عاجل - "أنا على أرضي".. وصية يحيى السنوار تشعل محادثات الأسرى من جديد وتثير الجدل
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كشفت مصادر فلسطينية، في خطوة أثارت ضجة كبيرة، عن وثائق يعتقد أنها تمثل الوصايا الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات الأخيرة في قطاع غزة، وتحتوي هذه الوثائق، المكتوبة بخط يده، على تفاصيل حساسة تتعلق بالرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، وتوجهات واضحة لمقاتلي حماس حول كيفية التعامل مع هؤلاء الأسرى وترتيب الأمور القيادية في حال غيابه.
وبحسب ما نشرته صحيفة "القدس" الفلسطينية، فإن هذه الوثائق تتضمن توجيهات استراتيجية وجهها السنوار لمقاتلي حماس، مع تأكيده على ضرورة حماية حياة الأسرى الإسرائيليين، الذين وصفهم بأنهم "ورقة قوة" يجب استغلالها بعناية في أي مفاوضات مستقبلية.
كما تضمنت الوثائق أسماء 11 رهينة إسرائيليًا، بالإضافة إلى إحصائيات دقيقة حول أعمارهم، أجناسهم، ووضعهم كمدنيين أو عسكريين، مما يبرز الاهتمام الشديد من السنوار بمتابعة هذا الملف الحساس.
آية قرآنية تفتتح الوصية.. دعوة للتحرير والتفاوضوافتتح السنوار وصيته بآية من سورة "محمد" (الآية 4)، التي تشير إلى خياري المن أو الفداء في التعامل مع الأسرى، ما يعكس التزامه بتعاليم الدين الإسلامي في إدارة ملف الأسرى.
وصية يحيى السنوار تشعل محادثات الأسرىكما فسر يحيى السنوار هذه الآية بأنها تعطي لمقاتلي حماس حرية التفاوض أو الإفراج عن الأسرى وفقًا لمصالح الحركة، مشيرًا إلى أن "واجب تحرير الأسرى الفلسطينيين لا يتحقق إلا عبر تأمين أسرى العدو"، مؤكدًا أن هذا الملف يجب أن يظل في صدارة أولويات الحركة.
الوثيقة الثانية.. إحصائيات وتفاصيل دقيقة حول الرهائن الإسرائيليينوفي إحدى الوثائق، استعرض السنوار إحصائيات دقيقة حول المحتجزين الإسرائيليين، مع شرح مفصل لأعمارهم وتصنيفهم بين عسكريين ومدنيين، مما يوضح أن حماس تحتفظ بهذه المعلومات بشكل دقيق لإدارة المفاوضات المستقبلية بشكل فعال، وتؤكد هذه التفاصيل الدقيقة أهمية هذا الملف بالنسبة لحماس كوسيلة ضغط يمكن استغلالها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة.
وصية يحيى السنوار تشعل محادثات الأسرىالوثيقة الثالثة.. قائمة بأسماء الأسيرات ودعوة للاهتمام بالنساء المحتجزاتأما الوثيقة الثالثة، فقد تضمنت قائمة بأسماء أسيرات إسرائيليات، معظمهن من كبار السن، مما يشير إلى حرص السنوار على إظهار الجانب الإنساني في التعامل مع الأسرى من كلا الجانبين.
وصية يحيى السنوار تشعل محادثات الأسرىوأكد في هذه الوثيقة أن هؤلاء النساء يمثلن جزءًا مهمًا من معادلة التفاوض، داعيًا إلى حمايتهن والحرص على سلامتهن.
View this post on InstagramA post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)
استشهاد السنوار.. رحيل العقل المدبر وتحديات مستقبلية لحركة حماسويعتبر يحيى السنوار، أحد أبرز القادة العسكريين في حماس والعقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023، مثّل نقطة تحول كبيرة في مسار الحركة. في 16 أكتوبر 2023، استشهد السنوار عن عمر 61 عامًا بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ويعد السنوار من أكثر الشخصيات نفوذًا داخل حماس، إذ لعب دورًا كبيرًا في بناء القوة العسكرية للحركة وتطوير استراتيجياتها. مع استشهاده، تواجه القيادة تحديًا كبيرًا في سد هذا الفراغ التنظيمي الهائل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الحركة.
وتعد وصية يحيى السنوار الأخيرة، التي كشفت عن تفاصيل وخطط تحرير الأسرى، هي بمثابة خارطة طريق لمستقبل حماس في التعامل مع هذا الملف الحساس، وقد أثارت هذه الوثائق الكثير من الجدل، حيث ينظر إليها البعض على أنها رسالة أخيرة من حماس إلى العالم، تؤكد فيها التزامها بتحقيق أهدافها رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يحيى السنوار حركة حماس وصية السنوار اغتيال السنوار الجيش الإسرائيلى الرهائن الإسرائيليين الأسرى الفلسطينيين توجيهات حماس تحرير الأسرى قطاع غزة القيادة العسكرية استشهاد السنوار مفاوضات الأسرى الآية القرآنية العقل المدبر استراتيجية حماس قائمة الأسيرات تفاصيل الرهائن الوثائق السرية التعامل مع هذا الملف
إقرأ أيضاً:
وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعون لإنهاء الحرب
أقر وزراء إسرائيليون بتعثر العمليات العسكرية في غزة، في حين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية بشأن الوضع العسكري والأسرى، وذلك في ضوء تصريحات أميركية عن تقدم كبير قد يسمح بإبرام اتفاق ينهي الحرب.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية -مساء الأربعاء- عن 3 وزراء في الحكومة قولهم إن الحرب في غزة تحمل تصورات نظرية، لكنها عمليًا لا تحقق نتائج.
