وزيرة التعليم بدولة قطر: علاقاتنا أخوية ومنظومة التعليم رائدة لاستشراف المستقبل
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
أكدت معالي بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم العالي بدولة قطر على تميز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعباً مشيرة إلى أن هذه العلاقات تمتد جذورها عميقة لشعبين يجمعهما مصير واحد وهدف واحد ومستقبل واعد بإذن الله تعالى وبعزيمة وإخلاص قيادتي البلدين الشقيقين وسعيهما الدائم لتحقيق كل ما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين من رفعة ونماءً وازدهار في جميع مناحي الحياة .
وأشارت إلى أهمية التطور الذي يشهده قطاع التعليم في البلدين يمثل أحد النماذج البارزة على تطور رؤية القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين لرسالة وأهداف التعليم ودوره في بناء الإنسان المعتز بهويته الوطنية والفخور بإرثه الحضاري والمتطلع دائماً إلى التفاعل مع التطور العلمي بكل ما يشهده من تقدم متسارع في مختلف التخصصات .
جاء ذلك خلال استقبال معاليها لوفد الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية الذي يزور دولة قطر الشقيقة حالياً ويضم الوفد كلاً من: أمل العفيفي الأمين العام للجائزة، والدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، وحميد إبراهيم عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، كما حضر اللقاء مها زايد الرويلي الوكيل المساعد لشؤون قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم العالي، وناصر صالح المري منسق جائزة خليفة التربوية رئيس قسم التربية الإسلامية بإدارة التوجيه التربوي بالوزارة، وخليفة الكبيسي مدير مكتب معالي الوزيرة، وسحر العمادي من إدارة مكتب معالي الوزيرة، وراشد عبدالرحمن آلعلي نائب سفير دولة الإمارات في دولة قطر .
وفي بداية اللقاء أعربت معالي بثينة بنت علي الجبر النعيمي عن تقديرها لهذه الزيارة من قبل جائزة خليفة التربوية، مؤكدة على أهمية الرسالة التي تنهض بها هذه الجائزة في نشر التميز في الميدان التعليمي، واستشراف آليات تطور التعليم من خلال تحفيز العاملين في هذا القطاع الحيوي على اطلاق المبادرات والبرامج والمشاريع المبتكرة التي ترسخ من جودة الأداء التعليمي في مختلف المراحل الدراسية بما ينعكس بالإيجاب على تميز الطالب باعتباره محور العملية التعليمية .
ومن جانبها قدمت أمل العفيفي الشكر لمعاليها على هذه الاستضافة، معربة عن تطلع وفد الجائزة لتعزيز أطر التعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بمختلف الإدارات والجهات التابعة للوزارة وكذلك مع الميدان التعليمي، مؤكدة على أن الجائزة تعتز بالإسهامات والمشاركات المتميزة من مختلف عناصر الميدان التعليمي في دولة قطر الشقيقة .
وتطرقت العفيفي خلال اللقاء إلى رسالة وأهداف الجائزة والمجالات المطروحة في الدورة الثامنة عشرة والمتضمنة 10 مجالات موزعة على 17 فئة تغطي مختلف جوانب العملية التعليمية .
ومن جانبه أكد الدكتور خالد العبري على أهمية مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر الذي تطرحها الجائزة، والمتضمن فئتين هما : فئة البحوث والدراسات، وفئة البرامج والمناهج والمنهجيات وطرق التدريس .
