قالت دار الإفتاء المصرية إن معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»، هو أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّد نوع من أنواع الابتلاء، مؤكدة أنه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد.

وأوضحت الإفتاء أن هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب، فابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر، يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق.

بيان أن من حكمة الابتلاء زيادة الثواب ورفع العقاب

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.

وابتلاء الله تعالى لعباده لا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع؛ لانطوائه على أسرار غيبية وأحكامٍ علوية لا يعلم حقيقتها إلَّا رب البرية؛ قال تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الأعراف: 168.

فليس المقصود هو الحكم بظاهر الابتلاءات؛ بل العلم بقدرة الله تعالى، والإسراع في الرجوع إليه، وأن يتفقد الإنسان نفسه بالسكون إلى قضاء الله تعالى والإذعان إلى مراده؛ قال سبحانه: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76].

الحث على الصبر على البلاء وإن طال زمنه

قالت الإفتاء إن الله تعالى سمى غزوة "تبوك" التي استمرت شهرًا «ساعةَ العُسرة» كما في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 117]، تهوينًا لأمرها وتيسيرًا لهولها، وإخبارًا بعِظَمِ أجرها.

معنى حديث: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ
وأوضحت أن الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك الحديث الذي ورد السؤال عنه، وهذا الحديث رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن حبان في "المجروحين"، والديلمي في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب" و"المرض والكفارات".

وفي رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي في "سننه" عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية الإفتاء حديث الإبتلاءات الله تعالى

إقرأ أيضاً:

استهداف مطار اللد بن غوريون في يافا المحتلة بـصاروخ فرط صوتي

وأكدت القوات المسلحة في بيان صادر عنها اليوم أن العملية التي نفذتها القوة الصاروخية بصاروخ باليستي فرط صوتي حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسبب الصاروخ في هروب ملايين الصهاينة المحتلين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لقرابة الساعة.

وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة وأمام التطورات العاجلة في غزة، من استمرار حرب الإبادة الجماعية والمجازر اليومية والمجاعة جراء الحصار الخانق وأمام العجز والخذلان العربي والإسلامي لتجد نفسها ومعها كل أحرار الأمة أمام مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية كبيرة.

كما أكدت القوات المسلحة أنها ستعمل بعون الله تعالى على تعزيز وتوسيع فعلها العسكري بهدف وقف العدوان ورفع الحصار وان عملياتها العسكرية بفرض حظر الملاحة الجوية على مطار اللد وكذلك حظر الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي ستستمر حتى تحقيق هذا الهدف بإذن الله تعالى.

وفيما يلي نص البيان

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

قال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ العظيم

انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورفضاً لجريمةِ الإبادةِ الجماعيةِ التي يقترفُها العدوُّ الصهيونيُّ بحقِّ إخوانِنا في قطاعِ غزة. نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مطارَ اللُّدِ المسمى إسرائيلياً مطارُ بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ، وقد حققَ الصاروخ هدفهُ بنجاحٍ بفضلِ اللهِ، وتسببَ في هروبِ ملايينِ الصهاينةِ المحتلينِ إلى الملاجئِ وتوقفِ حركةِ المطارِ لقرابةِ الساعة..

إنَّ القواتِ المسلحةَ وأمامَ التطوراتِ العاجلةِ في غزةَ، من استمرارِ حربِ الإبادةِ الجماعيةِ والمجازرِ اليوميةِ والمجاعةِ جراءِ الحصارِ الخانقِ وأمامَ العجزِ والخذلانِ العربيِّ والإسلاميِّ لتجدُ نفسَها ومعها كلُّ أحرارِ الأمةِ أمامَ مسؤوليةٍ دينيةٍ وأخلاقيةٍ وإنسانيةٍ كبيرة.

وعليه.. فإنَّها ستعملُ بعونِ اللهِ تعالى على تعزيزِ وتوسيعِ فعلِها العسكريِّ بهدفِ وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ وإنَّ عملياتِها العسكريةَ بفرضِ حظرِ الملاحةِ الجويةِ على مطارِ اللُّدِّ وكذلك حظرُ الملاحةِ البحريةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ ستستمرُّ حتى تحقيقِ هذا الهدفِ بإذنِ اللهِ تعالى.

واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير

عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً

والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة

صنعاء 17من ذي القعدة 1446للهجرة الموافق للـ 15 من مايو 2025م

صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية

مقالات مشابهة

  • ماذا نقول عند الحر الشديد؟ كلمات تنجيك من حر جهنم
  • علاج الحسد والعين في 3 أيام.. الإفتاء تحدد 12 دواء للشفاء
  • لماذا أمر النبي بقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة؟.. الإفتاء تحدد 3 أسباب
  • محافظ بني سويف يستمع لمطالب وشكاوى المواطنين عقب أدائه صلاة الجمعة بمسجد الرضا
  • سنن يوم الجمعة من الفجر حتى الصلاة.. للرجال والنساء
  • لماذا يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس؟
  • استهداف مطار اللد بن غوريون في يافا المحتلة بـصاروخ فرط صوتي
  • العبادات المستحبة في الأشهر الحرم.. الأزهر للفتوى يوضحها
  • الصلاة ودلائل القرب من الله
  • هل تقبل توبة من اقترف الفاحشة عدة مرات؟.. الإفتاء تجيب