عربي21:
2025-06-17@10:05:46 GMT

هل يساعد علاج الحمض النووي على كبح السرطانات الشرسة؟

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

هل يساعد علاج الحمض النووي على كبح السرطانات الشرسة؟

يتسم السرطان بنمو غير طبيعي للخلايا في الجسم، ويعد من أخطر الأمراض التي تهدد صحة الإنسان، ويمكن أن ينشأ السرطان في أي جزء من الجسم، ويؤدي في بعض الحالات إلى انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى، وهي حالة تعرف بالانتقال أو "الميتاستاز"، كما أنه يعد ثاني أكبر سبب للوفاة في العالم.

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون العلمية، إيان سامبل، قال فيه إن العلماء رفعوا الأمل في علاج بعض أكثر حالات السرطان شراسة من خلال استهداف أجزاء صغيرة من الحمض النووي المارق الذي يساعد الأورام على النمو ومقاومة العلاج الكيميائي.



وظهر هذا الاختراق من دراسة أمريكية بريطانية وجدت أن العديد من أنواع السرطان التي يصعب علاجها تحتوي على حلقات من المواد الوراثية الخبيثة التي كانت ضرورية لبقاء الأورام وتحمل العلاج.

وكشفت الاختبارات التي أجريت على 39 نوعا مختلفا من الأورام لدى ما يقرب من 15000 مريض في المملكة المتحدة أن أكثر من واحد من كل ستة أنواع من السرطانات يحتوي على حمض نووي خارج الكروموسومات، أو ecDNA - وهي حلقات الشفرة الجينية التي يمكن أن تجعل الأورام أكثر صعوبة في العلاج.


سلّط التحليل الضوء على كيفية دفع ecDNA لنمو السرطان ومقاومته وقاد الباحثين إلى تحديد دواء جديد، بالفعل في مرحلة مبكرة من التجارب السريرية، لديه القدرة على تدمير الخلايا المصابة بشكل انتقائي ومنع الأورام من تطوير مقاومة سريعة.

قال بول ميشيل، أستاذ علم الأمراض في جامعة ستانفورد: "إنه اكتشاف مهم لأن هذا يؤثر على الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم. هؤلاء هم المرضى الذين يعانون حقا لأنهم لا يستجيبون لعلاجاتنا الحالية وأورامهم عدوانية للغاية".

تُحمل معظم الجينات في الخلايا البشرية على 23 زوجا من الكروموسومات الموجودة داخل نواة الخلية. ولكن في بعض الأحيان تنفصل شظايا عن الكروموسومات وتشكل دوائر من ecDNA تجلس بعيدا عن الكروموسومات. وحتى وقت قريب، كان ecDNA يُعتبر نادرا وغير مهم في تطور السرطان.

في ثلاث أوراق بحثية نُشرت في مجلة  Nature، يفصل الباحثون غوصا عميقا في أصول وتأثيرات ecDNA.  وجد الباحثون أن 17.1% من الأورام التي تمت دراستها تحتوي على ecDNA، مع شيوع المادة الوراثية المارقة في أشكال معينة من سرطان الثدي والدماغ والرئة.


تحمل شظايا ecDNA جينات مسببة للسرطان وجينات أخرى تعمل على قمع الجهاز المناعي. تشجع الأولى نمو الورم بينما يمكن للأخيرة أن تساعد الأورام على التهرب من دفاعات الجسم الطبيعية ومقاومة العلاجات المناعية الحديثة التي تهدف إلى توجيه قوة الجهاز المناعي نحو الخلايا السرطانية.

ووجد الباحثون أن التكاثر السريع والفوضوي لـ ecDNA يحفز الأورام أيضا. عندما تنقسم خلية السرطان، ترث كل خلية ناتجة نفس عدد الكروموسومات. ولكن إذا كانت الخلية الأولية تحتوي على عدة حلقات ecDNA، فيمكن تمريرها بشكل غير متساوٍ، حيث ترث إحدى الخلايا التي تشكلت بالانقسام عددا أكبر من الخلايا الأخرى. وهذا يزيد من التنوع الجيني للورم، ويعزز مرونته في مواجهة الأدوية المضادة للسرطان.

