جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-27@23:51:24 GMT

طريق التكامل والتعاون والسيادة (2)

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

طريق التكامل والتعاون والسيادة (2)

 

سالم بن محمد العبري

لعلنا في الحلقة الماضية أَشَرْنَا إِلى أنَّ محاولات الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدؤوبة هي مدخل لبناء منطقةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ في جغرفيا المنطقة، التي حَدَّدْنَاهَا بالمحيطين شرقًا، وغربًا، وشمالًا بحدود «روسيا الاتحادية»، وجنوبًا بالصحراء الكُبرى بأفريقيا. وذكرنا أن جهود «إيران» الإسلامية منذ قامت الثورة الإسلامية بعد تَخَلُّصِهَا من النظام المـَلَكِي العَضَوضِ -كما يراه الإيرانيون، وعلى رأسهم العلماءُ والمراجعُ؛ لأنه أَعْطَى الغَرْبَ الاستعماريَّ مقاليدَ أمره.

والغرب لا يُقِيمُ نُظُمًا مُسْتَنِيرَة معتدلة، ولا أقول  عادلة، بل يدفع النظم التي تأخذ سلوكًا مُرْضِيًّا للشعوب؛ لتهدأ وتنحو نحو الإصلاح التدريجي، وهو إذ يفعل ذلك كأنه يسابق الزمن؛ ليحلب ويسرق ما أمكنه في وقتٍ ليس ببعيدٍ، وقد نزعم أنَّ هذا الغرب الذي اخْتُصِرَ -في العقود الأربعة الأخيرة- بأمريكا بعد أن قضت حرب السويس، عام: (١٩٥٦م) على القوى القديمة، وإنْ كانت «فرنسا» تُزَيِّنُ وَجْهَهَا الاستعماريَّ، وبَطْشَهَا الإمبريالي بنشر اللغة الفرنسية، والعلوم الإدارية ... إلخ، فإنَّ أختها الكُبرى «بريطانيا» تسابقها في تقسيم الأوطان من آسيا إلى أمريكا اللاتينية، مرورًا بالوطن العربي، وأفريقيا، إلا أنَّ بعض المتعاملين مع هذه الدول يُعْطُون «بريطانيا» أفضليةً للتعامل، وإمكانيةً الفهم، وقد يكون الذي جعلهم يرون هذا أن الصلف والعربدة الأمريكية قد بلغتا حَدًّا لا يُمكن تحمله، حتى مَنْ رضوا بالتعامل والطواعية لها، وهم -أي الأمريكان- قد بلغ بهم التَّعَنُّت والغلو والصلف في السيطرة مَبْلَغًا يجعلهم يدفعون حتى مَن ارتضى التعامل معهم، وإعطاءهم موطىء قدم لهم في وطنه؛ يفعلون ذلك خشية تصرفاتهم الهوجاء، وقد يكون سلك السلوك ذاته؛ لأن العالم فَرَّقُوهُ شِيَعًا ونُتَفًا، وزرعوا الفتن، وأسعروا ما بالمجتمعات من أسباب الفرقة والتناحر، والتدابر والتقاطع، ووجدوا في الأديان والفرق والملل والنحل والمذاهب مطيةً سبوقًا، وساعدهم وغَذَّى فكرتهم كُتْبَ وكُتَّابَ الملل والنحل التي صَنَّفَهَا السابقون منذ أن أَطَلَّت الفتنة الكبرى برأسها بين المسلمين، بُعَيْدَ وفاة رسول الرحمة والهدى -عليه سلام الله وصلاته دائمين  مقبولتين إلى يوم الدين.