وأشارإلى أهمية مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر حيث يحظى هذا القطاع باهتمام كبير من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة بل ومن مختلف الدول المتقدمة التي تبذل جهوداً كبيرة في سبيل تسليط الضوء على الممارسات المتميزة التي تنهض بالطفولة المبكرة وتوفر لها البيئة المحفزة على الرعاية الاجتماعية والتعليمية التي تفتح أمام هذه الفئة آفاقاً للإبداع والابتكار في مختلف مراحل الحياة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عبدالرحمن النقبي: تكريم هاروكي موراكامي يضيف بُعداً عالمياً لجائزة الشيخ زايد
الحوار مع الكاتب الإماراتي عبدالرحمن النقبي مهم للغاية، فهو يشغل منصب مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية، التي تنظم جوائز مهمة مثل جائزة "الشيخ زايد" و"جائزة سرد الذهب" و"جائزة كنز الجيل"، وتدعم جائزة البوكر، خاصة مع التوسع في عدد الجوائز واستهدافها كافة المجالات مثل الشعر النبطي وغيره.
عبدالرحمن النقبي يتحدث هنا حول الاستراتيجية الحاكمة لإدارة الجوائز في المركز، وكيف تستهدف دعم الكتَّاب العرب، وإيصال الثقافة العربية إلى آفاق عالمية، ومستقبل تلك الجوائز، وكيف يفكرون في تطويرها، وكذلك كيف يرون الجدل الذي تثيره كل عام.
أنتم تدعمون جائزة البوكر.. فما الذي قدمته تلك الجائزة للرواية العربية؟
جائزة البوكر مثَّلت نقلة نوعية في مسيرة الرواية العربية. أعادت السرد العربي إلى الواجهة، وفتحت آفاقاً جديدة للقراءة والنقاش. أصبحت الرواية موضوعاً عاماً يُناقش في الصحف والمنصات، بعد أن كانت محصورة في النخب. الجائزة أيضاً أسهمت في تسويق الرواية وترجمتها ونشرها عالمياً، رغم ما يرافقها أحياناً من جدل.
تنظمون فعاليات للجائزة في دول العالم.. ما الذي تضيفه هذه الفعاليات؟
الفعاليات الدولية تُعدُّ ركيزة أساسية في استراتيجيتنا الثقافية. فهي تساهم في الترويج للأدب والثقافة العربية، وتُقرّب الجائزة من الأسواق الجديدة المستهدفة، مما يزيد من المشاركات من تلك الدول. كما تتيح لنا الالتقاء بالمؤسسات الثقافية العالمية، وتُمهِّد لبناء شراكات استراتيجية تعزز حضور الثقافة العربية في المشهد الدولي.
ما حيثيات اختياركم للكاتب الياباني العالمي هاروكي موراكامي شخصية العام الثقافية في جائزة الشيخ زايد للكتاب؟ وهل كانت هناك منافسة من أسماء عالمية؟
اختيار هاروكي موراكامي جاء انطلاقاً من رؤيتنا لتكريم الأصوات الأدبية التي تُجسِّد الإبداع العابر للثقافات، وتبني جسوراً بين الإنسان والإنسان، بصرف النظر عن اللغة أو الجغرافيا. موراكامي هو كاتب ياباني عالمي، لكنَّ حضوره الروحي والأدبي موجود في وجدان قرَّاء العالم كله، بمن فيهم القرَّاء العرب. وقد رأت لجنة الجائزة، وسط منافسة من أسماء مرموقة، أن مشروع موراكامي السردي الطويل هو الأجدر، لأنه يمثِّل الضمير الإنساني في لحظة يتعثر فيها الخطاب الثقافي العالمي.
هل تسهم مثل هذه الأسماء في صبغ الجائزة بطابع عالمي؟ وهل تجعل من العالم العربي مصدراً للجوائز الرفيعة؟
نعم، تكريم شخصية مثل موراكامي يضيف بُعداً عالمياً للجائزة ويؤكد أنها لا تتحرك داخل حلقة مغلقة. هي جائزة تنطلق من أبوظبي، لكنها تخاطب الإنسانية جمعاء، وتؤمن بأن العالم العربي يمكن أن يكون ليس فقط متلقياً، بل مرجعاً ومانحاً للجوائز الرفيعة. عندما تحتفي أبوظبي بموراكامي، فهي لا تُظهر انفتاحها فقط، بل تؤسس لمكانة ثقافية تعيد تعريف اتجاهات التقدير في العالم.