وتشير الأبحاث، التي تم تمويلها من خلال Cancer Grand Challenges، وهي مبادرة شارك في تأسيسها مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة والمعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، إلى أن الأدوية التي تسمى مثبطات CHK1 قد تدمر بشكل انتقائي الخلايا السرطانية التي تحتوي على ecDNA. وفي التجارب التي أجريت على عدد صغير من الفئران، ساعد مثبط CHK1 الذي طورته Boundless Bio، وهي شركة ناشئة شارك في تأسيسها ميشيل، في تقليل الأورام ومنع المقاومة عند إعطائه جنبا إلى جنب مع عقار تقليدي مضاد للسرطان.


وقال ميشيل: "هذا ليس مجرد اكتشاف حول ما يمكن أن يجعل السرطان سيئا للغاية، بل إنه يشير في الواقع إلى مجموعة جديدة من العلاجات. هناك مسار للمضي قدما لتطوير علاجات جديدة لأن هذا النوع من الحمض النووي مختلف ويخلق نقاط ضعف مختلفة".

وقال ديفيد سكوت، مدير Cancer Grand Challenges في  مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة : "تعتمد العديد من أكثر أنواع السرطان شراسة على ecDNA من أجل البقاء، ومع تقدم هذه السرطانات، فإن ecDNA يقود مقاومتها للعلاج، مما يترك المرضى مع خيارات قليلة. "من خلال استهداف ecDNA، يمكننا قطع شريان الحياة لهذه الأورام التي لا هوادة فيها، وتحويل التشخيص الرهيب إلى تشخيص قابل للعلاج".

قال تشارلز سوانتون، نائب المدير السريري في معهد فرانسيس كريك في لندن والمؤلف الرئيسي لإحدى الأوراق البحثية: "يوضح هذا العمل أهمية عناصر الحمض النووي الدائرية هذه في السرطان، ودورها الناشئ في دفع لياقة الخلايا السرطانية ودعم قدرتها على التهرب من الجهاز المناعي. نأمل أن يساعد العمل المفصل في هذه الأوراق الثلاث في تمهيد الطريق لأساليب جديدة للحد من أصولها وتأثيرها، لتحسين حساسية أدوية السرطان ونتائجها للمرضى في نهاية المطاف".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة السرطان الحمض النووي الأورام السرطان الحمض النووي الأورام العلاج الكيماوي المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخلایا السرطانیة الحمض النووی تحتوی على

إقرأ أيضاً:

ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟

شنّ سلاح الجو لدى الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على إيران، وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة طوارئ في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.

مع استمرار المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، شنّت "إسرائيل" هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية، وحذرت الولايات المتحدة من أن أي صراع مع إيران سيكون "فوضويًا"، وقد يُعرّض المنطقة بأكملها لخطر الحرب.

وجاء في تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أنه "رغم إضعافها الشديد خلال العامين الماضيين بسبب العقوبات وتزايد عزلتها، لا تزال إيران قادرة على زعزعة استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي، إلا أن السؤال كيف سترد".


وأوضح التقرير أن السيناريو المتوقع أن إيران ترد بضربات صاروخية على قواعد أمريكية وإسرائيلية، إذ تمتلك آلاف الصواريخ متوسطة المدى القادرة على الوصول إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك مواقع في العراق المجاور، وقاعدة العديد الجوية في قطر.

وذكر أنه "في عام 2020، هاجمت قواعد جوية في العراق تستضيف قوات أمريكية بعد اغتيال القائد العسكري قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة".