من هنا نرى أن ما يمكننا من إقامة الفهم، وتوسيع الحكمة، وإعمال العقل لبناء منطقة متكاملة منسجمة وطنية عادلة فيما بينها، وبين شعوبها هي العوامل الآتية:

أولًا: الاتفاق والتنفيذ والالتزام وإلزام الأمة بعدم الخوض في الفتنة الكبرى بين المسلمين؛ مقدماتها، وفصولها، ونتائجها؛ فالله –تعالى- يقول:  ﴿‌تِلْكَ ‌أُمَّةٌ ‌قَدْ ‌خَلَتْ ‌لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 134 –و141].

وقد تكون تلك الفتنة هي اختبار من الله لتلك الفئة المؤمنة السابقة بالموقف والإيمان؛ فَمَنْ يسوقُ خبرًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نَبَّهَ أو أشار إلى تلك الفتنة التي تأتي بعده، فقال أبو بكر الصِّدِّيق: أين أنا؟ فقال: أنت معي في التراب، ثم تساءل عمرُ بنُ الخطَّاب: أين أنا؟ فقال: معنا، ثم أردف عثمان بالسؤال فقال: وأنا أين أكون؟ فقال: بك تبدأ، ثم اخْتُتِم بتساؤل أبي الحسن عليٍّ، فقال: أنت زمامها.

أليست هي فتنة وابتلاء واختبارًا؟ ألم يلهبها عمرو بن العاص حين  دفع أبا موسى الأشعري بخلع الإمام علي ليأتي هو ويُثَبِّتُ معاوية.

لقد مَرَّ عَلَيَّ الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، وهو أستاذ بكلية دار العلوم، بجامعة القاهرة -آنذاك، وكاتب برامج إعلامية -رحمة الله عليه- وَقَفَ على يسار مكتبي بالسفارة العُمَانية بالقاهرة، وكأن هذا الموقف ماثلًا أمام عيني الآن، فقال: رأيت عمرو بنَ العاص في المنام، وكأنه يعاتبني عن إحجامي عن الخطابة في جامعه بالفسطاط بمصر، وأنا لا أحب الخطابة فيه، وكأن عبد الصبور يَعْزِفُ عن الخطابة بجامعه؛ لما تَرَسَّبَ في صدره عن دور ابن العاص في الفتتة الكُبْرَى، وكانت عن يمينه أجزاء من «التفسير الوسيط» للقرآن الكريم، لشيخ الأزهر الراحل الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي، وكان رُبَّمَا للتَّوِّ قد أهداني الشيخ السيد علي الهاشمي المستشار السابق للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل نسخةً من التفسير، فَقَلَّبَ عبد الصبور فيه قليلًا، ثم نَطَقَ بصوتٍ عالٍ مُتَوَجِّعْ «نِفْسِي أَعْمَلُ»، أو قَال: «أكتب تفسيرًا»، فقلت في نفسي: أهي رغبة؟ أم أمنية؟ أم إضافة لحاجة لازمة؟ أو لأسباب موجبة أخرى قد بدت له؟

ربما أخذني العجب فحبسته، لكن الواقعة لم تغب عن الذاكرة، ولم تُلق في مهاوي النسيان؛ لأن كل حَدَثٍ يمر عَلَيَّ يستدعي الوقوف عليه، لا يَمُرُّ بسرعةٍ وخِفَّةٍ، وهذه المواقف وتلك الأحداث تعطيني إشارةً عن حال العرب والمسلمين، خصوصًا في هذه الفترة النفطية، والتي رُبَّمَا دفعت بالبعض أن يكتب، ويباهي، وينافس، والمال موفور -إن أمكن الوصول إليه، وتلاقت غايات المـُسطرين  والممولين.

