يمانيون../ في إطار التحَرّكات الأمريكية العدوانية المتصاعدة ضد الشعب اليمني، وفي سابقة فاضحة تكشف حقيقة التحكم الأمريكي الكامل بالمرتزِقة المحليين على مختلف تصنيفاتهم وتشكيلاتهم.

 تم الأسبوع الماضي إعلان ما يسمى بـ (تكتل المكونات السياسية) الموالية لتحالف العدوان، بتوجيهات أمريكية معلنة، في سياق الدفع نحو التصعيد ضد الشعب اليمني والسلطة الوطنية؛ مِن أجلِ وقف العمليات العسكرية المساندة لغزة ولبنان؛ وهو ما شكّل فضيحة جديدة للمرتزِقة ولأمريكا على حَــدٍّ سواء.

وبحسب ما أعلنت السفارة الأمريكية بشكل صريح، فَــإنَّ التكتل الذي جمع ما يقارب 22 مكونًا من مرتزِقة العدوان، جاء برعاية ودعم مباشرَينِ من قبل “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” و”المعهد الوطني الديمقراطي” وهما كيانان يتبعان بشكل مباشر الاستخبارات الأمريكية، وقد تم الكشف عن بعض نشاطاتهما المخابراتية العدائية في العديد من اعترافات أعضاء وقيادات خلية التجسس الكبيرة التابعة للاستخبارات الأمريكية والصهيونية والتي ضبطتها الأجهزة الأمنية في وقت سابق.

ولم يأتِ توقيتُ إعلان تشكيل هذا “التكتل” مصادفة، حَيثُ جاء تزامُنًا مع تحَرّكات أمريكية صهيونية واضحة للتوجّـه نحو تصعيد جديد ضد اليمن بعد فشل العدوان المباشر والضغوط السياسية والاقتصادية في وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة ولبنان أَو التأثير على القرار اليمني بمواصلة معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، حَيثُ يبدو بوضوح أن العدوّ الصهيوني وأمريكا يحاولان استخدام “التكتل” الجديد للمرتزِقة كواجهة في إطار التصعيد.

هذا أَيْـضًا ما أكّـده بيان إشهار تكتل المرتزِقة الجديد، والذي أكّـد بصراحة أن هدفه الأَسَاسي هو مواجهة صنعاء والسلطة الوطنية، وليس “تعزيز السلام في اليمن” كما زعم بيان السفارة الأمريكية الذي كشف أن السفير ستيفن فاجن يقف بشكل مباشر وراء تشكيل التكتل الجديد.

وقد أظهر هذا “التكتل” حجم خضوع كافة أطراف المرتزِقة للولايات المتحدة الأمريكية، برغم الخلافات الكبيرة بين تشكيلاتهم؛ فعلى الرغم من أن ما يسمى “المجلس الانتقالي” المدعوم من الإمارات حاول الاعتراض على “التكتل” الجديد والتحفظ عن المشاركة فيه، إلا أنه لم يجد بُــدًّا من التعبير عن دعمه للتحَرّك ضد قوات صنعاء؛ وهو ما يكشف بوضوح أن التوجيهات الأمريكية لم تترك مساحة لإبداء أية تحفظات.

ويعتبر قيام الولايات المتحدة بتشكيل تكتل سياسي يمني، وبشكل معلَن، سابقةً فاضحةً تبين حقيقة إدارة واشنطن لكل تفاصيل العدوان المُستمرّ على اليمن منذ 2015، وزيف كُـلّ العناوين التي تغطي على حقيقة المرتزِقة وحقيقة الأهداف التي يعملون جميعًا لخدمتها، بَدْءًا بعنوان “الشرعية” وُصُـولًا حتى إلى عناوين الخلافات الداخلية فيما بينهم، حَيثُ بات واضحًا أن الولايات المتحدة هي من تتحكم حتى بهذه الخلافات وتوجّـه بتجاوزها في الوقت الذي تريده للأهداف التي تريدها.

أما عن الهدف العدواني من تشكيل “التكتل” الجديد للمرتزِقة، والمتمثل في التصعيد ضد صنعاء على أمل الضغط لوقف العمليات المساندة لغزة ولبنان، فهو يكشف عن إفلاس كبير لدى الولايات المتحدة في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية، حَيثُ يعكس اللجوء إلى إعادة تدوير المرتزِقة تخبُّطًا كَبيرًا وانعدامًا في الخيارات بعد فشل المواجهة العسكرية المباشرة على البحر، والقصف الجوي والبحري، وَأَيْـضًا الضغوط السياسية والاقتصادية؛ إذ سبق للمرتزِقة أن تحَرّكوا في ذات المسار لعدة سنوات وبدعم هائل تكفلت به السعوديّة والإمارات وفشلوا في تحقيق أي شيء، أما الآن فقد أصبح النظامان السعوديّ والإماراتي مقيَّدَينِ بمخاوف الردع اليمني الكبير والإرادَة الصُّلبة للقيادة اليمنية في مواجهة أي اعتداء، وهو ما ظهر جليًّا عندما تم إفشال التصعيد الاقتصادي الذي كان النظام السعوديّ قد تورط في رعايته ضد البنوك التجارية العاملة بصنعاء، في وقت سابق من هذا العام، بعد أن توعد السيد القائد بضرب المنشآت الحيوية داخل المملكة بكل صراحة.

