ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
شنّ سلاح الجو لدى الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على إيران، وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة طوارئ في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
مع استمرار المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، شنّت "إسرائيل" هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية، وحذرت الولايات المتحدة من أن أي صراع مع إيران سيكون "فوضويًا"، وقد يُعرّض المنطقة بأكملها لخطر الحرب.
وجاء في تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أنه "رغم إضعافها الشديد خلال العامين الماضيين بسبب العقوبات وتزايد عزلتها، لا تزال إيران قادرة على زعزعة استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي، إلا أن السؤال كيف سترد".
وأوضح التقرير أن السيناريو المتوقع أن إيران ترد بضربات صاروخية على قواعد أمريكية وإسرائيلية، إذ تمتلك آلاف الصواريخ متوسطة المدى القادرة على الوصول إلى القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك مواقع في العراق المجاور، وقاعدة العديد الجوية في قطر.
وذكر أنه "في عام 2020، هاجمت قواعد جوية في العراق تستضيف قوات أمريكية بعد اغتيال القائد العسكري قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة".
أكدت الصحيفة أنه "لم تقع وفيات أمريكية لأن القاعدة أُخليت في الوقت المناسب، بعد تحذير إيراني، يمكن لأي هجوم الآن أن يستهدف عدة قواعد في آنٍ واحد، وأن يشمل وكلاء إيران وحلفاءها في العراق واليمن، مما يُصعّب اعتراض الصواريخ الإيرانية".
وتحدثت الصحيفة عن احتمالية أن تهاجم إيران حقول النفط في المنطقة، إذ يُنتج الشرق الأوسط ما يقارب 30 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، ومعظمها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.
في عام 2019، أدى هجوم صاروخي وطائرات مُسيّرة على منشأة نفطية، قالت السعودية إنه برعاية إيران، إلى انخفاض إنتاج المملكة إلى النصف مؤقتًا. كما أدى إلى توقف 5 بالمئة من إمدادات العالم.
منذ ذلك الحين، تقرّبت إيران من السعودية ودول أخرى، لكنها لمّحت إلى أنها قد تستهدف حقول النفط الإقليمية إذا تعرّضت مواقعها النووية لهجوم. ويتمثّل التحدي الذي تواجهه إسرائيل والولايات المتحدة في ضرب أكبر عدد ممكن من بطاريات الصواريخ في الموجة الأولى من أي هجوم، لتخفيف أثر الرد الإيراني.
وقالت الصحيفة إن هناك سيناريو آخر يتعلق بإغلاق إيران للملاحة في الخليج الفارسي، الذي يُعد بمثابة قناة رئيسية لشحنات النفط، حيث يمر ما يصل إلى 30 بالمئة من النفط العالمي عبر مضيق هرمز، وقد يؤدي الصراع إلى توقف الشحن.
سبق أن نصحت وكالة الملاحة البحرية البريطانية، المعروفة باسم عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، السفن المُبحرة في المنطقة بتوخي الحذر. في الماضي، فجّرت إيران سفنًا في المنطقة للضغط على دول الخليج الأخرى والولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى سيناريو مهاجمة إيران لـ"إسرائيل"، إذ هددت طهران بمهاجمة الأراضي المحتلة مجددًا إذا هاجمت الأخيرة مواقعها النووية.
في تشرين الأول/ أكتوبر، ردًا على قصف "إسرائيل" لمنشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على الأراضي المحتلة.
وقالت الصحيفة إنه "تم اعتراض معظم هذه الصواريخ من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولكن العديد من الصواريخ نجحت في اختراق الدفاعات الجوية، وهبطت في مطار يستضيف أسطولًا من طائرات إف-35 على بُعد بضع مئات الأمتار فقط من مقر وكالة التجسس الموساد".
وختمت الصحيفة بالحديث عن سيناريو "انضمام الوكلاء"، موضحة أنه "لعقود، شكّل حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران، رادعًا لإسرائيل، ومع ذلك، فقد قُضي على الجماعة، وكذلك حماس في غزة، ولا يزال لإيران حلفاء حوثيون في اليمن، يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل، وقوات بالوكالة في العراق، والتي هاجمت أيضًا إسرائيل وقواعد أمريكية في العراق وسوريا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي إيران الرد الإيراني طهران إيران إسرائيل طهران الرد الإيراني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة فی العراق
إقرأ أيضاً:
ما هي أسوأ السيناريوهات إذا استمر التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل؟
عواصم - الوكالات
مع استمرار التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو صراع واسع النطاق، يتجاوز حدود البلدين ويطال أطرافًا إقليمية ودولية. ورغم الدعوات الدولية المتكررة إلى ضبط النفس، تبدو احتمالات التصعيد مفتوحة على عدة سيناريوهات خطيرة قد تهدد استقرار المنطقة والعالم.
