كشف تفاصيل حول اتهام لـ “سودانير” في مبلغ 3 ملايين دولار
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
سودانير والثلاث مليون دولار..عندما ينقلب السحر على الساحر
كتب:بكري عثمان
أثارت الصحفية أم وضاح في فيديو نشرته تساؤلات حول أداء شركة الخطوط الجوية السودانية “سودانير”، مشيرة إلى قضايا تتعلق بصيانة طائرات الإيرباص A320، وتأخر استلامها،والإخفاقات الإدارية المزعومة، ومن أبرز ما طرحته وجود ثلاثة ملايين دولار في خزينة الشركة رغم امتلاكها طائرة واحدة فقط اطلقت عليها اسم “عوينة أم صالح” استهزاء ، يهدف هذا البوست إلى توضيح الجوانب المالية والتشغيلية للشركة في سياق الظروف الاستثنائية المعلومة وتفنيد ماجاء بالفديو المنشور في محورين .
اولا: المحور المالي والاداري :
يُعد توافر ثلاثة ملايين دولار بحسابات الشركة مؤشراً إيجابياً على قدرة “سودانير” على توليد إيرادات ذاتية تغطي مصروفاتها التشغيلية، بما في ذلك المرتبات والصيانة، دون الحاجة إلى دعم خارجي. حيث لا تقتصر أنشطة الشركة على نقل الركاب فحسب ، بل تتعداها لتشمل المناولة الأرضية، الشحن الجوي، التخزين، تموين الطائرات، وانشطة التدريب، والصيانة، والتي تُدر أرباحاً تفوق إيرادات النقل الجوي لشركات الطيران وتتطلب كوادر فنية مدربة ذات قيمة استراتيجية عالية. وهذه الأنشطة فقط هي الضامن لاستمرارية العمليات التشغيلية رغم محدودية الأسطول، مما يعزز الاستدامة المالية في ظروف الحرب.
ثانيا : الإطار القانوني والإداري
تخضع “سودانير”، كشركة حكومية، لقوانين ملزمة مثل قانون الشراء والتعاقد لعام 2011، ولوائح الإجراءات المالية والمحاسبية الصادرة عن وزارة المالية، وقوانين ديوان شؤون الخدمة،وقوانين وزارة العدل واجبة الاتباع والتنفيذ وتحكم جميع قراراتها القانونية والمالية والادارية والتشغيلية وذلك بحكم تبعيتها للدولة .
وانطلاقا من هذه المحاور عليه :
– ان تدفع الشركة استحقاقات العاملين من المرتبات والامتيازات الاخرى حسب الهيكل الموحد للاجور بالدولة لا يتعارض مع قوانين الخدمة المدنية باعتبارات ان المرتبات تصدر اصلا من ادارة الموارد البشرية و التي يرأسها بالشركة مدير منتدب من ديوان شئون الخدمة والا اعترض عليها وتم ايقافها علما بان المرتبات من موارد الشركة الذاتية وايراداتها وليست من الوزارة المالية وهي وفقا للبند الاول ( ولم يسمى الاول عبثا بل لاولوية ان تعطي الاجير حقه قبل ان يجف عرقه ) ويدخل في ذلك من كان على راس العمل او من شردته الحرب واللتجأ الي دول اخرى بحكم مسئولية الدولة .
– اما ماجاء بالفيديو بان المستشار القانوني خاطب وزير المالية بوجد شروط معيبة بعقد الصيانة فهذا يعتبر ادعاء لاتسنده الحقائق الوقائع
وذلك لسببين:
اولا : المستشار القانوني للشركة لايخاطب وزير المالية مباشرة وانما تتم المخاطبة عن طريق وزارة العدل في حالة وجود مخالفات او ملاحظات قانونية تمس التشغييل فهو منتدب من وزارة العدل ويمثل الشركة ولايعتمد اي عقد الا بالخاتم الرسمي للوزارة .
ثانيا: توجد وحدة مراجعة داخلية منتدبة بالشركة تمثل وزارة المالية يمر عبرها و تصادق على كل الدفعيات المالية ولا يمكن ان تمرر اي اجراء مالي مخالف للقوانيين وتتمتع بصلاحيات بعدم اعتماد اي دفعيات لاتسندها مطالبات او عقود قانونية اذن ماذكر من عقد معيب وسدادات لدفعيات غير معلوم اتجاهها تصريح مردود على صاحبه.
اما فيما يخص صيانة الطائرة
تتراوح تكلفة فحص Check C لطائرة إيرباص A320 بين 600 ألف و1.5 مليون دولار أمريكي، اعتماداً على نوع الفحص الفرعي (مثل 1C أو C4) والأعمال الإضافية مثل استبدال المقاعد أو السجاد، حيث يشمل التفتيش الشامل معظم مكونات الطائرة في مرافق متخصصة ومعتمدة من مصنعي الطائرات .
وفي اغلب الاحيان ما تُقدم فواتير مبدئية لتقدير الميزانيات، لكن التكلفة النهائية قد تتجاوزها بسبب اكتشافات أثناء التنفيذ، مما يفسر التباينات دون وجود فوضى إدارية. هذا النهج يعكس الممارسات القياسية في صناعة الطيران، مع مراعاة التشغيل السنوي والعوامل الجغرافية.
