دعا وزير الصحة الاتحادي، المجتمع الدولي، ممثلًا في وكالات الأمم المتحدة والشركاء والمانحين، للاستجابة العاجلة للأزمة الإنسانية المتزايدة في السودان..

التغيير: الخرطوم

أعلن وزير الصحة الاتحادي، هيثم محمد إبراهيم البدء الفعلي لإدخال لقاح الملاريا ضمن التطعيمات الروتينية للأطفال.

جاء خلال المراسم الاحتفالية التي جرت اليوم بمستشفى محمد وسيد الخبير بحي كرري في بلدية القضارف، حيث تم تطعيم الطفلة عدن محمد خليل البالغة من العمر ستة أشهر.

وأكد الوزير خلال كلمته على أهمية جهود حكومة ولاية القضارف، مشيدًا بدورها في استضافة النازحين وتقديم الخدمات لهم، كما شكر العاملين في برنامج التحصين الموسع وتاريخهم في تطوير البرنامج.

ودعا الوزير المجتمع الدولي، ممثلًا في وكالات الأمم المتحدة والشركاء والمانحين، للاستجابة العاجلة للأزمة الإنسانية المتزايدة، في ظل نزوح الآلاف من الأسر من مناطق شرق الجزيرة نتيجة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.

من جانبه، أكد والي القضارف بالإنابة، أحمد الأمين آدم على أهمية تكامل الجهود واستكمال الاستراتيجيات للقضاء على مرض الملاريا، مشيرًا إلى أن ولاية القضارف تمثل نموذجًا مصغرًا للسودان.

وأشارت مدير البرنامج القومي لمكافحة الملاريا، خنساء السني، إلى الدور الهام الذي تلعبه المبادرات العلمية في مكافحة المرض، مشيدة بإنتاج اللقاح الجديد الذي تم العمل عليه لمدة ثلاثين عامًا، والذي يهدف لتقليل معدلات الإصابة والوفيات.

وفي ذات السياق، قال ممثل منظمة الصحة العالمية، شبل صهباني إن مرض الملاريا يُعد من التحديات الكبيرة، حيث يصاب به سنويًا حوالي 250 مليون شخص في العالم، مما يتطلب جهودًا متزايدة لدعم الاستجابة.

وقام وزير الصحة والوالي وممثلو المنظمات بتدشين المسح الشامل للتغطية بخدمات التغذية، كما تم توزيع فيتامين (أ) وحبوب البندازول لمكافحة الديدان لدى الأطفال والنساء الحوامل.

ويعاني السودان من وضع صحي متدهور نتيجة النزاع المستمر منذ أبريل 2023، حيث أدت الحرب إلى تدهور الخدمات الصحية في كل البلاد إلى جانب زيادة عدد النازحين.

الوسومالملاريا حرب الجيش والدعم السريع وزارة الصحة الاتحادية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الملاريا حرب الجيش والدعم السريع وزارة الصحة الاتحادية

إقرأ أيضاً:

هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد

هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد

بقلم: د. مي خالد بكليزي

في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق.

تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟

مقالات ذات صلة سمر الشهوان: المواطَنة الصّلبة والحداثة السائلة! 2025/07/27

دخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد ذلك تجاوز حدود الفخامة إلى تجربة شعورية كاملة.

انطفأت الأضواء، سكن الصمت، وخرج فجأة من بين المقاعد فتى يرتدي السواد، كأنه خرج من عتمة الذاكرة أو من قاع الحكاية. صرخته الأولى لم تكن مجرد صوت؛ كانت إعلانًا عن بداية المونودراما.

“أين أنا؟ وأي مكان هذا؟”

كانت هذه الجملة مفتاح الدخول إلى عالم “ياسر”، البطل الذي سُمِّي على اسم عمه الشهيد، والذي يجسد وحده، بجسده وصوته وتعبيره، كل ما يمكن أن تقوله الشخصيات الأخرى دون أن تظهر.

في هذا العرض، لم يكن الممثل يتكلم بلسانه فقط. جسده كله كان ينطق:
تعابير وجهه، وقع خطواته على الأرض، تقطّع أنفاسه، وحتى ارتجاف يديه. كل تفصيلة جسدية كانت تؤدي وظيفتها التعبيرية في سرد حكاية طويلة ومكثفة عن الوطن، الأم، الأبناء، الاعتقال، الحلم، الانكسار، والاشتباك اليومي مع الاحتلال والذاكرة.

لقد تقمّص الممثل أدوارًا عدة، بلا تغيير ملابس أو استراحة أو أدوات.
كان مرةً الأم التي تُزوّج ابنها، ومرةً الأب الحنون، ومرةً الثائر، ثم الأسير، ثم السجين في مواجهة سجّانه، ثم الإنسان الذي ينهار ويقوم، يضعف ويشتد، يغني ويصرخ، ويقاوم.

إنه عرض يستحق أن يُقال عنه:
مونودراما مكتملة العناصر النفسية والبصرية والصوتية.
سحر الانتقال بين المونولوج الداخلي والحوار المتخيل، بين الصوت والسكوت، بين الحضور والغياب.

والأهم من كل ذلك:
ساعة كاملة، لم يهدأ فيها الممثل، ولم يتململ الجمهور. حتى الأطفال في القاعة ظلوا مشدودين تمامًا أمام المشاهد المتتابعة، التي تخللتها أغانٍ ثورية وإضاءة مركّزة ولغة جسدية عالية التوتر والانفعال.

في هذا العرض، لم يكن المسرح مجرد منصة، بل وطنٌ صغيرٌ تدور فيه الحياة كلها.
وكان الممثل الواحد شعبًا كاملًا من الأصوات والأدوار والنداءات.

المونودراما: اختبار القدرة والصمود

هذا العرض يذكّرنا بأن المونودراما ليست فقط اختبارًا لمرونة الممثل، بل اختبار لقدرة الجمهور على الإنصات، على التقمّص، وعلى الصمود ساعة كاملة أمام فيض من المشاعر المتلاحقة.

إنها تجربة تتجاوز الفرجة، لتصبح مشاركة وجدانية وجمالية في آن، تجعلنا نرى أنفسنا في كل صرخة، ونراجع قصصنا في كل مشهد.

مقالات مشابهة

  • نوارة تثمن دور المرأة وإسنادها للقوات المسلحة في معركة الكرامة
  • يوسف معاطي: شخصية رمضان مبروك أبو العلمين لو عملها أي ممثل غير هنيدي مش هتنجح
  • “النازحين واللاجئين”.. نوارة تترأس جلسة مجلس وزراء حكومة ولاية القضارف
  • وزير الخارجية يشيد بدور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم «رؤية مصر 2030»
  • 10 إنجازات جديدة .. ماذا أعلن وزير التربية والتعليم اليوم أمام رئيس الوزراء؟
  • هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد
  • وزير مالية الاحتلال: إدخال المساعدات إلى غزة خطوة استراتيجية جيدة بهدف القضاء على حماس
  • بالتعاون مع فريق أمريكي.. نجاح 7 عمليات «قلب مفتوح» للأطفال في مركز زليتن
  • وزير الصحة يعتمد حركة مديري ووكلاء مديريات الشئون الصحية بالمحافظات
  • خلال زيارته للنافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب وهيئة المواصفات.. وزير المعادن محمد أحمد طه يستمع إلى تقارير مفصلة