عالم الوعود الزائفة.. الأمم المتحدة تنذر بمستقبل مشؤوم للكوكب
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
بات الحديث عن الاحتباس الحراري من الأمور المستهلكة خلال العقد الماضي، ولا يخفى على الكثير القلق المتزايد حيال مستقبل الأرض المهدَد بفعل تغير المناخ، إلا أن تقريرا جديدا صادرا عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يرسم صورة أكثر سوداوية، مؤكدا أن الوتيرة الحالية للانبعاثات تدفع الكوكب نحو كارثة مناخية عاجلة.
ويوضح التقرير الذي اتسمت لغته بحدة غير معهودة، حجم التهديد الداهم الذي يواجهه كوكب الأرض بفعل التغيرات المناخية المتسارعة، كاشفا بشكل صارخ عن الفجوة المتسعة بين الوعود التي أطلقتها الدول للحد من الانبعاثات والواقع الفعلي الذي تشير إليه الأرقام.
ذلك أن فشل الدول في خفض الانبعاثات بشكل عاجل قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 3.1 درجات مئوية بحلول عام 2100، وهو ما يزيد على ضعف الهدف المحدد والمتفق عليه في اتفاقية باريس لعام 2015، التي وضعت سقفا لتجنب الكوارث المناخية بحد أقصى 1.5 درجة مئوية.
ومنذ تبني اتفاقية باريس، يُنظر إلى حد 1.5 درجة مئوية على أنه الحد الفاصل الذي يجنّب النظم البيئية والمجتمعات البشرية آثارا كارثية قد يصعب التكيف معها مستقبلا.
وقد صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبر منصة يوتيوب بعد نشر التقرير، قائلا: "نحن نسير على حافة هاوية كوكبية"، في الوقت الذي سجلت فيه الانبعاثات زيادة بنسبة 1.3% العام الماضي، أشار إلى أن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات صارمة وسريعة باتت أمرا ملحّا أكثر من أي وقت مضى.
تعني زيادة الانبعاثات زيادة تالية في كل شيء آخر، ليس فقط معدلات درجة الحرارة، بل كذلك زيادة في تردد وشدة وطول الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الجفاف الشديد والموجات الحارة.
مستقبل مقلق ونذير شؤموضع التقرير أرقاما مروعة حول معدلات الانبعاثات، حيث وصلت إلى 63 غيغاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عام 2023، بزيادة 0.8 غيغاطن عن العام السابق، ويعكس هذا الارتفاع استعادة الأنشطة الصناعية والنقل زخمها بعد فترة التباطؤ التي شهدها الكوكب خلال جائحة كوفيد-19 في نهاية عام 2019.
وقد أشار غوتيريش إلى التكاليف الباهظة التي تسببها الكوارث المناخية المتزايدة، وهو الثمن الذي يدفعه العالم نتيجة تباطؤ التحرك لخفض الانبعاثات، ومع اقتراب موعد مؤتمر المناخ السنوي للأمم المتحدة في باكو مطلع الشهر المقبل، تزداد آمال المجتمع الدولي في وضع التزامات جديدة وفعالة.
وبموجب التقرير، يتطلب الوصول إلى أهداف اتفاقية باريس خفض الانبعاثات بشكل جماعي بنسبة 42% بحلول عام 2030، و57% بحلول 2035، مما يشكل تحديا ضخما خصوصا مع تباطؤ التقدم الذي تحققه بعض الدول الكبرى، خاصة دول مجموعة العشرين التي تمثل أكبر اقتصادات العالم.
تعد اتفاقية باريس للمناخ، التي أبرمتها 196 دولة عام 2015، بمثابة التزام عالمي للحد من ارتفاع درجات الحرارة، وتهدف إلى وضع سقف لتغير المناخ بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية كسقف آمن للحد من المخاطر المناخية الشديدة.
وارتكزت الاتفاقية على مبادئ تضمن للدول النامية الحصول على دعم مالي وفني، مع اعتماد "المسؤولية المشتركة والمتباينة"، إذ تتحمل الدول المتقدمة مسؤولية أكبر في مساعدة الدول الأقل نموا في جهودها للتكيف مع التغير المناخي.
