أعلن عدد من علماء الأمة أنهم في رباط علمي لدعم طوفان الأقصى بكل ما يحتاجه من خلال بيان "مشروعية المقاومة وبسط فقهه ونشر فتاواه بين الناس، ووجوب السعي لتحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والرد على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون".

وجاء إعلان العلماء استجابة لنداء (أبو عبيدة) الناطق العسكري باسم كتائب القسام في كلمته الأخيرة، بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى، والتي دعا فيها العلماء "إلى تجاوز مرحلة الإدانة اللفظية.

. وبيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة، مضيفا في مخاطبته للعلماء "هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك ذات صباح"؟

من أبرز الهيئات التي وقعت على البيان هيئة علماء فلسطين، والهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، ورابطة علماء أريتريا، ومنتدى العلماء، ورابطة علماء السنة، وجمعية المعالي للعلوم والتربية بالجزائر، والهيئة العالمية لمناصرة فلسطين، ومن أبرز الشخصيات التي وقعت عليه: مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، والدكتور نواف تكروري، والدكتور محمد الصغير، والدكتور الحسن الكتاني، والدكتور وصفي عاشور، والدكتور عبد الحي يوسف..

وأكدّ الموقعون على البيان "أن سائر فلسطين من البحر إلى النهر أرض المسلمين جميعا، لا يجوز لأحد التفريط فيها ولا التنازل عن شبر منها والمسجد الأقصى المبارك بكل أجزائه ومساحته ومن فوقه ومن تحته حق خالص للمسلمين ليس لغيرهم أدنى حق فيه".

وبينوا في بيانهم أنه "إذا هجم العدو على أرض إسلامية وكانت الحاجة إلى دفعه أكبر من قدرات أهلها منفردين فإن الجهاد يصير واجبا عينيا على أهلها وعلى من يليهم من المسلمين، حتى تتحقق القدرة ويُغلب المحتل، ويتأكد هذا على الداخل الفلسطيني ثم من يليهم من دول الجوار، بل لقد اتسعت دائرة الواجب في حالة فلسطين حتى شملت المسلمين جميعا فالجهاد في فلسطين جهاد دفع وهو واجب عيني بعد أن تيقنا أن الكفاية فيه لا تتحقق إلا بانخراط الأمة جمعاء في المعركة، وهي واجب على الحكام والمحكومين والجماعات والأفراد..".

وجاء في البيان "يجب على رؤساء الدول العربية والإسلامية كافة إعلان النفير وتحريك الجيوش لرد العدوان الصهيوني وتحرير المقدسات فإن لم يفعلوا فأقل الواجب دعم إخوانهم المسلمين في فلسطين بكل الوسائل، كما يجب عليهم مكافحة الوجود الصهيوني في فلسطين، وأهون ما في هذا السبيل وما لا يقبل دونه هو قطع العلاقات السياسية والاتفاقيات التجارية، وإلغاء معاهدات التطبيع المذلة التي أبرمت على خلاف رغبة الأمة ومصالحها..".


بيان علماء الطوفان قياماً بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة ـ هيئة علماء فلسطين

وعن المهمة التي سيقوم بها العلماء أعلن "العلماء أنهم في رباط علمي لدعم طوفان الأقصى بكل ما يحتاجه من خلال بيان مشروعية المقاومة وبسط فقهها، نشر فتاواها بين الناس، ووجوب السعي إلى تحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والرد على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون، وحثهم على دعم إخوانهم في الأرض المقدسة بل وتقدم صفوف المناصرة فلا قيمة لعلم لا يحمل صاحبه على النصرة التي تليق بالعلماء وتليق بمقام الطوفان".

ما أعلنه العلماء والهيئات العلمية والدعوية في بيانهم يستحث علماء الأمة ودعاتها في كل مكان لارتياد كل المجالات المتاحة عمليا للعمل من خلالها لنصرة غزة ومساندة مقاومتها، وهو ما يتطلب جهدا منظما وبرامج عملية مستدامة يجري تعميمها وتنفيذها في أوساط العلماء وطلبة العلم والدعاة.

في هذا الإطار قال الداعية والباحث الشرعي المغربي، أحد المشاركين والموقعين على البيان، حسن الكتاني "نحن في الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم استجبنا لنداء الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبي عبيدة، وأصدرنا ذلك البيان التاريخي الذي وقع عليه كبار علماء الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم شيخنا العلامة الصادق الغرياني، وكذلك شيخنا الشيخ محمد الحسن الددو، وغيرهم من علماء الأمة".

وأضاف "والمقصود من البيان أولا بيان الحكم الشرعي في الأحداث كلها، بداية من مقاومة العدو المحتل لفلسطين، مرورا بدعم مناصرتهم بسائر أشكال المناصرة، وذكر وبيان حال من يوالي أعداء الله وما إلى ذلك من الأمور، أما مجالات المناصرة فهي مفتوحة على مصراعيها، كل بجهوده وقدراته، فمن استطاع أن يعينهم بالكلمة التي تبين الحكم الشرعي فهذا واجبه، فسيوف العلماء هي أقلامهم وألسنتهم فهم حينما يتكلمون ويبينون فإنهم يقومون بعمل عظيم وكبير".