نعم أول مقدمات بناء الأمة العربية خاصَّةً، والإسلامية عامَّة، ووحدتها: الترفع والتأدب والصمت  عن تلك الفترة، وأحداثها، ووصمها أنها فترة ابتلاء، وفرقة، واختبار إلهي، وهي قد مَضَتْ بكُلِّ فصولها، وشخوصها، ولنمسك ألسنتنا عن الخوض فيها تأدبًا، وفي هذا الصدد يقول الخليفة الراشد عمرُ بنُ عبد العزيز –رضي الله عنه- حينما سُئِلَ عن أهل صِفِّين؟ فقال: ‌«تلك ‌دماء ‌طهَّر الله يدي منها، فلا أحِبُّ أن أخْضِب لساني بها» -وفي رواية: «عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا»، نُمسِكُ تأدبًا مع تلك القامات التي خَصَّهَا اللهُ بصحبة النبي المجتبى والنور المقتفى، والسراج المنير، وقَدَّرَ لها أن تتعلم منه، وأن تكون معه بالغار، و بدر، وأُحُد، والأحزاب، والفتح، وتكسير الأصنام، وعاصروا الوحي، وشاهدوا التنزيل، ورأوا صور نزول الوحي والهيئة التي يظهر بها أمين الوحي جبريل -عليه السلام.

إنَّ صدق المنطق وعظمة الأمر الجَلَل يدفعنا لأن نتركه لأمر الله، ولزمانه الذي مَضَى عليه أربعة عشر قرنًا من الزمان، فأين نحن منهم؟! وكل ملابساته؟! ولتأخذ الأمة الإسلامية من صور تَرَفُّعِ العُمَانيين ونهجهم في الوحدة، والتئام صفوفها طريقًا للعيش في أحداث اليوم، وحاجاته، ومقضياته، ها هم شيوخ عُمان من علماء تلك الفترة حين بلغ اللغط مبلغه حتى في جوانب من حوار عقيم «كتاب الله أقديم أم حديث»، فاجتمعوا بصحار برئاسة الشيخ محمد بن محبوب الرحيلي، واجتمعت كلمتهم على «أنه كتاب الله، ووحيه، وتنزيله»، فَنَزَّهُوا ألسنتهم، وكلماتهم، ومؤلفاتهم عما دونه، ثم و هُمْ قد رأوا عمر بن عبد العزيز يسير بالأمة على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلح ما أفسدته تلك الحقبة، وهَذَّبَ الأمة من القِيلِ والقَالِ، ومِنْ أن يتطاول اللاحق على السابق، ومِن أن تُدَنَّسَ المنابر بالإساءة والتلفظ بألفاظ اللعن والطعن والنقد بكلمات أتى الإسلام بحيث لا تَنْطِقُ الألسنُ إلا بالقرآن، وصوره، وكادوا –أقصد: العُمانيين- أن يُعْطُوا ويقدموا صورة ناصعة بأن يكونوا جزءًا من الدولة الإسلامية، وإن اتسمت باسم جزئي «ببني أمية» عَافِّينَ عن الماضي بكل أحداثه، وصراعاته، ودمائه التي سُفِكَت من كل الأمة، وموقنين بأن الوحدة الوسطية هي مقصد الرسالة، قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ ‌أُمَّةً ‌وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143].

ثم هذان العلامتان المفتيان الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري، والشيخ أحمد الخليلي يكتبان ويُوَجِّهَان ويعملان لتوحيد العُمانيين على كلمةٍ سواءٍ، ويَوَدَّانِ أن يضربا مثلًا لصورة وحدة الشعوب، ومِنْ ثَمَّ الأمة الإسلامية جمعاء.

فهيا للوحدة؛ فالوحدة قوة، والتفرق عِلَّة تُوهِنُ القوة، وتَذْهَبُ بها، وتُورِّثُ الفرقة والضعف، وتتداعى الأمم عليكم، كما تتداعى الأكلة على القصعة، أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند حسن، من حديث ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- مَوْلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ ‌الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى ‌الْأَكَلَةُ عَلَى ‌قَصْعَتِهَا». قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ: أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ». قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».