وهذا يعني انه لايوجد تكلفة ثابتة ابتداء وانما المحصلة النهايئة لعملية الصيانة تتوقف على حسب الاعمال المنفذة الفعلية التي تم اجرائها
الخاتمة
تمثل “سودانير” رمزاً لسيادة الدولة، حيث تحقق إنجازات مالية وتشغيلية في ظروف استثنائية بطائرتها الوحيدة، محافظة على المال العام وحقوق العاملين وحفاظا عليهم يبرز هذا النموذج في ادارة الشركة أهمية الإدارة المدروسة والالتزام القانوني في تعزيز الصمود الوطني وبقاء مؤسسات الدولة متماسكة في ظل الحرب ، مستحقاً التقدير كمثال للكفاءة في القطاع العام
ام وضاحسودانير
المصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
“ضمان الاستثمار”: 4 تريليونات دولار القيمة المتوقعة للناتج العربي لعام 2026
صراحة نيوز- كشفت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان) عن ارتفاع قيمة الناتج المحلي الإجمالي العربي بمعدل 1.7 بالمئة لتبلغ نحو 3.8 تريليونات دولار عام 2025.
وأكدت المؤسسة التي تتخذ من العاصمة الكويتية مقرا لها، في بيان، اليوم الاثنين، أن الارتفاع بالناتج المحلي الإجمالي العربي تحقق رغم التحديات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة، مع استمرار تركزه الجغرافي في كل من السعودية والإمارات ومصر والجزائر والعراق بحصة قاربت 73 بالمئة من إجمالي المنطقة.
وأوضحت المؤسسة أن توقعات أداء الاقتصاد العربي جاءت في مجملها إيجابية بالنسبة للعام المقبل 2026، بارتفاع متوقع يبلغ 5.6 بالمئة في قيمة الناتج العربي ليبلغ نحو 4 تريليونات دولار، مدفوعا بالنمو المرجح في الناتج المحلي في 19 دولة عربية منها 8 اقتصادات نفطية تسهم لوحدها بأكثر من 70 بالمئة من الناتج العربي الإجمالي.
وبنت المؤسسة توقعاتها الحذرة، على تقلص حدة الاضطرابات والصراعات في المنطقة، وتحسن الوضع الاقتصادي وارتفاع عوائد الإصلاحات الهيكلية بجانب زيادة قيمة صادرات المنطقة من السلع والخدمات.
وذكرت المؤسسة أن تقديرات صندوق النقد الدولي تشير الى تباين أداء مؤشرات الاقتصاد العربي خلال العام الحالي 2025 متأثرة بتراجع متوسط أسعار النفط العالمية واستمرار المخاطر الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة بجانب زيادة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأشارت المؤسسة إلى أن حجم الناتج العربي وفق تعادل القوة الشرائية بمعدل 6.1 بالمئة ليتجاوز 9.8 تريليون دولار، مع توقعات باستمرار ارتفاعه ليتجاوز 10 تريليونات دولار العام المقبل 2026.
ولفتت لتراجع معدل البطالة في المنطقة إلى 9.4 بالمئة خلال العام الحالي 2025، بالتزامن مع انخفاضه في جميع دول المنطقة، مع توقعات بأن يواصل انخفاضه إلى 9.2 بالمئة العام المقبل، وانخفاض متوسط معدل تضخم أسعار المستهلك في المنطقة العربية لنحو 10.3 بالمئة العام الحالي، مع توقعات باستمرار تراجعه ليبلغ 8.1 بالمئة العام المقبل.
وأشارت المؤسسة إلى تحسن المتوسط السنوي لسعر صرف 7 عملات عربية مقابل الدولار خلال العام الماضي، ضمت عملات تونس وقطر والإمارات والمغرب والجزائر وجيبوتي وسوريا، بينما شهد متوسط سعر صرف عملات 6 دول عربية استقرارا.
ولفتت إلى ارتفاع قيمة الاستثمارات الإجمالية لـ 14 دولة عربية بمعدل 5.2 بالمئة وصولا لنحو 864 مليار دولار العام الحالي لتمثل 27.3 بالمئة من الناتج المحلي لتلك الدول، مع توقعات بأن ترتفع بمعدل 5.4 بالمئة لتصل إلى 910 مليارات دولار العام المقبل 2026.
وحسب المؤسسة زادت الاحتياطيات العربية من النقد الأجنبي بمعدل 3.4 بالمئة لتبلغ نحو 1.2 تريليون دولار، بما يكفي لتغطية الواردات العربية من السلع والخدمات لما يقارب 5.6 أشهر كمتوسط سنوي، مع توقعات بأن تشهد ارتفاعا بمعدل 2.5 بالمئة
يشار إلى أن “ضمان” تأسست عام 1974، كمؤسسة متعددة الأطراف تضم في عضويتها جميع الدول العربية وأربع مؤسسات مالية عربية مشتركة، وتقدم خدمات تأمينية متخصصة ضد مخاطر الائتمان والمخاطر السياسية بهدف تسهيل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول العربية ودعم الصادرات والواردات العربية.