أكدت الصحيفة أنه "لم تقع وفيات أمريكية لأن القاعدة أُخليت في الوقت المناسب، بعد تحذير إيراني، يمكن لأي هجوم الآن أن يستهدف عدة قواعد في آنٍ واحد، وأن يشمل وكلاء إيران وحلفاءها في العراق واليمن، مما يُصعّب اعتراض الصواريخ الإيرانية".

وتحدثت الصحيفة عن احتمالية أن تهاجم إيران حقول النفط في المنطقة، إذ يُنتج الشرق الأوسط ما يقارب 30 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، ومعظمها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.

في عام 2019، أدى هجوم صاروخي وطائرات مُسيّرة على منشأة نفطية، قالت السعودية إنه برعاية إيران، إلى انخفاض إنتاج المملكة إلى النصف مؤقتًا. كما أدى إلى توقف 5 بالمئة من إمدادات العالم.


منذ ذلك الحين، تقرّبت إيران من السعودية ودول أخرى، لكنها لمّحت إلى أنها قد تستهدف حقول النفط الإقليمية إذا تعرّضت مواقعها النووية لهجوم. ويتمثّل التحدي الذي تواجهه إسرائيل والولايات المتحدة في ضرب أكبر عدد ممكن من بطاريات الصواريخ في الموجة الأولى من أي هجوم، لتخفيف أثر الرد الإيراني.

وقالت الصحيفة إن هناك سيناريو آخر يتعلق بإغلاق إيران للملاحة في الخليج الفارسي، الذي يُعد بمثابة قناة رئيسية لشحنات النفط، حيث يمر ما يصل إلى 30 بالمئة من النفط العالمي عبر مضيق هرمز، وقد يؤدي الصراع إلى توقف الشحن.

سبق أن نصحت وكالة الملاحة البحرية البريطانية، المعروفة باسم عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، السفن المُبحرة في المنطقة بتوخي الحذر. في الماضي، فجّرت إيران سفنًا في المنطقة للضغط على دول الخليج الأخرى والولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى سيناريو مهاجمة إيران لـ"إسرائيل"، إذ هددت طهران بمهاجمة الأراضي المحتلة مجددًا إذا هاجمت الأخيرة مواقعها النووية.

في تشرين الأول/ أكتوبر، ردًا على قصف "إسرائيل" لمنشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على الأراضي المحتلة.


وقالت الصحيفة إنه "تم اعتراض معظم هذه الصواريخ من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولكن العديد من الصواريخ نجحت في اختراق الدفاعات الجوية، وهبطت في مطار يستضيف أسطولًا من طائرات إف-35 على بُعد بضع مئات الأمتار فقط من مقر وكالة التجسس الموساد".

وختمت الصحيفة بالحديث عن سيناريو "انضمام الوكلاء"، موضحة أنه "لعقود، شكّل حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران، رادعًا لإسرائيل، ومع ذلك، فقد قُضي على الجماعة، وكذلك حماس في غزة، ولا يزال لإيران حلفاء حوثيون في اليمن، يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل، وقوات بالوكالة في العراق، والتي هاجمت أيضًا إسرائيل وقواعد أمريكية في العراق وسوريا".

مقالات مشابهة

  • علاج ثوري للسرطان: تقنية نانوية تستهدف الخلايا بدقة دون جراحة
  • الأردن يحقق نقطة تحول في تأمين علاج السرطان
  • علاج جديد يحدث تحولا جذريا في مستقبل مكافحة سرطان الدم
  • علاج جديد يفتت الخلايا السرطانية بالأشعة تحت الحمراء
  • ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية إلى 270 قتيل
  • نجاح علماء روس في سد الفجوات في بنية الحمض النووي باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يتمكنون من سد الفجوات في بنية الحمض النووي باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • دواء جديد قد يساعد ملايين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم
  • ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • مختص يشدد على أخذ اليود بعد التلوث النووي للوقاية من سرطان الغدة الدرقية ..فيديو