وحال الأمة -الآن- خير دليل وداع لما ندعو ونقول .. حرب ضروس جاوزت العام، والمجاهدون يجودون بأرواحهم، ويبذلون دماءهم، ويُقَدِّمون مهجهم رخيصة في سبيل الله، ومساكنهم خيمهم  التى تقيهم القَرَّ والحر، و تستر عوراتهم، والبعض لا يترفع، والمعركة مع الباغي ظاهرة، والحق أبلج، والباطل لجلج، لا يترفع، ويسكت حتى تنتهي المعركة، وتقف المجازر التي تأتي على بني الإسلام، وأوطان الاسلام، فإذا ما تَمَّ النصر لكم أن تنقدوا، وتبدوا رأيكم بصور الحوار الراقية البَنَّاءة، لا الظالمة المفترية المتعنتة، ثُمَّ تخلينا عما ندعو إليه، وفُرِّقَت الأمةَ عربًا وعَجَمًا، ألا يحزنكم أن تكون النصرة والموقف والمدد من إيران الإسلامية، وأنتم بعضٌ أو كُلٌّ كأن الحرب لا تدور من أجل الأقصى وفلسطين العربية المغتصبة، ومن أجل أن تكون كلمة الله هي العليا، ثم قولوا لي بالله عليكم: أَنُسِخَت آية الله: ﴿‌لَتَجِدَنَّ ‌أَشَدَّ ‌النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [المائدة: 82].

ثم هل غابت عن أعينكم صور ما يُرَادُ للبشرية مِنْ رجوعٍ لصورٍ أُبِيدَت أمم من أجل ارتكابها، وممارستها، ألم يهلكِ اللهُ قومَ لوط؛ لأنهم تركوا ما خلق الله لهم، وصاروا «مثليين»؟! ألا ترون أن من يدعم العدو «الكيان الاسرائيلي»، هم مَنْ يريدون تبديل دين الله -بعضهم زَوْجُهُ مِثْلُهُ- وهو يقود  العداء والحرب على الفلسطينين، واللبنانين، والسوريين، والعراقيين.

أتقولون لبعض المجاهدين: إنهم روافض، كلا إنهم مجاهدون، وعنا وعن الأمة يدفعون، فهلا تركنا الشقاق، وتمسكنا واعتصمنا بالوحدة والاتحاد الذي أمرنا الله به، وحثَّنا نبينا عليه، وإلى القادم -بعون الله- وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أُنِيب.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحشود المليونية بصنعاء تؤكد الانتصار لصرخات الجياع في غزة ورفض جريمة الإبادة

وأعلنت الحشود المشاركة في المسيرة الكبرى بميدان السبعين، الاستنفار والجهوزية التامة لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، والاستعداد للجهاد مع المجاهدين في غزة ومواجهة العدو بشكل مباشر استجابة لله تعالى وجهاداً في سبيله ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة.

ودعت الحشود الغاضبة التي تدفقت من كل حدب وصوب تلبية لدعوة قائد الثورة، إلى فتح منافذ لعبور أبناء الشعب اليمني للجهاد إلى جانب الأشقاء في غزة وفلسطين وخوض معركة الأمة المصيرية مع العدو الصهيوني الغاصب والمجرم حتى تحقيق النصر.

واستنكرت استمرار تخاذل وصمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاه جريمة التجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة واستباحة الأمة ومقدساتها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

وباركت الحشود المليونية، إعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن السعي لدراسة خيارات تصعيدية لردع العدو الصهيوني.. مجددة التأييد والتفويض المطلق لقائد الثورة، والجهوزية لتنفيذ كل ما يتخذه من خيارات حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وأشادت بالصمود الأسطوري والملاحم البطولية التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية في مواجهة كيان العدو الصهيوني المجرم الذي يمعن في إهلاك الحرث والنسل وقتل الأطفال والنساء بالتجويع والحصار والقصف.

وجددت الحشود الدعوة للشعوب العربية والإسلامية، للخروج من دائرة الصمت والخذلان ونصرة إخوانهم الذين يموتون جوعا وعطشا في قطاع غزة ويتعرضون لأبشع جرائم الإبادة، وكذا رفض جريمة القرن واستباحة الأمة ومقدساتها.