وأحد الجوانب البارزة في اتفاقية باريس هو "المساهمات المحددة وطنيا"، وهي الأهداف الطوعية التي تحددها كل دولة لنفسها لخفض الانبعاثات، وبموجب الاتفاقية، يتعين على الدول مراجعة هذه الأهداف وتحديثها كل 5 سنوات للتأكد من ملاءمتها مع الأهداف العالمية، وسيكون موعد التحديث المقبل في فبراير/شباط 2025.
غير أن التنفيذ الفعلي لهذه المساهمات يواجه تحديات كبيرة، من بينها ضغوط اقتصادية، واستمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري، ونقص التمويل اللازم للتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتشجع الاتفاقية على زيادة الالتزامات لتقليص الفجوة بين الأهداف المناخية وما هو مطلوب فعليا لوقف ارتفاع درجات الحرارة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اتفاقیة باریس
إقرأ أيضاً:
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
#سواليف
أكد زعيم حركة “انصار الله” اليمنية #عبدالملك_الحوثي الخميس أن ” #المعركة من قطاع #غزة إلى #إيران واحدة والقضية واحدة والأمة واحدة”، موجها رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها.
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
زعيم حركة “انصار الله” اليمنية عبد الملك الحوثي
وفيما يلي، أبرز ما جاء في كلمة عبد الملك الحوثي حول “مستجدات العدوان الإسرائيلي على #غزة وإيران والتطورات الإقليمية والدولية”:
في ما يخص فلسطين:
مقالات ذات صلة وصول “طائرة يوم القيامة” إلى واشنطن يثير تكهنات حول شن هجوم عسكري أمريكي على إيران 2025/06/19المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة، والقضية واحدة، والأمة واحدة.. المهمة الرئيسة للعدو الإسرائيلي الذي يدعمه الغرب من أجلها هي استهداف أمتنا والعمل على إخضاعها والسيطرة عليها.. نحن أمة واحدة يستهدفنا عدو واحدٌ مدعوم من جبهة معادية تستخدم كل الوسائل في استهداف أمتنا. هذا الأسبوع يعتبر من أشد الأسابيع في مجال الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بحصيلة تجاوزت 3 آلاف شهيد وجريح.. العدو الإسرائيلي يركز على الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويستهدف بشكل متعمد الجميع ومن ضمنهم الأطفال والنساء.. حصيلة الجرائم في قطاع غزة تكشف عن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، وأنه إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة. العدو الإسرائيلي جعل من مراكز المساعدات مراكز للإعدام، وللإبادة وللقتل ومصائد للموت.. الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في غزة يضطر الكثير منه للذهاب إلى المراكز بهدف الحصول على الغذاء الضروري.. فيتم استهداف المتجمعين بأعداد كبيرة في مراكز المساعدات بالقصف المدفعي والرصاص وأحيانا بالغارات.. مراكز المساعدات باتت من أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل يومي.. الأمريكي داعم للعدو الإسرائيلي وشريك له في فكرة تحويل مراكز المساعدات الإنسانية إلى مصيدة للإبادة الجماعية. ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير وتحرك مستمر وواسع للضغط لإيقاف هذه المهزلة البشعة التي يستخدمها العدو الإسرائيلي.. ينبغي أن يكون هناك نشاط واسع دولي بشكل عام وضغط من العالم الإسلامي لأن المعاناة كبيرة جدا للشعب الفلسطيني.
في ما يخص سوريا:
العدو الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية كبيرة في ريف دمشق وهذا تطور خطير.. نفذ عملية ترويع للأهالي ومداهمات للمنازل بعد منتصف الليل في ريف دمشق الغربي.. العدو الإسرائيلي قام بإعدام أحد الشبان واختطف 7 آخرين بينهم شاب معاق في عمليته العسكرية العدوانية في ريف دمشق الغربي. التوجهات في المواقف بسوريا لا تسعى أن يكون هناك أي شيء إطلاقا يستفز الإسرائيلي في محاولة طمأنته أنه لن يستهدف بأي شكل من الأشكال من سوريا. العدو الإسرائيلي توغل في قرى بريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي وقام بعمليات اختطاف وأنشأ نقاط تفتيش.. العدو الإسرائيلي مستمر بتنفيذ غارات استباحت الأجواء السورية بشكل كامل
في ما يخص الضربات بين إسرائيل وإيران:
العدو الإسرائيلي يستبيح الأجواء السورية في العدوان على إيران كما هو الحال في أجواء الأردن وأجواء العراق.
