كيف تؤثر الأزمات على تدين الشباب؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
بانر – موازين (الجزيرة)
وفي هذا السياق، يرى المفكر والداعية الإسلامي، محمد عياش الكبيسي أن ضغط الحياة والمجتمع يجعل الشاب يلجأ إلى قوة غيبية كي تساعده في التخلص من ثقل الحياة، ويشير إلى أن هناك بعض الشباب يتمسك بالتدين الشعائري الذي تدفعه الفطرة، فالشاب الذي فهم الدين على أنه صلاة وزيادة في المناسك وحسنات والابتعاد عن المآثم وغير ذلك، يتسم بنوع من الثبات والاستقرار في تدينه.
وهناك شباب ربطوا قضاياهم وقضايا مجتمعاتهم بالدين بوعي أو بدون وعي، وهؤلاء في الأغلب -كما يوضح الكبيسي- يصبحون عرضة للتقلب، ومن هذا النوع التدين السياسي، هو خطر عندما لا يكون على بصيرة.
وعندما يغذى المتدين سياسيا بخطاب ديني غير مؤصل تأصيلا شرعيا وعلميا، فسيتعرض للتقلبات ولردود الأفعال غير المتوازنة عندنا تأتي النتائج بخلاف ما كان يتوقع.
ودعا المفكر والداعية الإسلامي إلى ضرورة التفريق بين نمط التدين الفردي وبين نمط التدين السياسي، مشددا على أن التدين الفردي هو الملجأ الأخير للشخص.
وحسب الكاتب المتخصص في قضايا الفكر الإسلامي، محمد خير موسى، فإن هيمنة الليبرالية العالمية جعلت النزعة الفردية في التدين تطغى على الشباب في هذه المرحلة، ولكنه أوضح أن هذه النزعة الفردية ظهرت مبكرا في الإسلام، أي منذ تحكم الاستبداد السياسي في مفاصل الدولة الإسلامية.
وعن تأثير الأزمات على تدين الشباب، قال المفكر الكبيسي إن التدين الذاتي الفردي الذي ينبع من حاجة شخصية لإشباع الروح والفطرة لا يتأثر بالأزمات، أما الذي يتأثر بالأزمات فهم الذين يستعملون الدين للبحث عن حل قضاياهم الدنيوية، مثل العدل ومكافحة الظلم والفساد ومحاربة الاحتلال، وهؤلاء يتأثرون بالأزمات سلبا وإيجابا، وعادة الشباب يصاب بصدمة دينية جراء بعض الإخفاقات، لأنه لم يفهم العلاقة بين الدين والدنيا.
ويبيّن المفكر والداعية أن هناك مجموعة من المتدينين انتدبت نفسها لكي تكون هي الحل، فحينما ترتبك هذه المجموعة بسبب خلل في تصوراتها الدينية وفي بنيتها التنظيمية، يحدث تراجع في التدين على مستوى الشباب الذي يأخذ بهذا النموذج. غير أن التراجع لا ينتهي في الغالب إلى إلغاء التدين بل إلى التدين الفردي.
تدين شكليويرى المفكر خير موسى أن مرحلة ما بعد الثورات المضادة في العالم العربي شهدت انخفاضا في التدين الشبابي، بسبب الشعور بالإحباط واليأس، وتفجرت أسئلة تتعلق بالقلق الإيماني.
كما يرجع سبب تراجع التدين إلى فقدان الشباب لثقتهم في بعض المرجعيات الدينية، والتي أظهرت ارتباكا في المواقف، ولذلك لجأ الشباب إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أوقعتهم في الكثير من المطبات، من حيث حالة التيه والارتباك المعرفي في التحصيل.
وقال الكاتب المتخصص في قضايا الفكر الإسلامي -في حديثه لبرنامج "موازين"- إن الشباب لا تقنعهم الأقوال، ولكنهم في الأزمات ينتظرون الأفعال.
وعن دور القنوات الفضائية في تدين الشباب، يلفت الكاتب إلى أن هذه القنوات أحدثت نوعا من التثقيف الديني العام، وصنعت رموزا لم يتم اختبارها على أراض الواقع، وعندما بدأ قطار الربيع العربي سقط عدد لا بأس به من هؤلاء في الاختبار، فسقط جزء من تدين شريحة من الشباب.
وذكر أيضا أنه في العقود الأخيرة ظهر تدين شكلي لا جوهري لدى بعض الشباب، حيث يظهر طقوسا دينية وهو لا يطبق الدين.
30/10/2024المزيد من نفس البرنامجهكذا يسعى الاحتلال لنزع الحصرية الإسلامية عن إشراف وإدارة المسجد الأقصىتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات arrowمدة الفیدیو تدین الشباب
إقرأ أيضاً:
حماس تدين إعدام أجهزة أمن السلطة لمسن فلسطيني
متابعات ـ يمانيون
أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد مسن وإصابة عدد من المواطنين بعد إطلاق نار مباشر على مركبة في الحي الشرقي من المدينة، واعتبرت ذلك بمدى الانحدار الذي وصلت له هذه الاجهزة وسلوكها المتساوق مع الاحتلال.
وقالت الحركة في بيان لها اليوم الثلاثاء”إن هذه اللامبالاة والتمادي الفج في سفك الدم الفلسطيني على يد من يُفترض بهم حمايته، لا يمكن أن يفهم إلا بأنه استهتار صارخ بكافة المعايير الأخلاقية والإنسانية لدى قادة وعناصر هذه الأجهزة”.
وحذرت من تداعيات هذا التوحش والسلوك الإجرامي وعواقبه على وحدة الشعب الفلسطيني ونسيجه الاجتماعي، داعية إلى موقف وطني عاجل وجامع لوقف هذا الانحدار الخطير، وعدم السكوت عن هذا التماهي ما بين أجهزة السلطة وقوات الاحتلال.
كما ودعت إلى التحقيق الفوري والعادل في كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة على يد أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وإلى ضرورة الإسراع في محاسبة كافة المتورطين في هذه الجرائم بمختلف مستوياتهم.