وحتى إن تمكّن العدوُّ الأمريكي والصهيوني من إعادة تفعيل النظامَينِ السعوديّ والإماراتي في المعركة، كداعمَينِ للتصعيد الجديد خلف واجهة “التكتل” الجديد للمرتزِقة، فَــإنَّ فرصة تحقيق أي تأثير لن تكون أفضل، حَيثُ أكّـد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بوضوح الاستعداد المسبق لأي مستوى من التصعيد، وذكّر الولايات المتحدة في خطابه الأخير بأن صنعاء تمكّنت من مواجهة العدوان الأمريكي في السنوات السابقة وهي في ظروف أصعب بكثير من الظروف الحالية على مستوى القدرات والخيارات، وهو ما يمثل فجوة هائلة في الحسابات الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بالتصعيد.

هذا أَيْـضًا ما تؤكّـده الشهادات المُستمرّة من جانب قادة عسكريين ومسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين بشأن المواجهة مع اليمن، والتي تؤكّـد بشكل صريح على أن أفق الانتصار الأمريكي في هذه المواجهة مسدود بوضوح، بل وأن صنعاء قد حسمتها مسبقًا، ومن آخر هذه الشهادات تصريحاتُ القائد السابق للمنطقة المركزية الأمريكية فرانك ماكنزي الأسبوع الماضي التي نقلها موقعُ “ميدل إيست آي” البريطاني والتي أكّـد فيها أن اليمنيين “انتصروا” وأن الجيش الأمريكي “فشل” محذرًا من أن استمرار المعركة سيجعل القوات المسلحة اليمنية تتمكّن من قتل جنود أمريكيين، في الوقت الذي جدّد فيه السفير الأمريكي السابق في اليمن، جيرالد فايرستاين، أن الطريقَ الوحيد المباشر أمام واشنطن لوقف عمليات جبهة الإسناد اليمنية هو وقفُ الحرب على غزة.

 

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وهو ما

إقرأ أيضاً:

تبون: العدوان الإسرائيلي المستمر لن يحقق “وأد الدولة الفلسطينية”

الجزائر – أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، امس الأربعاء، إن “الاحتلال الإسرائيلي، يسعى لجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة”، مشددا على أن عدوانه المستمر “لن يحقق وأد الدولة الفلسطينية”.

جاء ذلك في رسالة قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين (المحاربين القدامي) عبد المالك تاشريفت، خلال فعالية أقيمت بالعاصمة الجزائر، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.

وقال تبون، إن “عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني يتجاهل أبسط قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأضاف أن “الاحتلال الإسرائيلي، يسعى لجعل الحياة مستحيلة في غزة، إلى جانب السطو على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس”.

وشدد على أن هذا العدوان “لن يحقق وأد الدولة الفلسطينية”.

وأوضح تبون، أن “الاحتلال ولتحقيق هذا الهدف، يقوم بعدوان مستمر متجاهلا أبسط قواعد القانون الدولي بالتدمير الممنهج للبنية التحتية في غزة واستهداف المنظومة الصحية والحصار والتجويع”.

وقال إن بلاده “تهيب بالمجتمع الدولي ليبذل ما يجب من مساعي لفرض الامتثال للشرعية الدولية والرفع الفوري للحصار بشكل كامل عن غزة، وفتح جميع المعابر لضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

وجدد تبون، موقف بلاده المؤكد لتمكين دولة فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، باعتباره “خطوة أساسية” لتكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته.

وأضاف أن “الجزائر ستبقى على العهد داعمة للأشقاء في فلسطين المحتلة ولن تألو جهدا في الدفاع عن حقوقهم المشروعة حتى استعادة كامل السيادة وإقامة الدولة الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وخلال سنتين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أسفرت اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي في الضفة عن مقتل ما لا يقل عن 1082 فلسطينيا وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، إلى جانب اعتقال ما يزيد على 20 ألفا و500 شخص، وفق مصادر رسمية فلسطينية.​​​​​​​

الأناضول

مقالات مشابهة

  • متحدث “حماس” : العدوان الإسرائيلي على سوريا يؤكد مساعي الاحتلال لتوسيع التصعيد في المنطقة
  • عام على “ردع العدوان” | كيف انهار نظام الأسد في سوريا ببضعة أيام؟
  • تبون: العدوان الإسرائيلي المستمر لن يحقق “وأد الدولة الفلسطينية”
  • طهران توجه رسالة الى مجلس الامن حول دور أمريكا في العدوان الإسرائيلي على إيران
  • تصعيد عسكري خطير في البحر الأحمر ضد اليمن بتنسيق سعودي أمريكي وتموين “رقمي” صهيوني (صورة)
  • عدوان أمريكي صهيوني يستهدف اليمن وصنعاء تعلن هذا البيان الهام والعاجل “تفاصيل”
  • فتح مطار صنعاء.. مطلب عاجل في وقفة أمام مقر الأمم المتحدة
  • وقفة أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء تطالب بفتح مطار صنعاء الدولي
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من طلاب كلية الطب بجامعة صنعاء
  • “الزنكلون أرض الفيروز والسفارة الأمريكية في مصر”.. فيديو يثير ضجة واسعة في مصر