تحولت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جون نوال بارو، لإسرائيل إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، عندما دخل عناصر من الشرطة الإسرائيلية موقع "الإليونة"، الذي يضم كنيسة تديرها فرنسا، والواقع في جبل الزيتون أو جبل الطور، شرق مدينة القدس.

وتداولت مصادر صحفية فيديو يظهر فيه عناصر الشرطة الإسرائيلية، وهم يدخلون الكنيسة ويعتقلون اثنين من أفراد الجندرمة الفرنسية، كانا متواجدين في المكان لتأمين زيارة الوزير الفرنسي، ثم يقتادون كلا منهما إلى سيارات الشرطة بحضور عدد من الصحفيين.

ويرجع اسم "الإليونة" إلى الكلمة اليونانية "إيليا" أو"إيلايون"، التي تعني الزيتون. وتقع الكنيسة على هضبة تحتوي كهفا تقول الروايات الدينية أنه شهد تعليم المسيح الصلاة لتلاميذه.

فرنسا تعتزم استدعاء سفير إسرائيل.. ماذا جرى في الكنيسة الإيليونة بالقدس؟ أعلنت الخارجية الفرنسية، الخميس، عزمها على استدعاء سفير إسرائيل في باريس للاحتجاج على دخول رجال شرطة إسرائيليين لكنيسة تديرها فرنسا في القدس، واعتقال عنصرين من الدرك الفرنسي موظفين في القنصلية العامة الفرنسية خلال الزيارة التي يجريها وزير الخارجية الفرنسي لإسرائيل.

وتشير مصادر فرنسية إلى أن الكنيسة بنيت أول مرة خلال القرن الرابع، في عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول، وأضيف إليها دير ومصلى عام 430 ميلادي. 

وأعيد بناء الكنيسة في عهد الملك شارلمان. وفي القرن 12 قام الصليبيون ببناء كنيسة جديدة في نفس الموقع، لكنها بقيت بعد ذلك مهملة لعدة قرون.

وفي عام 1856 اشترت الموقع الأميرة إيلويز دي لاتور دوفارنيي، وهي سيدة أرستقراطية فرنسية ثرية، كانت تزور مدينة القدس، ورغبت في إعادة إحياء الكنيسة عبر اقتناء قطعة الأرض الواقعة في جبل الزيتون.

مولت الأميرة دوفارنيي مشروع إنشاء المبنى الحالي، الذي اكتمل بناؤه عام 1868، ثم وهبتها للدولة الفرنسية في نفس السنة. ووضع جزء من الموقع تحت تصرف "الآباء البيض" و راهبات الكرمل، اللاتي لازالت 12 منهن يعشن فيه إلى اليوم.

وموقع كنيسة "الإليونة"، هو واحد من المواقع الأربعة التي تديرها قنصلية فرنسا في القدس، منذ منتصف القرن 19 إلى اليوم، وتطلق عليها تسمية "الممتلكات الفرنسية في الأراضي المقدسة".

والمواقع الثلاثة الأخرى هي دير أبو غوش غرب مدينة القدس، وموقع قبور السلاطين أو "قبور ملوك يهودا"، الموجود في شارع صلاح الدين، وهو الشارع الرئيسي في القدس الشرقية، بالإضافة إلى كنيسة "القديسة آن"، التي شهدت حادثاً دبلوماسياً مماثلاً بحضور الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.

في أكتوبر عام 1996، وأثناء تجوله في شوارع المدينة القديمة في القدس، طلب الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، من أفراد الأمن الإسرائيلي المرافقين له، السماح للمواطنين الفلسطينيين بمصافحته والحديث معه. ثم لما وصل إلى كنيسة "القديسة آن"، انفجر غاضباً، مطالباً بعدم دخول أي عناصر مسلحة إلى الكنيسة.

وتكرر نفس المشهد مع الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته للقدس في يناير 2022. عندما طلب من عناصر الشرطة الإسرائيليين الخروج من الكنيسة.

والمواقع الفرنسية الأربعة الواقعة داخل وفي محيط مدينة القدس، تخضع لإدارة القنصلية الفرنسية. ويقول خبراء فرنسيون أن ذلك يعني أنه لا يمكن دخول قوات مسلحة من أي دولة، دون موافقة السلطات الدبلوماسية الفرنسية على ذلك.