ورغم التصريحات الأمريكية التي تنأى بنفسها عن الهجمات الإسرائيلية، ترى طهران أن واشنطن تقدم دعمًا ضمنيًا لتل أبيب، ما يفتح الباب أمام احتمال توجيه إيران ضربات انتقامية ضد أهداف أمريكية في العراق والخليج العربي، أو حتى بعثات دبلوماسية.
وفي حال استهدفت إيران مواقع تضم جنودًا أمريكيين، أو قُتل أحد المواطنين الأمريكيين جراء الهجمات، فقد يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه مضطرًا للتدخل عسكريًا، رغم تعهداته السابقة بتجنّب "حروب الشرق الأوسط". ويخشى مراقبون من أن أي انخراط أمريكي مباشر قد يؤدي إلى توسع غير مسبوق في رقعة الحرب، خصوصًا أن واشنطن هي الوحيدة التي تمتلك القنابل الخارقة للتحصينات القادرة على تدمير منشآت إيرانية محصنة مثل "فوردو".
وفي حال فشلت إيران في تحقيق نتائج عسكرية مباشرة ضد إسرائيل، فقد تلجأ إلى استهداف دول خليجية تعتبرها حليفة ضمنيًا لتل أبيب، سواء عبر الصواريخ أو من خلال وكلائها الإقليميين. وقد تشمل الأهداف منشآت نفطية حيوية أو بنى تحتية حساسة، كما حدث سابقًا في استهداف منشآت أرامكو السعودية عام 2019، وهجمات الحوثيين على الإمارات في 2022.
وتستضيف بعض دول الخليج قواعد عسكرية أمريكية، الأمر الذي قد يستدعي تدخلًا أمريكيًا مباشرًا لحمايتها، ويدخل المنطقة في مواجهة شاملة قد تزعزع أمن الخليج واستقرار أسواق الطاقة.
ومن بين السيناريوهات الخطرة أيضًا، فشل إسرائيل في تدمير قدرات إيران النووية بالكامل. فرغم اغتيال علماء وتدمير مواقع، يبقى الخطر ماثلًا في حال كانت كميات اليورانيوم المخصب بنسبة 60% – وهي على بُعد خطوة واحدة من مستوى تصنيع الأسلحة – مخبأة في مواقع سرية محصنة.
وقد يدفع ذلك القيادة الإيرانية إلى تسريع برنامجها النووي كوسيلة للردع، خصوصًا إذا تصدّر المشهد قادة عسكريون أكثر تشددًا بعد مقتل بعض المسؤولين الكبار. وهذا السيناريو يُنذر بحلقة متواصلة من "الضربات والضربات المضادة"، وهي استراتيجية يصفها الإسرائيليون بـ"جز العشب".
ويشهد العالم حاليًا ارتفاعًا في أسعار النفط، لكن أي تصعيد إضافي – كإغلاق إيران لمضيق هرمز أو تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر – قد يؤدي إلى صدمة اقتصادية عالمية. فالمضيق مسؤول عن نحو خُمس الإمدادات النفطية العالمية، وأي تعطيل له سينعكس مباشرة على أسعار الطاقة والتضخم العالمي.
ومع معاناة العديد من الدول من أزمات معيشية حادة، فإن موجة تضخم جديدة ستكون كارثية، وقد تصب في مصلحة أطراف مثل روسيا التي تعتمد على عائدات النفط لتمويل حربها في أوكرانيا.
أما أكثر السيناريوهات تعقيدًا، فهو انهيار النظام الإيراني بفعل الضغط العسكري والسياسي. ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد أن هدفه الأساسي هو تحييد الخطر النووي، إلا أنه صرّح مؤخرًا بأن العمليات تمهّد "لتحرير الشعب الإيراني من النظام القمعي"، ما يُظهر طموحًا نحو تغيير النظام.
لكن سقوط النظام لا يضمن الاستقرار، بل قد يفتح الباب أمام فوضى شبيهة بما حدث في العراق أو ليبيا، مع صراعات داخلية معقدة، وغياب سلطة مركزية، وظهور جماعات متطرفة.
ويبقى مستقبل الحرب مفتوحًا على احتمالات شديدة الخطورة، يتوقف تطورها على مدى ضبط النفس من الأطراف الفاعلة، وعلى قدرة المجتمع الدولي على احتواء التصعيد. فكل ضربة جديدة تقرّب المنطقة أكثر من نقطة اللاعودة، وتجعل من السلام هدفًا أكثر صعوبة.