الصين والإمارات: شركاء الماضي والحاضر والمستقبل
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تشو شيوان
خلال الأيام الماضية، أُقيم عدد كبير من الفعاليات الثقافية والإنسانية في كل أنحاء الإمارات، وذلك احتفالاً بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونتحدث هنا عن العلاقات الدبلوماسية بينما يرجع التواصل والترابط بين شعبي البلدين منذ طريق الحرير القديم، ويمتد إلى عصرنا الحالي ومستمر للمستقبل.
وبعد مرور أربعين عاما من التعاون المثمر، قد وصلت العلاقات الصينية الإماراتية من إلى مرحلة الصداقة الوثيقة والعميقة، وتشارك البلدان المصير نفسه في طرفي القارة الآسيوية، مما أسهم في تحقيق معجزة التنمية المشتركة، وعند استحضار الأربعين عاما الماضية، أرى أن التطور المستمر والصحي والمستقر للعلاقات بين البلدين، كان بفضل التوجيه الاستراتيجي لقادة البلدين والتعاون العملي القائم على المنفعة المتبادلة الذي قدم دعما أساسيا إلى جانب الدعم الشعبي القوي الذي يضخ طاقة مستدامة للتطور المستقبلي.
وفي 1 نوفمبر عام 1984، أقامت الصين والإمارات العلاقات الدبلوماسية رسمياً، وفي ديسمبر عام 1989، زار الرئيس الصيني آنذاك يانغ شانغ كون الإمارات، ثم في مايو عام 1990، قام الرئيس المؤسس للإمارات الشيخ زايد بن سلطان بزيارة دولة إلى الصين، وقد أرست رؤية بعيدة المدى للجيل القديم من القادة أسس الصداقة الصينية الإماراتية. وفي ظل رعاية قادة البلدين، انطلقت العلاقات الصينية الإماراتية نحو آفاق أرحب، حيث أصبحت الإمارات أول دولة خليجية عربية تقيم شراكة استراتيجية مع الصين في يناير 2012، وفي يوليو 2018، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية للإمارات، وأقامت الدولتان علاقة الشراكة الاستراتيجية على نحو شامل.
وبفضل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، قد دخلت العلاقات الصينية الإماراتية أفضل فتراتها. وخلال زيارة الدولة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد إلى الصين في مايو من هذا العام، قد أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالعلاقات بين البلدين باعتبارها نموذجا للتعاون في العصر الجديد بين الصين والدول العربية. وبدوره، وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد العلاقة مع الصين ضمن أولويات سياسته، واصفا الصين بـ"الوطن الثاني"، ويمكن القول إن التواصل الاستراتيجي المستمر بين قادة البلدين، قد مكن العلاقات الثنائية من السير بثبات نحو تطور دائم ومستدام.
وتلتزم الشراكة العملية بين الصين والإمارات بمبدأ المنفعة المتبادلة حيث يتسم البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين البلدين بتغطية مختلف المجالات لعدة سنوات. كانت الصين الشريك التجاري الأكبر للإمارات، بينما تعد الإمارات السوق الأكبر لصادرات الصين في العالم العربي وإحدى أبرز وجهات الاستثمار. ومن التعاون في مجالات الطاقة التقليدية والتجارة والاستثمار إلى مجالات التصنيع المتقدم والاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والصناعات الدوائية البيولوجية، قد حققت الشراكة بين البلدين العديد من الإنجازات الإقليمية والعالمية، مما عاد بفوائد ملموسة على شعبي البلدين، وقدم دعما مهما للعلاقات الثنائية.
نعرف أن أساس الصداقة الصينية الإماراتية يكمن في الشعبين، ولن ينسى الشعب الصيني التبرع الإماراتي بمبلغ 50 مليون دولار في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعة سيتشوان في الصين عام 2008، وهو ما عبر عن مشاعر التضامن في أوقات الشدة. وخلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020، تم إضاءة برج خليفة، المعلم الشهير في الإمارات برسائل تشجيعية مثل "كوني قوية يا ووهان!" الإمارات هي أيضا الدولة التي تضم أكبر جالية صينية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تزدهر مجالات التعاون الثقافي والتعليم والسياحة بين البلدين.
وقد حصل ثلاثة مواطنين إماراتيين على جائزة الصداقة للحكومة الصينية في السنوات الأخيرة. وبالنسبة لمشروع تعليم اللغة الصينية في مائتين مدرسة إماراتية الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وحقق هذا المشروع نجاحا ملحوظا مما أدى إلى ازدياد الإقبال على تعلم اللغة الصينية. وفي مايو من هذا العام، أرسل الرئيس شي جين بينغ رسالة رد لطيفة إلى طلاب هذا المشروع، وقد حظي عرض فرقة الباليه الوطنية الصينية الذي قدم في الإمارات بداية هذا العام بإعجاب واسع، وأصبحت سلسلة الفعاليات الاحتفالية بالذكرى الأربعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين حديث الساعة. الإمارات هي أيضا أول دولة في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا توقع اتفاقية إلغاء التأشيرات مع الصين، وتظل واحدة من الوجهات المفضلة لدى السياح الصينيين، ونحن على ثقة بأنه تماشيا مع تعزيز التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين، فإن بناء أساس قوي للصداقة الصينية الإماراتية سيمضي قدما، مما يضخ طاقة مستدامة جديدة في تطور العلاقات الثنائية.
