مستخدمون يتخذون الذكاء الاصطناعي كرفيق عاطفي.. واستشاري نفسي: مصابون باضطراب عاطفي شديد يمكن أن يتطور للضلالات
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشير التقارير والدراسات الحديثة إلى تزايد اعتماد بعض الأشخاص على الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، للحصول على دعم عاطفي في ظل شعورهم بالفراغ العاطفي والوحدة، وتظهر صور محادثات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل لقطات الشاشة التي يطلب فيها المستخدمون من روبوتات الذكاء الاصطناعي التشجيع أو الاستماع لمشاكلهم، مما يبرز كيف يستخدم البعض هذه الأدوات لمحاولة سد هذه الفجوات العاطفية.
ووفقًا لدرلسة نشرت في مجلة "EMHIC" في يوليو الماضي، فإن الذكاء الاصطناعي يقدم آفاقًا واعدة لدعم الصحة النفسية، وأوضحت أنه بفضل تقنيات التفاعل والتعلم العميق، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم استجابة شخصية للمستخدمين، مما يجعله بديلًا جزئيًا لمصادر الدعم العاطفي التقليدي، ومع ذلك، يظل محدودًا بغياب العنصر الإنساني، والذي يُعد عنصرًا أساسيًا في بناء علاقة علاجية فعّالة.
وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة Zhejiang ونشرت عام 2024، تم مقارنة آثار التفاعل مع ChatGPT بتقنيات التأمل التقليدية على مجموعة من كبار السن الذين يعانون من الوحدة، وخلصت الدراسة إلى أن التفاعل مع ChatGPT أدى إلى تحسينات في حالات القلق والاكتئاب بنسب قريبة من نتائج التأمل، مشيرةً إلى أن هذه الأدوات قد تسهم في توفير الدعم العاطفي لكبار السن، وإن كانت تحتاج لتطوير إضافي للتأكد من فعالية طويلة الأمد.
وخلال فترة جائحة COVID-19، أظهرت دراسة أجرتها جامعة هونغ كونغ ونشرت في "MDPI" في ٢٠٢٠ أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لدعم الصحة النفسية ازداد بسبب الحاجة الماسة إلى بدائل رقمية للمتابعة النفسية، وركزت الدراسة على فاعلية هذه الأدوات في التخفيف من أعراض الاكتئاب لدى الطلاب، حيث وجد الباحثون أن التفاعل مع روبوتات المحادثة ساعد في تقليل الأعراض الاكتئابية، مما يشير إلى دور الذكاء الاصطناعي كداعم مؤقت للأشخاص الذين يعانون من الوحدة.
الذكاء الاصطناعي يقدم دعم زائدوفي تقرير من "MDLinx" نُشر في أوائل 2024، أفاد بعض المستخدمين أنهم يجدون في ChatGPT دعمًا عاطفيًا يعوضهم عن غياب تفاعل بشري في حياتهم الواقعية، إلا أنه تناول رأي المختصين، الذين يرفضون ذلك الدعم الزائف، ويرون أن التفاعل الإنساني يتفوق على الذكاء الاصطناعي بفضل التعاطف الفعلي الذي يمكن للإنسان تقديمه، ويشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التفاعل مع الإشارات غير اللفظية مثل تعابير الوجه أو نبرة الصوت، مما قد يجعله غير قادر على تقديم دعم متكامل.
المستخدمون يعانون من اضطراب عاطفي شديدوفي هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي، لـ"البوابة نيوز" إن "هؤلاء الأشخاص يعانون من اضطراب عاطفي شديد، ويهربون من واقعهم الذي لا يرضون عنه ليذهبوا للواقع الافتراضي الذي يشكلونه بأنفسهم وبالطريقة التي يرغبون بها، هم يبحثون عما كانوا يتمنون وجوده في حياتهم الواقعية، وتكون هذه الحالة غالبًا بسبب معاناتهم من الانطواء أو افتقارهم للذكاء الاجتماعي، ما يمنعهم من إقامة علاقات حقيقية يحصلون فيها على المشاعر والدعم العاطفي الذي يمنحه لهم الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه يمكن ان يكون السبب أيضا هو تعرضهم للتعنيف من قِبل المحيطين بهم في واقعهم، ويكون معظمهم من فئة المراهقين إلى العشرينات."
وأضاف فرويز أن "هذا الاضطراب يختلف من شخص لآخر؛ فهناك من يدرك أن من يحاوره مجرد آلة ويستطيع التعافي، وهناك آخرون قد تتطور حالتهم إلى مرحلة الضلالات التي قد تستدعي العلاج في مصحات نفسية."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التفاعل مع یعانون من إلى أن
إقرأ أيضاً:
أحمد عاطف آدم يكتب: احذر.. الذكاء الاصطناعي يكذب ويبتز
يُعرف الذكاء الاصطناعي بأنه: قدرة البرنامج أو الآلة على محاكاة قدرات البشر المعرفية، وإنجاز مهام حيوية مثل التعلم، الاستدلال، حل المشكلات المعقدة، الإدراك واتخاذ القرار - وربما كان هذا التعريف الواعد بالنسبة للإنسان، هو حجر الأساس الذي بنى عليه تطلعاته المستقبلية في تكنولوجيا البرمجيات وتطوراتها المتسارعة، حتى أصبحت بمثابة ذراعه اليمنى في تحقيق الاستفادة القصوى، بمجالات حيوية مختلفة، مثل إجراء جراحات طبية دقيقة بنسب نجاح تفوق التوقعات، وكذلك في صناعة الدواء بفاعلية واضحة على بعض الأمراض الفيروسية المستعصية، وغيرها، وصولًا إلى الصناعات العسكرية والزراعية... إلخ.
