لقاح ينتج استجابة مناعية واعدة ضد الملاريا
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
بدا أن لقاحاً تجريبياً ضد الملاريا آمن ويعزز الاستجابة المناعية لدى الرضع في أفريقيا، وهي واحدة من أكثر المجموعات عرضة لمرض الملاريا الحاد.
لا يوجد حالياً سوى لقاح واحد للملاريا، «RTS، S» وافقت عليه منظمة الصحة العالمية ولا يمنح إلا حماية جزئية من المرض. ومع ذلك، في نتائج المرحلة الفرعية المبكرة على لقاح جديد والتي يطلق عليها 1 ب (1B)، التي أجريت في تنزانيا ونشرت في 11 أغسطس الجاري في مجلة Med، وجد الباحثون أن استهداف RH5، وهو بروتين يستخدمه Plasmodium falciparum المؤدي لمرض الملاريا من أجل غزو خلايا الدم الحمراء، يمكن أن يولد استجابة مناعية واعدة هي الأكثر وضوحاً في مجموعة الرضع.
تعرف 1b في التجارب السريرية باسم «الجرعات التصاعدية المتعددة». وهي جزء من المرحلة الأولى من التجارب السريرية. وتبحث 1b الديناميكيات الدوائية للجرعات المتعددة من الدواء، مع النظر في السلامة والتحمل.
منع الطفيلي من غزو الكبد
تقول كبيرة مؤلفي الدراسة الجديدة أنجيلا ميناسيان، وهي عالمة طبيبة في جامعة أكسفورد: «يجب أن تكون اللقاحات المضادة للسبوروزويت مثل اللقاح RTS,S فعالة بنسبة 100% في منع الطفيلي من غزو الكبد للوقاية من المرض».
وتضيف الباحثة «حتى لو أفلت طفيلي واحد، فسيستمر في التكاثر في الكبد، والانفجار في مجرى الدم، ثم إصابة خلايا الدم الحمراء حيث تنمو الطفيليات بمعدل أسي».
يصاب الشخص بالملاريا عند عضه من قبل بعوضة مصابة، مما يؤدي إلى إطلاق Plasmodium falciparum المسبب لمرض الملاريا في الجسم. يقوم اللقاح RTS,S المضاد للملاريا والعديد من اللقاحات المرشحة الأخرى بتعليم الجهاز المناعي كيفية استهداف الطفيلي في مرحلة مبكرة، قبل أن يغزو الكبد.
يقول المؤلفون: «تؤكد البيانات في تجربة المرحلة 1 ب المبلغ عنها هنا، لأول مرة، أنه يمكن تحقيق استجابات مناعية كبيرة بأمان من خلال التطعيم لدى الرضع من منطقة موبوءة بالملاريا».
تجربة اللقاح الجديد
أجرى الباحثون تجربة اللقاح في باغامويو، تنزانيا، حيث يبلغ متوسط انتشار الملاريا بين السكان 13%. سجل 63 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و35 عاماً، تلقوا عشوائياً إما لقاح الملاريا التجريبي، المسمى «ChAd63-MVA RH5,» أو لقاح مكافحة داء الكلب كمجموعة تحكم. كانت التجربة أيضاً مزدوجة التعمية، مما يعني أنه لا المشاركون ولا مسؤولو اللقاح يعرفون من تلقى لقاح الملاريا أو اللقاح الآخر.
أعطي جميع المشاركين الجرعة الثانية من اللقاح بعد شهرين وتمت متابعتهم لمدة أربعة أشهر بعد ذلك.
لقاء جيد وآمن
كان الغرض الأساسي من هذه الدراسة هو تقييم سلامة هذا اللقاح لدى السكان حيث تتوطن الملاريا. أبلغ المشاركون في كل من مجموعة التحكم والعلاج عن ألم في موقع الحقن وحمى خفيفة بعد فترة وجيزة من التطعيم، ولكن بشكل عام كان اللقاح جيداً ولم تكن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة.
