جريدة الوطن:
2025-05-30@15:22:22 GMT

فرص وتحديات اقتصادات «بريكس»

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

فرص وتحديات اقتصادات «بريكس»

اتجاهات مستقبلية
فرص وتحديات اقتصادات «بريكس»

 

 

طموحات وتطلعات مجموعة “بريكس” تتزايد مع انعقاد قمتها الأولى في قازان عاصمة جمهورية تترستان الروسية، بعد التوسع إلى 9 دول، وانضمام كل من دولة الإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا، وفي الوقت نفسه ماتزال دول عدة حول العالم تنتظر الموافقة على عضويتها في التحالف الاقتصادي الأكبر في العالم جغرافيًا وديمغرافيًا.


وضع تكتل “بريكس+” في قمته الـ16، أمام أعين العالم فكرة التحرر من القطبية الاقتصادية والسياسية، وركز على الجنوب العالمي، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، خاصة مع الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط، ولذا دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، والحفاظ على سيادة لبنان، وحذر من اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
وتطمح “بريكس” إلى الاستفادة من مقدراتها الهائلة التي تشكل نحو 45% من سكان العالم، وأكثر من 28% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ولم لا؟ والمجموعة صارت قوة اقتصادية متنامية ومحركة للنمو العالمي والتجارة والاستثمار، إذ تمثل دول المجموعة 20% من التجارة العالمية؛ ولذا طرحت قمة روسيا على الطاولة التحرر من النظام الاقتصادي الدولي الحالي، وذلك بالشروع في تأسيس نظام للمدفوعات الدولية تحت اسم “جسر بريكس”، يعتمد على شبكة البنوك لدول المجموعة، استنادًا إلى تقنيات بلوكتشين والعملات الرقمية، ليكون بديلًا للنظام الحالي المسيطر عليه غربيًا، بُغْيَة إنشاء منصة “بريكس كلير” لتسوية التجارة في الأوراق المالية، مع دراسة إمكانية تأسيس بورصة لتجارة المعادن الثمينة، وبورصة تجارية للحبوب في مجموعة “بريكس”، إذ إن دول المجموعة تستحوذ على النسبة الوازنة من إنتاج الحبوب عالميًا.
ومع تعرض النظام العالمي إلى هزات على المستوى الاقتصادي والسياسي في السنوات الأخيرة، تحملت دول الجنوب العالمي الجانب الأكبر من الأضرار، ويعمل “بريكس” على إحداث التوازن الدولي بالعدالة والإنصاف. وما يميز اقتصادات “بريكس” هو التكامل، حيث تتنوع الاقتصادات بين الطاقة والزراعة والصناعة والتعدين والتكنولوجيا والكفاءات البشرية والإمكانات العسكرية، ويحاول بريكس استغلال هذه الإمكانيات في تقليل الاعتماد على الدولار، واستخدام العملات الوطنية بشكل أكبر في التجارة الثنائية، والخروج من دوائر اقتصادية تتحكم في مقدرات الدول بفرض عقوبات إذا ما اختلفت المواقف في الشؤون الدولية، ونموذج الصين وروسيا أوضح دليل على إمكانية تبادل ما يقرب من 95% من التجارة بالروبل واليوان.
وبتفعيل بنك التنمية “إن بي دي”، وصندوق احتياطات الطوارئ “سي آر إيه”، لتوفير مساعدات وقروض للدول النامية حول العالم، سيعطي المجموعة قدرة على المنافسة مع المؤسسات المالية الغربية، خاصة بعد أن قام التكتل بتجديد دمائه عبر انضمام دول جديدة، وتعاظم الآمال في تحقيق نمو اقتصادي قائم على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتسهيل الاندماج الاقتصادي، وإنشاء سوق مشتركة للتجارة الحرة وعملة موحدة مستقبلًا، وتحقيق السلام والاستقرار السياسي والاقتصادي حول العالم.
وتمتلك “بريكس” عوامل قوة متعددة، غير أنها تواجه تحديات تتعلق بالقدرة على منافسة المنظومة الغربية النافذة منذ عقود، في ظل اختلاف شكل الأنظمة السياسية بين دول المجموعة، وعدم الاتفاق على تصورات تتعلق بالاقتصاد والتجارة والتمويل، والتنافس بين دول المجموعة، والخلافات السياسية والحدودية، وتعارض المصالح بين دول التكتل. كما أن الاتفاق بالإجماع بين دول المجموعة ليس سهلًا، والتخوف وارد من هيمنة الاقتصادات الكبرى في بريكس على دول التكتل، مع التباين في القوة الاقتصادية والتنموية.
إن إطلاق مبادرة تاريخية لإعادة تشكيل هيكل المدفوعات العالمية يُعَدُّ خطوة ثورية تحتاج إلى الكثير من العمل لإنجاحها، وربما يستغرق الأمر وقتًا كبيرًا سواء على المستوى التنسيقي والفني، في حين أن نحو 58% من عملات الاحتياطي الأجنبي في البنوك المركزية حول العالم مقومة بالدولار، مع الاتجاه إلى زيادة الاحتياطيات من الذهب.
كل الشواهد تتجه إلى اتساع الساحة الدولية لقوى متعددة، واستضافة روسيا للقمة الـ16 للبريكس هو دليل على أن العالم ذاهب إلى مجتمع دولي متعدد الأقطاب لا محالة. ومن المنتظر بالطبع أن توسيع العضوية في التكتل يتيح زيادة التجارة البينية، وحرية نقل التكنولوجيا والمعرفة بين دول المجموعة. كما أن توفير آليات للتمويل لا تضغط على الدول من شأنه أن يُسهم في تقليل دور أي منظمات مالية دولية منافسة. ومن البديهي أيضًا أن زيادة التوجه بين دول المجموعة إلى التبادل التجاري بالعملات المحلية سوف يزيد من الطلب على العملات المحلية، ويُسهم في خفض الطلب على الدولار الأمريكي، ما يساعد في كبح جماح التضخم، وأن تؤدي الاستثمارات المتبادلة بين دول بريكس إلى زيادة قوة دول مجموعة البريكس.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بین دول المجموعة حول العالم