وختامًا.. يمكننا القول إنه في الوقت الراهن، تقف العلاقات الصينية الإماراتية عند نقطة تحول تاريخية، مما يوفر فرصة ذهبية لرفع مستوى التعاون بين البلدين وستركز المرحلة القادمة على تعزيز التعاون في مجالات التصنيع المتقدم والاقتصاد الرقمي، وتقنيات الفضاء والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة والصناعات الدوائية البيولوجية، سعيا لتحقيق "السرعة القصوى" في الشراكة بين الصين والإمارات، وتعزيز مضمون الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تفاصيل الإنفصال باعتراف إماراتي ودعم سعودي ومخطط نحو تعز ومأرب
وكان مجندون موالون للسعودية قد انسحبوا بكامل عتادهم الى مدينة مأرب وبحسب مصادر محلية انسحب ما يسمى ب"اللواء 21 ميكا" المحسوب على جماعة الإخوان بتوجيهات سعودية متجها إلى مدينة مأرب وسلم حقول ومنشأة نفط العقلة بمحافظة شبوة للمليشيات الموالية لـ "الإمارات".
كما انسحب وبتوجيهات سعودية ما يسمى ب"اللواء 23 مشاة" من منطقة العبر بشكل كامل إلى منطقة الرويك في مأرب وسلم مواقع لفصائل "الإمارات" المليشاوية.
وأعلنت قيادات كانت تتبع ما يسمى بالشرعية الزائفة موالاتها لفصائل الإمارات وما يسمى بالمجلس الإنتقالي وفي مقدمة تلك القيادات المرتزقة ما يسمى بوزير الدفاع في حكومة فنادق الرياض وكذا مايسمى بوزير الداخلية بحسب ما نشرته وسائل اعلام تابعة للمرتزقة.
وعمل ما يسمى بالمجلس الإنتقالي على بسط نفوذه على باقي المؤسسات والهيئات بل وتفاقم الأمر - بتنسيق السعودي الإماراتي - بأن مليشيات ما يسمى ب "العاصفة" التابعة لما يسمى ب "المجلس الانتقالي" الموالية لـ دويلة "الإمارات" تستولي بشكل كامل على قصر المعاشيق في عدن بعد طرد الخائن رشاد العليمي رئيس ما يسمى زورا ب"مجلس القيادة الرئاسي" وتسلم الحراسة بالقصر وكافة طاقمه الإداري والأمني وكذا ما يسمى ب "الحماية الرئاسية" والأمر الذي جعل العليمي يغادر إلى السعودية مطرودا وسط صمت سعودي يعكس موافقة سعودية واضحة لما يجري ويؤكد حقيقة أن ثمة اتفاق سعودي - إماراتي غير معلن تحكيه الشواهد على أرض الواقع بحسب خبراء عسكريين وسياسيين.
على ذات السياق أعلنت الإمارات، رسمياً تبنيها مشروع الانفصال وتقسيم اليمن، حيث دعا مستشار رئيس دويلة الإمارات، عبد الخالق عبد الله، دول الخليج إلى الإعتراف بما سماه بـ"الجنوب العربي" كدولة شرعية.
وقال "عبدالله" عبر حسابه على منصة "إكس":
يعيش الجنوب العربي لحظة تاريخية فاصلة من المهرة إلى باب المندب، وحان الوقت لدول الخليج العربي أن تعترف بالدولة الجنوبية — حليف صادق خصم عنيد للقاعدة والإخوان والحوثي- حد تعبيره.
وسخر ناشطون من تلك التصريحات التي قالوا أنها تحاول أن تخفي حقيقة إنشاء السعودية والإمارات للتنظيمات الإرهابية.
يأتي ذلك، في أعقاب إعلان ما يسمى ب "المجلس الإنتقالي" الموالي للإمارات اعتصاما مفتوحا لتحقيق مخطط الانفصال، بعد انتشار مفاجئ في محافظات جنوبية بدعم إماراتي وتواطؤ وضوء أخضر سعودي.
وحيال تلك المستجدات صدر بيان عن حلف قبائل حضرموت يحمل الإمارات مسؤولية الأحداث التي شهدتها محافظة حضرموت وما رافقها من أعمال نهب وسلب وسفك الدماء ويتعهد بالمضيء في الدفاع عن الوطن.
حيث جاء في نص البيان:
"حرصنا على الحفاظ على حقول ومنشآت بترو مسيلة النفطية وتم التوقيع على اتفاق هدنة ومنع التصعيد مع المليشيات القادمة من خارج المحافظة إلا أننا تعرضنا بعد انسحابنا لهجوم غادر ومباغت من عدة محاور ونؤكد إننا ماضون في الدفاع عن بلادنا .
من جانبه حذر القيادي في حزب المؤتمر ياسر اليماني من مخطط سعودي - إماراتي لإسقاط تعز ومأرب عقب إجتياح محافظتي حضرموت والمهرة من قبل فصائل الإمارات.
وقال "اليماني: " أن على "حزب الاصلاح" في مأرب وتعز أن يعدوا أنفسهم فهم الهدف الأساسي والمخطط للسعودية والإمارات بعد سيئون والغيظة.
وأكد اليماني أن صنعاء وحدها هي القادرة على تأديب السعودية والإمارات، داعيا كافة أبناء اليمن إلى شد العزيمة وتوحيد الصفوف لتحرير كل شبر محتل في الوطن.
ويرى مراقبون أن السعودية والإمارات يسعيان إلى تعميق حالة الفوضى بالمحافظات الجنوبية وتقسيم اليمن إلى شمال وجنوب ومن ثم تقسيم الجنوب إلى دويلات حتى يسهل عليهما تنفيذ أجنداتهما ومطامعهما الاستعمارية المتعددة وبمشاركة ودعم أمريكا وبريطانيا اللتان أيضا لهما مطامع عدة.