كانت النتيجة الثانوية للدراسة هي ما إذا كان اللقاح سيعزز الاستجابة المناعية. وجد الباحثون أن المشاركين، الذين تلقوا لقاح الملاريا، طوروا أجساماً مضادة في دمائهم ضد البروتين RH5. في المختبر، كانت هذه الأجسام المضادة قادرة على منع نمو طفيلي الملاريا بمستويات عالية مرتبطة بالحماية من الأمراض.
يقول المؤلفون: «تؤيد هذه البيانات التقدم إلى المرحلة الفرعية الثانية IIb من تجارب الفعالية لتحديد ما إذا كانت مستويات تثبيط نمو الطفيليات بهذا الحجم يمكن أن تحمي في النهاية من الملاريا».
لاحظ المؤلفون أقوى استجابات مناعية لدى الأطفال دون سن 11 شهراً، يليها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وست سنوات، ثم البالغون. يؤكد المؤلفون: «السبب في حصول الرضع والأطفال الصغار، الذين تم تطعيمهم بلقاح ChAd63-MVA RH5 على مثل هذه المستويات العالية من الأجسام المضادة، لا يزال يتعين فهمه».
لاحظ الباحثون أن هذه كانت دراسة صغيرة وتابعت المشاركين لمدة أربعة أشهر فقط بعد تلقي جدول اللقاح الكامل.
ويوصون بإجراء تجارب إضافية للمرحلة الأولى المكونة من مرحلتين فرعيتين، Ia/Ib، من أجل تحسين الفئة العمرية الموصى بها، وتعزيز الجدول الزمني. حالياً، من المقرر إجراء تجربة المرحلة الفرعية 1 ب (1b) في جمهورية غامبيا. المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
استعادة بروتين معين في الخلايا يوقف الالتهاب المزمن
أظهرت دراسة نشرت في دورية «نيتشر» العلمية أن إعادة بروتين معين للخلايا مكنت الباحثين من وقف الالتهاب المزمن مع الحفاظ على قدرة الخلايا على الاستجابة للإصابات والأمراض الطفيفة.
ويحدث الالتهاب المزمن عندما يكون الجهاز المناعي في حالة من النشاط المفرط، وهو ما يحدث خلال الإصابة بأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل أو التهاب القولون التقرحي أو السمنة.
أما الالتهاب الحاد المصحوب عادة بألم وحمى وتورم واحمرار، على سبيل المثال، فيشفى بسرعة نسبيا، واكتشف الباحثون أن أحد البروتينات المسؤولة عن التحكم في الجينات الالتهابية يتحلل ويختفي من الخلايا في أثناء الالتهاب المزمن.
وفي تجارب أجريت معملياً في أنابيب الاختبار، أدت استعادة بروتين (دبليو.إس.تي.إف) إلى وقف الالتهاب المزمن في الخلايا البشرية دون التدخل في تعامل الخلية مع الالتهاب الحاد، مما سمح باستجابات مناعية مناسبة للمخاطر المحدودة.
وصمم الباحثون بعد ذلك عقاراً يحمي بروتين (دبليو.إس.تي.إف) من التحلل ويثبط الالتهاب المزمن عن طريق منع تفاعله مع بروتين آخر في نواة الخلية.
واختبر الباحثون الدواء بنجاح لعلاج فئران مصابة بالكبد الدهني أو التهاب المفاصل، وكذلك لتقليل الالتهاب في خلايا الركبة المصابة بالتهاب مزمن والمأخوذة من مرضى خضعوا لجراحة لاستبدال المفصل.
ومن خلال دراسة عينات من أنسجة بشرية، خلص الباحثون إلى أن بروتين (دبليو.إس.تي.إف) يختفي في أكباد مرضى الكبد الدهني لكنه موجود في أكباد الأصحاء.
وقال شيشون دو من مستشفى ماساتشوستس العام وهو الباحث الرئيسي في الدراسة في بيان «تسبب أمراض الالتهاب المزمن قدراً كبيراً من المعاناة والوفيات، لكن لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه حول أسباب الالتهاب المزمن وكيفية علاجه».