في تطور مثير للجدل، كشف تقرير فلسطيني عن وثائق مكتوبة بخط اليد، يعتقد أنها الوصايا الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي اغتيل على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتضمنت هذه الوثائق تفاصيل حساسة حول الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، وتوجيهات واضحة للمقاتلين بشأن تأمين الأسرى وترتيبات القيادة المستقبلية.

وصية يحيى السنوار الأخيرة.. رسائل بخط يده تكشف عن مفاجآت مدوية وقوية

وبحسب صحيفة "القدس" الفلسطينية، تتضمن الوثائق السرية توجيهات تفصيلية أصدرها السنوار لمقاتلي حركة حماس بشأن كيفية التعامل مع المحتجزين، مشددًا على أهمية الحفاظ على حياتهم، واعتبارهم ورقة ضغط رئيسية، وأداة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للحركة.

وشملت الوثائق أسماء 11 محتجزًا، إلى جانب إحصاءات دقيقة حول أعمارهم وجنسهم ووضعهم العسكري أو المدني، إضافة إلى رسائل عاطفية ومؤثرة كتبها السنوار بخط يده، تظهر التزامه بمبدأ تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين.

الآية الأولى.. رسالة الأمل والتحرير

كما بدأ يحيى السنوار وصيته بآية قرآنية من سورة "محمد"، يقول فيها الله تعالى: "فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً" (الآية 4). واستند السنوار في رسالته إلى تفسير هذه الآية التي تشير إلى خيارين في التعامل مع الأسرى: إما إطلاق سراحهم بلا مقابل، أو الفداء بهم لتحقيق أهداف محددة.

وأضاف يحيى السنوار توجيهات واضحة لمقاتلي الحركة بأهمية حماية حياة الأسرى وتأمينهم، مؤكدًا أن "واجب فك أسرانا لا يتم إلا بحراسة أسرى العدو"، ليجعل هذه الوصية بمثابة التزام أخلاقي وديني يستند إلى مفهوم التضحية والفداء لصالح قضية الأسرى الفلسطينيين.

يحيى السنوارالوثيقة الثانية.. إحصاءات دقيقة لمحتجزين

وفي الوثيقة الثانية، وضع السنوار إحصاءات دقيقة لعدد المحتجزين الإسرائيليين، مع توضيح لأعمارهم وتصنيفهم كعسكريين أو مدنيين، ما يظهر مدى اهتمام السنوار بالاحتفاظ بهذه المعلومات كجزء من استراتيجية المفاوضات المستقبلية.

ومن بين الإحصاءات، ذكرت الوثيقة بعض الفئات العمرية، ومعلومات إضافية حول وضعية المحتجزين، لتقديم لمحة شاملة توضح للعالم وللقيادة أهمية هذا الملف في جهود حماس لتحرير الأسرى الفلسطينيين.

الوثيقة الثالثة.. قائمة بأسماء أسيرات

أما الوثيقة الثالثة، فقد تضمنت قائمة بأسماء أسيرات من الإناث، معظمهن من كبيرات السن، في إشارة إلى تركيز السنوار على الوضع الإنساني للمحتجزين من الجانبين. هذه القائمة تعكس حساسية السنوار تجاه الأسرى من النساء، ما يضع بعدًا آخر لمساعيه لتعزيز قضية التحرير.

فيديو.. شاهد وصية يحيى السنوار الأخير ومفاجآت من العيار الثقيل قبل استشهاده View this post on Instagram

A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)

استشهاد يحيى السنوار.. ضربة للقيادة وتحديات جديدة

واستشهد يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023، يوم الأربعاء 16 أكتوبر 2023 عن عمر ناهز 61 عامًا، إثر اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

كما يعتبر السنوار من القادة العسكريين الأكثر نفوذًا في حركة حماس، حيث كان يلعب دورًا حيويًا في وضع استراتيجيات الحركة وتعزيز قدراتها، وقد مثّل استشهاده ضربة كبيرة للقيادة، وترك فراغًا يتطلب ترتيبات تنظيمية لتأمين استمرار القيادة وفق وصيته الأخيرة.

وتمثل وصية السنوار، التي ظهرت في هذه الوثائق، دعوة صريحة لأعضاء حماس لعدم التهاون في تأمين الأسرى، والمحافظة على موقفهم كجزء أساسي من استراتيجية تحرير الأسرى الفلسطينيين، وقد أثارت هذه الوثائق جدلًا واسعًا، حيث اعتبرتها بعض الأطراف رسالة حماس الأخيرة للعالم، التي توضح من خلالها مسارها المستقبلي في ظل غياب السنوار، وتؤكد التزامها بأهداف الحركة الاستراتيجية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: يحيى السنوار حركة حماس الوصية الأخيرة تحرير الأسرى الرهائن الإسرائيليين قطاع غزة القيادة الفلسطينية الجيش الإسرائيلى التوجيهات العسكرية تأمين المحتجزين التفاوض الاستراتيجي اغتيال السنوار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية الوثائق السرية الأسرى الفلسطینیین یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

المرحلة الثانية من خطة ترامب .. وترتيبات دولية جديدة لإدارة غزة بانتظار الحسم | وخبير يوضح

يشهد الملف الفلسطينيى الإسرائيلي حراكا سياسيا متسارعا مع اقتراب إطلاق المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط تعقيدات ميدانية وسياسية تتشابك فيها الأجندات الدولية والإقليمية. 

وتأتي التصريحات الإسرائيلية الأخيرة لتسلط الضوء على ملامح مرحلة قد تحمل تغييرات جوهرية في إدارة قطاع غزة ومستقبل العملية السياسية ككل، في ظل تحركات أمريكية مكثفة لإعادة رسم أطر التعامل مع الملف الفلسطيني.