وزير الخارجية الفرنسي، جون نوال بارو، الذي ألغى زيارته للكنيسة، قال إن وجود قوات أمنية إسرائيلية مسلحة، هو "أمر غير مقبول"، ومؤكدا أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي لديها في الأيام القليلة القادمة.

وقال الوزير في تصريح للصحفيين، إن الحادث يضعف العلاقات بين البلدين، ويأتي في وقت يقوم فيه بزيارة "ودية"، كان من شأنها دفع المنطقة نحو السلام.

غير أن السفير الفرنسي السابق لدى إسرائيل، جيرار آرو، قال لصحيفة لوفيغارو إن "الممتلكات الفرنسية في الأراضي المقدسة"، لا تملك صفة دبلوماسية، مثل السفارة أو القنصلية، ما يعني أن لدى إسرائيل "حق البلد المضيف".

وزارة الخارجية الإسرائيلية، أوضحت أن عناصر الشرطة كانوا متواجدين في المكان، قصد تأمين الوزير الفرنسي، مثلما تنص عليه الاتفاقيات الدولية. وأوضحت الوزارة أن التدابير والإجراءات الأمنية تم توضيحها للجانب الفرنسي مسبقاً.

وأضافت الخارجية الإسرائيلية أن عنصري الدرك الفرنسيين، رفضا التعريف بنفسيهما، ولم يكونا يرتديان زياً رسمياً، أو بطاقات تعرف بهويتهما.

ويأتي الحادث الجديد وسط جهود مكثفة تقوم بها عدة أطراف دولية، لتجنب مزيد من التصعيد في المنطقة، ودعوات لإيقاف الحرب في غزة، ولبنان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخارجیة الفرنسی مدینة القدس فی القدس

إقرأ أيضاً:

شاهد.. سرايا القدس تفجر آلية عسكرية بعبوة إسرائيلية

بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– اليوم الجمعة مشاهد من تفجير آلية عسكرية إسرائيلية شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأظهرت المشاهد عملية تدوير عبوة ناسفة من مخلفات جيش الاحتلال وتفخيخها بما سمته السرايا بـ"الهندسة العكسية"، قبيل زراعة العبوة المعاد تدويرها في الطريق المتوقع لعبور الآليات الإسرائيلية.

وتضمنت المشاهد عملية رصد دقيقة لتموضع الآلية العسكرية الإسرائيلية على مقربة من آلية هندسية تنفذ عمليات تجريف وهدم، ثم تمت عملية التفجير واندلاع دخان كبير من المكان المستهدف.

وفي 12 حزيران/يونيو الجاري، أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها أكدوا -بعد عودتهم من خطوط القتال- تدمير آلية إسرائيلية بتفجير عبوة من مخلفات الاحتلال.

وأوضحت السرايا -في بيان- أن التفجير وقع في منطقة السطر الغربي شمالي خان يونس، بتاريخ الثامن من الشهر ذاته.

وأمس الخميس، أنذر جيش الاحتلال بإخلاء عدة مناطق في خان يونس فورا، والتوجه إلى منطقة المواصي غربا، تمهيدا لتنفيذ هجوم عسكري، مدعيا أنه "سيعمل بقوة شديدة في تلك المناطق لتدمير قدرات الفصائل الفلسطينية".

ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال.

إعلان

كما دأبت على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية: الأوضاع صعبة في موقع الهجوم الصاروخي الإيراني
  • الشرطة الإيرانية تعتقل عناصر خلية إرهابية عميلة للموساد وتضبط عددا كبيرا من المسيرات (صور+فيديو)
  • مقتل أحد عناصر الشرطة على يد مسلحين شمال غربي باكستان
  • وزير الخارجية الفرنسي يقترح على المفوضية الأوروبية "تقييد حركة الدبلوماسيين الروس"
  • لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك.. الرئيس الفرنسي ماكرون يصل جرينلاند
  • وزير الخارجية الفرنسي: باريس لم تحشد بعد مواردها العسكرية للدفاع عن إسرائيل
  • عاجل| مراقبة الشرطة وإعادة تأهيل.. قرار هام من المحكمة بشأن 5 عناصر بـ " خلية داعش سوهاج "
  • مقتـ.ل عنصر إجرامي وإصابة آخر فى تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالقليوبية
  • سماع دويّ انفجار بالقدس بعد قصف حوثي لإسرائيل
  • شاهد.. سرايا القدس تفجر آلية عسكرية بعبوة إسرائيلية