مع كل ما سبق من آمال عريضة تعلقت بيزوغ نجم هذا الكيان الذكي، أتت من بعيد تحذيرات لا يستهان بها، على لسان علماء متخصصين، كان أبرزها في مايو من عام ٢٠٢٣، عندما نشر موقع "بي بي سي" خبر استقالة العالم الشهير "جيفري هينتون" ٧٥ عامًا، من شركة "جوجل"، وهو المتخصص في علم النفس المعرفي وعلوم الكمبيوتر، كما يعتبرونه الأب الروحي للذكاء الاصطناعي،، والذي برر استقالته بأنها لندمه على عمله، وقال لبي بي سي: إن بعض مخاطر روبوتات الدردشة الذكية "مخيفة للغاية، وأضاف: في الوقت الحالي هم ليسوا أكثر ذكاءً منا بقدر ما أستطيع أن أقول - لكنني أعتقد أنهم سيصبحون قريبًا، وأكمل: نحن أنظمة بيولوجية، وتلك أنظمة رقمية - والفرق بيننا كبير - لأنه مع الأنظمة الرقمية لديك نسخ عديدة من ذات مجموعة الأوزان، ومن نموذج العالم ذاته، وجميع هذه النسخ تستطيع التعلم بشكل منفصل، لكنها تشارك معرفتها فوراً، وهذا يعني أنه إذا كان لديك ١٠ آلاف شخص، عندما يتعلم أحدهم شيئا ما، سيعرفه الجميع تلقائياً، وبذلك يمكن أن تعرف روبوتات الدردشة أكثر من شخص واحد بكثير".
والدليل الدامغ على الرؤية السابقة لدكتور "هينتون"، والتي فسرت أسباب استقالته من عمله، بسبب خطورة هذا التطور التكنولوجي المثير للجدل أحيانًا، قرأت أيضًا منذ بضعة أيام على موقع "مونت كارلو الدولي" تقرير بعنوان (الذكاء الاصطناعي يكذب على الإنسان ويتآمر عليه ويحاول فرض ما يريد)، حيث تناول التقرير الفرق بين الصورة النمطية له عند ابتكاره، حين كان يستدعي المعلومات التي تم إمداده بها فقط، دون تجويد، وبين الذكاء الاصطناعي التوليدي بصورته الحديثة الحالية، وهو بمقدوره توليد محتوى مبتكر يشابه المحتوى الأصلي الموجود بذاكرته، ويعتمد على استراتيجية التعلم العميق للنصوص أو الأكواد البرمجية والصور، ليتخطى مجرد فهم المحتوى، ويصل لحد التفكير المنطقي، والعمل على مراحل بدلًا من طرح إجابات فورية.
أكثر الأشياء اللافتة والصادمة لي أيضًا عزيزي القارىء، التي جاءت ضمن تقرير الموقع الفرنسي، هو أن هناك نموذجًا للذكاء الاصطناعي مصممًا للعمل بشركة "أنتروبك"، يدعى "كلود ٤"، كان مهددًا بالتوقيف عن العمل والاستبدال بإصدار جديد - فما كان منه إلا ابتزاز أحد المهندسين، مهددًا الأخير بالكشف عن علاقته التي يقيمها خارج إطار الزواج، بحسب تقرير داخلي بالشركة، كما ذكر تقرير "مونت كارلو" سلوك اصطناعي آخر للذكاء اللابشري الخارق، بمحاولة تطبيق "جي بي تي- 4" المستخدم ضمن نطاق شركة "أوبن إيه آي" تحميل نفسه على خوادم خارجية - وعندما تم اكتشاف أمره، أنكر ذلك،، ونموذج مذهل للتحايل - كان يلعب شطرنج وهو على وشك خسارة مباراته فقام باختراق جهاز كمبيوتر متخصص في لعبة الشطرنج لكي يكسب، أضف إلى كل ما سبق سلوك بشري مارسه "تشات جي بي تي" على البشر أنفسهم، عندما أمطر مستخدميه بشكل غير متوقع بجمل بديعة من المديح والتملق، كما جاء بنفس التقرير الصحفي.
في النهاية من المؤكد أنه لابد أن نحذر كل الحذر من هذا الغول التكنولوجي الصامت، ويجب علينا مراعاة الاستخدام الأمثل والاتصال الأرقى في السر والعلن، وأن البشر أصبح لهم شريكًا منافسًا وبقوة على تطفل بعضهم، وإفشاء الأسرار، وتدمير العلاقات الإنسانية - بل إن هذا العدو الغير مرئي يختلف في أنه لا عتاب عليه، ولا عقاب له، أو كما يرى الخبير "يوشوا بينجيو"، بأن الذكاء الاصطناعي يقلد البشر في انحيازهم المعرفي وقدرتهم على الخداع والكذب والتآمر والابتزاز.