أبو حامد الغزالي في حنطور!
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان عمرى أربعة عشر عامًا عندما دخلت مكتبة مجلس المدينة التى تبعد عن منزلنا بضع خطوات لأشترك فى عضويتها وأستطيع أن أستعير كتابا لأقرأه بمنزلى.
عند أول محاولة لى فى الاستعارة مددت يدى لأختار رواية فكانت رواية "الخيط الرفيع" للأستاذ إحسان عبد القدوس.. وفوجئت بالسيدة أمينة المكتبة ترفض اعارتها لى.
وفى منزلى جذبتنى الرواية من أول صفحة الى عالم آخر ودنيا غير التى أعرفها.. كم مرة قرأتها من شدة جمالها؟ لا أتذكر ولا أعرف كم قضيت من الوقت معها.
بعد قراءة هذه الرواية ذهبت الي المكتبة مهرولا لأبحث عن كل روايات المبدع إحسان عبد القدوس التى علمتنى أن أعيش مع رغبات ونزوات ومشاعر بشر فى كل الأزمنة وفى أماكن قريبة وبعيدة.
لكن كان هناك كاتب عملاق تعرفت عليه من خلال كتابه المقرر علينا فى الدراسة الثانوية وهو "عبقرية عمر" ولم تكن قراءته لمجرد المتعة فقط ولكن من أجل أن أفهمه وأحلل مواقفه وأحداثه لأحصل على أعلى درجة فى الإمتحان، ومنه تعرفت على المفكر عباس محمود العقاد الشاعر، والفيلسوف،، والذى مثَّلَ حَالةً متميزة في الأدَبِ العربيِّ الحَدِيث، ووصل إِلى مرْتبة عالية فيه.
بعدها بحثت عن كتبه ووجدت إنتاجا غزيرا لكنى توقفت عند محاضرة له طبعت فى كتاب بعنوان "فلسفة الغزالى" وقرأته أكثر من مرة فهو كتاب من أشهر كتبه، وقد حقق مبيعات ضخمة، حيث تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في مصر وفي العالم العربي منذ وقت صدوره وحتى وقتنا هذا.
هذا الكتاب كان - كما قيل - أحد أكبر أسباب شهرة المفكر عباس محمود العقاد. حيث لاقى هذا الكتاب شهرةً كبيرة. فقد اشتهر في الأوساط الثقافية فأغلب أعمال العقاد تتميز بجودتها بالنسبة للمثقف المطلع وببساطتها للرجل العامي.
حاول المفكر الكبير العقاد أن يدرس شخصية واحد من أشهر علماء المسلمين وواحد من أهم مفكريهم وهو الإمام أبو حامد الغزالى.. وقد كان أبو حامد الغزالي من أكثر الناس مواجهةً لأفكار فلاسفة عصره وأفكارهم الضالة والمنحرفة.
ولا أنسى حديث المفكر الكبير العقاد عن الإمام الغزالي بقوله: والواقع أن حجة الإسلام رضي الله عنه لم تكمل له أداة قط كما كملت له أداة الفلسفة، فهو عالمٌ، وهو فقيهٌ، وهو متكلمٌ، وهو صوفيٌّ ولا مراء، ولكن هذه المطالب لا تستغرق كل ملكاته ووسائله إلى المعرفة، وقد يبلغ فيها غايتها ببعض تلك الملكات والوسائل، وتبقى له بعدها ملكة لا ضرورة لها في غير الفلسفة وحدها، وأوجز ما يقال عنها بكلمة واحدة: أنها هي ملكة التجريد.
هذه القدرة على تجريد الذهن من قيود المألوف قد بلغت أتمها وأقواها في الإمام الغزالي رضوان الله عليه، ولا يُعرف من مفكري المشرق ولا المغرب من هو أتم منه أداة ولا من هو أقدر منه على محو مألوفاته في هذا الضرب من التفكير.
من هذه المحاضرة للمفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد عرفت الإمام الغزالي وسمعت من يقول فى حديث إذاعى من لم يقرأ كتاب الإحياء للإمام الغزالي فهو ليس من الأحياء!... إلى هذه الدرجة؟.. نعم !
الأغرب أن سيدة فاضلة جارة لنا جاءت لزيارتنا، وقد دار الحديث معها حول جهدها فى تربية بناتها الثلاثة بعد رحيل زوجها وكان معروفا بخلقه الحسن وفكره الثاقب، إذ إنه كان من رجال التربية والتعليم ومحبا للقراءة والإطلاع، وما أن عدت من عملى إلى منزلنا حتى فوجئت بأخى الأصغر يضحك من منظر الكتب التى أحملها وهو يعلق ضاحكا: ما زلت تنفق راتبك على الكتب!.