ما قبل العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران قام الأمريكي بأسلوب الخداع بالدخول في مفاوضات معها بوساطة عمانية.. الغرب يكرر الأخذ والرد والنقاش حول الملف النووي ليجعل منه مشكلة كبيرة وذريعة في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.. الغرب يتخذ مواقف عدائية ضد إيران في الملف النووي رغم أنه مع دول أخرى وكذا العدو الإسرائيلي يمتلكون السلاح النووي وينتجونه.
الجمهورية الإسلامية تؤكد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي ولا أن تمتلكه وأن ذلك محظور في رؤيتها الدينية.. الجمهورية الإسلامية في إيران أتاحت المجال للرقابة القوية على منشآتها النووية وحملات التفتيش، وغير ذلك من الإجراءات التطمينية..الموقف الغربي من الجمهورية الإسلامية في إيران راجع لعدة نقاط مهمة وجوهرية وذات أهمية لكل بلدان أمتنا الإسلامية.
إيران ليست دولة خانعة وخاضعة للغرب بل دولة متحررة مستقلٌة تبني نهضة إسلامية على أساس من الاستقلال.. إيران لا تشبه حال بعض الأنظمة التابعة للغرب في توجهاتها السياسية وفي مواقفها بل في كل نشاطها.. من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هو الموقف الداعم للشعب الفلسطيني.
الجمهورية الإسلامية في إيران ثبتت بشكل مستمر ولم تتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني إطلاقا وهو أحد مبادئها الإسلامية.. تبني إيران لقضايا الأمة والمظلومين والمستضعفين مقلق للأعداء وهو من أكبر أسباب الحقد ضدها.. وعوامل العداء ضد الجمهورية الإسلامية في إيران تتعلق بنهضتها العلمية.. الملف النووي ذريعة غربية وإيران تقدم كل الآليات المتاحة للاطمئنان إلى عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي.
بعيدا عن الاعتبارات الشرعية والقيمية لإيران، لكن لماذا يُتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟ أمريكا وإسرائيل تملكان السلاح النووي وهما يشكلان الخطر على المجتمع البشري.. أمريكا استخدمت السلاح النووي لإبادة المجتمعات البشرية كما حصل في اليابان.. إذا كان التعاطي مع السلاح النووي من باب ما يشكله من تهديد للبشرية، فأول من ينبغي أن يمنع من امتلاكه هو العدو الإسرائيلي.
هم يعادون إيران طالما هي في الاتجاه المتحرر المتبني لقضايا الأمة على أساس من الانتماء الإسلامي.. الأمريكي قدم الغطاء للعدوان الإسرائيلي على إيران.
تزامن مع العدوان على إيران هجمة إعلامية وحرب نفسية بهدف تحقيق إنجاز كبير لكن العدو فشل.. العدوان على إيران فاشل، والخسائر والأضرار لن تحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.. مع الصمود الإيراني وتماسكه اتجه للرد الفاعل المدمر القوي ضد العدو الإسرائيلي.
مستوى الرد الإيراني في حجمه وقوته وفاعليته وتأثيره جعل العدو الإسرائيلي في وضع غير مسبوق.. لم يسبق للعدو الإسرائيلي حتى في كل جولاته العدوانية التي دخل فيها في معركة مع الأنظمة العربية أن كان في وضعية مثل هذه.. الرد الإيراني المدمر والقوي والفعال بزخمه الكبير ألحق بالعدو الإسرائيلي دمارا هائلا.. الصهاينة في كل أنحاء فلسطين هم في حالة رعب وخوف إلى درجة أن البعض منهم باتوا يهربون بالتهريب عبر الزوارق إلى قبرص.. العدو الإسرائيلي يسعى بكل جهد إلى التعتيم الإعلامي ويمنع عمليات التصوير، وما يخرج من تصوير هو خارج نطاق المنع.