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "فعلى العلماء أن يتكلموا ويبينوا، وعليهم كذلك أن يتابعوا الأحداث وبيان الأحكام الشرعية لكل ما يحدث، ومن المتاح للعلماء حث عامة المسلمين على الإنفاق وجمع الأموال لدعم المقاومة والشعب الصابر الصامد المكلوم في غزة، فهذا أمر واجب على الأمة الإسلامية جمعيا، كل على قدر وسعه وطاقته، وليس من أعمال التطوع".


                                                 حسن الكتاني داعية وباحث شرعي مغربي

وعن أهمية تنظيم تلك الجهود والأعمال في إطار برامج عملية منظمة ومستدامة لفت الكتاني إلى أن "واجب العلماء في الدرجة الأولى هي بيان الأحكام الشرعية وتوضيحها، وليسوا كلهم ممن يمكنهم أن يباشروا الأعمال التنفيذية، أما كيفية تنظيم ذلك وتطبيقه عمليا فهو من واجب أبناء الأمة الإسلامية جميعهم بمشاركة من يقدر على ذلك من العلماء، والتحريض الدائم عليه".

وتابع "كل بلد لها وضعها وظروفها وأهلها أدرى بكيفية القيام بذلك وتنفيذه، فكل من يريد ويعزم على نصرة غزة ومقاومتها وأهلها فهو يعرف الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه، المهم أن توضع تلك التوجهات موضع التنفيذ حسب الممكن والمقدور عليه".

من جهته قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أحمد الزرقان "للعلماء دور كبير في نصرة المقاومة في فلسطين عامة، وغزة خاصة، فالعلماء الصادقون المخلصون العاملون هم محل ثقة الناس في فتاويهم وآرائهم السياسية، وهي محط اهتمامهم بالالتزام بمضمونها".

وتابع في تصريحاته لـ"عربي21": "من واجب العلماء حثُّ عامة المسلمين على المساهمة في نصيبهم من المقاومة بالمال على أنه ليس تبرعا أو صدقة أو هبة، بل هو واجب شرعي على من لا يستطيع المقاومة الفعلية فلا بد أن يقاوم بماله".

وأردف الزرقان "على العلماء أن يحثوا الناس ويحرضوهم على المشاركة في الفعاليات المساندة للمقاومة وحاضنتها الشعبية، حتى يشعروا أن وراءهم أمة تقف من خلفهم، ولو فتحت الحدود وأُزيلت الحواجز لكانوا معهم في الخنادق، وميادين الجهاد" على حد قوله.


                              أحمد الزرقان قيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن

ونبَّه على أهمية دور العلماء في "الدعم المعنوي بكل أشكاله من محاضرات ودروس وندوات وفيديوهات ومقالات تصب في دعم المجاهدين وتحث الناس على جميع أنواع الدعم، وتقوم برفع معنويات المقاومين وحثهم على الصبر والمصابرة، ومتابعة الجهاد بكل قوة وقدرة لتحقيق إما النصر أو الشهادة".

وأكدّ على أن من واجب العلماء "فضح العملاء والمطبعين والمساندين للعدو سواء ماديا أو معنويا، وكشف مخططاتهم الخبيثة في الوقوف مع العدو، والتحذير كذلك من الإعلام المتصهين الذي يشوه صورة المجاهدين، ويسوق رواية العدو الصهيوني".

وأنهى كلامه بالإشارة إلى ضرورة قيام العلماء "بمباركة كل عمل في العالم العربي والإسلامي يدعم المقاومة في غزة ويساندها، ويخفف عنهم في معركتهم مع العدو الصهيوني، ويرفع معنوياتهم للاستمرار بهذا الجهاد المبارك المجيد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير علماء فلسطين غزة دور احتلال فلسطين غزة علماء حرب تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علماء الأمة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

الأزهر الشريف: فلسطين جرح الأمة وواجب الدفاع عنها ديني وأخلاقي وإنساني

قدم الدكتور حسن السيد خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف، تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته للحضور وللشعب الفلسطيني بالتوفيق والسداد والرفعة.

جاء ذلك على هامش مشاركته ممثلا عن الأزهر الشريف بالفعالية المركزية التي تنظمها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة بمناسبة (اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني).

وأكد ممثل الأزهر، أن اجتماع اليوم يجسد موقفًا عربيًا وإسلاميًا وإنسانيًا مشتركًا تجاه قضية فلسطين، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف، عبر أكثر من عشرة قرون، ظل ضمير الأمة ومرآتها الأخلاقية ومصباحها الذي تستضيء به في أزمنة الظلم والفتن.

وقال خليل، إن الحديث عن فلسطين هو حديث عن وجدان الأمة، وعن جرح تحمله الأجيال جيلاً بعد جيل، وعن اختبار يومي أمام العالم لقيم العدالة والرحمة والإنسانية. وشدد على أن القضية الفلسطينية لم تغب يومًا عن ضمير الأزهر بجميع قطاعاته منذ بداياتها، بل اعتبرها الأزهر قضية دين وشرع وكرامة وعزة، وليست مسألة هامشية أو ثانوية.