رحبت بالجارة التى لفت انتباهها كلام أخى والكتب التى أحملها وسألتني هل تعرف أحدا يشترى مكتبة بها مجلدات قيمة؟
كأنها عرفت حبى للكتب، وأنها يمكن أن تبيع مكتبة زوجها التى تشغل حيزا كبيرا فى شقتها لمعرفتى بأصحاب المكتبات وباعة الكتب.. وسألتها كم تريدين فيها؟ فأجابت: خمسون جنيها (كان جرام الذهب عيار ٢٤ آنذاك لا يتعدى أربعة جنيهات الآن اقترب من الأربعة آلاف جنيه).
قلت لها هل يمكن أن أشاهد هذه المكتبة
قالت: تفضل
وبالفعل ذهبت ناحية مكتبة زوجها الراحل فوجدت مجموعة هائلة من الكتب والمطبوعات التى كانت تصدر من مكتبة دار الشعب بشارع قصر العينى، وهى متنوعة من الكتب المتميزة، في مختلف المجالات الأدبية والثقافية، وأمهات الكتب التراثية فى التاريخ والفكر العربي.
عشرون جنيها قدمتها لها كعربون، فقد قررت أن اشتريها لنفسى، وقلت لها أيام قليلة وسوف أحضر الثلاثين جنيها لكننى استأذنت فى إن أعود إلى منزلى ومعى مؤلفات الإمام الغزالي كلها فوافقت، وعلى الفور، وكانت كل مؤلفاته فى حنطور عائدا بها إلى منزلى
الأسبوع القادم بإذن الله أكمل تفاصيل ما حدث
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أبو حامد الغزالي عباس محمود العقاد إحسان عبد القدوس الإمام الغزالی
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد: الإعلام قوة ناعمة مؤثرة تسهم في بناء سمعة الأوطان
دبي - وام
التقى عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام 55 شاباً وشابة يمثلون 18 دولة عربية من المشاركين في برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، الذي ينظمه مركز الشباب العربي لتدريب نخبة من المواهب الإعلامية العربية الشابة بالتعاون مع مؤسسات إعلامية إقليمية ودولية، وذلك في مقر المؤثرين بأبراج الإمارات بدبي.
تعزيز دور الكفاءات
يأتي هذا اللقاء في إطار حرصه على ترسيخ جسور التواصل مع الأجيال الإعلامية الشابة، والاستماع إلى تطلعاتهم وطموحاتهم، والتعرف على رؤاهم تجاه مستقبل الإعلام، وتعزيز دور الكفاءات الشابة في صناعة محتوى إعلامي يعكس قيمنا العربية، ويواكب التحولات الرقمية، ويسهم في إيصال صوت الشباب على المستويين الإقليمي والدولي.
واستعرض خلال اللقاء أبرز الممارسات والتوجهات الوطنية والعالمية في قطاع الإعلام، مسلطاً الضوء على التحولات التي يشهدها هذا المجال في ظل الثورة الرقمية والتطورات المتسارعة وأكد أن الإعلام قوة ناعمة مؤثرة تسهم في بناء سمعة الأوطان، وتعزيز حضورها على الساحة الدولية.
ولفت إلى الدور المهم الذي ينتظر الكوادر الإعلامية العربية الشابة في تغيير الواقع بصورة أفضل وأجمل، مشيراً إلى أن الإعلام حين يُوظف بوعي وابتكار، يصبح أداة قادرة على رسم ملامح مستقبل أفضل للمجتمعات.
وأكد رئيس المكتب الوطني للإعلام أن برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة» يجسد توجه دولة الإمارات نحو تعزيز التعاون مع الدول العربية في المجال الإعلامي، مشيراً إلى أن استثمار الإمارات في الكفاءات الإعلامية العربية الشابة يأتي إيماناً منها بأن مستقبل الإعلام في المنطقة يعتمد على قدرتها على بناء جيل جديد من الإعلاميين المتسلحين بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر.
وحث الشباب المشاركين على التمسك بأخلاقيات المهنة والوفاء لرسالة الإعلام السامية، مؤكداً أن الكلمة أمانة، وأن الصحفي الحقيقي لا ينقل الحدث فحسب، بل يسهم في تشكيل وعي الجمهور وتعزيز السمعة الإيجابية لدولته أمام العالم.
واستمع معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام خلال اللقاء إلى آراء المشاركين في برنامج القيادات الإعلامية الشابة الذين عبروا عن رؤيتهم لتطوير المشهد الإعلامي في العالم العربي، وطرحوا أفكارهم حول سبل مواكبة التحول الرقمي وتعزيز المصداقية والشفافية في نقل المعلومة.
وتطرقوا إلى التحديات التي تواجه الإعلاميين الشباب، وأهمية توفير البيئة الداعمة لصقل مهاراتهم، بما يسهم في بناء إعلام مؤثر يعكس طموحات الشعوب العربية ويواكب تطلعات الأجيال القادمة.
تركز النسخة السابعة من برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة» على الدور المجتمعي للإعلام، وأهمية تسخير أدواته في دعم المبادرات الاجتماعية والإنسانية، ونقل القصص التي تزرع الأمل وتصنع الأثر، وتعزز الجهود الشبابية في خدمة المجتمعات.