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي العالمي» يستقطب 10 آلاف مشارك بمعرض التوظيف الافتراضي

 
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن أبوظبي العالمي ADGM، أن الدورة الثانية من معرض التوظيف الافتراضي، الذي نظّمه بالتعاون مع منصة التوظيف العالمية eFinancialCareers، استقطبت 10456 شخصاً من كافة أنحاء العالم، وشكّل فرصة لكافة الجهات من الشركات والباحثين عن العمل للاستفادة من منظومة أبوظبي العالمي وتخطي التحديات والعوائق الجغرافية التي ترافق عمليات التوظيف.
وأكد أبوظبي العالمي التزامه بتعزيز التواصل العالمي واستقطاب أفضل الكفاءات من مختلف أنحاء العالم، بعد النجاح الذي حققته الدورة الأولى من المعرض في أكتوبر الماضي. وشهد المعرض، الذي أقيم في 14 مايو مشاركة أكثر من 40 جهة بارزة، شملت مؤسسات مالية كبرى وبنوكاً وشركات لإدارة الأصول، إضافة إلى شركات التكنولوجيا المالية والاستشارات والشركات الناشئة والمكاتب القانونية وشركات التكنولوجيا العاملة في أبوظبي العالمي. وساهم التعاون مع منصة eFinancialCareers في فتح آفاق جديدة أمام الشركات للتواصل مع مرشحين من أكثر من 30 دولة، من بينها المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والهند، وسنغافورة، وأستراليا، وكندا، والفلبين وغيرها.
واجتذب الحدث مشاركة واسعة من المواطنين الإماراتيين، ما يعكس مواكبته لجهود تطوير المواهب الوطنية.
وتوزّع المرشحون بين أكثر من 30 قطاعاً متنوعاً، كالخدمات المصرفية الخاصة، والخدمات المهنية، والاستشارات، وإدارة الثروات، والخدمات المصرفية الرقمية وأسواق المال والوساطة المالية والملكية الخاصة وصناديق التحوط وغيرها. وشهدت الأجنحة الخاصة بالشركات أكثر من 32,000 زيارة من المهنيين من مختلف أنحاء العالم.
وقال سالم الدرعي، الرئيس التنفيذي لسلطة أبوظبي العالمي: يعكس معرض التوظيف الافتراضي مدى التزام أبوظبي العالمي بتعزيز التواصل العالمي واستقطاب الكفاءات، ومن خلال الاستفادة من التكنولوجيا وبناء الشراكات الاستراتيجية، نواصل إزالة التحديات وكسر الحواجز وتوسيع الفرص أمام الشركات والمهنيين من جميع أنحاء العالم.
وأضاف: من خلال هذا الحدث، نوفّر لشركاتنا إمكانية الوصول بسهولة وفعالية إلى قاعدة متنوعة من الكفاءات والمواهب المتميزة.
وقال بيتر هيلي، الرئيس التنفيذي لمنصة eFinancialCareers: أثبتت أبوظبي مجدداً مدى جاذبيتها للمهنيين المتخصصين في قطاع الخدمات المالية.

أخبار ذات صلة «الخدمات المالية بأبوظبي العالمي» تفرض غرامات مالية على 23 جهة أبوظبي مركز الجذب الجديد للبنوك والصناديق المالية العالمية

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي العالمي» يستقطب 10 آلاف مشارك بمعرض التوظيف الافتراضي
  • قرعة كأس العالم للشباب تسفر عن مجموعات متباينة
  • الأخضر السعودي في مجموعة متوازنة بمونديال” الشباب تشيلي 2025″
  • ريال مدريد يحفز لاعبيه بمكافأة ضخمة للتتويج بكأس العالم للأندية
  • ما هي مجموعة مصر في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا؟
  • حصدت أكثر من 100 مليون مشاهدة حول العالم.. لأول مرة «ثلاثي جيتار برشلونة» العالمي في القاهرة
  • مونديال الشباب.. المنتخب المغربي في المجموعة الثالثة رفقة إسبانيا والبرازيل والمكسيك
  • الإتحاد العالمي للسفلة
  • إركينوف الوحدة ضمن قائمة أوزبكستان لمواجهة «الأبيض»
  • ما العمل بعد نهاية النظام العالمي؟