وأشار إلى أن علماء الأزهر، منذ اللحظة الأولى، عملوا على توعية الناس بحقيقة القضية الفلسطينية من خلال الإصدارات العلمية والملتقيات الفكرية والمؤتمرات الدولية والفتاوى الشرعية التي شكّلت موجهًا ثابتًا في التعامل مع الاحتلال الصهيوني وفق مبادئ الشرع الحنيف.

واستعرض ممثل الأزهر سلسلة من المواقف التاريخية، مؤكداً أن دور الأزهر لم يقتصر على الشعارات، بل اقترن دائماً بتضحيات وجهود عملية، من بينها:

موقف الشيخ محمد مصطفى المراغي الذي حذر السلطات البريطانية من ممارسات اليهود ودافع عن حق المسلمين في مقدساتهم.إصدار فتوى عام 1935 بتحريم بيع الأراضي لليهود عقب مؤتمر علماء فلسطين بالأقصى.فتوى لجنة برئاسة الشيخ عبد المجيد سليم التي اعتبرت أن من يعين الصهاينة لا يُعد من أهل الإيمان، ودعت لمقاطعة من يفرط في الأرض.مشاركة طلاب الأزهر وعلمائه في المظاهرات الداعمة للثورة الفلسطينية الكبرى.رفض الأزهر قرار تقسيم فلسطين ومطالبته الحكومة المصرية بالتدخل لحماية الحق العربي.

وقال خليل، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب جعل قضية القدس في مقدمة أولوياته، إذ أصدر الأزهر «وثيقة القدس» عام 2011 مؤكداً عروبتها ونافياً أي ادعاء صهيوني بحق تاريخي فيها. كما وافق فضيلته على إنشاء معاهد أزهرية في القدس والضفة وغزة لترسيخ الهوية.

واستحضر كلمته الشهيرة خلال رفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس عقب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حين قال:
«كيف أجلس مع من يزورون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب؟»

وأضاف أن الأزهر عقد عام 2018 المؤتمر العالمي لنصرة القدس بمشاركة وفود من 86 دولة، معلناً أن يكون العام عامًا للقدس، مع التوصية بتدريس مادة عن القدس في المدارس والجامعات.

كما وجّه الإمام الطيب في 2023 بتخصيص منح دراسية كاملة لطلاب فلسطين تشمل الإعفاء من المصروفات والسكن في مدينة البعوث الإسلامية.

وأكّد خليل أن الأزهر لم يهدأ صوته طوال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، إذ أصدر بيانات قوية أدانت الجرائم الوحشية، وطالب المجتمع الدولي بوقف الدماء وإنهاء الاحتلال.

وثمّن ممثل الأزهر الدور المصري الثابت عبر عقود في دعم القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن مصر دورها سبّاق في فتح قنوات الدبلوماسية والوساطة وحماية الحقوق العربية وتخفيف معاناة الفلسطينيين.

وأشاد بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقف الحرب على قطاع غزة، مؤكداً أن قمة شرم الشيخ شكّلت «لحظة فارقة من الأمل والوحدة العالمية» وبداية مسار جاد نحو السلام.

وفي ختام كلمته، شدد خليل على أن القضية الفلسطينية هي قضية أمة بأسرها، تمثل العدالة والضمير، وأن للشعب الفلسطيني كامل الحق في استعادة أرضه ومقدساته وحريته وكرامته، مؤكداً أن الدفاع عنها واجب ديني وأخلاقي وإنساني على كل من يؤمن بالعدل والإنصاف.

ودعا الله أن يحفظ فلسطين وشعبها وينصر الحق على الباطل ويوحد الأمة على كلمة سواء.

طباعة شارك الأزهر الشريف فلسطين حسن السيد خليل الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف جامعة الدول العربية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب القضية الفلسطينية الإمام الأكبر أحمد الطيب طلاب الأزهر الدكتور أحمد الطيب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • بينها قطع معدنية عربية.. علماء روس يكتشفون آثارًا بمنطقة إيفانوفو
  • قوات العدو الصهيوني تحتجز طفلاً فلسطينياً وتعتدي عليه جنوب الخليل وتغلق المدخل الجنوبي لـ”نحالين
  • الأمين المساعد لـ البحوث الإسلامية: الأزهر ضمير الأمة.. وقضية فلسطين في قلب رسالته
  • تظاهرات ضخمة في عدة مدن عالمية احتجاجاً على استمرار العدوان الصهيوني بقطاع غزة
  • الأزهر الشريف: فلسطين جرح الأمة وواجب الدفاع عنها ديني وأخلاقي وإنساني
  • حماس: العدوان الصهيوني لم يتوقف والوساطات الدولية مسؤولة عن وقف الانتهاكات
  • المؤتمر: فلسطين ستظل قضية الأمة ومصر على رأس المدافعين عن حقوقها
  • ندوة في إب بعنوان “الاصطفاف العلمائي والأكاديمي في وجه أعداء الأمة”
  • بيت جن تحت العدوان الصهيوني .. وصمت ’’الجولاني’’ يكشف حجم الخيانة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 70,100 شهيداً و170,983 جريحاً