الحالة الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مطمئنة ومستوى التفاعل الشعبي كبير جدا.. حالة العدوان الإسرائيلي حالة مستفزة جدا وردة الفعل تجاهها هي ردة فعل مقاومة مجاهدة غاضبة ومستاءة.
الشعب الإيراني لم يتجه للاستسلام والخنوع والرضوخ بل للاستياء والغضب والتحرك في إطار الدفاع ورد الفعل المشروع الطبيعي.. الجمهورية الإسلامية في إيران تمتلك كل عناصر القوة والثبات المعنوية والمادية والعدو الإسرائيلي لن يتمكن من إلحاق الهزيمة بها أو السيطرة عليها.
ما يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هراء وتهريج عندما يطرح مسألة الاستسلام غير المشروط على إيران وهو كلام غير عقلاني.
عملية اليوم هي عملية قوية قالت عنها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها أكبر عملية من منذ بداية عمليات الرد الإيراني.. 14 موجة من موجات القصف الصاروخي في الرد الإيراني تتم بزخم كبير وبعمليات هادفة مؤثرة تضرب أهدافا مؤثرة على العدو.. الرد الإيراني مؤثر على العدو في الجانب العسكري وفي الجانب الاستخباراتي وفي التصنيع العسكري.
عمليات اليوم كانت من أهم العمليات والعدو الإسرائيلي يصيح منها ويحاول أن يحرف الحقائق بشأنها.. تضرر مستشفى عسكري للعدو من موجة انفجار على مستوى الزجاج لا يقارن مقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي تجاه المستشفيات في غزة.. العدو الإسرائيلي يقتحم المستشفيات في غزة ويقتل كوادرها الطبية والصحية ويقتل المرضى ويستهدف حتى الحضانات ويدمرها.. العدو الإسرائيلي ليس مؤهلا لأن يتحدث مع الآخرين عن أنهم استهدفوا مستشفى عسكريا لأنه تأثر بموجات انفجار على أهداف مشروعة.
الأمريكي يطرح طرحا سخيفا جدا حينما يتحدث عن الاستسلام غير المشروط وهو طرح لا يمكن أن يتحقق إطلاقا.. الاستسلام غير المشروط يعني أن تكون الأمة الإسلامية مستباحة بالكامل لهم وألا يكون هناك اعتراض على أي شيء يعملونه بها مهما كان إجراميا وعدوانيا وغير مشروع.
لو كان حجم هذه الهجمة التي حصلت ضد إيران على بلد عربي، كيف سيكون وضعه؟ هل سيتحمل بهذا المقدار؟ ولا سيما البلدان التي لم تبن واقعها على أساس مواجهة الخطر الصهيوني.. المفترض أن يكون الإسرائيلي هو العدو الفعلي لكل الدول العربية وأن تبني قدراتها العسكرية وواقعها بما يؤهلها لمواجهة هذا الخطر.. ينبغي على كل الدول الإسلامية الثبات على موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران.. موقف الدول الإسلامية من العدوان على إيران جيد وينبغي الثبات على هذا الموقف.
ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها وفي المقدمة العراق أن تسعى لمنع العدو الإسرائيلي من استباحة أجوائها لأن هذا اعتداء عليها.. بعض البلدان تصدر مواقف بأنها لا تريد أن تكون طرفا في هذا الصراع لكن عندما تكون أجواؤها مستباحة للإسرائيلي فهو لم يحقق ما أعلن عنه من حياد.. العدو الإسرائيلي استباح أجواء الأردن وسوريا والعراق ويفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة ولو بتبني الموقف.. لا يجوز لأحد أن يبرر استباحة العدو الإسرائيلي لأجواء بعض البلدان لأن بمقدورها أن تفعل مواقف معينة مقابل الاستباحة وانتقاص السيادة.
على الشعب العراقي أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من وضعية الاستباحة وألا يبقى الوضع كما هو الحال في سوريا والأردن.. من المهم لكل أبناء أمتنا ولكل شعوبنا أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء وعناوينهم المخادعة.
عملياتنا العسكرية ضد العدو الإسرائيلي مستمرة، وحظر ملاحة العدو مستمر ومسيطر عليه بشكل تام في مسرح العمليات.