وأكدت الاستمرار في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية باعتبارها سلاحا فعالا له تأثيره وفعاليته على العدو.

وصدحت الجماهير الهادرة بشعارات العزة والكرامة والجهاد والنفير لنصرة غزة، ورددت عبارات (موقفنا من أجل الله.. وجهاداً في سبيل الله)، (مع غزة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار)، (أمريكا والصهيونية.. هم أعداء الإنسانية)، (في غزة شعب موجوع.. تركته الأمة للجوع)، (يا أمة غزة تعنيكم.. عاقبة الصمت ستخزيكم)، (غزة يا أمة تعنيكم.. ما فيها اليوم غداً فيكم)، (أمتنا للغرب أسيرة.. ينقصها وعي وبصيرة).

وهتفت الحشود (غزة يا أعراب تنادي.. من منكم يطعم أولادي)، (غزة أوجعها الخذلان.. أكثر من ظلم العدوان)، (يا عرب يا عرب.. أين الغيرة والغضب)، (في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال)، (يا غزة يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله)، (الجهاد الجهاد.. حيا حيا على الجهاد)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم)، (فوضناك فوضناك.. ياقائدنا فوضناك).

وخلال المسيرة المليونية، أشاد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، بمواقف أحرار علماء الأمة الذين قاموا بواجبهم، وأكدوا على وجوب مناصرة ومؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف معهم، وأفتوا بوجوب الجهاد في سبيل الله.

وذكّر علماء الأمة ولاسيما علماء دول الطوق المجاورة والملاصقة لفلسطين وغزة، بواجبهم ومسؤوليتهم تجاه إخوانهم المحاصرين والمجوّعين في قطاع غزة وفلسطين.

وقال " إخوانهم على مرمى حجر في غزة وفلسطين، يعانون الأمرين، يعانون الجوع والإبادة الجماعية وهم يتفرجون عليهم بحجة وجوب طاعة ولي الأمر، ولو كان ولي الأمر هذا ظالماً ومخالفا لكتاب الله وسنة رسوله، ولو كان سيجر عليهم الويلات والمحن".

وتساءل العلامة شرف الدين" أين الرحمة، أين الشفقة، أين الغيرة والحمية لإخوانكم الذين يموتون جوعا يومياً، وأنتم تتفرجون عليهم ولم تحركوا ساكناً".

وأكد أن الحجة على علماء دول الطوق أعظم، ولا تعفى بقية الدول الإسلامية عن المسؤولية حتى لو كانت في أقصى الدنيا، فالكل مسؤول أمام الله في وجوب مناصرة الشعب الفلسطيني.

وأوضح بيان صادر عن المسيرة المليونية، أنه "واستجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاء لمرضاته، خرجنا اليوم في مسيراتنا المليونية نصرة للحق، ووقوفاً في وجه الطغاة الظالمين المستكبرين، (أمريكا وإسرائيل)، الذين يرتكبون بحق إخواننا في غزة أبشع جرائم الإبادة الجماعية، قتلاً وتجويعاً وحصاراً، في ظل صمت وتخاذل عربي وإسلامي وعالمي مخزٍ ومشين".

وأضاف "خرجنا هذا الأسبوع وقلوبنا تعتصر ألمًا على أهلنا الأعزاء في غزة، الذين يتعرضون لأسوأ جرائم القتل والترويع، ويفتك بهم التجويع الممنهج من الداخل وتحاصرهم الخيانات من الخارج؛ ويحزننا بعد المسافة بيننا وبينهم الذي ينهك شعبنا بالقهر والألم، ونشعر معه بالحزن والأسى، لأن الأنظمة الخانعة التي تفصل جغرافياً بيننا وبين غزة تحول دون وصولنا لنصرتهم فلا هي التي نصرتهم، ولا هي التي فتحت الطريق للمجاهدين الأحرار للزحف إلى فلسطين والاشتباك مع اليهود الصهاينة مباشرة لتطهير الأرض من رجسهم وخبثهم الذي لا مثيل له في الدنيا".