قلت في مقال إن ظهور موراكامي في العالم العربي قد يكون الأول وربما الأخير، لماذا؟
هذا ليس تقييماً رمزياً فقط، بل قراءة واقعية. موراكامي، بطبيعته، ليس من الكتَّاب الذين يحبِّذون السفر أو الأضواء، ويُعرف بانعزاله واكتفائه بحوارات نادرة وظهورات قليلة. ومع تقدمه في العمر، فإن احتمالية ظهوره مستقبلاً تقلُّ بشكل كبير. لذلك فإن هذا الظهور عبر جائزة الشيخ زايد للكتاب يُعدُّ حدثاً فريداً واستثنائياً، قد لا يتكرر.
ما الذي يعنيه تكريم أسماء مرشحة دائماً لجائزة نوبل؟
بلا شك، اختيار أسماء من هذا النوع يُكسب الجائزة قيمة مضاعفة، ليس فقط بسبب شهرتها، بل لأن هذه الشخصيات تمثل طموح الإنسانية في الأدب والفكر والفن. لكن في الوقت ذاته، ليست هذه هي القاعدة الثابتة. فجائزة الشيخ زايد منحت لقب "الشخصية الثقافية" لموسيقيين وعلماء ومؤسسات معرفية. على سبيل المثال، فاز بها الموسيقار المصري عمر خيرت. هذا يدل على أن الجائزة لا تُكرِّم فقط ما هو أدبي، بل ما هو مؤثر، إنساني، ومُلهم على مستوى الثقافة ككل.
من أين تستمد الجائزة مصداقيتها؟
تستمد جائزة الشيخ زايد للكتاب مصداقيتها من منظومة حوكمة دقيقة تقوم على الشفافية والنزاهة، ومن لجان تحكيم مستقلة تُراجع بشكل دوري، وتُشكَّل وفق أعلى المعايير. الجائزة لا تتبع أي نزعة شعبوية، بل تُقيِّم المحتوى أولاً، بغضِّ النظر عن الأسماء أو الجنسيات. ولذلك نرى أن عدد المشاركات يتزايد باستمرار، وهو انعكاس لثقة المؤلفين والناشرين بها.
ما رؤيتكم لتطوير الجوائز مستقبلاً؟
رؤيتنا تقوم على أمرين: الثبات في المبادئ، والتجدد في الأدوات. ورغم أن الجائزة حظيت بمكانة عالمية وشهرة متزايدة، فإننا لا نكتفي بذلك. الدليل أننا أضفنا فرع "تحقيق المخطوطات" في الدورة قبل الماضية بعد أن لاحظنا فراغاً في هذا المجال. وتوافدت علينا مشاركات كثيرة تؤكد صحة هذا التوجه. نحن نؤمن بأن الجائزة يجب أن تتطور وفقاً لحاجات المشهد الثقافي، لا أن تكتفي بما أنجزته.
الجوائز المادية ضخمة.. هل الهدف دعم الكتَّاب للتفرغ للإبداع؟
بالضبط. القيمة المادية ليست فقط مكافأة، بل هي جزء من فلسفة الدعم الثقافي. الجائزة تؤمن بأن المبدع لا يكفي أن يُكرَّم، بل يجب أن يُمكَّن من التفرغ والإنتاج والاستمرار. ولذلك نعتبر المبالغ المجزية استثماراً في المستقبل الثقافي، لا مجرد مكافأة على الماضي.
تخصيصكم فرعاً للشباب في الجائزة، هل هو لضمان فوزهم؟
تخصيص هذا الفرع هدفه الأساسي تشجيع الطاقات الشابة على دخول المشهد الثقافي من بوابة الجائزة. نحن نعي أن بعض الأسماء الشابة قد لا تستطيع المنافسة في فئة الآداب العامة أمام أسماء راسخة، لذا فإن هذا الفرع يُوفِّر لهم مساحة أكثر عدالة، ويُحفِّزهم على مواصلة الكتابة والتطوير والإنتاج.
