الذهبية" بيد ترامب تكمن بخلق فترة جديدة للاستثمارات حتى مع إيران، رغم أنه "يحتفظ بحقه الأساسي بأن يفرض حلا عسكريا".

ولفتت إلى أن ترامب أكد بأنه ليست مصلحة المنطقة ولا أميركا ضرب إيران، مشددة على أن ترامب يدرك أهمية الاستفادة من أسواق حرة وأسعار نفط مستقرة تجذب الاستثمارات الكثيرة، وبالتالي "لا أحد يرغب بالحل العسكري في هذه المرحلة".

تحديات جوهرية

ورغم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق، أشار الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إلى وجود تحديات جوهرية، موضحا أن الأمر بالنسبة للإيرانيين مصيري ويجب عليهم اتخاذ قرار سريع.

إعلان

وأشار مكي إلى أن إيران -حسب التقديرات الأميركية والإسرائيلية- على وشك صناعة قنبلة نووية، ولديها ما يكفي من اليورانيوم والتقنية اليوم لصناعة القنبلة.

وحذر من مخاطر التشدد الإيراني، مؤكدا أن طهران في لحظة ما ستكتشف أن استمرارها بالرفض سيعني اندماج الموقف الأميركي مع الإسرائيلي ووصولهما إلى قناعة مشتركة بأنه ليس هناك خيار آخر غير الحل العسكري.

وبشأن الخلاف الأميركي الإسرائيلي المتنامي حول الملف الإيراني، قالت روز إن هناك اختلافا في المقاربة، ولكن لا ينبغي تفسير ذلك على أنه انسحاب أو وقف للدعم الإسرائيلي في القضايا الأخرى.

وأكدت روز أن ترامب هو رئيس الولايات المتحدة وليس إسرائيل، وبالتالي هو يدافع عن المصالح الأميركية، ويعتقد أن ذلك يتحقق بشكل أفضل عبر التوصل إلى حلول سلمية لأزمات المنطقة وصفقات اقتصادية جديدة وليس بفتح حروب جديدة.

من جانبه، لفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إلى أن الحضور الإيراني في الخطاب السياسي الإسرائيلي سائد ومطلق، وهذا لا يتعلق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقط، بل يتعلق بكل أطراف المعادلة الإسرائيلية.

وأضاف جبارين أن نتنياهو قد يتسامح أو يقبل ببعض المقاربات الأميركية في المنطقة حتى في غزة، لكنه مع إيران "يخوض رهانا كاملا لأن القضية وجودية بالنسبة للدولة العبرية".

مقالات مشابهة

  • وسط تصعيد صاروخي جديد.. اليمن تعلن حظراً جوياً على المطارات الإسرائيلية
  • مدفيديف يحذر: فشل المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد حرب أشد ضراوة وتدخل أطراف جديدة
  • اتهامات خطيرة جديدة تطال أكرم إمام أوغلو
  • روسيا تفجر مفاجأة وتكشف الأسباب الحقيقية التي دفعت ’’ترامب’’ للاتفاق مع اليمن (تفاصيل خطيرة)
  • أبو الغيط: سياسة إسرائيل في فلسطين وسوريا ولبنان ستدخل المنطقة بحلقات لا تنتهي من المواجهة
  • إسرائيل تعلن تكثيف الهجوم على غزة.. بـ"عربات جدعون"
  • إسرائيل تهاجم ميناءي الحديدة والصليف وتهدد باغتيال (الحوثي)
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على ميناءي الحديدة والصليف
  • جبهة جديدة في المواجهة بين الهند وباكستان: خطوات تصعيدية من نيودلهي حول مياه نهر السند
  • محللون: ترامب جاد في الاتفاق مع إيران رغم معارضة إسرائيل