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن السلطة الفلسطينية هي الخيار الوحيد القائم لإدارة الوضع الفلسطيني، رغم ما تحتاجه من إصلاحات جوهرية واستعادة للثقة، وأكد أن البحث عن بدائل لها يمثل مسارا عبثيا ويشكل خطرا على المشروع الوطني.

وأضاف الرقب لـ "صدى البلد"، أن غياب حركة فتح عن الاجتماعات الأخيرة في القاهرة، أمر معيب بحق أصحاب القرار، موضحاً أن تلك اللقاءات كانت فرصة حقيقية لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتشكيل حكومة تكنوقراط تحظى بإجماع وطني.

وأشار الرقب، إلى أن استحضار تجربة عام 2014 خلال الحرب على غزة حين تم تشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض، محذرا من أن استمرار الانقسام يمنح الاحتلال والإدارة الأمريكية المجال لفرض وصاية على القرار الفلسطيني.

وتابع: "خطورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ظل غياب الموقف الفلسطيني الموحد، موضحا أن البند السابع عشر من الخطة ينص على منح الاحتلال صلاحية التحكم في ملف الإعمار ".

واختتم: "ويتم تقسيم غزة إلى شطرين شرقي وغربي، في الوقت الذي ثمن فيه الموقف المصري الذي عبر عنه وزير الخارجية بدر عبد العاطي برفض تقسيم القطاع أو تشغيل معبر رفح باتجاه واحد".

وسبق، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يتوقع الشروع قريبا في المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك عقب إعادة جثة آخر رهينة.

وأوضح نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أنه سيجري هذا الشهر مباحثات مع الرئيس ترامب حول سبل إنهاء حكم حركة حماس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المضي في المرحلة الثانية من خطة ترامب سيكون معقدا وغير يسير، على حد وصفه.

كما أكد نتنياهو اعتقاده بوجود فرصة للوصول إلى سلام مع الفلسطينيين، مبينا أن مسألة ضم الضفة الغربية ما تزال قيد البحث، إلا أن الوضع الحالي في الضفة سيظل مستقرا على الأقل في المستقبل القريب.

وفي ظل ترقب المرحلة الثانية من اتفاق غزة الذي ترعاه الولايات المتحدة، كشفت مصادر مطلعة أن الإعلان عن تشكيل "هيئة دولية" لإدارة قطاع غزة قد يتم قبل نهاية العام الجاري، على أن تبدأ قوة الاستقرار الدولية انتشارها في القطاع المنكوب مطلع عام 2026.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن مسؤولين عرب وغربيين أن هذه الهيئة، التي ستحمل اسم "مجلس السلام" ويرأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستضم حوالي 12 قائدا من الشرق الأوسط والدول الغربية، وستكلف بإدارة القطاع لمدة عامين قابلة للتجديد بموجب تفويض أممي.

وفي السياق نفسه، أوضح موقع "أكسيوس" الأمريكي أن "مجلس السلام" ستكون مهمته الأساسية الإشراف على عملية إعادة إعمار غزة، وذلك في إطار التفويض الدولي الممنوح له لمدة عامين قابلين للتمديد.

وأفادت المصادر بأن التشكيلة المقترحة للهيئة ستضم ما يقرب من اثني عشر من قادة المنطقة والغرب، بهدف توفير غطاء سياسي دولي وإقليمي لعملية الاستقرار.

كما كشفت المصادر أن لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين ستعلن قريبا لتتولى إدارة شؤون غزة بعد الحرب، على أن يتم الكشف عنها على الأرجح خلال لقاء مرتقب هذا الشهر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار كثيف شرق غزةارتفاع حالات الانتحار في جيش الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة

والجدير بالذكر، أن يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد ترتيبات دولية جديدة ترسم ملامح إدارة قطاع غزة وإعادة إعماره، في وقت تستمر فيه المحادثات والضغوط السياسية لتحديد شكل النظام الإداري والأمني للقطاع بعد الحرب.

وبين وعود السلام، ومحاولات إعادة الهيكلة، وتدخل القوى الدولية، يبقى مستقبل غزة مرهونا بقدرة الأطراف المعنية على صياغة رؤية مشتركة تضمن الاستقرار والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتضع حدا لدورة الصراع المستمرة.

مصر تواصل تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى قطاع غزةعكاشة: إسرائيل تعطل تنفيذ اتفاق غزة وتراوغ للتهرب من المرحلة الثانية طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • المرحلة الثانية من خطة ترامب .. وترتيبات دولية جديدة لإدارة غزة بانتظار الحسم | وخبير يوضح
  • هيئة الأسرى تكشف تفاصيل صادمة عن ظروف اعتقال الأسيرة سماح حجاوي
  • إنقاذ فتاة من الغرق فى اللحظة الأخيرة بالنيل والتحقيقات تكشف سبب إلقاء نفسها
  • النعمان في توثيق شامل للحظات صالح الأخيرة.. رسائل الوداع ومعنى الانتفاضة
  • تعثّر جديد لجولة المشاورات اليمنية بشأن المحتجزين والمختطفين
  • إسرائيل تستعد لـاصطياد الرؤوس الأخيرة لحماس والحزب!
  • طالبت الرئيس بالتدخل.. والدة السبّاح يوسف تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاته |فيديو
  • رغم الانتقادات التي تضمنتها «الوثيقة الأمريكية».. واشنطن الحليف الأكبر لأوروبا
  • عمر السومة يرد على اتهامات اتحاد الكرة السوري.. ويكشف حقيقة غيابه عن كأس العرب
  • تحذير عاجل من الكهرباء بشأن رسائل دفع الفواتير