جائزة "كنز الجيل" هل هي لحماية الشعر النبطي؟
هي لحمايته، وتكريمه، وإحيائه أيضاً. الشعر النبطي ليس مجرد تراث لغوي، بل يحمل قيماً أخلاقية وإنسانية عميقة. الجائزة جاءت لتخليد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان للشعر النبطي مكانة خاصة في وجدانه. كما أنها تُكرِّم المبدعين في هذا الفن، وتدفع الأجيال الجديدة لتبنيه وتطويره.
ما الذي تعكسه أرقام المشاركة في الجائزة؟
أكثر من 4000 مشاركة سنوياً، بزيادة تقارب 30٪ في آخر دورتين، وهذا رقم يتحدث عن نفسه. هو دليل على أن الجائزة باتت تحظى بثقة المجتمع الثقافي، عربياً وعالمياً. أما في ما يخص الترجمة، فنحن لا نُكرّم فقط الترجمة إلى العربية، بل نحتفي كذلك بالأعمال المنقولة من العربية إلى لغات العالم. وهذا الدور هو من أهم الجسور الحضارية التي تبنيها الجائزة.
هل تقومون بترجمة هذه الأعمال ونشرها؟
نعم، وقد نشرنا بالفعل ترجمات لعشرات الأعمال الفائزة، وكذلك التي وصلت إلى القوائم القصيرة في فرعي الأدب وأدب الطفل. حتى الآن تمت الترجمة إلى أكثر من عشر لغات عالمية، وهو ما يعكس الحاجة الحقيقية لترجمة الأدب العربي، ويُبرز قدرتنا على نشره بطرق مهنية وواسعة التأثير.
هل أنقذت جائزة "سرد الذهب" القصة القصيرة من التراجع؟
يمكن القول إن الجائزة أنعشت هذا الفن وأعادته إلى الواجهة. القصة القصيرة تستحق أن تُحتفى بها، لما فيها من تكثيف وتعبير عميق عن التجربة الإنسانية. عدد المشاركات الكبير كل دورة يؤكد أن هناك تعطشًا لهذا النوع من الكتابة، وأن مركز أبوظبي للغة العربية أحسن صنعًا حين أطلق هذا المسار.
قلت إن الجدل حول نتائج الجوائز صحي.. هل هذا عن قناعة؟
بكل قناعة. الجدل لا يُزعجنا، بل نعتبره جزءًا من الحراك الثقافي الضروري. كل جائزة معتبرة لا بد أن تثير النقاش، لأنه لا يوجد إجماع تام على أي عمل. كثير من المحبين يتعاطفون مع أسماء بعينها، وهذا طبيعي. لكننا نؤمن بأن الجدل يُثري النقاش، ويُروِّج للأعمال الفائزة حتى من دون قصد.
كيف تختارون المحكمين؟
نحرص على اختيار أصحاب الكفاءة العالية والخبرة العميقة في كل فرع. نُراعي التنوع الجغرافي والثقافي، وكذلك التوازن بين الجنسين. تُراجع الأسماء بشكل دوري، وتُحاط بسرية تامة لضمان نزاهة القرار. لدينا نظام داخلي دقيق يضمن أعلى درجات المهنية والشفافية.
أخيراً.. كيف تُسهم الجوائز في تعزيز العلاقات بين الدول؟
الثقافة هي الجسر الأصدق بين الشعوب. الجوائز تفتح قنوات للحوار، وتُعمِّق الشراكات بين الدول، خاصة من خلال الترجمة والفعاليات المشتركة. نحن نؤمن أن الثقافة ليست فقط وسيلة للتفاهم، بل للبناء أيضاً، ولهذا فإن الجوائز أصبحت أداة من أدوات التقارب العربي والدولي.