وأشار الوزراء إلى أن ثمة ضرورة للقيام بفعل آخر على المستوى العسكري أو السعي إلى إنهاء الحرب وإنجاز اتفاق.
وأوضحت القناة الـ12 أن نتنياهو لا يزال يعتقد أن الخطة الفعالة هي خطة على مراحل، مثل تلك التي صاغها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط.
وأثار الكمين الذي قتل فيه 7 عسكريين إسرائيليين على يد كتائب القسام في خان يونس دعوات في إسرائيل إلى إبرام صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وفي الإطار، دعا مسؤولون في الائتلاف الحاكم وحزب الليكود إلى إنهاء العمليات في غزة دون الانجرار خلف الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن هؤلاء المسؤولين أنه لا يمكن إنكار أن الإسرائيليين قد أُرهقوا من جبهة غزة.
وقال مسؤول حزب الليكود إنه لو طرح اتفاق بشأن غزة، فإن نتنياهو سيوافق عليه.
في غضون ذلك، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -اليوم الخميس- مشاورات مع فريق مُصغّر من الوزراء وكبار مسؤولي الأمن بشأن الوضع العسكري في غزة وكيفية التحرك بشأن إطلاق سراح الأسرى.
وكان نتنياهو وصف مقتل الجنود السبعة في خان يونس باليوم بالغ الصعوبة.
وفي السياق، أعرب موشيه غافني رئيس لجنة المالية في الكنيست عن حزب "يهودات هتوراه" عن استغرابه من استمرار إسرائيل في القتال بقطاع غزة، بينما يقتل الجنود طوال الوقت.
إعلانمن جهتها، تساءلت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة كيف يمكن لأسبوع بدأ بما سمته "إنجازا مدوّيا" (خلال الحرب مع إيران) أن يستمر بخسارة فادحة لـ7 عسكريين في غزة.
وقالت الهيئة -في بيان- إن الحرب في غزة استنفدت أغراضها وتدار دون هدف واضح أو خطة حقيقية، وإنه حان الوقت للتحلي بالشجاعة وإعادة المختطفين ووقف القتال.
ورأت أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران يجب أن يشمل غزة، معتبرة أن هناك فرصة تاريخية سانحة، وأن على الحكومة الإسرائيلية اغتنامها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في لاهاي إن تقدما -وصفه بالكبير- قد أُحرز بشأن غزة بسبب الضربة التي نُفذت في إيران.
وأضاف ترامب -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته- أن مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أخبره بأن اتفاقا بشأن غزة بات قريبا.
في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية يتحملان كامل المسؤولية عن تعثر التوصل لاتفاق حتى الآن، مشيرة إلى أن استمرار عمليات المقاومة في غزة يؤكد فشل الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وأكدت حماس -في بيان- أنها تتعامل بإيجابية مع أي أفكار تفضي لاتفاق يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال، مشيرة إلى أن نتنياهو وحكومته يواصلان المماطلة لكسب الوقت.
وأوضحت الحركة أن استمرار عمليات كتائب القسام وسرايا القدس في القطاع ضد قوات الاحتلال "يؤكد فشل العدو الصهيوني في كسر إرادة شعبنا ومقاومته"، مؤكدة أن "عمليات التصدي البطولي التي يخوضها مجاهدونا تبرهن على قوة وبأس مقاومتنا الباسلة وامتلاكها زمام المبادرة".
وفي الإطار نفسه، أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للجزيرة نت أن الاتصالات بالوسطاء لم تتوقف، قائلا إن الحركة لم تتلق أي مؤشرات على أن هناك تغيرا جديا في موقف نتنياهو.
وشدد النونو على أن حماس لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن شروطا واضحة عن وقف العدوان، يتضمن 4 نقاط أساسية: وقف العدوان كاملا، والانسحاب الشامل من القطاع، والإعمار وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل.
وعن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "أخبار جيدة" بشأن غزة، قال النونو إن الحركة لا تكتفي بالتصريحات، مضيفا "ندرك أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة لديهم القدرة على أن يفرضوا على نتنياهو إنهاء العدوان ووقف الحرب، لذلك، الأمر لا يحتاج تصريحات، وإنما إلى فعل حقيقي".
وفي حين أبدت حماس مرارا استعدادها لصفقة، تطلق فيها الأسرى مع وقف إطلاق نار دائم وانسحاب الاحتلال من غزة، فإن نتنياهو يضع عراقيل عدة، منها مطالبته بنزع سلاح الحركة، وألّا يكون لها أي دور في القطاع مستقبلا.
ويتعرض نتنياهو للضغوط الإسرائيلية، لا سيما من عائلات الأسرى وزعماء المعارضة، وسط اتهامات له بإفشال إبرام صفقة تعيد الأسرى، وإصراره على مواصلة الحرب "لأغراض تتعلق بمصالحه ومستقبله السياسي".
إعلانومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل حرب إبادة في غزة، خلفت نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة متفاقمة.