وذكر البيان أن "ما يزيدنا ألماً هو صمت وتخاذل، بل وتكبيل الأمة، وهي ترى شعبًا مسلماً هو جزء منها وفي وسطها يُقتل بأفتك أسلحة الإبادة، ويمنع عنه الماء والغذاء ليقتل جوعًا وعطشا أمام أعين العالم بأكمله، ومئات الملايين من العرب والمسلمين تحيط به من كل جانب دون أن تحرك ساكناً بل تنتظر من يكون الضحية التالية".

وحمل قادة أمريكا والكيان الصهيوني مسؤولية جرائم الإبادة، واستخدام التجويع سلاح إبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، في جريمة نكراء تُسقط كل أكاذيب المزايدين بشعارات وعناوين الحقوق والحريات، وكل ادعاءات الأخلاق والقيم، وتُسجل باسمهم أبشع جريمة في التاريخ يشاهدها العالم بالصوت والصورة، وتلطخ بها تاريخهم الإجرامي الأقبح والأشنع.

كما حمل البيان الصامتين والمتخاذلين من حكام الأنظمة العربية مسؤولية تشجيع العدو على الاستمرار والتمادي في هذه الجرائم.. معبرا عن الترحيب والاعتزاز بإعلان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) دراسة مزيد من الخيارات لاتخاذها ضد العدو الصهيوني.

وأكد الثقة كل الثقة بأن قيادتنا الصادقة والمخلصة لا يمكن أن توفر أي جهد في النصرة لغزة والدفاع عنها.. مجددا التأكيد على جاهزية الشعب اليمني واستعداده لأي تبعات تترتب على أي قرارات لمواجهة العدو والتخفيف عن غزة وأهلها.

كما جدد التأكيد على التمسك والثبات على الموقف الرسمي والشعبي الداعم لغزة وفلسطين كجزء من انتمائنا الإيماني بالله سبحانه وتعالى، وبكتابه العظيم، وبرسوله الكريم، وتنفيذاً لتوجيهاته بالجهاد في سبيله، والصبر في هذه الطريق، والثقة بالنتائج العظيمة والثمار الايجابية الواعدة لهذا الخيار والتي هي نابعة من الثقة بوعود الله للمتقين بالنصر والفلاح، وللمجرمين بالبوار والخسارة، وكل تاريخ الأمم شاهد على ذلك.

تخللت المسيرة المليونية، أنشودة مهداة للشعب اليمني من كتائب القسام بعنوان "إخوان الصدق"، والعديد من القصائد والمشاركات المعبرة عن صلابة الموقف اليمني في نصرة ومساندة الأشقاء في غزة وفلسطين، ورفض جريمة التجويع والإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • كان الرسول اذا اشتد عليه أمر فعل هذا العمل.. اغتنمه
  • رئيس الصين يدعو إلى الانفتاح والتعاون بين بكين والاتحاد الأوروبي
  • دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر.. تعرف عليه وردده
  • حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور.. الإفتاء تجيب
  • هل الزواج في شهر صفر حرام شرعًا؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • مع بداية الشهر الهجري.. اعرف حكم التشاؤم من صفر وباقي الشهور
  • ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ(الأسرة): الإمام زيد -عليه السلام-.. وعي وبصيرة وجهاد وثورة أوقدت ثورات
  • حشود اليمن المليونية تؤكد عدم التهاون أمام جريمة الإبادة والتجويع بحق الأشقاء في غزة
  • محافظة ريمة تشهد 77 مسيرة نصرة لفلسطين وتنديداً بالجرائم الصهيونية
  • الحشود المليونية بصنعاء تؤكد الانتصار لصرخات الجياع في غزة ورفض جريمة الإبادة